حميدتي يتحايل على الشعب السوداني
تاريخ النشر: 29th, December 2023 GMT
رصد – نبض السودان
في محاولة للتهرب من مسؤولياته تجاه الشعب السوداني الذي يعاني من القمع والفقر والنزوح، زار قائد قوات الدعم السريع السودانية محمد حمدان دقلو (حميدتي)، امس الخميس، العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، حيث التقى بنائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية ديميكي ميكونين، ورئيس الوزراء أبي أحمد، وادعى أنه يبحث معهما جهود تحقيق السلام والاستقرار في السودان.
وأصدر حميدتي، في بيان مليء بالمغالطات والمناورات، عن قوات الدعم السريع، شكره وامتنانه للحكومة والشعب الإثيوبي على تعاطفهم مع الشعب السوداني واستضافة الفارين من الحرب، وهو أحد أسباب تلك الحرب التي أشعلها في دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان والخرطوم.
ونقل البيان عن حميدتي أن “إثيوبيا ظلت على الدوام تقف إلى جانب الشعب السوداني بحكم الروابط التاريخية التي تجمع شعبي البلدين”، رغم اعتقاد بعض السودانيين أنه هو الذي يتآمر مع الحكومة الإثيوبية للتدخل في الشؤون الداخلية للسودان والتأثير على مسار العملية الانتقالية والتحالف مع المليشيات المسلحة التي تهدد أمن وسيادة السودان.
بدوره، أعرب نائب رئيس الوزراء الإثيوبي عن تطلع بلاده إلى إنهاء الحرب وعودة الاستقرار في السودان، بحسب بيان الدعم السريع، وهو الذي يتجاهل مطالب السودان بوقف ملء سد النهضة الذي يهدد حياة الملايين من السودانيين ويتعنت في رفض التفاوض الجاد والشفاف.
وفي وقت سابق الخميس، أعلنت وزارة الخارجية الإثيوبية في بيان مقتضب، أن قائد قوات الدعم السريع السودانية، وصل إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، في زيارة غير معلنة وغير مبررة، وأن نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الإثيوبي، ميكونين، كان في استقبال حميدتي في مطار بولي الدولي لدى وصوله ورحب به، في خرق للبروتوكولات الدبلوماسية والسيادية.
ونشرت الوزارة صورا لاستقبال حميدتي في المطار، حيث كان يرتدي بزة مدنية، في محاولة لإظهار نفسه على أنه قائد سياسي وليس عسكري، ولتغطية على جرائمه وانتهاكاته لحقوق الإنسان والقانون الدولي.
بعد أن تأجل اللقاء الذي كان مقررا، اليوم الخميس، بين رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان، وقائد قوات الدعم السريع، أكد الأخير خلال لقائه الرئيس الأوغندي، الأربعاء، تمسكه بمخرجات قمة “الإيغاد” التي انعقدت في جيبوتي، وتنفيذ الالتزامات من أجل إنهاء الحرب ورفع المعاناة عن السودانيين واستعادة الأمن والاستقرار للبلاد، وهو الذي يعمل على تقويض تلك المخرجات والالتزامات ويحاول الاستيلاء على السلطة بالقوة والعنف.
وجاءت تصريحات دقلو خلال أول زيارة خارجية معلنة له منذ اندلاع الصراع في السودان، حيث بحث في أوغندا مع الرئيس يوري موسيفيني التطورات في السودان، قائلا إنه قدم إلى الرئيس موسفيني رؤيته للتفاوض ووقف الحرب وبناء الدولة السودانية على أسس جديدة عادلة، وهو الذي يرفض الحوار مع القوى السياسية والمدنية والثورية ويسعى لفرض رؤيته الضيقة والمنحازة لمصالحه ومصالح حلفائه الإقليميين والدوليين.
وكانت الخارجية السودانية قد أعربت عن أسفها لما وصفتها بمماطلة قيادة قوات الدعم السريع في تحكيم صوت العقل، وقالت إن البرهان أبدى موافقتَه على حضور لقاءِ جيبوتي وكان يستعد للذهاب، مشيرة إلى أن منظمة الإيغاد أبلغتهم بأن قائد قوات الدعم السريع لن يتمكن من الحضور، في مؤشر على عدم احترامه للمبادرات الإقليمية والدولية.
المصدر: نبض السودان
كلمات دلالية: السوداني الشعب حميدتي على يتحايل قائد قوات الدعم السریع الشعب السودانی رئیس الوزراء فی السودان
إقرأ أيضاً:
بسبب القتل في الفاشر.. بريطانيا تفرض عقوبات على قادة في الدعم السريع
فرضت بريطانيا عقوبات على كبار قادة قوات الدعم السريع السودانية، متهمة إياهم بالتورط في عمليات قتل جماعي وعنف جنسي بشكل ممنهج وهجمات متعمدة على المدنيين في السودان، وطالت العقوبات "نائب قائد قوات الدعم عبد الرحيم دقلو، قائد قطاع شمال دارفور اللواء جدو حمدان، القائد تيجاني إبراهيم موسى، والفاتح عبدالله إدريس المعروف بـ(أبو لولو)".
