دمار كبير شهده مخيم جباليا شمال غزة بعد قصفه من قبل قوات الاحتلال الإسرئيلي بالمدفعية، إذ ربما الحياة أصبحت شبة منعدمة، المباني عبارة عن ركام، والخراب منتشر في كل مكان بالمخيم، فيما انشغل الأهالي بالبحث عن ذويهم تت الأنقاض، وظهر ذلك جليا في فيديوهات وثقها الصحفي الفلسطيني أنس الشريف بعدسة كاميرته.

مشاهد مأساوية عديدة تضمنها مقطع الفيديو الذي نشره الصحفي الفلسطيني أنس الشريف، يوثق الدمار الذي سببه الاحتلال الإسرئيلي في المخيم، إذ تحولت المباني إلى ركام، واشتعلت النيران بالمنازل، التي سحق أغلبها واختفت من على وجه الأرض.

مشاهد من مخيم جباليا 

العديد من الشهداء راحوا ضحية القصف والدمار الذي سببه الاحتلال الإسرئيلي في مخيم جباليا، إذ خلال الساعات الماضة أفادت قناة القاهرة الإخبارية في نبأ عاجل، أنّ قوات الاحتلال الإسرائيلي قصفت مربعا سكنيا في مخيم جباليا، نتج عنه استشهاد عشرات الفلسطينيين.

مشاهد للدمار الذي تسببت به قوات الاحتلال في مخيم جباليا شمال غزة pic.twitter.com/bhYVjhyKrr

— أنس الشريف Anas Al-Sharif (@AnasAlSharif0) December 23, 2023

جرائم الاحتلال الإسرئيلي المستمرة في قطاع غزة، جعلت الحياة منعدمة لا مياه ولا وقود وكذلك لا توجد كهرباء أو غذاء، ما أدى إلى انتشار الأمراض الفيروسية والمعوية بين الأطفال بسبب التلوث والبرد.

جرائم الاحتلال الإسرئيلي 

رغم هذه اللحظات الصعبة التي يعيشها أهالي غزة، تحت وطأة الجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرئيلي إلا أنهم مازالوا صامدين أمام العدوان، فهناك العديد من المشاهد التي أبرزت مدى هذا الصمود منها ضحكات الأطفال الذين مازالوا يحلمون بمستقبل أفضل مليئ بالأمنيات، وهو ما جسدته الطفلة الفلسطينية «لمى أبو جاموس» التي عرفت بأصغر صحفية فلسطينية، وشاركت العمل مع العديد من الصحفيين الفلسطينين المعروفين منهم المراسل «وائل الدحدوح» الذي أجرت معه حوارا ومعتز عزايزة.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: قطاع غزة الاحتلال الإسرئيلي جرائم الاحتلال الأطفال مخيم جباليا الاحتلال الإسرئیلی مخیم جبالیا

إقرأ أيضاً:

غسان حسن محمد.. شاعر التهويدة التي لم تُنِم. والوليد الذي لم تمنحه الحياة فرصة البكاء

بقلم : سمير السعد ..

في عالمٍ تُثقله الحروب وتغرقه الفواجع، تبرز قصيدة “تهويدة لا تُنيم” للشاعر العراقي غسان حسن محمد كصرخة شعرية تحمل وجع الوطن، وتجسِّد الإنسان العراقي في زمنٍ لم يعد فيه للتهويدات مكان، ولا للطفولة حضنٌ آمن. غسان، ابن العمارة ودجلة والقصب، هو شاعر يكتب بقلبه قبل قلمه، ويغزل قصائده من نسيج الوجع العراقي بأدقّ خيوط الإحساس وأصفى نبرة صدق.
يفتتح الشاعر قصيدته بمشهد يختزل حجم الانهيار الداخلي في صورة جسدية/معمارية رمزية:

“من ربّت على ظهرِ الجسر..،
حتى انفصمت عُراه.”

ليتحوّل الجسر، رمز العبور والحياة، إلى معبر نحو الفقد والانفصال، ولتمتدّ صورة اليُتم على النهر كلحن لا يُفضي إلى الوصول:

“ليمتدَّ اليتمُ على كامل النهرِ،
يعزفُ لحنَ اللاوصول؟!”

هنا لا يتحدث الشاعر عن اليتيم بمعناه الفردي، بل يُحوّله إلى حالة جماعية تسري في جسد المكان، حالة بلد بأكمله يُرَبّى على غياب الآباء، وانقطاع الحكايات.

تدخل الحرب بوصفها شخصية غاشمة، لا تنتظر حتى تهدأ التهويدة، بل تُباغت الزمن وتفتك بالطمأنينة:

“الحرب..،
الحرب..،
(لعلعةٌ..):
كانت أسرعَ من تهويدة الأمِّ لوليدها”

هكذا يضع الشاعر التهويدة، رمز الحنان والرعاية، في مواجهة مباشرة مع صوت الحرب، لنعرف أن النتيجة ستكون فاجعةً لا محالة. ولا عجب حين نسمع عن الوليد الذي لم تمنحه الحياة حتى فرصة البكاء:

“الوليدُ الذي لم يفتر ثغرهُ
عن ابتسام..”

