بغداد اليوم -  متابعة 

عندما تسلّم الرئيس الأميركي جو بايدن، السلطة قبل 3 سنوات أعلن بنبرة ملؤها الحماسة أنّ "أميركا عادت!" إلى تحمّل مسؤولياتها الدولية بعد ما وصفها بـ"السياسة الانعزالية" التي انتهجها سلفه دونالد ترمب، لكنّ واشنطن تجد نفسها الآن في عزلة دولية متزايدة، بسبب دعمها "الراسخ" إلى إسرائيل في حربها على الفلسطينيين في قطاع غزة.

ومنذ بدأت إسرائيل هذه الحرب في 7 أكتوبر الماضي، اضطرت واشنطن، أكثر من مرة، إلى الوقوف وحدها في المحافل الدولية للدفاع عن حليفتها.

وقتل الهجوم الإسرائيلي على غزة، 20 ألفاً و424 شخصاً، وخلف 54 ألفاً و36 مصاباً، حسبما ذكرت السلطات الفلسطينية.

 "فيتو" أميركي

وفي مجلس الأمن الدولي، على سبيل المثال، استخدمت الولايات المتّحدة مرّتين متتاليتين حق النقض "فيتو" لمنع صدور قرارين يدعوان إلى "وقف إطلاق نار إنساني" في القطاع الفلسطيني. 

لكنّ واشنطن خرجت الجمعة، على استحياء، من عزلتها في مجلس الأمن الدولي بقرارها بعدم وأد قرار يدعو إلى إدخال مساعدات إنسانية "على نطاق واسع" إلى القطاع.

وخلافاً للموقف الذي اتّخذه بعض من أقرب حلفائها، مثل بريطانيا، وفرنسا، واليابان، التي صوّتت لصالح القرار، امتنعت الولايات المتّحدة عن التصويت، وكذلك فعلت روسيا.

وقبل ذلك بأسبوع، في الجمعية العامة للأمم المتحدة، لم تجد الولايات المتّحدة، بين سائر شركائها الأوروبيين، سوى النمسا، والتشيك في التصويت ضدّ قرار يدعو إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة.

 

صورة الولايات المتحدة عالمياً

ولا ينفكّ هذا الوضع ينعكس سلباً على صورة الولايات المتحدة في العالم، إذ قالت ليزلي فينجاموري، الخبيرة في مركز "تشاتام هاوس" للأبحاث في لندن، إنّ "الطريقة التي يُنظر بها إلى كلّ هذا في بقية العالم هي أنّ أميركا تهتمّ بالإسرائيليين والأوكرانيين"، وتعير اهتماماً أقلّ للشعوب غير الغربية.

وخلافاً لسلفه الجمهوري، الذي دعم إسرائيل بدون أيّ تحفّظ، "فقدَ بايدن صبره" أكثر من مرة مع إسرائيل إلى حدّ أنّه أخرج إلى العلن خلافاته مع حكومة بنيامين نتانياهو، وفق "فرانس برس".

وطالبت الإدارة الأميركية مراراً، دول العالم على ممارسة ضغوط على الحركة الفلسطينية، وليس على تل أبيب فحسب، مذكّراً بأنّ فتيل هذه الحرب أشعلته "حماس".

ويكرّر مسؤولو الإدارة الأميركية القول إنّ الضغط الذي يمارسونه على الحكومة الإسرائيلية من وراء الكواليس يؤتي ثماره، إذ وافقت إسرائيل على السماح بدخول صهاريج وقود إلى غزة، وإعادة خدمة الإنترنت إلى القطاع، وفتح المعابر.

لكنّ فينجاموري ذكرت أنّ هذه الرواية القائلة بأنّ بايدن "يعانق نتانياهو، بينما يضغط في السرّ" على إسرائيل لا تستقيم لوقت طويل.

 إيران المستفيد الأبرز

ومن بين المستفيدين من هذا التحوّل في الرأي العام ضد الولايات المتحدة، هي الصين وروسيا، لكنّ المستفيد الأبرز إيران.

وكثّفت بكين جهودها الدبلوماسية بشكل كبير في المنطقة، لكنّ إدارة بايدن حاصرتها من خلال حثها على استخدام نفوذها لوقف الهجمات التي تشنّها جماعة "الحوثي" في اليمن، على سفن تجارية في البحر الأحمر قرب باب المندب. 

وفي حين أنّ الصين لديها وجود عسكري محدود في الشرق الأوسط، فقد أنشأت الولايات المتّحدة أخيراً تحالفاً عسكرياً انضمّت إليه أكثر من 20 دولة لحماية حركة السفن في المنطقة.

 

 

المصدر: الشرق 

المصدر: وكالة بغداد اليوم

كلمات دلالية: الولایات المت حدة

إقرأ أيضاً:

عمالقة التكنولوجيا في الولايات المتحدة تحت نيران ترامب

عمالقة التكنولوجيا في الولايات المتحدة تحت نيران ترامب

مقالات مشابهة

  • مسؤول أممي سابق لـعربي21: يجب فرض عقوبات دولية رادعة على إسرائيل
  • مراقبة دولية حثيثة للوضع الليبي بسبب مخاطر انقطاع تدفقات النفط
  • جوني مور.. قس أميركي موال لإسرائيل يقود مؤسسة غزة الإنسانية
  • واشنطن تجدد دعمها لإسرائيل وتشترط إطلاق الرهائن قبل أي هدنة في غزة
  • عمالقة التكنولوجيا في الولايات المتحدة تحت نيران ترامب
  • مفاوضات أمريكا وإيران.. إسرائيل تترقب و طهران تعلن حالة تأهب
  • أستاذ علاقات دولية: تطرف إسرائيل يتجاوز القتل إلى انتهاك المقدسات وتفريغ غزة
  • رئيسة المفوضية الأوروبية: يجب أن تتمتع المحكمة الجنائية الدولية بحرية التصرف دون ضغوط بسبب إسرائيل
  • لماذا فرضت أمريكا عقوبات على قاضيات المحكمة الجنائية بسبب نتنياهو؟
  • مطالبات دولية لإسرائيل بفتح غزة أمام الصحفيين الأجانب