«غوغل» تعتزم التوقف عن جمع وتخزين بيانات المواقع للمستخدمين
تاريخ النشر: 24th, December 2023 GMT
يمن مونيتور/قسم الأخبار
قالت شركة “غوغل” إنها ستسمح قريباً للمستخدمين بتخزين بيانات تحركاتهم ومواقعهم على أجهزتهم الخاصة بدلاً من خوادم الشركة.
ويقول خبراء التقنية وحماية البيانات إن هذا الإعلان يمهد فعلياً لإنهاء ممارسة المراقبة طويلة الأمد التي سمحت لسلطات إنفاذ القانون بالاستفادة من كمية البيانات الهائلة التي تحتفظ بها الشركة لتحديد مواقع مرتكبي الجرائم والمشتبه بهم.
وتزايد استخدام ما يسمى بـ”أوامر السياج الجغرافي” في السنوات الأخيرة، وذلك بسبب انتشار الهواتف الذكية إلى جانب تزايد حجم الشركات التي تتعامل مع البيانات الكبيرة مثل “غوغل” التي تقوم بتفريغ وتخزين كميات هائلة من بيانات مواقع مستخدميها، والتي يصبح من الممكن الحصول عليها بموجب القانون عند الطلب بواسطة جهات إنفاذ القانون، بحسب ما ذكر موقع “تك كرانش”.
ويمكن لهذه الجهات استخدام “أوامر تحديد الموقع الجغرافي” لمطالبة “غوغل” وغيرها من الشركات بتسليم المعلومات المتعلقة بأجهزة المستخدمين الموجودة في منطقة جغرافية معينة في وقت معين.
لكن المنتقدين يقولون إن أوامر تحديد المواقع الجغرافية غير دستورية ومطاطة للغاية، نظراً لأن هذه المطالب غالباً ما تتضمن أيضاً معلومات عن أشخاص أبرياء تماماً كانوا قريبين من الموقع وقت ارتكاب الجريمة. وأضافوا أنه حتى المحاكم لا تستطيع الاتفاق على ما إذا كانت أوامر تحديد المواقع الجغرافية نفسها قانونية أم لا.
ولم يذكر إعلان “غوغل” أوامر تحديد الموقع الجغرافي على وجه التحديد، مكتفياً بالقول إن الانتقال لتخزين بيانات الموقع على أجهزة المستخدمين من شأنه أن يمنحهم “مزيداً من التحكم” في بياناتهم.
ويشير خبراء التقنية إلى أن هذه الخطوة ستجبر وكالات إنفاذ القانون على طلب أمر تفتيش للوصول إلى هذا الجهاز المحدد بدلاً من مطالبة شركات التقنية – ومنها “غوغل” – بالحصول على البيانات.
وعلى الرغم من أن “غوغل” ليست الشركة الوحيدة الخاضعة لأوامر تحديد المواقع الجغرافية، إلا أنها كانت أكبر جامع لبيانات الموقع الحساسة، وأول من قام باستغلالها حسبما نشر موقع “تك كرانش” المتخصص في التقنية.
وكان قد تم الكشف عن وصول الشرطة وجهات إنفاذ القانون إلى بيانات مواقع المستخدمين لدى غوغل لأول مرة في عام 2019. وتعتمد غوغل منذ فترة طويلة على بيانات موقع مستخدميها بهدف التسويق والإعلان عن المنتجات المختلفة، وهي البيانات التي جلبت خلال عام 2022 وحده حوالي 80 في المئة من إيرادات غوغل السنوية، بما عادل حوالي 220 مليار دولار.
مراقبة المواقع
ولكن في الواقع، يُعتقد أن مسألة مراقبة المواقع أوسع من ذلك كثير، إذ قامت سلطات إنفاذ القانون في وقت لاحق بتوسيع مطالبها المتعلقة ببيانات الموقع لتشمل شركات أخرى غير غوغل ومنها شركتا ياهو ومايكروسوفت رغم أنهما لم تعلنا عن تلقي أوامر بتنفيذ “السياج الجغرافي” ولم تكشفا عن عدد الطلبات التي تتلقاها للحصول على بيانات مواقع المستخدمين.
