يمن مونيتور:
2025-07-01@12:59:08 GMT

عندما تهاجر عقول الوطن! 

تاريخ النشر: 1st, July 2025 GMT

عندما تهاجر عقول الوطن! 

كيف لوطن ان يتعافى وعقوله وكفاءاته وكوادره تهاجر، لا ينزح العقل الا من بيئة يشعر انها لا تريده، ولا تهاجر الكفاءات والكوادر الا بحث عن فرص تمكنها من مواصلة مشوار التفوق والارتقاء، هروبا من بيئة تحاول ان قتلها وتجريدها من ما تمتاز به من كفاءة وقدرة ومهارة ومهنية.

واقعنا اليوم هو نتاج غياب الرجل المناسب للموقع المناسب، حتى وان ما زالت هناك عقول وكفاءات ومهارات، لكنها تفتقد للفرص المتاحة، وصارت الفرص متاحه لتوزع حسب الانتماء السياسي او الجهوي، فلا غرابة ان تجد طبيب يدير مؤسسة مالية، وتجد مهندس يدير مؤسسة طبية، وتجد مؤسسات تديرها شخصيات اقل كفاءة مع انها تمتلك من الكفاءات، ومع الاسف ان نفتقد للعقل المؤسسي، العقل الذي تدرج بمهام وامتلك خبرة وتأهل ليكن في مقدمة الكفاءات، لكننا في بلد يبحث عن الشكليات حيث اصبحت الشهادة هي صك الوصول لسلطة ما.

مع اننا نعرف اليوم ان الشهادة هي تأهيل يحتاج لان يصقل بالخبرة، والمتفوق دراسيا ليس بالضرورة متفوق عمليا، وهناك من هو مُنظر، واخر عملي ميداني، واخر مهني ذو خبرة وكفاءة تفوق المستوى الدراسي والبحث العلمي.

ما امسنا اليوم للخبرات والكفاءات المهنية والعلمية، يستكمل الفرد دراسته ويحتاج لكم سنة تصقل امكانياته العلمية ليصبح كفاءة مهنية، وهذه ما تحتاجه المؤسسات في استيعاب الخريجين الجدد، وتوفير لهم كل الفرص المتاحة لتنافس حقيقي وعلمي ومهني، ويتم تقييمهم و فرزهم كلا بحسب مهاراته وقدراته ،ليتم وضع الانسان المناسب في المكان المناسب، ما لم تكون هناك منافسه حقيقية وفرص متاحه لكلا حسب قدراته ومهاراته وابداعاته وعلمه، لن نستطيع ان ننهض بالمؤسسات والادارات والمرتكزات الاقتصادية والادارية، سنبقى نعيش تجارب فاشله وصراع مع الفشل، وتدمير حقيقي للعقول والكفاءات حيث لا نجاح .

للأسف الشديد اصبح التنازع السياسي وابل علينا وعلى مؤسسات الدولة، واصبحت الوظيفة جزءا من الاغراء والشراء للذمم والولاءات، كم وكلاء تم اختيارهم بالولاء بينما يوجد من هو كفوء واقدر واكثر تفوق علميا ومهنيا، هذا الاسف جعل البعض يبحث عن ولاء سياسي او جهوي يمكنه من الوصول لموقع هو يعلم ان هناك من هو اقدر واكفاء منه له ، ولكنه الواقع فرض عليه، يمكن لو ان هناك فرص متاحة للتنافس الحقيقي كان قبل بالنصيب، بل طور من نفسه وامكانياته وكفاءاته ليكن في مستوى التنافس، هذا الواقع المفروض هو اساس فشل حقيقي للمؤسسات فشل اداري واقتصادي وسياسي ، بسبب الحد من اهمية التنافس والتبارز المهني والعلمي .

زاد حجم التنافس على الوظيفة والتقاسم والمناصفة، حتى تشكلت بطالة مقنعة في مؤسسات الدولة لا استطيع ان اقدم بيانات حقيقية لكن ما هو معروف ان كثيرا من الوزارات لديها كم من الموظفين والمستشارين فوق طاقة الوزارة، ومكتب محافظة يمتلك كم هائل من الوكلاء، طبعا كل محافظ يحافظ على ان يعين من هم اقرب اليه من حبل الوريد السياسي والجهوي والمصلحي.

