شراكات بيئية مُستدامة في قطاعات عديدة أبرزها الطاقة والمخلفات الصلبة، كانت أبرز نتائج المشاركة المصرية في مؤتمر المناخ COP28 الذي عقد في دبي، حيث ناقش الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء مع  الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة العديد من الملفات فى هذا الشأن.. وهنا يرى الخبراء أهمية الفرص الاستثمارية في القطاعات البيئية المستدامة، وأوصوا بأهمية دراسات المشروعات بشكل جيد إلى جانب شراكة القطاع الخاص عبر طرح المشروعات ذات الأولوية في الأجندة المصرية.

واستعرضت وزيرة البيئة نتائج المشاركة في مؤتمر المناخ COP28 بدبي، مُشيرة إلى أن المؤتمر شهد اعتماد قرار بتفعيل صندوق الخسائر والأضرار الجديد، الذي تم إنشاؤه في مؤتمر المناخ بشرم الشيخ 2022، علاوة عن اعتماد قرار بشان التقييم العالمي يعترف بالحاجة إلى تخفيضات عميقة وسريعة ومستدامة في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.

ويقول الدكتور وحيد إمام، رئيس الاتحاد النوعي للبيئة: تفعل قرار صندوق الخسائر والأضرار من أهم المكاسب الحقيقية في مؤتمر المناخ الذى عقد في دبي وهو ثمرة الجهود الأصوات المصرية التى طالبت بذلك من مؤتمر المناخ الأسبق الذى عقد في شرم الشيخ، ومن المفترض أن تستفد دول قارتي أفريقيا وأمريكا الجنوبية وبعض الدول الجزرية من التمويلات التي تساعدهم على التوسع في المشروعات الخاصة بالتكيف. 

ويضيف إمام لـ"البوابة نيوز": وقعت مع على العديد من الاتفاقيات في مجال الاستدامة في قطاعات الطاقة والمخلفات والزراعة والطاقة البديلة علاوة عن تقديم حلول للزراعة وتقليل التأثيرات الناجمة عن التغيرات المناخية.

كما أشارت الدكتورة ياسمين فؤاد، إلى أنه خلال الجناح المصري في COP28 في دبي عُقدت  72 جلسة استعرضت قصص نجاح مختلف الوزارات والهيئات الحكومية بالإضافة إلى كيانات القطاع الخاص والمجتمع المدني والشباب، كما تم توقيع اتفاقيات تعاون في مجال الاستدامة البيئية والحلول المناخية. 

كما ركزت الفرص الاستثمارية البيئية على قطاعات مختلفة أبرزها تدوير المخلفات وتدوير إطارات السيارات المستعملة، وإنتاج الجرافين من غاز الميثان الناتج من مدافن المخلفات البلدية الصلبة، علاوة عن  إنتاج الأخشاب من المخلفات الزراعية، والعمل على إنتاج الطاقة الكهربائية والوقود البديل لمصانع الإسمنت من الحمأة الناتجة من محطات معالجة مياه الصرف الصحي.

 ومن جانبه يقول الدكتور هشام عيسى، الخبير الدولي البيئي، ورئيس الإدارة المركزية للتغيرات المناخية بوزارة البيئة سابقًا: نحتاج لوجود دراسات متكاملة من حيث المدخلات والمخرجات ودراسات الجدوى والتمويل لأن تظل الأفكار برّاقة وجميلة ولكنها لن تترجم إلى الواقع بدون دراسات جادة، وهناك وحدات مشاركة القطاع الخاص في المشروعات الحكومية بوزارة المالية، وهنا يجب تفعيل هذه الوحدة من خلال تضمين المشروعات في خطة وزارة محددة  على أن يتم دراستها استثماريًا واقتصادي لجذب القطاع الخاص علاوة عن مراجعة كافة الجوانب من حيث الأثر البيئي بالنسبة لتغير المناخ سواء من ناحية التخفيف أو التكيف.

ويضيف عيسي لـ"البوابة نيوز": تأتي مسألة جذب القطاع الخاص من خلال إتاحة آليات التمويل المطلوبة عبر توفير قروض خضراء أو تشجيع مصادر التمويل الدولية ذات الصلة بمشروعات الخاصة بالحد من تأثيرات التغيرات المناخية وقبل ذلك وضع كافة المشروعات التي تحتاج التمويل قيل طرحها للقطاع الخاص.

