عندما نتأمل في الأحداث الحاصلة في غزة، وكيف أن الأمور ألت إلى ما ألت إليه اليوم، بحيث أصبحت غزة على صفيح من نار وجحيم تعدى الخيال، عندها يتبادر إلى الذهن سؤال عن ما السبب الرئيسي الذي عول ويعول عليه شعب غزة والمقاومة الفلسطينية المتمثل بحماس والقسام وغيرها حتى تثخن جراحهم بهذا الشكل من قبل الكيان الصهيوني المؤقت والمقيت وهم مستبسلون وباذلون وصامدون؟.
طبعاً يجب شرح حيثيات ومسببات تبدو ك “وشيش” لغالبية الناس كي يتم فهم القضية من أساسها والوصول إلى إجابة دقيقة عن السؤال، كون -في رأيي- هناك ظلم كبير يتعرض له الشعب الفلسطيني عامة وخاصة الشباب المقاوم للاحتلال الإسرائيلي سواءً من قبل أو في وقتنا الحاضر، كما هو حاصل بغزة الباسلة وعلى أدق تعبير شعب غزة من حيث جراءة تقديم التضحيات وبرباطة جأش متوسم بالإيمان الراسخ وبسخاء ليس له نظير، والمقاومة على رأسها حماس وخصوصاً السنوار وكيف أنه نصب نفسه – وفتيانه الفلسطينيين الأفذاذ – المسؤول والراعي الأول للقضية ووجوب الانتصار لها رغم علمه بمدى تعقد الوضع مع المقارنة حين المجازفة، وكيف سينعكس عليهم ذلك في حال الفشل لا سمح الله، أو هول التضحيات وخصوصاً والشعب الفلسطيني لم يعد ينقصه ذلك فيكثر حينها لوم اللائمين من الداخل والخارج وخصوصاً الأعراب، وفعلاً حدث ما حدث من أول شرارة أطلقتها المقاومة باسم “طوفان الأقصى” وحتى اللحظة كأشياء متوقعة وأخرى غير متوقعة، ولكن السؤال يبقى يفرض نفسه : هو التعويل يا سنوار ؟.
في خضم ما حدث ويحدث لاشك أن لأي قائد هدفه السامي الذي يدفعه للبدء في الدخول في معركة مع علمه بالعواقب كونها مواجهة وليست نزهة، ولذا “طوفان الأقصى” كان قرار ضرورة قصوى، والدليل أن السنوار يعي حجم المفارقات بينه وغريمه الصهيوني الغاصب، وكيف ستكون انعكاساتها مستقبلاً من بعد إطلاق أول عيار ناري نحوه، ومع ذلك فعلها الأشبال الفلسطينيون ومرغوا أنوف الصهاينة المغتصبين والمتبجحين لعقود من الزمن، ثم توالت الأحداث، فحدث ما حدث والمعول لما بعد الحدث هو ما يجب أن يفهمه الناس، عبر معرفة أن الأقصى ثالث الحرمين الشريفين والقدس عاصمة الدولة الفلسطينية وأقامتها أقل مطلب؛ هذا إذا لم نقل دحر المحتل الصهيوني من فلسطين عامة، كيف لا وغزة أصبحت نهر من الدماء والأشلاء والدمار والتضحيات الجسام، فهي عشرون ألف روح بريئة أزهقت – رقم غير بسيط ولا يمكن تمريره على إسرائيل بسلام ودون قصاص واقتصاص – والعالم يتفرج بذهول ولم يقل لليهودي “قر”، فتخيلوا أن توضع هذه الجثث الطاهرة مع بعضها فصدقوني أنها ستشكل سداً منيعاً يمكن وضعه في باب المندب ليسد حركة السفن والملاحة في البحر الأحمر – هذا كي تقتنع أمريكا وبريطانيا والعالم بأسره في عظم السبب الذي دفع باليمنيين إلى التدخل في المعركة ومنع السفن الإسرائيلية من الدخول أو الخروج من باب المندب -، نعم، فهذا لم يقدم إلا قربان لله لتحرير الأقصى ولا مناص، هذا ما يجب تأكيده للناس وإعلانه وترديده بالفم المليان والاعتزاز بقوله في كل محفل دولي وعربي، فغزة هي فقط نقطة انطلاق الحدث “طوفان الأقصى” إلى ما وراء الحدث “تحرير الأقصى”.
من المعيب أن “نولول” بغزة ونحجم القضية التي نزفت من أجلها غزة، فغزة جزء من كل، فالقضية ليست أخراج مئات الأسرى على حساب شلال دماء، فلو كان ذلك فليبقوا أسرى وتحقن الدما، وليست القضية قضية مقايضة ومصالح وتباينات واستحقاقات ولعب جهال، المسألة قضية فلسطينية هدفها تحرير الأقصى والأرض الفلسطينية وإقامة دولة فلسطينية رغم أنف كيد الكائدين الذي يحجمون القضية إلى قضية أسرى – كما هو شأن وزير الجيش الإسرائيلي السافر الذي يبرر لرعاياه اخفاقاته بضرورة استمرار الحرب لشهور، وتعهده لهم أنه ماضٍ في تحرير الأسرى.
