أصدرت اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح الصينية، امس الاثنين، خطة عمل مدتها ثلاثة أعوام لتعزيز بيئة أعمال رائدة عالميًا في منطقة خليج قوانغدونغ- هونغ كونغ- ماكاو الكبرى.

وقالت مصادر من اللجنة -في بيان أوردته وكالة الأنباء الصينية "شينخوا"- إن هذه الخطوة ترمي إلى تعميق التعاون داخل المنطقة وتعزيز تكامل السوق والقدرة التنافسية الدولية في منطقة الخليج الكبرى.

ووفقًا للخطة، فبعد عمل شاق لثلاثة أعوام، من المتوقع أن تكون المنطقة في طليعة العالم من حيث قدرتها التنافسية في بيئة الأعمال.

وأفادت الخطة بأنه يتعين وضع السياسات والآليات ذات الصلة بشكل أساسي بما يتماشى مع القواعد المعترف بها دوليًا، الأمر الذي يمكن أن يطلق العنان بشكل كامل لحيوية السوق والإبداع الاجتماعي ويسمح للمنطقة بجذب وتعبئة الموارد العالمية بشكل أفضل.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الصين خطة عمل بيئة أعمال عالمية منطقة الخليج الكبرى

إقرأ أيضاً:

(معهد أمركي).. جولة ترامب في الخليج تعيد رسم ملامح النفوذ الأمريكي وتحد من تمدد الصين

يمن مونيتور/ من معهد هيدسون الاميركي

وصول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الرياض في مستهل جولته الخليجية يشير إلى محاولة محسوبة لإعادة فرض القوة الأمريكية في منطقة تراجع فيها النفوذ الأمريكي لصالح الصين خلال العقد الماضي.

استغلت بكين خلال هذه الفترة، الفراغ السياسي والاستراتيجي لتوسيع وجودها في الشرق الأوسط، متوغلة في مشاريع البنية التحتية والمالية والتكنولوجية في الخليج، مما مكنها من تعديل التوازن الإقليمي لصالحها.

تعد زيارة ترامب أول محاولة مباشرة لوقف هذا الزخم الصيني وإعادة الولايات المتحدة كقوة رئيسية تشكل مستقبل الخليج.

رهانات كبيرة

في الوقت الذي قلصت فيه واشنطن وجودها العسكري وخفضت أولويات المنطقة في استراتيجيتها الدبلوماسية، عززت بكين علاقاتها الخليجية.

توسطت الصين في مارس 2023 في اتفاق لتطبيع العلاقات بين إيران والسعودية، وترى بكين في الشرق الأوسط مسرحاً أساسياً – وليس ثانوياً – في استراتيجيتها لإزاحة النفوذ الأمريكي وإعادة تشكيل التوازنات العالمية.

وترتكز استراتيجية الصين على خمس عوامل رئيسية:

الطاقة: الخليج يمكن أن يوفر الطاقة اللازمة للصين لدعم اقتصادها الصناعي، وتزود دول الخليج الصين بنحو نصف وارداتها من النفط الخام، وتعتبر بكين أمن الطاقة ضرورياً لاستقرار النظام.

الممرات الجيوسياسية: يشكل الشرق الأوسط ممراً استراتيجياً يربط شرق آسيا بأوروبا وإفريقيا، ومن خلال مبادرة الحزام والطريق، أولت الصين أهمية للموانئ والممرات اللوجستية والنقاط التجارية في الخليج، مما يمنحها نفوذاً على طرق التجارة البحرية والبرية.

رأس المال والتكنولوجيا: يوفر الخليج فرصاً استثمارية ضخمة للصين فصناديق الثروة السيادية في السعودية والإمارات تمثل مصادر استثمارية مستقرة للشركات الصينية، بينما تسعى دول الخليج لتسريع التحول الرقمي، مما يمنح الصين فرصة لتصدير تكنولوجياتها.

تجاوز العقوبات: يمكن للصين استخدام المنطقة لتقويض العقوبات الأمريكية، فقد طورت الصين آلية لاستيراد النفط الإيراني عبر ناقلات أسطول الظل، مع تجنب الشبكات المالية الغربية، وتدفع بكين بالرنمينبي من خلال بنوك صينية صغيرة، بينما يتم تكرير النفط في مصافٍ مستقلة.

