ما هو سرّ شقّ النبيذ الفوار التركي لطريقه بسرعة إلى الأسواق؟
تاريخ النشر: 28th, December 2023 GMT
عندما يتعلق الأمر بالاحتفال بمناسبة كبيرة، قلة من الناس قد تفكّر في شراء زجاجة من المشروبات الروحية التركية في سوق تهيمن عليه الشمبانيا الفرنسية والنبيذ الإسباني والبروسيكو الإيطالي.
بدأ النبيذ الفوار التركي يشق طريقه بسرعة إلى موائد المناسبات في تركيا والعالم بفضل منتجين ملتزمين يراهنون على أصناف العنب الأصلية.
يقول كانداس ميسير من مصنع النبيذ فينكارا على بعد ساعة من العاصمة أنقرة "نحن نبيع بسرعة كبرى، ولا يمكننا تلبية الطلب المتزايد خصوصا مع اقتراب احتفالات رأس السنة".
عندما يتعلق الأمر بالاحتفال بمناسبة كبيرة، قلة من الناس قد تفكّر في شراء زجاجة من المشروبات الروحية التركية في سوق تهيمن عليه الشمبانيا الفرنسية والنبيذ الإسباني والبروسيكو الإيطالي.
لكن نبيذ ميسير المصنوع من صنف عنب تركي محلي كاد أن يختفي في الثمانينيات، فاز بالميدالية الذهبية لأفضل نبيذ فوار في العالم خلال مسابقة أقيمت في فرنسا عام 2020.
النبيذ المنكّه بالفاكهة الذي ينتجه، المعروف باسم "ياشاسين" وتعني "تحيا!" باللغة التركية، له رائحة زهرية تذكر بروائح فاخرة تنبعث من مداخن الألزاس في شرق فرنسا.
ويقرّ ميسير بأن الخبراء كانوا في البداية "متشككين" بعض الشيء بشأن فكرة أنّ ينافس النبيذ الفوار التركي، الشامبانيا. وأوضح ميسير: "لقد واجهنا ترحيبا حذرا بعض الشيء في البداية"، مضيفا "كان الناس يقولون: ماذا تقصد بالنبيذ الفوار التركي؟". وتابع: "لكن رشفة واحدة تكفي لتبديد هذه الأحكام المسبقة".
كان فينكارا أول مصنع تركي يبدأ في إنتاج النبيذ الفوار في عام 2009، مستخدما طريقة الشمبانيا التقليدية من الكروم الموجودة حول مدينة كاليجيك الصغيرة.
وقد تبعه آخرون منذ ذلك الحين وارتفع الإنتاج بشكل كبير. رغم الضرائب الباهظة التي تفرضها الحكومة الإسلامية المحافظة في تركيا لثني الناس عن تناول الخمر، يعمد أتراك بشكل متزايد لصنع النبيذ الأبيض الجاف، وقد تضاعف الإنتاج ثلاث مرات على مدى السنوات الخمس عشرة الماضية، وازداد إنتاج النبيذ الفوار بواقع بخمسة أضعاف.
"صحوة"يرى ميسير أن نجاح النبيذ يعود إلى جودته، حيث يتم قطفه يدويا تقريبا باستخدام العنب المحلي ذو القشرة الداكنة المعروف باسم "أسود كاليجيك".
كان على وشك الاختفاء في الثمانينات لكنه عاد مجددا بفضل باحثين أتراك وخبراء النبيذ.
قال براق ديميريل، عالم الخمور ومدرس صناعة النبيذ في جامعة نامق كمال ومقرها محافظة تكيرداغ بشمال غرب البلاد، إن إعادة اكتشاف أصناف العنب المحلية ساعدت في تحفيز النجاح الأخير للنبيذ التركي الجاف والفوار.
"لمستقبل أكثر إستقلالية".. ألمانيا تتوقف عن قبول أئمة مساجد مبعوثين من تركياشاهد: الألعاب النارية تضيء سماء إسطنبول احتفالاً بمئوية تركياوأوضح أن "الجامعات وصانعي النبيذ يقومون بعمل استثنائي في تركيا. لقد حددوا أكثر من 800 نوع من العنب المحلي". وقال "هذه إمكانات هائلة لم تستغلها تركيا لسنوات... اليوم نشهد صحوة".
من جهتها قالت أندريا لوميو خبيرة النبيذ المقيمة في اسطنبول منذ 11 عاما، إن النبيذ التركي الفوار لا يحظى بعد بمكانة المنتجات الفرنسية والإيطالية المنافسة، "لكن الجودة موجودة".