ونسأل من اين اتى هذا الفشل، فشلنا ان كفاءاتنا وكوادرنا وعقول البلد هاجرت منذ 67م واستمرت تهاجر حتى يومنا هذا، لأنها مهنية لا تقبل ان توالي لا سياسي ولا جهوي، بل تريد ان تعمل وتقدم كل ما اليها لخدمة الوطن والمواطن، فلم تتاح لها الفرص، وهي اليوم متفوقه في مجالات مختلفة في العالم، وفي كبرى جامعات العالم، ومؤسسات البحث والدراسات، وبلدنا تعيش وضع مؤسسي كارثي، لا تعليم ولا جامعة ولا بحث ولا دراسة، مجرد ولاءات وجهويات ترقص على اوجاع الناس، وترفض حتى السماع لأنينهم، بل مطلوب منهم ان يستمعون لخطاب العنتريات، ولصوت العنف والتلويح بالهراوات والتعذيب والعض لكل من يصرخ الما ويبحث عن مستقبل افضل.

هذا الوضع الشاذ لن يستمر طويلا والعقول لن تقبله مهما هاجرت فما زال الوطن يسكنها والوجع يؤلمها وسياتي اليوم لتتوحد الرؤى لتجمع تلك العقول لتتفوق الكفاءة والمهنية والوطنية على الولاء والجهوية وينتصر العقل على الجهل وكل هذا الفشل.

 

المصدر: يمن مونيتور

كلمات دلالية: العقول المهاجرة الوطن اليمن

إقرأ أيضاً:

«الغش في الامتحانات.. صعود إلى الفشل» عنوان مجلة وقاية الصادرة عن وزارة الأوقاف

أصدرت وزارة الأوقاف المصرية العدد التاسع من مجلة «وقاية» تحت عنوان «الغش في الامتحانات.. صعود إلى الفشل»، وذلك في إطار جهودها لنشر الوعي المجتمعي وترسيخ القيم الأخلاقية والتربوية، تحت إشراف الأستاذ الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف.

تضمن العدد مجموعة من المقالات المتخصصة التي تناولت آثار الغش على المستوى الفردي والمجتمعي، من أبرزها مقال لـ خلف الزناتي نقيب المعلمين، ومقال  الدكتور رضا عبد الواجد حول دور الإعلام، ومساهمة من الدكتورة هالة منصور حول التأثير الاجتماعي، إضافة إلى رؤى اقتصادية ونفسية قدّمتها الدكتورة أسماء فرغلي والدكتور محمد فؤاد.

وقد تضمّن العدد حوارًا موسّعًا مع الدكتور رضا حجازي وزير التربية والتعليم السابق، أضاء من خلاله على الأسباب الحقيقية لانتشار ظاهرة الغش ودور الأسرة في مكافحتها.

كما خُصّص ملف كامل بعنوان «ضحايا غش الثانوية العامة» ضمّ رؤى وتشريعات وتوصيات نفسية وتربوية لمواجهة هذه الظاهرة. وسلّطت المجلة الضوء على الوسائل التكنولوجية الحديثة التي تُستخدم في الغش، مع عرض أبرز العقوبات القانونية التي تنتظر من يُضبط متلبسًا بالغش، وذلك وفقًا لقانون مكافحة الإخلال بالامتحانات.

العدد تناول أيضًا البعد الديني للظاهرة، مؤكدًا حرمة الغش في ضوء النصوص الشرعية، واختُتم بخمس توصيات جوهرية لرفع الوعي داخل الأسرة والمجتمع، وسؤال تفاعلي بجوائز رمزية لتحفيز المشاركة المجتمعية.

الأوقاف تعقد 318 مجلسًا فقهيًّا حول "ضوابط بناء الأسرة في الإسلام"توفير 673 وظيفة.. وزيرا العمل والأوقاف يفتتحان ملتقى توظيف رأس غاربالأوقاف: القيادة الآمنة مش ضعف دي شجاعة ووعي وتحضّر خليك قدوة في سواقتكالأوقاف تعقد27 ندوة بالمساجد الكبرى حول دور الأم في ترسيخ القيم طباعة شارك مجلة وقاية وزارة الأوقاف الغش في الامتحانات أسامة الأزهري

مقالات مشابهة

  • تدخل في الوقت المناسب
  • "الصحة" توضح لـ "اليوم".. هل هناك أزمة بشأن فروقات الرواتب لمنسوبيها؟
  • "الصحة" توضح لـ "اليوم".. هل هناك أزمة بشأن فروقات الرواتب لمنسوبيها؟ - عاجل
  • «الغش في الامتحانات.. صعود إلى الفشل» عنوان مجلة وقاية الصادرة عن وزارة الأوقاف
  • من هو الشخص المناسب ليشغل هذا الموقع في حكومة الدكتور كامل إدريس؟
  • ‏الرئيس الإيراني: أولويتنا اليوم هي الحفاظ على وحدة الوطن
  • أبو طربوش: نسعى لاكتشاف عقول عربية مبتكرة تحمل حلولًا لمستقبل أفضل
  • ماريسكا: الولايات المتحدة «ليست المكان المناسب» لاستضافة كأس العالم
  • أفضل أنواع العسل في السعودية.. كيف تختار النوع المناسب لك؟