وحذرت تقارير سابقة لمنظمات حقوقية من سوء استخدام وكالات انفاذ القانون لمسألة “السياج الجغرافي” وذكروا مثالاً على ذلك إصدار الشرطة في مينيابوليس مذكرة تحديد الموقع الجغرافي لمعرفة الأفراد الذين حضروا الاحتجاجات بعد مقتل جورج فلويد، وكذلك متابعة تحركات السيدات الراغبات في الاجهاض بالسفر إلى ولايات لا تجرم هذا الأمر، ما جعل المشرعون الأمريكيون يطالبون غوغل بالتوقف عن جمع بيانات موقع المستخدمين وتخزينها بسبب سوء الاستخدام من جانب الأنظمة والحكومات.
وفي هذا السياق، أظهرت البيانات أن غوغل تلقت 982 أمرًا بتحديد مواقع أشخاص في عام 2018 ثم 8396 أمراً في عام 2019 و11554 أمراً في عام 2020 ما يكشف عن ارتفاع حاد في عدد هذه الطلبات.
وقوبل إعلان “غوغل” عزمها على وقف جمع بيانات مواقع المستخدمين على خوادمها بإشادة حذرة من جانب جهات حقوقية. وقالت مؤسسة الحدود الإلكترونية، التي طعنت في دستورية أوامر “السياج الجغرافي” في المحكمة، في منشور على مدونتها: “في الوقت الحالي، على الأقل، سنعتبر هذا بمثابة فوز”.
وقال ديفيد سيفرت، المدير القانوني لمشروع مراقبة تكنولوجيا المراقبة: “ما أعلنته غوغل يعد خطوة كبيرة في مكافحة تتبع مواقع الأشخاص، لكن لا يمكننا التوقف عند هذا الحد.. يجب على جميع شركات التكنولوجيا التي تجمع حاليًا بيانات الموقع أن تحذو حذوها وتتوقف عن تسهيل أوامر السياج الجغرافي” حسب ما نشر موقع ياهو.
لكن المؤسسة لاحظت أن هناك طرقاً أخرى وثغرات لا يزال بإمكان غوغل من خلالها تسليم البيانات الشخصية الحساسة لمستخدميها إلى جهات إنفاذ القانون ومنها طريقة قانونية أيضاً تعرف باسم أوامر “الكلمة الرئيسية العكسية” والتي يتم من خلالها تحديد حسابات غوغل المختلفة التي تم من خلالها البحث عن كلمة رئيسية معينة في وقت محدد، مثل ما قبل ارتكاب جريمة الأمر الذي قد يؤخذ كقرينة ضد الشخص صاحب الحساب.
ويقول خبراء التقنية إن ما أعلنت عنه غوغل سيستغرق وقتاً طويلاً لتنفيذه، حيث لا تزال الشركة تحتفظ بكميات هائلة من بيانات المواقع جمعتها على مدى سنوات مضت والتي يمكن لجهات إنفاذ القانون الاستفادة منها في أي وقت، حتى تقرر غوغل أنها لم تعد ترغب في الاحتفاظ بها.
وفي أحدث تقرير للشفافية لها في عام 2022 قالت شركة “آبل” إنها تلقت 13 مذكرة قانونية تطالب ببيانات لمواقع بعض عملائها، لكنها لم تقدم أي بيانات في المقابل. وقالت الشركة إنها “ليس لديها أي بيانات لتقديمها استجابة لطلبات السياج الجغرافي” لأن البيانات موجودة على أجهزة المستخدمين، والتي تقول آبل إنها لا تستطيع الوصول إليها.