وأضافت أنّ "الناس مهتمون جدا بالأسعار، وبما أنهم لا يعرفون سمعة النبيذ التركي جيدا، فقد يترددون في إنفاق 50 يورو على زجاجة".
لكنّ مزارعي كروم العنب الخاصة بالنبيذ يعملون على تسويق منتجاتهم، وتساعد المدونات التي يكتبها خبراء أجانب يشيدون بالنبيذ التركي في الترويج.
ضرائب عقابيةوقالت لوميو مؤلفة كتاب "الدليل الأساسي للنبيذ التركي"، إن "هناك الكثير من الأشخاص الذين يكتبون عن النبيذ التركي الآن ويأتون إلى تركيا لتجربة النبيذ. لقد أصبح النبيذ أكثر شهرة". وأضافت أن النبيذ الفوار التركي يباع حاليا في الولايات المتحدة قائلة "هناك اهتمام بالتأكيد".
رغم هذه الشعبية المتزايدة، فإن السوق العالمية لا تزال محدودة حيث صُدّر 30 ألف لتر فقط من النبيذ الفوار التركي السنة الماضية.
مع ذلك، تزرع تركيا كمية هائلة من العنب، وهي سادس أكبر منتج في العالم. وقال علي بسمان رئيس جمعية منتجي النبيذ لوسائل إعلام تركية إن "أربعة في المائة فقط من هذا المحصول مخصص لصناعة النبيذ". وأضاف "نحن بعيدون عن تحقيق إمكاناتنا".
لكن إنتاج وشرب النبيذ أصبح أكثر صعوبة وتكلفة في عهد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، الذي شدد القوانين ورفع الضرائب بشكل كبير خلال حكمه المستمر منذ عقدين.
رغم هذه الصعوبات، يعبر ديميريل عن ثقة بمستقبل الإنتاج التركي في هذا المجال. وقال "هناك جيل شاب من المنتجين والمتخصصين في الخمور الأتراك الذين يقومون بالكثير من الأبحاث وهم في طليعة ما هو جديد".
وخلص إلى القول إن "مستقبل النبيذ الفوار والجاف التركي مشرق".
المصادر الإضافية • أ ف ب
شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية شاهد: أمطار "طوفانية" وعواصف قوية تتسبب بفيضانات جارفة في تركيا إردوغان: "بعد 40 عاماً.. تركيا لم تعد تتوقع شيئا من الاتحاد الأوروبي" شاهد: عملية موسعة لإنقاذ مستكشف أمريكي عالق منذ يومين في أحد أعمق كهوف تركيا سياحة تركيا صناعة نبيذ تجارة دوليةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: سياحة تركيا صناعة نبيذ غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إسرائيل حركة حماس قطاع غزة بنيامين نتنياهو فرنسا فلسطين اعتداء إسرائيل شرطة الاتحاد الأوروبي طوفان الأقصى غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إسرائيل حركة حماس قطاع غزة بنيامين نتنياهو یعرض الآن Next فی ترکیا
إقرأ أيضاً:
كيف هاجمت طائرات إسرائيل الأراضي الإيرانية بسرعة وخفة؟.. نخبرك كل ما نعرفه
أثارت سرعة استجابة الطائرات الحربية الإسرائيلية للتعامل مع أهداف وعمليات قصف داخل إيران في الأسبوع الماضي، أسئلة مهمة بشأن الأماكن التي كانت تقلع منها تلك الطائرات، ومدى قربها من الحدود الإيرانية.
وتعتمد "إسرائيل" على استراتيجيات معقدة لتنفيذ أي عملية عسكرية بعيدة المدى، مثل استهداف إيران، وتحتاج إلى التغلب على عقبات عديدة، منها المسافة الطويلة، والتي تبلغ حوالي 1,500 كيلومتر في أقرب النقاط، إلى جانب التحديات اللوجستية، ومواجهة الدفاعات الجوية المتطورة.
وخلال متابعة لـ"عربي21"، تكررت استجابة سريعة، تمثلت في تنفيذ عمليات قصف داخل إيران بعد دقائق معدودة من سقوط صواريخ إيرانية في "إسرائيل"، منذ انطلاق العدوان الإسرائيلي على إيران في الـ13 من الشهر الجاري.
وعلى سبيل المثال، بدأت صفارات الإنذار تدوي عند الساعة 10: 10 دقائق صباح الاثنين الماضي، ما يعني أن الصواريخ الإيرانية تحتاج إلى 10 إلى 12 دقيقة للوصول إلى أهدافها.
