في ذكرى ثورة 30 يونيو، تعود إلى الواجهة حقائق تلك اللحظة الهامة في تاريخ مصر، حين خرج الملايين دفاعًا عن الدولة الوطنية ورفضًا لمحاولات إسقاطها أو السيطرة عليها.

لم تكن ثورة ضد جماعة فقط، بل وقفة شعبية لإنقاذ الوطن من مصير الضياع، وسط منطقة مليئة بالصراعات والانهيارات.

وفي هذه الذكرى، تتجدد الرسائل حول أهمية ما تحقق بعد الثورة، من استعادة الدولة هيبتها، وتماسك الجبهة الداخلية، والتصدي للإرهاب، مرورًا بجهود التنمية والإصلاح، وصولًا إلى موقف واضح وثابت في دعم القضايا الإقليمية وعلى رأسها القضية الفلسطينية، باعتبارها أساس الصراع في المنطقة.

سعيد الزغبي: ثورة 30 يونيو أنقذت الوطن من مصير سوريا وليبيا واليمن

قال الدكتور سعيد الزغبي، أستاذ العلوم السياسية،في تصريحات خاصة لموقع صدى البلد إن مصر في 30 يونيو 2013 لم تكن تعيش مجرد لحظة احتجاج، بل كانت تكتب تاريخًا مغايرًا لمسار ما سمي بالربيع العربي، الذي تحول في كثير من محطاته إلى خريف دموي طويل.

وأوضح الزغبي أن مصر كانت أقرب من أي وقت مضى إلى سيناريوهات الفشل الكامل، لكن شعبها وجيشها ومؤسساتها وقفوا معًا ليعلنوا أمام العالم: “هنا دولة لا تقبل القسمة ولا التفتيت”.

وأضاف الزغبي بينما تحولت الثورة في ليبيا إلى صراع دموي بين حكومات متنازعة، وانشطرت الأرض الليبية إلى كانتونات تحكم بقوة السلاح، وتغيب عنها مؤسسات الدولة، كانت مصر تقاتل من أجل البقاء.

وأشار إلى أن سوريا تحولت إلى ساحة حرب دولية، وتبعثرت نصف مدنها بين لاجئين ونازحين، بينما تقاسمت القوى الإقليمية والدولية أراضيها ومقدراتها، أما اليمن، فقد صار نموذجًا حيًا للدولة الفاشلة، بعد أن أطاحت الميليشيات بالشرعية، وتفشى الفقر والجوع والأوبئة في جسده المنهك.

وأكد الزغبي أن مصر نجت لأنها اختارت النجاة، حين خرج ملايين المصريين في 30 يونيو إلى الشوارع والميادين ليؤكدوا أنهم مع الدولة وضد مشاريع إسقاطها أو تفتيتها، فأعادوا الشرعية إلى الشعب، وأسندوا ظهورهم إلى جيشهم الوطني لمنع انزلاق البلاد إلى مصير مشابه لجيرانها.

ولفت إلى أن هذا اليوم التاريخي أعاد ضبط بوصلة الوطن، وأثبت أن مصر أكبر من أية مغامرة سياسية أو مقامرة فكرية، مشددًا على أن المصريين اختاروا الدولة، ورفضوا أن يتم تقسيم وطنهم على خرائط الطامعين أو أن يجربوا نظريات الفوضى الخلاقة التي جلبت الويلات لدول عدة.

وقال الزغبي 30 يونيو كانت إعلانًا صارخًا أن مصر أكبر من أن تسقط، وأقوى من أن تُدار من الخارج، مضيفًا أن الجيش استعاد مكانته الطبيعية كضامن للوطن، وتحررت مؤسسات الأمن من العبث، وبدأت البلاد مرحلة صعبة من الإصلاح الاقتصادي، لكنها دفعت فاتورة إنقاذ الدولة ونجحت في ذلك.

وتابع تطل علينا دائمًا أسئلة مخيفة: ماذا لو استمرت مصر على نفس الطريق؟ هل كانت ستنقسم إلى دويلات طائفية؟ هل كنا سنرى ملايين اللاجئين المصريين في بقاع الأرض؟، مؤكدًا أن مشهد 30 يونيو أوقف عجلة الخراب وفتح الباب أمام بقاء الدولة موحدة وقوية.

وأضاف أستاذ العلوم السياسية أن ما جرى لم يكن لحظة عابرة، بل محطة فارقة أثبتت أن الشعوب الواعية قادرة على إنقاذ أوطانها من سيناريوهات مظلمة، وأن ذكرى 30 يونيو ما زالت تؤكد حتى اليوم أن الحفاظ على الدولة الوطنية هو الضمان الحقيقي لحماية الأمن القومي وصون مقدرات الشعب.