القضية هدفها كبير، والآن المرحلة مرحلة أستنزاف للجيش المتبجح بأنه لايقهر، ثم هناك مراحل لتوغل المقاومة الباسلة في المدن الفلسطينية المحتلة، قال المثل الصنعاني :”كبير، قسمه” و”العافية قراريط”، المهم على الناس أن لا يهتموا بتصريحات وزير الجيش الإسرائيلي وتبجحاته وهطرقاته الصبيانية المايعة، وكذا النتن ياهو واغتراره أنه نقل المعركة من المستوطنات في محيط غزة إلى غزة، والذي نقول له :” الحرب تكتيك وسجال والمجاهدون المقاومون هدفهم النواة “الأقصى” والآن هم بصدد الإلكترونات والبروتونات التي حول النواة، فهم ينخرون في جسم الكيان الغاصب بشكل دائري ومخروطي ينهي الأقرب فالأقرب حتى يصل إلى النواة”، وهكذا الحياة لابد لها من تضحيات لنيل الأهداف المرجوة ولو على مضض، خاصة لو كان الهدف سامياً، وهل هناك أسمى من حرمات الله ومقدساته، و”لا نامت أعين الجبناء”.
،،ولله عاقبة الأمور،،
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
بعد تسريبات الدرسي.. النائب العام يصل لبنغازي للتحقيق في القضية
وصل النائب العام، ظهر اليوم، إلى مدينة بنغازي على رأس لجنة تحقيق نيابية، وذلك لبدء التحريات في قضية اختفاء النائب بمجلس النواب إبراهيم الدرسي، وما تبعها من تسريبات أثارت جدلاً واسعًا في الأوساط المحلية والدولية.
وكان النائب العام أعلن، في تصريح لقناة الأحرار يوم أمس، عن تشكيل لجنة تحقيق خاصة تتولى القضية تحت إشرافه المباشر.
وعقب انتشار التسريبات المصورة، دعا المجلس الرئاسي الليبي إلى ضرورة الوصول إلى الحقائق كاملة وفرض العدالة، مشددًا على محاسبة جميع المتورطين في أي انتهاكات قانونية، مطالبًا رئاسة مجلس النواب بتحمل مسؤولياتها القانونية والأخلاقية في حماية أعضائه.
من جانبها، طالبت حكومة الوحدة الوطنية بفتح تحقيق عاجل، دولي ومستقل، تحت إشراف بعثة دولية لتقصي الحقائق، مؤكدة أهمية ضمان سلامة النائب ومحاسبة المسؤولين عن الواقعة بغضّ النظر عن مناصبهم.
في السياق ذاته، دعا مجلس النواب مكتب النائب العام إلى فتح تحقيق رسمي وتقديم الجناة إلى العدالة، مشددًا على رفض جميع أشكال الإخفاء القسري، دون تمييز في المصدر أو الضحية.
كما أصدر المجلس الأعلى للدولة ثلاثة بيانات متفرقة، أحدها من محمد تكالة، وآخر من خالد المشري، وثالث من كتلة التوافق الوطني، طالبوا فيها النائب العام وبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا بفتح تحقيق عاجل، شفاف ومستقل، لتحديد المسؤولين عن الحادثة ومحاسبتهم.
وأكدت الحكومة المكلّفة من مجلس النواب، برئاسة أسامة حماد، استمرار التحقيقات والمتابعات الأمنية بشأن القضية، وذلك خلال اجتماع ضمّ ممثلين عن أسرة النائب وأعيان من قبيلته.
وفي سياق قبلي، عقد أعيان قبيلة الدرسة اجتماعًا موسعًا بعد يوم من التسريبات، طالبوا خلاله بالكشف عن مصير ابنهم، إبراهيم الدرسي، ومحاسبة من يقف خلف ما جرى له.
دوليًا، عبّر الاتحاد الأوروبي وعدد من البعثات الأوروبية في ليبيا عن قلقهم إزاء التسريبات، داعين في بيان مشترك إلى فتح تحقيق فوري لتحديد مكان النائب وضمان سلامته.
من جهتها، وصفت منظمة هيومن رايتس ووتش الصور والمقاطع المتداولة بأنها “صادمة”، مطالبة بفتح تحقيق شفاف يضمن مساءلة الجناة.
أما بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، فأعربت عن “قلق بالغ” تجاه ما وصفته بـ”الفيديو المُروّع” الذي أظهر النائب محتجزًا ومقيّدًا بالسلاسل وتبدو عليه آثار تعذيب، داعية السلطات الليبية إلى فتح تحقيق شامل وشفاف.
وكانت مواقع التواصل الاجتماعي قد ضجّت، ظهر الخامس من مايو الجاري، بعد تداول مقاطع مصوّرة تظهر النائب الدرسي مرتديًا ملابسه الداخلية فقط، ومقيّدًا من عنقه بالسلاسل، وهو يناشد خليفة حفتر ونجله صدام بالإفراج عنه.
المصدر: قناة ليبيا الأحرار
الصديق الصوربنغازيرئيسي Total 0 Shares Share 0 Tweet 0 Pin it 0