فهو لم يعرف الفجيعة بعد، ولم يلعب، ولم يسمع من أبيه سوى حكاية ناقصة، تُكملها المأساة:

“لم يَعُد أباه باللُعبِ..,
لم يُكمل حكايات وطنٍ..،
على خشبتهِ تزدهرُ المأساة لا غير.!”

في هذا البيت تحديدًا، يكشف غسان عن قدرة شعرية مدهشة على تحويل النعش إلى خشبة مسرح، حيث لا تزدهر إلا المأساة، في تورية درامية تفتك بالقلب.

ثم يأتي المشهد الفاصل، المشهد الذي يُكثّف حضور الغياب:

“عادَ الأبُّ بنعشٍ.. يكّفنهُ (زهرٌ)
لم يكُن على موعدٍ مع الفناء.!”

فالموت لم يكن مُنتظرًا، بل طارئًا، كما هي الحرب دومًا. لقد كان الأب يحلم بزقزقة العصافير، وسنابل تتراقص على وقع الحب:

“كان يمني النفسَ
بأفقٕ من زقزقات.،
وسنابلَ تتهادى على وقع
أغنية حبٍّ..
تعزفها قلوبٌ ولهى!”

بهذا المشهد، يقرّب الشاعر المأساة من القلب، يجعل القارئ يرى الأب لا كمقاتل، بل كعاشق كان يحلم بأغنية، لا بزئير دبابة. حلمُ الأب كُسر، أو بالأدق: أُجهض، على خيط لم يكن فاصلاً، ولا أبيض، بين الليل والنهار:

“حُلم أُجهض على الخيط
الذي لم يكن فاصلاً..،
ولا ابيضَ..
بين ليلٍ ونهار”

لا زمن في الحرب، لا بداية ولا نهاية، ولا فاصل بين حلمٍ وحطام. فالحرب تعيش في الفراغ، وتُشبع نهمها من أجساد الأبناء دون أن ترمش:

“ذلك أن لا مواقيت لحربٍ..
تُشبعُ نهمَ المدافع بالأبناء..”

وفي النهاية، تأتي القفلة العظيمة، القفلة التي تحوّل الحرب من آلة صمّاء إلى كائنٍ لو امتلك عيناً، لبكى، ولابتسم الطفل:

“فلو كانَ للحربِ عينٌ تدمع.،
لأبتسم الوليد!”

ما أوجع هذا البيت! إنه انقلابٌ شعريّ كامل يجعل من التهويدة التي لم تُنِم أيقونةً لفجيعة كاملة، وابتسامة الوليد غاية ما يتمنّاه الشاعر، وكأنّها وحدها قادرة على إنهاء الحرب.

غسان حسن محمد الساعدي ، المولود في بغداد عام 1974، والحاصل على بكالوريوس في اللغة الإنجليزية، هو عضو فاعل في اتحاد الأدباء والكتاب في العراق. صدرت له عدة مجموعات شعرية ونقدية منها “بصمة السماء”، و”باي صيف ستلمين المطر”، و”أسفار الوجد”، إضافة إلى كتابه النقدي “الإنصات إلى الجمال”. شاعرٌ واسع الحضور، يكتب بروح مغموسة بجماليات المكان وروح الجنوب العراقي، وينتمي بصدق إلى أرضه وناسها وتاريخها الأدبي والثقافي.

شاعر شفاف، حسن المعشر، لطيف في حضوره، عميق في إحساسه، يدخل القصيدة كمن يدخل الصلاة، ويخرج منها كما يخرج الطفل من حضن أمه، بكاءً وشوقًا وحلمًا. هو ابن العمارة، وابن دجلة، وابن النخيل والبردي، يدخل القلوب دون استئذان، ويترك فيها جُرحاً نديًّا لا يُنسى.

في “تهويدة لا تُنيم”، لا يكتب الساعدي الشعر، بل يعيش فيه. يكتب لا ليواسي، بل ليوقظ. لا ليبكي، بل ليُفكّر. قصيدته هذه، كما حياته الشعرية، تُعلن أن الشعر ما يزال قادراً على فضح الحرب، وردّ الضمير إلى مكانه، لعلّ الوليد يبتسم أخيرًا.

سمير السعد

مقالات مشابهة

  • الكويت تدين بشدة استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي لمستشفى حمد في غزة
  • الاحتلال الإسرائيلي يواصل عدوانه على جنين ومخيمها لليوم الـ120
  • إصابة مواطن برصاص الاحتلال في مخيم العين غرب نابلس
  • استشهاد 12 فلسطينيًا في قصف الاحتلال الإسرائيلي مدرسة تؤوي نازحين بمدينة غزة
  • الاحتلال الإسرائيلي يقتحم بلدة فرعون جنوب طولكرم ويعتقل شابًا فلسطينيًا
  • 14 قتيلا في قصف لقوات الدعم السريع على مخيم للنازحين غرب السودان
  • عاجل- غارة إسرائيلية تستهدف نازحين غرب جباليا وتسفر عن سقوط 5 شهداء
  • مصابون واعتقالات باقتحامات للجيش الإسرائيلي بالضفة
  • فيديو - مع بدء "العملية البرية الواسعة" للجيش الإسرائيلي.. نزوح جماعي من جباليا
  • غسان حسن محمد.. شاعر التهويدة التي لم تُنِم. والوليد الذي لم تمنحه الحياة فرصة البكاء