وختم الزغبي تصريحاته قائلًا كل التحية لجيشنا العظيم حامي الدولة، وكل التقدير للرئيس عبد الفتاح السيسي، مخطط الابتكار السياسي، الذي جعل من مصر بحق رمانة ميزان السلام في المنطقة.

كمال ريان: ثورة 30 يونيو أساس الجمهورية الجديدة.. وكلمة الرئيس تجسد روح التحدي والإصرار

قال كمال ريان، مسؤول الشؤون البرلمانية والرئاسية، إن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي في الذكرى العاشرة لثورة 30 يونيو، ورغم قصرها، إلا أنها كانت شاملة وحملت العديد من الرسائل المهمة والحاسمة سواء في الشأن الداخلي أو الخارجي.

وأضاف ريان أن الرئيس تحدث بوضوح عن التلاحم بين الشعب والقوات المسلحة، وهو التلاحم الذي مكن مصر من الانتصار في معركة الإرهاب، وتطهير أرضها من العناصر المتطرفة، مشيرًا إلى أن الرئيس عبر عن تقديره الكبير لتضحيات القوات المسلحة والشرطة المدنية، والتي ساهمت في حفظ الوطن وصون أمنه واستقراره.

وتابع الرئيس لم يغفل الحديث عن أسر الشهداء الذين قدّموا أبناءهم فداءً لمصر، كما أكد على دوره في دعم المواطن المصري الذي تحمّل أعباء الإصلاح الاقتصادي، وتداعيات الأزمات العالمية، إضافة إلى الأوضاع غير المستقرة التي تمر بها المنطقة.

وأكد ريان أن الرئيس عبر عن إدراكه للتحديات التي تواجه المواطن، وأن الدولة حريصة على دعمه والوقوف إلى جانبه، مشيرًا إلى أن حديث الرئيس عن الجمهورية الجديدة أوضح كيف انطلقت الدولة بعد ثورة 30 يونيو نحو مسيرة بناء وتنمية حقيقية، قامت خلالها بتنفيذ مشروعات تنموية كبرى، وبنية تحتية قوية فتحت الطريق أمام تحقيق التنمية الشاملة.

وأوضح أن الرئيس ركز على أهمية الجبهة الداخلية القوية وتماسك الشعب، ودورهما في مواجهة التحديات والانتصار على الإرهاب، مشددًا على أن كل رسائل الرئيس كانت نابضة بالحياة، موجهة للداخل، وتعكس إحساسه الحقيقي بالمواطن وهمومه، كما تحمل رسائل أمل نحو المستقبل ومسيرة التنمية في الجمهورية الجديدة.

وفيما يخص السياسة الخارجية، أشار ريان إلى أن الرئيس حمل رسائل واضحة بشأن القضية الفلسطينية، مؤكدًا أنه لا استقرار في المنطقة إلا من خلال تحقيق السلام الشامل والعادل، الذي يقوم على إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود وعاصمتها القدس الشرقية.

وأكد أن الرئيس شدد على أن الاحتلال والتهجير والعنف لا يمكن أن تؤدي إلى الاستقرار، وأن تجربة مصر في تحقيق السلام تمثل نموذجًا يمكن البناء عليه لإحلال السلام بالمنطقة، مشيرًا إلى حرص مصر على استتباب الأمن والاستقرار الإقليمي من خلال حل القضية الفلسطينية، باعتبارها لب الصراع في الشرق الأوسط.

طباعة شارك ثورة 30 يونيو جماعة الإخوان المسلمين الأمن القومي القضية الفلسطينية تاريخ مصر

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: ثورة 30 يونيو جماعة الإخوان المسلمين الأمن القومي القضية الفلسطينية تاريخ مصر القضیة الفلسطینیة ثورة 30 یونیو أن الرئیس إلى أن أن مصر

إقرأ أيضاً:

فيتو الرئيس.. ونائب المصادفة

لم يكن موقف الرئيس السيسى باستخدام حق الفيتو حدثا عابرا أو مجرد إجراء شكلى لمعالجة تجاوزات شابت العملية الانتخابية، بل كان تعبيرًا عن رؤية أعمق تهدف إلى تصحيح مسار العمل السياسى من جذوره.
هذه الرؤية بدأت من القوائم والترشيحات وتجاوزت حدود صناديق الاقتراع.. المعضلة الحقيقية لم تكمن يومًا فى آلية التصويت وحدها، بل ارتبطت بسلوكيات سبقت العملية الانتخابية، حيث اختلطت السياسة بالعلاقات الشخصية، وتحولت بعض الأحزاب من ساحات للعمل العام إلى دوائر مغلقة تسيطر عليها المجاملات، وتحسم فيها القرارات الهاتفية، بعيدا عن معايير الكفاءة أو الخبرة السياسية.
من هنا ظهر ما أُطلق عليه ظاهرة «نائب الباراشوت»، وهو النائب الذى لم يمر بمسيرة سياسية منظمة أو يعرف معنى التنظيم الحزبى وقواعده، لكنه وجد نفسه فجأة مرشحًا للبرلمان بسبب علاقات شخصية أو صلاته بأصحاب النفوذ داخل الحزب.
هذه الأنماط من الترشيحات لا تُهدر فقط حق الكفاءات الحزبية التى أفنت سنوات فى خدمة كياناتها السياسية، وإنما تفرغ التجربة البرلمانية من محتواها الحقيقى، كما أنها تجعل التمثيل النيابى مجرد إجراء خالٍ من التعبير عن تطلعات الشارع أو احتياجاته.
الأخطر من ذلك أن مثل هذه الممارسات توصل رسائل سلبية للقواعد الشبابية فى الأحزاب، بأن الجهد والاجتهاد لا يكافآن، وأن طريق البرلمان ليس عبر جهودهم وإيمانهم بقضايا الناس، بل من خلال العلاقات والمصالح.
فى هذا السياق، يعكس قرار الفيتو رسالة واضحة بأن الدولة لن تسمح بوجود برلمان يشكَّل بالمصادفة أو حياة سياسية تدار بالمحاباة، فالدولة التى تسعى إلى بناء مؤسسات قوية ومستقرة لا يمكن أن تقبل بأن تتحول الأحزاب إلى منصات للنفوذ الشخصى، ولا أن يُختزل العمل البرلمانى فى مقاعد تُمنح كالهدايا بدلًا من أن تُكتسب بالاستحقاق والجدارة.
هذا القرار أضاف شعورا بالثقة لدى المواطنين تجاه إدارة الدولة للمشهد السياسى.. وجود الرئيس فى صلب هذه القرارات يمنح طمأنينة بأن الأمور تدار بحكمة وروية، وأن القرارات تدرس بعناية شديدة لضمان المصلحة العامة.
ثقة الشعب فى هذه الإدارة لم تأتِ عبثًا، بل بنيت على مواقف أثبتت حيادية الدولة ووقوفها على مسافة واحدة من الجميع، دون حماية لأى خطأ مهما كان مصدره، ولكن يبقى التحدى الأكبر أمام الأحزاب السياسية التى يجب أن تعيد النظر فى سياساتها وآلياتها الداخلية لتفتح المجال أمام كوادرها الحقيقية.
الخيار الآن واضح: إما أن تتحمل الأحزاب مسئوليتها الوطنية وتعزز مصداقيتها بترشيح الأفضل والأكفأ، أو تستمر فى إنتاج أزمات تهدد وجودها وتأثيرها.
تصحيح واقعنا السياسى يبدأ بالالتزام بقواعد اللعبة السياسية واعتماد التمثيل النيابى كمسئولية وطنية حقيقية وليس مجرد تشريف رمزى. وهذا هو صلب التدخل الذى تقوم به الدولة لتصويب المسار وحماية الوطن من عواقب لا يحتملها مستقبله السياسى والاجتماعى.
سيدى الرئيس.. مطمئنون لوجودك ومطمئنون لعدلك وأمانتك، ونعلم جيدا أن سيادتكم لا تمرر أى أمر إلا بدراسة وتمنح الحقوق لأصحابها لذا فإنكم أملنا وملاذنا الأول والأخير.
[email protected]

مقالات مشابهة

  • (200) عام على "ثورة الديسمبريين"
  • الرئيس عون يدين الإعتداء الذي وقع في سيدني
  • بشأن الجيش والحزب.. رسائل إسرائيلية وصلت إلى لبنان!
  • ثورة ديسمبر: ثورة الوعي والكرامة والمواطنة المتساوية
  • ثورة ديسمبر بوصفها مشروعًا لبناء وطن جديد بين الجهاد المدني وإعادة تأسيس الدولة
  • فيتو الرئيس.. ونائب المصادفة
  • حملت سفاحًا.. ضبط نقاش متهم بالتعدي على نجلة شقيقته بالشرقية
  • الجميل: وعدُنا أن نكمل الطريق الذي استشهد لأجله جبران وبيار وباقي شهداء ثورة الأرز
  • الحريري يحيي ذكرى اغتيال جبران تويني واللواء فرنسوا الحاج: الدولة أولاً
  • في ذكرى 11 ديسمبر.. بن مبارك يشيد بوحدة الشعب ويؤكد دور الذاكرة الوطنية في تعزيز السيادة”