الجزيرة:
2025-12-13@05:00:52 GMT

غزة تحكي قصتها في باريس.. شهادات مؤثرة ودعوات للتحرك

تاريخ النشر: 31st, December 2023 GMT

غزة تحكي قصتها في باريس.. شهادات مؤثرة ودعوات للتحرك

باريس- يحل العام الجديد على دول العالم بطعم المرارة بسبب العدوان الإسرائيلي على أهل قطاع غزة المحاصر. وفي هذا الإطار، استقبلت منظمة "إيرجونس فلسطين" عددا من أبناء غزة المهاجرين إلى بلجيكا في لقاءات مع سكان باريس.

وبدأت الجولة من منطقة "نانتير" لتمتد إلى باقي ضواحي العاصمة الفرنسية للحديث عن معاناة أهاليهم في ظل قصف الاحتلال المستمر وغياب التحرك الدولي لوقف فوري للحرب.

وكانت شهادات كل من عبد الرزاق وإسماعيل وسلمى حلقة الوصل الصادقة والمعبرة عن الواقع بين الفرنسيين وسكان القطاع للكشف عن تفاصيل مؤلمة حول ما يحدث فعليا.

فبعد أن عايشوا حروبا سابقة، أصبحوا اليوم يقضون كل ثانية بآمال معلقة ترتجف خوفا من سماع نبأ إصابة أو استشهاد أحد أفراد عائلاتهم.

نشطاء يعرضون مأساة الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في غزة (الجزيرة) شهادات من أهل غزة

وفي أجواء عائلية ودافئة، استمع الفرنسيون والمهاجرون إلى قصص هؤلاء الفلسطينيين بلهفة واهتمام وإحساس بالعجز تكسرها رغبتهم في تقديم يد العون لسكان غزة مهما كلف الأمر.

وتحدث عبد العزيز زيد، وهو طالب من مخيم جباليا للاجئين، شمال قطاع غزة، عن الصعوبة التي يواجهها عند محاولة الاتصال بأفراد عائلته وأصدقائه بسبب الانقطاع المستمر للإنترنت.

وفي مقابلة للجزيرة نت، قال زيد إنه سُئل عدة مرات عن سبل تقديم يد العون لأهل بلده، فأجاب أنه من الممكن استخدام سلاح "مقاطعة المنتجات الصادرة عن الكيان الإسرائيلي وتنظيم مظاهرات وفعاليات تضامنية مع الشعب الفلسطيني".

وأشار المهاجر الغزّي إسماعيل السيد إلى الضغوط والقيود المفروضة على كل من يدعم الحراك الداعم لفلسطين، وينادي بحريتها "وكأننا معادون للسامية وضد اليهود" على حد قوله.

واستنكر السيد، في حديثه للجزيرة نت، ما وصفه بـ"المعايير المزدوجة" التي تتبعها الدول الغربية ومجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الذي امتنع من المطالبة بوقف فوري لإطلاق النار في غزة، مشيرا إلى أن التحرك الدولي الذي سُخر لخدمة أوكرانيا في حربها ضد روسيا لا يمكن مقارنته مع الصمت المطبق على كل الأصعدة في العدوان على غزة.

من جانبها، سلطت زوجته سلمى بركات، الضوء على أوضاع النساء في ظروف الحرب، خاصة الأمهات والحوامل، قائلة "كوني فلسطينية من غزة ومغتربة، عشت عدة حروب قبل أن أهاجر إلى بلجيكا قبل 5 سنوات، لكن هذه الحرب تعد الأقسى والأكثر تدميرا".

وفي إشارة إلى رواية مأساة غزة للرأي العام الخارجي، تقول بركات "هذا أقل ما يمكنني فعله الآن لعائلتي وأصدقائي الذين يتعرضون لظروف مريرة وصعبة قد يمكن للناس تخيلها، لكن عيش حياة الحرب بتفاصيلها أمر مختلف تماما".

فلسطينيون من غزة يروون مأساة عائلاتهم تحت الحرب في ضواحي باريس (الجزيرة) رمزية أحياء الطبقة العاملة

وخلال لقاء أهالي منطقة "نانتير" مع فلسطينيي غزة، لفتت مفتشة العمل والناشطة في الأحياء الشعبية المناهضة للعنصرية مورنيا العبسي، إلى أهمية هذه الاجتماعات مع سكان الطبقة العاملة في فرنسا، وخاصة بهذه المنطقة التي تحمل تاريخا طويلا من النضال في فترة الاستعمار الفرنسي للجزائر.

