طوفان الأقصى يُحبط آمال بورصة تل أبيب بالتعافي
تاريخ النشر: 25th, December 2023 GMT
قالت بورصة تل أبيب إن أداء الأسهم المحلية في 2023 كان أقل بكثير من أداء مؤشرات الأسهم العالمية الرئيسية، التي ارتفعت بنحو 20% رغم بيئة أسعار الفائدة المرتفعة.
وذكرت وكالة الأناضول نقلا عن التقرير السنوي للعام الجاري للبورصة، أن بورصة تل أبيب شهدت هذا العام تراجعا في الاكتتابات الأولية، وتباطأ رأس مال الشركات، بسبب الحرب على قطاع غزة وخطة إصلاح القضاء.
وترتبط الأسهم الإسرائيلية والشيكل (العملة الإسرائيلية) بشكل وثيق بمؤشر ستاندرد آند بورز 500 وأسهم التكنولوجيا العالمية، أي أنه إذا ارتفع مؤشر الأسهم الأميركية تبعته السوق المحلية بحركة مماثلة في الاتجاه نفسه وارتفع الشيكل، والعكس صحيح.
ووفقا للأناضول فإن التقرير يشير إلى أن العام الجاري كان مخالفا لهذه الاتجاه التقليدي حيث ارتفع مؤشر أسهم الشركات الكبرى (تي أي-35) الإسرائيلي بنسبة 1.4% فقط، في حين قفز مؤشر ستاندرد آند بورز بنسبة 23%، وارتفع مؤشر ناسداك 100 بنسبة 51%.
ومطلع العام الجاري، خيم على سوق الأوراق المالية الإسرائيلية حالة من عدم اليقين السياسي المتزايد بشأن التعديل القضائي الذي اقترحته الحكومة، والمخاوف من أن التغييرات المخطط لها في النظام القانوني.
وقالت البورصة إن مؤشرات الأسهم المحلية ارتفعت في الأشهر الثمانية الأولى من العام بنحو 2% إلى 3% مقارنة بمكاسب في خانة العشرات في مؤشرات الأسهم الأميركية والأوروبية.
ضربة اقتصاديةومع انطلاق عملية ""طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، تراجعت بورصة تل أبيب بنسبة 8% في إغلاق تعاملات اليوم التالي للعملية، وبحسب بيانات البورصة فقد سجل مؤشر البنوك تراجعا كبيرا بلغ 8.7%، والإنشاءات بنسبة 9.52%، والتأمين 9.38% والاستثمار 9.2% والطاقة بـ9.22%، واستمرت البورصة بالتراجع بأكثر من 10% في الأسابيع اللاحقة للحرب على غزة، قبل أن ترتد صعوداً، وتمحو معظم الخسائر المسجلة فيما بعد لتكون المحصلة بنهاية العام ارتفاعا طفيفا جدا.
وكشف تقرير البورصة عن سحب الجمهور في عام 2023 مبلغ 30 مليار شيكل (8.3 مليارات دولار) من الصناديق التي تستثمر في الأسهم والسندات في تل أبيب.
وزاد: "بينما تم ضخ 20.5 مليار شيكل (5.7 مليارات دولار) في الصناديق التي تستثمر في الأوراق المالية في الخارج و53 مليار شيكل (14.7 مليار دولار) في صناديق سوق المال".
وسجلت إسرائيل عجزًا في ميزانيتها قدر بنحو 17 مليار شيكل (4.7 مليارات دولار) في نوفمبر/تشرين الثاني المنصرم، وفق ما أعلنته وزارة المالية الإسرائيلية.
والشهر الماضي، توقّع محافظ بنك إسرائيل أمير يارون أن تصل الخسائر الاقتصادية إلى ما نسبته 10% من الناتج المحلي الإجمالي الإسرائيلي، وهو ما يعادل 52 مليار دولار، مشيرا إلى أن البنك بنى توقعاته على افتراضات استمرار تأثير الحرب للعام المقبل، وعدم فتح جبهات أخرى غير غزة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: بورصة تل أبیب ملیار شیکل
إقرأ أيضاً:
طوفان الأقصى واللوبي الإسرائيلي في تركيا
كشفت حرب الإبادة التي يشنها الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، عن اللوبي الإسرائيلي الذي ينشط في تركيا لصالح الكيان الصهيوني، رغم رفض الأغلبية الساحقة لجرائم إسرائيل، ووقوف الحكومة التركية إلى جانب قضية الشعب الفلسطيني العادلة ومقاومته ضد الاحتلال. ويتألف ذاك اللوبي من أطراف عديدة يجمعها الهدف المشترك، وهو النشاط في تركيا لدعم إسرائيل وشيطنة الفلسطينيين لأسباب وأساليب مختلفة.
قوات الأمن والاستخبارات التركية لقنت الاستخبارات الإسرائيلية ضربات موجعة في الآونة الأخيرة، وألقت القبض على عدد من أفراد خلايا تجسس تعمل لصالح "الموساد" في تركيا. وكان هؤلاء يجمعون معلومات تفصيلية عن أفراد وشركات، ويراقبون تحركات فلسطينيين وعرب يقيمون في إسطنبول وغيرها من المدن التركية. إلا أن هناك آخرين يعملون بشكل علني لصالح الكيان الصهيوني، مستغلين ما تمنحه قوانين البلاد من حقوق المواطنة وحرية التعبير والصحافة.
