لجريدة عمان:
2025-06-25@16:03:11 GMT

عقدة إسرائيل في غزة

تاريخ النشر: 27th, December 2023 GMT

بعد مضي قرابة 3 أشهر لا تزال إسرائيل عالقة بجيوشها الجرارة عند أنفاق غزة، وبالرغم من الاستحالة الكامنة في مهمة بنك الأهداف الإسرائيلية، التي تأتي على رأسها مهمة الخلاص من حماس في غزة، سنجد أنفسنا حين نتأمل في هذا الشرط المستحيل الذي وضعته إسرائيل، أمام عناد متأتٍ من وهم فائض القوة والغطرسة دون أي منحى عقلاني يجيز فهم ذلك العناد.

غرقت إسرائيل اليوم في ما يمكن أن نسمّيه «عقدة غزة» وبطبيعة الحال حين يتحول أي تحدٍ إلى عقدة فستتبدل كل ممكنات العقلانية لتتحول إلى ضرب من العجز النفسي الذي لا يمكن تبريره بأي منطق عقلاني.

وفيما تغرق إسرائيل يوما بعد يوم في مستنقع «عقدة غزة» هذه، فهي لا تدرك أنها تختبر مناخا جديدا للحرب لم تعهده من قبل في تاريخها، لهذا وفيما ترى إسرائيل أمامها معطيات قديمة لميدان صراع قديم، لا يمكنها أن تنتبه أبدا إلى أي أمر يصرفها عن الإيمان بقوتها المادية وتفوقها التكنولوجي الذي تؤمن عبره بمنطق القوة.

وفي ذروة العنف غير المسبوق الذي تمارسه إسرائيل وتسقط حممه على قطاع غزة لا تنتبه أبدا إلى أنها قد تجاوزت حدودا أصبح معها الأمر بالنسبة للمقاومة الفلسطينية أمرا تجاوز أيضا كافة الحدود الممكنة التي كان يمكن للفصائل أن تقف عندها بحسابات المحاور والضغوط الأصدقاء.

أوشكت إسرائيل أن تزيل مدينة كاملة من الخريطة على أرض غزة، وفي غمرة جنونها العصابي هذا لا تريد أن تدرك أبدا أن ما بدأته على هذا النحو الكارثي غير المسبوق من تسييل للعنف في غزة إنما هو بذاته الشرك الذي وضعته لمأزقها الوجودي مع المقاومة الفلسطينية، فهذه الحرب التي توشك أن تكمل شهرها الثالث دون أن تجني منها إسرائيل ما كانت تجنيه بأقل الأثمان على مدى سنوات أصبحت اليوم «عقدة غزة» التي لا يمكن للعالم كله أن ينقذها من العواقب التي ستحيط بها.

دخلت إسرائيل إلى الفخ ولن يستطيع أحد في العالم أن يخرجها منه، وطبيعة هذا الفخ إسرائيل هي من وضعت سقوفه العليا وبنك أهدافه التي ظنت أن فائض القوة ووهم التفوق التكنولوجي كفيل بأن يمنحها ما تريد.

وفيما يقول قادة إسرائيل العسكريون بأن هذه الحرب ستستمر لشهور حتى القضاء على حماس، لا يبدو المجتمع الدولي وعلى رأسه الولايات المتحدة في وارد قبول تلك المدة لأن استمرار نزيف الضحايا والدماء والشهداء بهذه الأرقام غير المسبوقة في غزة لهو مما لا يمكن أن تتحمّله الولايات المتحدة لأسابيع ناهيك عن شهور، فما جنته أمريكا من سمعتها نتيجة تحالفها غير المشروط مع إسرائيل أصبح ثمنه باهظ الكلفة، فالولايات المتحدة أولا وأخيرا دولة تدرك تماما خطر تآكل سمعتها الأخلاقية ليس فقط بين دول العالم بل كذلك داخل مجتمعها وشعبها الذي يمكنه أن يؤدي دورا كبيرا بأوراق كثيرة في ظل السنة الانتخابية القادمة لكي يخيف ساكن البيت الأبيض من عواقب التغافل عن مخالفة القوانين الدولية التي تتجاوزها إسرائيل.

ثمة الكثير من الشرايين المفتوحة لتوريط إسرائيل بالدم في هذه الحرب التي تدل مؤشرات كثيرة على أنها حرب لن تنته كأي حرب خاضتها إسرائيل من قبل.

فاشتباك مصالح الإقليم على نحو حساس بترمومتر القضية الفلسطينية، والحراك العسكري النسقي والمحدود الذي تعكس من خلاله أحلاف إيران في سوريا ولبنان واليمن أعمال ما تطلق عليه الأولى نظرية «وحدة الساحات»، قد لا يبدو على تلك الشاكلة المنضبطة، لا سيما في ظل الصراع الذي يتوسع يوما بعد يوم بين إسرائيل وحزب الله في لبنان.