وتابعت العبسي في حديث للجزيرة نت، "كانت الشهادات التي سمعناها مؤثرة للغاية ونحن اليوم نشعر بالعجز أمام هذه الإبادة الجماعية التي لا تتوقف"، واصفة الخطاب السياسي في فرنسا بـ"الفاشي" فيما يتعلق بموقفه تجاه الحرب على غزة وبقانون الهجرة الذي يستهدف المهاجرين على المستوى الداخلي.

وبالفعل، عبر عدد كبير من الحاضرين عن تضامنهم الخالص مع القضية الفلسطينية وأملهم في وضع حد للعدوان الإسرائيلي، مستنكرين أنواع الضغوط التي يتعرض لها كل من يدعم غزة وأهلها بشكل علني.

بدوره، أوضح عضو في منظمة "إيرجونس فلسطين" أن هذه الجولة تتمحور حول لقاء أشخاص من أحياء الطبقة العاملة ـمن أصول فرنسية ومهاجرةـ والذين لا يستطيعون في العادة حضور فعاليات تُنَظَّم في باريس.

وأضاف "نهدف إلى أن تكون فلسطين في كل مكان وكل وقت، ومنها أحياء الطبقة العاملة حيث يفهم الناس معنى مناهضة الاستعمار، لأنهم غالبا ما تنحدر أصولهم من دول عانت الاستعمار والعنصرية والفاشية، كما تعاني فلسطين اليوم من الصهيونية التي تعتبر أيضا شكلا من أشكال الفاشية".

وأشار في تصريحاته للجزيرة نت، إلى انتماء فرنسيين كثر للمنظمة، لأنهم "يقاتلون باسم العدالة والإنسانية، ويدركون أن ما يحدث في قطاع غزة يمثل صراعا مشتركا نخوضه جميعا".

حاول النشطاء إيصال صوت وصورة الحرب في غزة للضواحي الباريسية البعيدة عن المشاركة في المسيرات (الجزيرة) مظاهرة مرتقبة وتوعد أمني

من ناحية أخرى، دعت منظمة "إيرجونس فلسطين" عبر صفحتها على منصة إكس الفرنسيين إلى المشاركة في مسيرة حاشدة في شارع الشانزليزيه في منتصف ليل 31 ديسمبر/كانون الأول الجاري، حيث يوجَد أكثر من 1.7 مليون شخص للاحتفال بمناسبة نهاية السنة.

وردا على ذلك، قال قائد شرطة باريس لوران نونيز، الجمعة، إن المظاهرات الاحتجاجية ستُحظَر في الشارع بالعاصمة الفرنسية بشكل صارم.

ويأتي ذلك بعد أن ناشد رئيس الحزب الاشتراكي وعضو البرلمان إريك سيوتي، وزير الداخلية جيرالد دارمانان، بمنع "هذا التجمع الموالي لحماس في الشانزليزيه، والذي يمثل إخلالا بالنظام العام"، على حد تعبيره.

وعلّق وزير الداخلية على ذلك بالإعلان عن تعبئة أكثر من 90 ألف شرطي، بالإضافة إلى 5 آلاف جندي من عملية "سنتنيل"، بما في ذلك 6 آلاف فرد من قوات الأمن في باريس لتأمين احتفالات العام الجديد.

من جانبه، قال عضو المنظمة للجزيرة نت "لا يمكننا أن نحتفل في أثناء الإبادة الجماعية، ونحن نعلم أن هناك مدنيين عزل يموتون تحت القصف والقنابل. لذا، نقول لكل الفرنسيين أن يحملوا الأعلام الفلسطينية، ويثبتوا أنه لا يمكن نسيان معاناة غزة".

وتابع بالقول "بينما يُسمح بتظاهر نحو 300 ألف في لندن، نُغَرَّم في باريس بمبلغ 135 يورو إذا رفعنا العلم الفلسطيني. وبمجرد أن يفتح الفلسطيني فمه، يُتَّهَم بمعاداة السامية والدعوة إلى الإرهاب والكراهية".