وأضافت الدكتورة ياسمين فؤاد أن من بين الفرص الاستثمارية الجاري دراستها، مشروع إنتاج الجيلاتين الدوائي من مخلفات المجازر، ومشروع إنتاج الديزل الحيوي من المخلفات الصلبة البلدية، ومشروع إنتاج "البيوديزيل" من زيوت الطعام المستعملة، ومشروع سن يدخل في المنتجات الاسمنتية. 

وخلال اللقاء  مع رئيس الوزراء، استعرضت وزيرة البيئة إيرادات المحميات الطبيعية على مدار لخمس سنوات الماضية، والتي شهدت ارتفاعًا ملحوظًا خلال هذه المدة، كما عرضت الوزيرة إجراءات تذليل المعوقات وتسريع إصدار الموافقات البيئية، حيث تمت صياغة مجموعة من المعايير الفنية الواضحة لتقييم الأخصائيين والاستشاريين الجدد لضمان كفاءتهم قبل صدور شهادات الاعتماد.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: مؤتمر COP28 بدبي الدكتور مصطفي مدبولي رئيس مجلس الوزراء الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة الطاقة المتجددة صندوق الخسائر والأضرار فی مؤتمر المناخ القطاع الخاص علاوة عن

إقرأ أيضاً:

أطفال غزة الخدّج على حافة الموت.. نقص الحاضنات والوقود يهدد حياة المواليد الجدد (شاهد)

في مشهد يلخّص حجم المأساة التي تعايشها غزة، قسرا، وثّقت عدسات الكاميرا أربعة رُضع حديثي الولادة يتشاركون حاضنة واحدة داخل أحد مستشفيات القطاع المحاصر، وسط صراع يومي يخوضه الأطباء للحفاظ على حياة المرضى، في وقت تحذّر فيه الأمم المتحدة من أنّ: "نقص الوقود وصل إلى مرحلة حرجة تهدد بانهيار القطاع الصحي بشكل كامل".

وتتزايد حالات الولادة المبكرة في القطاع، نتيجة القصف المتواصل والنزوح المتكرر والتوتر النفسي الشديد، فيما تتحول حياة الأطفال "الخدّج" إلى سباق محموم مع الموت، في خضمّ النقص الحاد في الحاضنات، والأدوية المنشطة لرئة الجنين، وأجهزة الأوكسجين. 

ويضطر الأطباء، تحت ضغط نقص الإمكانيات، إلى اتخاذ قرارات قاسية، مثل وضع طفلين أو أكثر في ذات الحاضنة، أو المفاضلة بين الأطفال وفق فرص بقائهم على قيد الحياة.

مشهد مؤثر لأربعة رُضَّع حديثي الولادة يتشاركون حاضنة واحدة في أحد مستشفيات قطاع #غزة المزيد https://t.co/pNxzvyxpiB pic.twitter.com/l799hLOCYq — CNN بالعربية (@cnnarabic) July 10, 2025
أرقام صادمة وواقع مأساوي
بحسب دائرة نظم المعلومات في وزارة الصحة بغزة، فقد توفي 323 طفلاً خدّيجاً خلال عام 2024، وهو رقم مرتفع بشكل مأساوي مقارنة بما كان عليه الوضع قبل الحرب. 

وكانت مستشفيات مدينة غزة وشمال القطاع تضم قبل العدوان أكثر من 110 حضانات للأطفال، لكن هذا الرقم تراجع بشكل حاد نتيجة استهداف الاحتلال للمرافق الطبية. 

وكان قسم الحضانة في مستشفى الشفاء هو الأكبر في فلسطين٬ ويحتوي وحده على 65 حاضنة، إلا أن دمار المستشفى قد أفقد القطاع معظم قدراته في هذا المجال.

وإلى جانب ذلك، يشكو القطاع الطبي من فقدان الحليب الخاص بالأطفال الخدّج، والذي يتميز بسعراته الحرارية العالية ويُعدّ أساسياً لنموّهم. 