يعملون بشكل علني لصالح الكيان الصهيوني، مستغلين ما تمنحه قوانين البلاد من حقوق المواطنة وحرية التعبير والصحافة
هناك إسرائيليون يحملون الجنسية التركية بالإضافة إلى جنسيتهم الإسرائيلية، ويخدم بعض هؤلاء في جيش الاحتلال الصهيوني كجنود وضباط، ويشاركون في حرب الإبادة التي تستهدف الشعب الفلسطيني. وكانت وزيرة خارجية جنوب أفريقيا ناليدي باندور، أعلنت في آذار/ مارس 2024 أن بلادها ستعتقل مزدوجي الجنسية الذين يخدمون في الجيش الإسرائيلي عند عودتهم إلى جنوب أفريقيا. ويطالب نشطاء أتراك أيضا باعتقال الإسرائيليين الذين يحملون الجنسية التركية ويخدمون في جيش الاحتلال الصهيوني عند عودتهم إلى تركيا، ومحاكمتهم بتهمة المشاركة في الإبادة الجماعية وارتكاب جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية.
الحفلات الغنائية التي يحييها المغنُّون الإسرائيليون الذين يحملون الجنسية التركية، جزء من أنشطة اللوبي الإسرائيلي في تركيا. وكانت المغنية لينت مور مناشيه، التي خدمت في جيش الكيان الصهيوني ووصفت حركة حماس بـ"الإرهابية"، ستغني قبل أيام في حفل بفندق هيلتون كوزياتاغي في إسطنبول، إلا أنها اضطرت لإلغاء الحفل بعد موجة غضب شعبية، ونشرت مقطع فيديو تناشد فيه رئيس الجمهورية التركي رجب طيب أردوغان وعقيلته أمينة أردوغان، بالتدخل لضمان حمايتها، مدّعية بأن حياتها في خطر. ومن المؤكد أن اللوبي الإسرائيلي في تركيا سيواصل محاولات الوصول إلى الأتراك لكسب تعاطفهم مع الكيان الصهيونى عبر بوابة الفن والغناء.
الأقلية اليهودية في تركيا تصدر صحيفة يومية باللغة التركية اسمها "شالوم"، وتقوم تلك الصحيفة من خلال تقاريرها ومقالاتها بالدعاية لصالح إسرائيل. ونشرت قبل أسبوعين مقالا اتهمت فيه كل من يرفض جرائم إسرائيل بـ"دعم الإرهاب"، ووصفت الانتقادات الموجهة إلى الكيان الصهيوني بــ"معاداة السامية"، وقالت إن اليهود في أنحاء العالم لا يشعرون بالأمن والأمان بسبب تلك الانتقادات والمظاهرات ضد إسرائيل، متجاهلة ما يقوم به الصهاينة في كل من القدس والضفة الغربية وقطاع غزة من انتهاكات وجرائم تصل مستوى جرائم الحرب والإبادة الجماعية.
صحيفة "شالوم" ليست واسعة الانتشار، كما لا يمكن اعتبارها ممثلة لجميع أبناء الأقلية اليهودية في تركيا، ولذلك، لا تستطيع أن تلعب دورا كبيرا في ترويج الرواية الإسرائيلية بين الأتراك، بل يقوم بذلك الدور الأخطر إعلاميون ومشاهير أتراك متصهينون يعملون في وسائل الإعلام المعارضة للحكومة أو يملكون حسابات وقنوات في مواقع التواصل الاجتماعي. ويمكن تقسيم هؤلاء إلى قسمين: المرتزقة الذين يقومون بالدفاع عن مصالح إسرائيل في مقابل المال، والموالون للصهاينة إيمانا واحتسابا. وهؤلاء الذين يشكلون القسم الثاني يشبهون الهندوس في دعمهم للصهاينة، لأن موقفهم من إسرائيل وعدوانها على قطاع غزة عقائدي، وأنهم يكرهون الإسلام والمسلمين.
يتظاهرون بأن موقفهم من الملف الفلسطيني موقف سياسي بحت، وأنهم يعارضون سياسة الحكومة الداعمة للشعب الفلسطيني ومقاومته للاحتلال، من باب الدفاع عن مصالح تركيا
الإعلاميون والمشاهير الأتراك المتصهينون يستخدمون أساليب عديدة في خدمة إسرائيل، كترويج أكاذيب الصهاينة واتهام المقاومة الفلسطينية بـ"الإرهاب". وكثيرا ما يحاول هؤلاء إبعاد الشارع التركي عن التعاطف مع الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة وحقوقه المشروعة، ويلبسون قناع القومية للتحريض ضد العرب عموما والفلسطينيين على وجه الخصوص، ويقولون إن ما يحدث في فلسطين لا يهم الشعب التركي، بدعوى أن القضية الفلسطينية هي قضية العرب فقط، وأن العرب أنفسهم تخلوا عنها، وبالتالي لا داعي لأن يكون عربيا أكثر من العرب. كما يتظاهرون بأن موقفهم من الملف الفلسطيني موقف سياسي بحت، وأنهم يعارضون سياسة الحكومة الداعمة للشعب الفلسطيني ومقاومته للاحتلال، من باب الدفاع عن مصالح تركيا.
معركة طوفان الأقصى أخرجت جميع أعضاء اللوبي الإسرائيلي في تركيا من جحورهم، وكشفت عن حقيقتهم العفنة، ومنحت الحكومة التركية فرصة لاتخاذ تدابير مناسبة لإزالة الخطر الذي يشكلونه على الأمن القومي التركي، كما أن هناك مطالبة شعبية واسعة بعدم تفويت هذه الفرصة لضرب اللوبي الذي يعمل لصالح إسرائيل على حساب تركيا وأمنها ومصالحها، من خلال خطوات حاسمة كسحب الجنسية من مزدوجي الجنسية الذين يخدمون في جيش الاحتلال الصهيوني.
x.com/ismail_yasa