وشدد على أن هدف المنظمة، ومقرها باريس، يتمثل في "إسماع صوت الفلسطينيين في فرنسا والضغط على الحكومة الفرنسية التي تعد إحدى أكبر المتواطئين مع دولة إسرائيل المجرمة".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: للجزیرة نت فی باریس

إقرأ أيضاً:

استعدادات لاقتحامات واسعة للأقصى ودعوات للرباط فيه لإفشال مخططات المستوطنين

القدس المحتلة - صفا انطلقت دعوات واسعة للاستعداد للرباط في المسجد الأقصى المبارك، والتصدي لاقتحامات المستوطنين المتطرفين خلال ما يسمى عيد "الحانوكاه_الأنوار" اليهودي، الذي يبدأ يوم الأحد القادم. وأطلق نشطاء ومرابطون وهيئات مقدسية الدعوات للحشد والنفير خلال الأيام المقبلة، وديمومة الرباط، والتصدي لمخططات الاحتلال والمستوطنين في تهويد المسجد وهدمه وبناء "الهيكل" المزعوم. وأكدوا على أهمية الحشد بشكل واسع في باحات الأقصى وأداء جميع الصلوات فيه، وعدم التسليم بعراقيل الاحتلال وقيوده العسكرية. وأشارت الدعوات إلى أن المستوطنين يستغلون كل لحظة من أجل زيادة اقتحاماتهم واعتداءاتهم في مسرى الرسول. وأضافت أن كل من يستطيع الوصول إلى الأقصى من أهالي القدس والداخل الفلسطيني المحتل والضفة الغربية، يقع على عاتقه واجب نصرة المسجد المبارك والدفاع عنه أمام المخاطر المتزايدة بحقه. وتصر جماعات المعبد المتطرفة على إقحام المسجد الأقصى في هذا العيد، وتعمّد المقتحمون إشعال الشموع داخله، وما زالوا يحاولون إدخال الشمعدان إلى ساحاته. وفي إطار استعدادات "جماعات الهيكل" المزعوم وأنصارها للاحتفال بما يسمى "عيد الحانوكاه/ الأنوار"، من المقرر تنفيذ نحو 150 فعالية تهويدية تستهدف مدينة القدس المحتلة. وضمن التحضيرات السنوية لهذا العيد، تم وضع شمعدان ضخم يوم السابع من ديسمبر/كانون الأول الجاري في ساحة البراق الملاصقة للجدار الغربي للأقصى، لإتمام طقوس إضاءة شعلة كل يوم داخل الساحة مع مغيب الشمس، كما يتم نصب شمعدانات لإضاءتها كل ليلة أمام أبواب المسجد، خاصة بابي المغاربة والأسباط. وتشكل مراسم إشعال الشمعدان أبرز طقوس الاحتفال، ضمن محاولات مستمرة لفرض السيطرة الرمزية على المقدسات الإسلامية. وخلال العام الماضي، تعمُّد المقتحمون أداء الطقوس التوراتية والصلوات التي ارتدوا خلالها لفائف التيفلين (لفائف سوداء يرتديها اليهود أثناء تأدية الصلاة)، كما أشعلوا الشموع داخل المسجد، وكان وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير من بين المقتحمين في هذه المناسبة. ويصعد المستوطنون من اقتحاماتهم اليومية للأقصى بدعم من حكومة الاحتلال اليمينية والوزراء المتطرفين، ويستغلون الأعياد اليهودية في تنفيذ طقوس تلمودية غير مسبوقة. وتحاول الجماعات المتطرفة التحريض بشكل مستمر لزيادة أعداد المستوطنين المقتحمين للأقصى، والوصول بهم إلى أرقام قياسية. 

مقالات مشابهة

  • غنائم الانسحاب.. وثائقي للجزيرة يكشف حجم الأسلحة الأميركية التي استولت عليها طالبان
  • صورة للفنانة عبلة كامل داخل المستشفى تثير الجدل .. ما قصتها؟
  • استعدادات لاقتحامات واسعة للأقصى ودعوات للرباط فيه لإفشال مخططات المستوطنين
  • وزير الإعلام المصري الأسبق لـعربي21: الكاميرا يجب أن ترافق البندقية.. والبعض خان فلسطين (شاهد)
  • منتخب السعودية يتلقى ضربة مؤثرة قبيل مواجهة فلسطين في ربع نهائي كأس العرب
  • محمد صالح يحتفل بتأهل فلسطين لكأس العرب وسط ظروف الحرب في غزة
  • طريق يتحول إلى برك مياه بعد الأمطار الغزيرة.. ومناشدات للتحرك العاجل
  • حماس تدعو الوسطاء والضامنين للتحرك العاجل والضغط على العدو الصهيوني لإدخال مواد الإيواء لغزة
  • السيّد: هل تكفي الدولارات القليلة التي تحال على القطاع العام ليومين في لبنان ؟
  • برنامج الأعمال المتعلقة بالألغام في فلسطين: الأطفال الأكثر عرضة لخطر مخلفات الحرب