عذبة أو مالحة.. هكذا يحصل سكان قطاع غزة على رشفة ماء
تاريخ النشر: 28th, December 2023 GMT
غزة- يقف مؤيد في طابور لتعبئة المياه، غير مكترث إن كانت حلوة أو مالحة، سألناه "منذ كم ساعة تنتظر دورك؟"، ردّ علينا متأملا الناس حوله "من السادسة صباحا، أطلع قبل الضوء، حتى أقدر أعبّي مياه، ولا يهمني حلوة ولا مالحة، المهم نشرب".
واسترسل مؤيد "منذ يومين لا يوجد في البيت قطرة ماء، فهي مقطوعة علينا، قبل يومين وصلت لنصف ساعة، ثم انقطعت، يدي تكسرت من رفع الماء على الدرج".
أما أم يوسف بصل فعبّرت لنا عن معانتها للحصول على مياه قائلة "والله نعبّي المياه ونرفعها على أيدينا مسافات طويلة، أحيانا لا توجد مياه حلوة فنشرب المالحة، الأطفال والكبار وكلنا مرضنا"، وتتحدث عن أمنيتها في الوقوف أمام مغسلة المياه للوضوء، بدلا من إبريق لا يوجد فيه ما يكفي من الماء.
قصف مصادر المياهقال مدير إدارة المياه في قطاع غزة المهندس منذر شبلاق في حديثه للجزيرة نت "منذ اليوم الأول للحرب على غزة، تعمد الاحتلال قصف كل ما هو على الأرض، فقصف خزانات المياه ومحطات الضخ والآبار، وقصف البنية التحتية والشبكات، التي من الواضح أنها اختفت بفعل القصف في مدينة غزة والشمال، إضافة لاستهداف الاحتلال لشبكات الصرف الصحي ومحطات التحلية".
وأكد المهندس نفسه للجزيرة نت أنه تسلّم تقريرا من بلدية بيت لاهيا يفيد بتدمير الاحتلال جميع الآبار والمحطات ومخازن مياه البلدة، وأوضح أن الاحتلال قصف مخازن مياه الآبار الجوفية ومحطات المعالجة في مناطق جنوب قطاع غزة، وفي مدينة خان يونس أزالها بالكامل، وأصحبت الآن معطلة مدمرة، وقال، إن "هذه المحطات رُكّبت بدعم من الدول العربية والإسلامية قبل ذلك".
وحول معاناة السكان في غزة أضاف منذر أن "توقف الكهرباء والاستمرار بالقصف وعدم إدخال السولار، يؤدي بالتأكيد إلى تعطل كامل لقدراتنا كمقدمي خدمات وتزويد السكان بحاجتهم من المياه والتخلص من مياه الصرف الصحي، وهناك تقارير في بداية الحرب صدرت عن منظمات دولية وعن "الأونروا"، تفيد أن نصيب الفرد في قطاع غزة من المياه يساوي 100 لتر، واليوم تقلصت لتساوي 6 لترات فقط، ولكم أن تتخيلو ماذا ستفعل هذه الكمية بحياة كل مواطن في غزة".
وناشد منذر دول العالم والمنظمات الدولية بضرورة إدخال المساعدات اللازمة من المياه، ومن الأجهزة التي تساعد على توفير مياه الصرف الصحي، وتوفير المياه في مراكز الإيواء للنازحين، "قبل أن يفيق العالم على كارثة بيئية تسبب مزيدا من الأمراض والأوبئة لسكان قطاع غزة"، على حد وصفه.
تدمير الحلول البديلةوعن قصف الاحتلال الألواح الشمسية فوق البلديات والمنازل، قال المهندس منذر شبلاق "مع الأسف فقدنا مصدرا مهما وفعالا من مصادرنا البديلة لتوفير المياه، من خلال قصف الاحتلال الألواح الشمسية، والجميع يعلم قوة القصف والتدمير الذي أدى لإزالة مباني بأكملها، فالأمر لم يتوقف على الألواح فقط".
وتعدّ الألواح الشمسية من مصادر الطاقة البديلة المتبقية في قطاع غزة، وعند سؤال المهندس عن عدد الألواح الشمسية التي دمّرتها طائرات الاحتلال قال "لا يمكن لنا تقدير الأضرار، خاصة موضوع وحدات الطاقة الشمسية، والحرب مستمرة على غزة".
ويعاني قطاع غزة منذ سنوات طويلة من أزمة مياه خانقة، حيث تقول مؤسسات كثيرة، إن السكان -قبل الحرب- كانوا لا يحصلون إلا على نحو 35% من احتياجاتهم الحقيقية للمياه.