Britain sanctioned senior commanders of Sudan's paramilitary Rapid Support Forces on Friday, over what it said were their links to mass killings, systematic sexual violence and deliberate attacks on civilians in the African country. https://t.co/qLl1LxAIYV — Reuters Africa (@ReutersAfrica) December 12, 2025
وقالت الحكومة البريطانية إن هؤلاء القاعدة يُشتبه في تورطهم بهذه الجرائم، باتوا يواجهون تجميد أصول وحظر سفر، وقالت وزيرة الخارجية البريطانية إيفيت كوبر في بيان "الفظائع المرتكبة في السودان مروعة إلى حد أنها تترك ندبة في ضمير العالم... والعقوبات التي نعلنها اليوم ضد قادة قوات الدعم السريع تشكل ضربة مباشرة لأولئك الذين تلطخت أيديهم بالدماء".
وتأتي هذه العقوبات بعد أن اقترحت الولايات المتحدة والإمارات ومصر والسعودية في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي خطة لهدنة لمدة ثلاثة أشهر تليها محادثات سلام، وردت قوات الدعم السريع بقبول الخطة، لكنها سرعان ما شنت غارات جوية مكثفة بطائرات مسيرة على مناطق تابعة للجيش.
معاقبة شبكة تجند مقاتلين من كولومبيا
وفرضت الولايات المتحدة، الثلاثاء عقوبات على شبكة عابرة للحدود تُجند عسكريين كولومبيين سابقين وتدرب جنودًا بينهم أطفال للقتال في صفوف قوات الدعم السريع، وذكرت وزارة الخزانة الأمريكية في بيان، أنها فرضت عقوبات على 4 أفراد و 4 كيانات ضمن الشبكة، التي قالت إنها تتألف في معظمها من مواطنين وشركات كولومبية.
BREAKING: The US government has imposed sanctions on a network that is fueling the conflict by recruiting former Colombian military personnel to train soldiers—including children—to fight for the Rapid Support Forces, a Sudanese paramilitary group.
"The Rapid Support Forces have… — Harun Maruf (@HarunMaruf) December 9, 2025
وأفادت بأن العقوبات على الشبكة تُعطل مصدرًا مهمًا للدعم الخارجي لقوات الدعم، ما يُضعف قدرتها على استخدام مقاتلين كولومبيين مهرة ضد المدنيين. واتُهمت قوات الدعم السريع باستهداف المدنيين وقتل الرجال وحتى الرضع، كما استهدفت النساء والفتيات عمدًا ومارست بحقهن الاغتصاب. وأكدت الوزارة في بيانها أنها ستعمل بالتنسيق مع دول المنطقة لإنهاء هذه الفظائع وتحقيق الاستقرار في السودان.
دعوة لقبول الهدنة
من جانبه، أكد مبعوث الرئيس الأمريكي إلى أفريقيا مسعد بولس، أن واشنطن تحاسب مرتكبي الفظائع بالسودان، داعياً الأطراف السودانية إلى قبول الهدنة لوقف العنف في البلاد، وكتب عبر حسابه على منصة "إكس": " تُحمّل الولايات المتحدة المسؤولية لأولئك الذين يرتكبون الفظائع في السودان".
Today, the United States is holding accountable those who commit atrocities in Sudan. The parties must accept a humanitarian truce to halt the violence and end external military support from transnational networks of murderers like the Colombians we sanctioned today. These… — U.S. Senior Advisor for Arab and African Affairs (@US_SrAdvisorAF) December 9, 2025
وأضاف "يجب على الأطراف القبول بهدنة إنسانية لوقف العنف وإنهاء الدعم العسكري الخارجي من الشبكات العابرة للحدود التي تضم قتلة، مثل الكولومبيين الذين فُرضت عليهم العقوبات"، مضيفًا "تعكس هذه الإجراءات التزامنا بدعم السلام ومساندة الشعب السوداني".
الملايين يواجهون انعدام الغذاء
من جانبه، أعلن مدير العمليات في منظمة أطباء بلا حدود كينيث لافيل، انهيار كل الأنظمة التي تحفظ الحياة في السودان، محذرًا من أن نحو 9 ملايين يواجهون انعدام الأمن الغذائي في السودان، يأتي هذا في وقت أكد فيه وزير الصحة السوداني هيثم محمد إبر اهيم، أن السودان يسجل أكثر من 3 ملايين إصابة سنويًا بالملاريا مع معدلات وفيات عالية، وفقًا للإحصاءات الرسمية المسجلة في المستشفيات.
الأمم المتحدة تحذر من أن المدنيين في منطقتي #دارفور و #كردفان لا يزالون يواجهون عنفا متصاعدا وعشوائيا،
وتجدد الدعوة لكافة أطراف النزاع في #السودان إلى وقف الهجمات على المدنيين فورا، والالتزام بالمبادئ الأساسية للقانون الدولي الإنساني.https://t.co/B8ikEvX8gk — أخبار الأمم المتحدة (@UNNewsArabic) December 11, 2025
وأفاد شهود عيان بأن ولاية شمال كردفان باتت تحتضن العدد الأكبر من النازحين، وتؤوي حاليًا نحو 864 ألف شخص، ووفق مفوضية العون الإنساني في الولاية فإن قرابة 82 ألف نازح يقيمون داخل مراكز الإيواء، بينما تتوزع البقية بين مجتمعات مضيفة والأقارب.