إضعاف التحالفات الأمريكية: من خلال الانخراط مع حلفاء واشنطن مثل السعودية والإمارات وأعدائها مثل إيران، تطرح الصين نفسها كبديل استراتيجي غير مقيد بالشروط السياسية الأمريكية، وتستخدم بكين وسائل الإعلام والدبلوماسية لانتقاد السياسات الأمريكية وتصويرها على أنها مزعزعة للاستقرار.

التداعيات على العلاقات الدفاعية الأمريكية

بدأت حملة النفوذ الصيني تظهر آثارها على علاقات واشنطن الدفاعية في المنطقة، فقد انهارت صفقة بيع مقاتلات F-35 للإمارات بقيمة 23 مليار دولار بعد رفض أبوظبي إزالة شبكة معدات الاتصالات من شركة هواوي الصينية، التي اعتبرت واشنطن أنها تشكل تهديداً أمنياً.

هذا التباين بين الحلفاء يظهر استراتيجية بكين طويلة الأمد، والتي تعتمد على التغلغل في الأنظمة الأساسية بطريقة يصعب على الدول المضيفة التخلص منها، ويصعب على واشنطن مواجهتها.

الإستراتيجية الأمريكية الجديدة

ترامب اختار الرياض لتكون محطته الأولى، وليس بروكسل أو لندن أو طوكيو، في إشارة إلى أن الولايات المتحدة ترى الشرق الأوسط مسرحاً محورياً للتنافس الاستراتيجي مع الصين.

وأعلنت السعودية عن تعهدات استثمارية أمريكية بقيمة 600 مليار دولار، منها أكثر من 100 مليار دولار لشراء أسلحة أمريكية متقدمة. وفي الوقت نفسه، تستعد واشنطن لتزويد المملكة بتقنيات أشباه الموصلات المتقدمة، في خطوة تهدف لإبعاد الصين عن مشاريع الذكاء الاصطناعي والبنية التحتية السحابية في الخليج.

كما أن قرار ترامب برفع العقوبات عن دمشق ليس مجرد تنازل للنظام السوري بعد الأسد، بل هو محاولة لإعادة الدخول إلى ساحة استراتيجية تركها أوباما لصالح الصين وروسيا وإيران.

في حال نجاح جولة ترامب الخليجية، سيحقق تقدماً كبيراً في كبح النفوذ الصيني وإعادة تأكيد الهيمنة الأمريكية وطمأنة الحلفاء في المنطقة، وفي ظل تحولات التحالفات وعدم اليقين الاستراتيجي، تشكل هذه الزيارة إشارة إلى التزام واشنطن بتشكيل موازين القوى، وليس مجرد ردود أفعال.

مقالات مشابهة

  • (معهد أمركي).. جولة ترامب في الخليج تعيد رسم ملامح النفوذ الأمريكي وتحد من تمدد الصين
  • سفيرة الاتحاد الأوروبي بمصر: نعمل بشكل وثيق لدعم أولويات محافظة الإسكندرية
  • رئيس جامعة بنها في الصين: نسعى لآفاق جديدة للتعاون العلمي والبحثي مع الجامعات الصينية
  • إيموبيلياري دبي تقود حملة عالمية لجذب المستثمرين بإطلاق مشروع بن غاطي أكوارايز في الخليج التجاري
  • "سدايا" توقّع أربع مذكرات تفاهم مع شركات تقنية عالمية لتعزيز البنية التحتية والابتكار في الذكاء الاصطناعي
  • صحف عالمية: دول الخليج شركاء رئيسيون خلال ولاية ترامب الثانية
  • هكذا تنظر إيران لجولة ترامب في منطقة الخليج العربي
  • النائبة رحاب موسى: اقتصادية قناة السويس تمثل بيئة استثمارية واعدة
  • قمة التحولات الكبرى.. الخليج وأمريكا يعيدان رسم المشهد في ظل حرب غزة
  • سر تصدر ميرنا نور الدين للتريند.. تفاصيل