كل الاحتمالات مفتوحة لانفجار شرايين شرق أوسط دموي وعنيف على وقع مجريات الصراع في غزة؛ لأنه ليس ثمة حدود باتت ممكنة لهذا الصراع الدموي المفتوح بين إسرائيل وفصائل المقاومة الفلسطينية.

فوق ذلك كله؛ تدرك إسرائيل حتى الآن، ذلك الرعب العظيم الذي لم تفق من صدمته جراء ما حدث لها في عملية طوفان الأقصى، وما تحاوله إسرائيل اليوم بكل جيوشها الجرارة وآلتها الحربية هو في الاستماتة من أجل عدم تكرار ما حدث في غزة، ولو كان ثمن ذلك هو ثمن مستحيل كاقتلاع فكرة حماس من نفوس الفلسطينيين وقلوبهم!

ما حدث في 7 أكتوبر يمكن أن يحدث مراتٍ أخرى وهذا هو الرعب الذي تخشى إسرائيل تكراره لكنه سيتكرر مرةً أخرى، لأنه حدث من قبل!

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: لا یمکن فی غزة

إقرأ أيضاً:

زاخاروفا: “إسرائيل” التي تمتلك أسلحة نووية تقصف مع أمريكا إيران التي لا تمتلكها

الثورة نت /..

قالت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، إن “إسرائيل” الوحيدة في المنطقة التي تمتلك أسلحة نووية وهي تقصف مع أمريكا إيران التي لا تمتلكها.
وكتبت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية في قناتها على تلغرام اليوم الاحد أن “إسرائيل” هي الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي تتجاهل المبادرة الخاصة بإنشاء منطقة خالية من السلاح النووي”.
واضافت: “حتى اليوم، الدولة الوحيدة في المنطقة التي تمتلك أسلحة نووية هي “إسرائيل”، التي تتجاهل بشكل منهجي المبادرات الهادفة إلى إنشاء منطقة خالية من السلاح النووي في الشرق الأوسط، وهي الآن تقصف، بالتعاون مع الولايات المتحدة، إيران التي لا تمتلك أسلحة نووية”.
وقالت زاخاروفا ردا على تصريحات مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي الذي دعا إلى العودة لطاولة المفاوضات والسماح لمفتشي الوكالة بالوصول للمنشآت النووية الإيرانية: “الصواريخ أصابت طاولة المفاوضات اليوم”، وكان من الصعب عدم رؤية مصدر إطلاقها. فلماذا مرة أخرى يتم تنميق البيانات وتجريدها من أي إشارة واضحة؟”.
في ليلة 22 يونيو شنت الولايات المتحدة ضربات على ثلاث منشآت نووية إيرانية في نطنز وفوردو وأصفهان.
وأثارت الضربات الأمريكية استنكارا دوليا واسعا، حيث وصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الهجمات بأنها تصعيد خطير في المنطقة وتهديد مباشر للسلم والأمن الدوليين.
كما أدانت روسيا الضربات الأمريكية ووصفتها بالانتهاك الصارخ للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن، مطالبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالرد على الأحداث.

مقالات مشابهة

  • ترامب: إسرائيل أرسلت عملاء إلى المواقع النووية الإيرانية التي تعرضت للقصف للتأكد من تدميرها
  • روته يشيد بـ"دادي" ترامب الذي أوقف حرب إسرائيل وإيران
  • العرابي: إيران اكتسبت قوة ليست فى نفس الوضع التي كانت إسرائيل تستهين به من قبل العمليات العسكرية
  • عقدة أوروبية ولاتينية.. الأهلي يواصل الإخفاق أمام عمالقة العالم
  • الفلاحي: عقدة الطلقة الأخيرة متوقعة ووقف إطلاق النار لا يعني انتهاء الحرب
  • عراقجي يؤكد وقف إطلاق النار: شكراً لقواتنا التي استمرت بمعاقبة إسرائيل
  • بين التكتيك والاستراتيجية... أين تقف إسرائيل بعد الضربات التي تلقتها إيران؟
  • روسيا: إسرائيل الدولة الوحيدة في المنطقة التي تمتلك أسلحة نووية
  • زاخاروفا: “إسرائيل” التي تمتلك أسلحة نووية تقصف مع أمريكا إيران التي لا تمتلكها
  • بنكيران: نحن اليوم مع إيران ضد إسرائيل لأنه لا يمكن أن يُساوى من يدافع عن فلسطين بمن يذبح شعبها