ويؤكد أطباء أن هذا النوع من الحليب مفقود في جميع أنحاء غزة، وإن توفر فهو باهظ الثمن لا قدرة للناس على شرائه، داعين إلى فتح المعابر فوراً لإدخال الأجهزة الطبية والأدوية والحليب العلاجي اللازم.


اليونيسف: آلاف الرضّع مهددون بالموت جوعاً
في السياق ذاته، حذّرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) من أن آلاف الأطفال الرضّع في قطاع غزة يواجهون خطر الموت بسبب الجوع الحادّ، وذللك في ظل التدهور غير المسبوق في الأوضاع الإنسانية الناتج عن الحصار والعدوان المستمر.

وقالت المديرة التنفيذية للمنظمة، كاثرين راسل، في منشور على موقع التواصل الاجتماعي "إكس"، إنّ "كل دقيقة تمرّ تُعتبر حاسمة لإنقاذ الأرواح"، مشيرة إلى أنّ: "معظم الأمهات إما استُشهدن جراء القصف أو يعانين من سوء تغذية حاد يمنعهن من إرضاع أطفالهن".

وأضافت راسل أنّ: "الرضّع الفلسطينيين محرومون من الغذاء الكافي، وأن فرص نجاتهم تتضاءل يوماً بعد يوم، مطالبةً المجتمع الدولي بالتحرك الفوري لإنقاذ أرواحهم".


الحصار يخنق غزة والمجتمع الدولي صامت
بحسب بيانات اليونيسف، فإن نحو 2.4 مليون شخص في غزة يواجهون خطر الجوع نتيجة القيود المشددة على دخول الغذاء والمساعدات الطبية، وهو ما يعرض الأطفال والأمهات والمرضى لخطر الموت البطيء.

ومنذ 2 آذار/ مارس الماضي٬ يمنع الاحتلال الإسرائيلي دخول أي مساعدات إنسانية إلى غزة، في إطار حرب مدمّرة مستمرة منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، على الرغم من قرارات محكمة العدل الدولية والدعوات الدولية المتكررة لوقف العدوان.

ويُظهر الواقع الإنساني الكارثي أن الاحتلال يواصل تجاهله لكافة نداءات العالم، إذ تجاوز عدد الشهداء والجرحى في القطاع 194 ألفاً، معظمهم من النساء والأطفال، فيما لا يزال أكثر من 11 ألف شخص في عداد المفقودين. أما النازحون، فمئات الآلاف منهم يكافحون من أجل البقاء وسط انعدام شبه كامل للغذاء والماء والرعاية الصحية.

وفي ختام بيانها، دعت اليونيسف المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤوليته، مؤكدة أن "صمت العالم لم يعد مقبولاً" في مواجهة كارثة إنسانية متفاقمة تهدّد وجود جيلٍ كامل من أطفال غزة.

مقالات مشابهة

  • التغيرات المناخية المفاجئة.. رئيس مركز المعلومات يكشف عن الأسباب
  • دعم جلالة الملكة مهم: الصندوق الأخضر للمناخ (GCF)؛ لحظة الأردن الاستراتيجية للتمكين الأخضر والريادة المناخية
  • الصناعة والتعدين في المقدمة.. «الخريف»: المملكة تمتلك فرصًا استثمارية واعدة في القطاعات الاقتصادية الحيوية
  • خبير بيئي يوضح أسباب التغيرات المناخية وأضرار تجاهل الانبعاثات الكربونية
  • مدبولي: «نعمل على تنفيذ رؤية شاملة لتهيئة البيئة الاستثمارية وتمكين القطاع الخاص»
  • «الخريف» يبحث تعزيز التعاون الصناعي والتعديني مع قادة القطاع الخاص الروسي
  • أطفال غزة الخدّج على حافة الموت.. نقص الحاضنات والوقود يهدد حياة المواليد الجدد (شاهد)
  • وفاه سامح عبدالعزيز.. هالة سرحان كلمة السر في البدايات وهذه أهم أعماله
  • «المركزي الأوروبي» يحذر من تكلفة الكوارث المناخية على القارة
  • وزير المالية: نتطلع لتحويل قدراتنا الأفريقية الهائلة إلي فرص استثمارية واعدة.. تدفع جهود النمو والتنمية