ولاحقا قال جيش الاحتلال إن تلك الصفارات دوت لأطول مدة مسجلة للمرة الأولى من الحرب، وبلغت 35 دقيقة، ما يعني أن "الخطر" انتهي عند الساعة 10:50 دقيقة صباحا، وهو الوقت الذي يفترض أن تقلع فيه طائرات الاحتلال الحربية لضرب إيران، والتي تستغرق ساعة على الأقل في المتوسط للوصول إلى أهدافها.
ولكن في غضون أقل من نصف ساعة أعلن جيش الاحتلال ضرب سلسلة أهداف واسعة في إيران، متجاوزا عامل الزمن اللازم لوصول الطائرات من داخل قواعده المعروفة، ما يطرح سؤالا حول كيفية وصول المقاتلات بهذه السرعة لضرب الأهداف داخل إيران، وذلك حال استبعدنا أن الهجوم معد ومنسق مسبقا.
ما هي القواعد الجوية داخل إسرائيل؟
هناك مواقع محتملة لإقلاع قوات الاحتلال من داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، أبرزها قاعدة نيفاتيم الجوية الواقع في منطقة النقب، جنوبا، وتضم أسراب مقاتلات "F-35" المتطورة.
وقاعدة تل نوف الجوية (وسط) وهي مركز رئيسي لأسراب الطائرات القتالية، وقاعدة حتسور الجوية الواقعة قرب البحر، قبالة المنطقة الموازية للقدس المحتلة غربا.
من أين تعبر الطائرات الإسرائيلية لضرب إيران؟
لضرب أهداف في إيران، تحتاج الطائرات الإسرائيلية إلى عبور أراضي أو أجواء عدة دول. الممرات الأكثر ترجيحًا هي:
◼ عبر شمال السعودية والعراق: هذا المسار يختصر المسافة لكنه يعتمد على تعاون ضمني أو غض الطرف من هذه الدول.
◼ عبر الأردن والعراق: خيار آخر محتمل لكنه يعتمد على التنسيق مع الدول في المنطقة.
◼ عبر البحر الأحمر والخليج العربي: مسار أطول لكنه قد يقلل من احتمال اكتشاف الطائرات.
وكان ممثل بغداد لدى الأمم المتحدة، عباس كاظم عبيد الفتلاوي أكد أن الطائرات الإسرائيلية تستخدم الأجواء العراقية، مؤكدا يوم الجمعة الماضي، أن 50 طائرة إسرائيلية مقاتلة انتهكت المجال الجوي العراقي في طريقها إلى إيران، مشيرا إلى أن الإسرائيليين جاءوا من مناطق حدودية بين سوريا والأردن المجاورتين.
وذكر الفتلاوي أن "20 طائرة انطلقت وتبعتها 30 طائرة أخرى دخلت إلى جنوب العراق وحلقت فوق مدن البصرة والنجف وكربلاء".
ما هي القواعد المحتلمة التي تقلع منها الطائرات خارج الحدود؟
بينما يمكن للطائرات الإسرائيلية يمكنها الإقلاع مباشرة من قواعدها داخل "إسرائيل"، ستحتاج إلى التزود بالوقود جوًا بسبب المسافة الطويلة، وعليه فإن خيارات أخرى متاحة تقع في دول مجاورة لإيران قد يجري الإقلاع والهبوط منها دون الحاجة إلى التزود بالوقود جوا بفعل قرب المسافة.
أذربيجان
أذربيجان، الواقعة شمال إيران، تُعتبر شريكًا استراتيجيًا لـ"إسرائيل"، وقد تقارير سابقة ذكرت أن إسرائيل قد تستخدم قواعد جوية أذربيجانية كمنطلق محتمل أو لإعادة التزود بالوقود، إذ إن البلد المجاور لإيران يجعلها موقعًا مثاليًا لشن عمليات.
لكن وزير خارجية جمهورية أذربيجان جيحون بايراموف، نفى في اتصال هاتفي مع وزير خارجية إيران أن بلاده ستسمح باستخدام مجالها الجوي أو أراضيها لمهاجمة إيران تحت أي ظرف من الظروف.
وما يبقي هذا الخيار قائما، هي معلومات سابقة تعود إلى عام 2012، حيث نقلت مجلة فورين بوليسي عن مسؤولين أن الولايات المتحدة علمت أن أذربيجان سمحت لإسرائيل باستخدام قواعد جوية "مهجورة" على حدود إيران الشمالية، لكن أذربيجان نفت رسميا.
دول الخليج
مع تحسن العلاقات بين "إسرائيل" وبعض دول الخليج (مثل الإمارات والبحرين)، قد يكون من الممكن استخدام أجواء أو قواعد خليجية، رغم حساسية الموقف سياسيا.