وحسب تقارير رسمية، فإن الخزان الجوفي يعدّ المصدر شبه الوحيد الذي يعتمد عليه غالبية سكان القطاع، للحصول على قرابة 94% من احتياجهم الكلي من المياه.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الألواح الشمسیة من المیاه قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
فعل الإجرام يتواصل
صراحة نيوز- حمادة فراعنة
تصطاد كتائب القسام- حركة حماس، وسرايا القدس- حركة الجهاد، وتوجهان ضرباتهم وعملياتهم الكفاحية إلى قوات الاحتلال العسكرية، تستهدف قنص الجنود والآليات، ويقتصر قتلاهم على العسكر المقاتلين، بهدف استنزافهم ودفعهم على الرحيل عن قطاع غزة، كما حصل عام 2005، بإجبار شارون على رحيل قوات الاحتلال، بعد فكفكة المستعمرات وإزالة قواعد الجيش.
مقابل ذلك يكون رد قوات المستعمرة، استهداف المدنيين الفلسطينيين، العائلات، المستشفيات، المدارس، مراكز الإيواء، مخيمات النازحين، ممارسة القتل للمدنيين و تدمير المؤسسات والخدمات المدنية، وتخريبها بدون تحفظ، بدون محرمات، أو احترام لأي من حقوق الإنسان، يعملون على تصفية وقتل جماعي وتطهير عرقي إنساني بشري متعمد، للشعب الفلسطيني.
يعملون على نهب الأرض والاستيلاء عليها، والتوسع الجغرافي بالاستيطان والاحتلال والاحلال من القادمين الأجانب وتجنيسهم، بدون بقاء للفلسطينيين على أرض وطنهم، أو تقليص وجودهم وعددهم في فلسطين.
وخلاصة الفعل لدى طرفي الصراع، أن المقاومة الفلسطينية تستهدف قوات الاحتلال العسكرية، وقوات المستعمرة تستهدف المدنيين على امتداد مدن وقرى قطاع غزة، بشكل منهجي متعمد.
إسرائيل كاتس وزير جيش المستعمرة، يطالب بمواصلة فرض العقوبات على إيران، أما جرائم مستعمرته وما تفعله قواتها ضد المدنيين الفلسطينيين يتجاهلها، رغم حكمهم أن كل فلسطيني في قطاع غزة، متورط، منحاز، داعم للمقاومة ومعادٍ للمستعمرة، للاحتلال، لكل إسرائيلي، ولذلك عليه أن يدفع الثمن بالقتل والإصابة والتجويع والعطش والحرمان من حق الحياة.
القتل والموت الفلسطيني متواصل من قبل قوات المستعمرة، بكل الوسائل والأدوات، والعالم الإنساني احتجاجاته متواضعة، لا تليق بمستوى معاناة ووجع الفلسطينيين، ولا تصل لمستوى حجم وشكل الجرائم الإسرائيلية، رغم أن ما يحصل مكشوف، واضح، للأطفال، للنساء، للكهول، للبشر ، كبشر.
صحيح أن الشعب الفلسطيني يدفع ثمن حريته واستقلاله، ثمن البقاء في وطنه حتى لا تتكرر مرارة التهجير كما حصل عامي 1948 و1967، ولكن الثمن باهظ، باهظ جدا، في عالم مكشوف، مقابل ذلك سيدفع المشروع الاستعماري التوسعي الإسرائيلي ثمن جرائمه، كنظام استعماري، لن يكون أقوى من بريطانيا العظمى، وفرنسا وإلمانيا، وإيطاليا والولايات المتحدة، وهزائمهم أمام الشعوب الفقيرة التي انتزعت حريتها واستقلالها، ولكن تلك الشعوب وجدت نسبياً من يقف إلى جانبها، وحتى حينما كانت وحدها، لم تتعرض إلى ما تفعله جرائم المستعمرة، بحق الفلسطينيين في قطاع غزة.
في البلدان الأوروبية والولايات المتحدة كانت تتسع الاحتجاجات ضد ممارسات حكوماتهم وجيوشهم بحق الشعوب المضطهدة، ولكن مظاهر الاحتجاجات الإسرائيلية، وضيعة لا ترتقي لمستوى الانتماء الأخلاقي الإنساني، للبشرية، مما يزيد من تمادي فعل حكومتهم الإجرامي، وهذا ما يجب على قوى الخير والسلام والتقدم في العالم أن يعملوا على توجيه النقد والملامة لهم، خاصة أن يهود أوروبا تعرضوا للاضطهاد من القيصرية والنازية والفاشية، وعليهم أن يكفوا عما يفعلوه بحق الفلسطينيين.