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: المستخدمين غوغل بیانات الموقع إنفاذ القانون بیانات مواقع فی عام
إقرأ أيضاً:
الكشف عن روبوت دردشة جديد من غوغل يعالج مسائل رياضية معقدة
أطلقت شركة "ديب مايند" التابعة لـ"غوغل" نظاما جديدا يعمل بالذكاء الاصطناعي تحت اسم "AlphaEvolve"، نجح في معالجة مسائل رياضية غير محلولة وتحسين تصميمات رقائق حوسبة متقدمة.
وأوضح تقرير نشره موقع "Scientific American" أن النظام الجديد، الذي لم يُطرح النظام بعد للاستخدام الخارجي من قِبل الباحثين خارج الشركة، يجمع بين قدرات نماذج اللغة الكبيرة (LLM) وخوارزميات قادرة على تقييم وتحسين الحلول المقترحة، في خطوة تُعد تطورا بارزا في توظيف الذكاء الاصطناعي لأغراض علمية متعددة.
وشدد ماريو كرين، رئيس مختبر علماء الذكاء الاصطناعي في معهد "ماكس بلانك" بألمانيا، على أهمية الابتكار، قائلا "أعتقد أن AlphaEvolve هو أول عرض ناجح لاكتشافات جديدة قائمة على نماذج اللغة الكبيرة متعددة الأغراض".
ولفت بوشميت كوهلي، رئيس قسم العلوم في "ديب مايند" بلندن، إلى أن النظام طُبّق أيضا في مجالات عملية مثل تحسين وحدات معالجة الموتر الخاصة بالشركة، ما وفّر 0.7 بالمئة من إجمالي الموارد الحوسبية، ووصف التأثير بـ"الكبير".
وأشار التقرير إلى أن ما يميز "AlphaEvolve" هو كونه نظام ذكاء اصطناعي متعدد الأغراض، بخلاف أنظمة الذكاء الاصطناعي المصممة يدويا لمهام محددة مثل "AlphaFold"، حيث يمكنه التعامل مع مسائل رياضية، وتوليد شيفرات برمجية، واقتراح حلول في مجالات علمية متعددة.
وبيّنت "ديب مايند" أن النظام يعتمد على سلسلة برامج "LLM" من نوع "Gemini"، ويبدأ كل سيناريو بإدخال سؤال وحل مبدئي، ليقترح بعدها النموذج آلاف التعديلات، تقوم خوارزميات خاصة بتقييمها وتحسينها باستمرار.
وقال ماتي بالوغ، أحد العلماء المشاركين في تطوير النظام، إن "AlphaEvolve" يطور تدريجيا مجموعة من الخوارزميات الأقوى من خلال استكشاف متنوع للحلول المحتملة.
كما أوضح الباحثون أن النظام استطاع تقديم طريقة أسرع من الطريقة المعروفة لضرب المصفوفات، التي وضعها فولكر شتراسن عام 1969، في تقدم يُعد تفوقا على "AlphaTensor"، نظام الذكاء الاصطناعي السابق للشركة في هذا المجال.
من جانبه، رأى سايمون فريدر، عالم الرياضيات في جامعة أكسفورد، أن AlphaEvolve يُقدم تسريعًا ملحوظًا في حل بعض المسائل، لكنه يبقى مناسبا فقط "لشريحة محدودة" من المسائل التي يمكن ترجمتها إلى شيفرات قابلة للتنفيذ.
وأعرب بعض الباحثين عن حذرهم تجاه النتائج المعلنة ما لم يجرب النظام خارج بيئة ديب مايند. وقال هوان صن من جامعة ولاية أوهايو "إلى أن تُختبر الأنظمة من قِبل مجتمع أوسع، سأبقى متشككا"، حسب التقرير.
ورغم أن "AlphaEvolve" يستهلك طاقة حوسبة أقل من سابقه، إلا أن الموارد التي يتطلبها ما تزال تحول دون إتاحته مجانا، بحسب كوهلي، الذي أضاف قائلا "نحن ملتزمون تماما بضمان وصول أكبر عدد ممكن من أفراد المجتمع العلمي إليه".