حرب أوكرانيا.. هل تتصاعد الهجمات الروسية في 2024؟
تاريخ النشر: 1st, January 2024 GMT
مع اقتراب دخول العام الثالث لغزو روسيا لأوكرانيا وعدم وجود آفاق لإجراء مفاوضات سلام، تنتشر أنباء بعدم انتهاء الحرب أو حسمها في العام المقبل 2024، وتشير التقارير إلى مخاوف من تحول الصراع نحو حالة تجميد، منذ بداية الحرب في 24 فبراير 2022، تصر موسكو على مواصلة ما تعتبره "العملية العسكرية الخاصة" بهدف نزع سلاح من تصفهم بـ "النازيين" في أوكرانيا، وفقًا لتصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
في سياق الأزمة الأوكرانية، أعلن وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، أن روسيا على علم بخطط الغرب لتجميد الصراع وأنها تقوم بإعلان كييف كطرف منتصر، تعتبر هذه الخطوة فرضية تجميد النزاع، وقد أشار خبراء إلى أنها ستكون خاسرة بالنسبة لروسيا.
وأكد محمود عزت، محلل سياسي، أن هناك إشارات تشير إلى نهاية الصراع، ومع ذلك، فإن تجميده سيعني خسارة روسيا، حيث سيكون في صالح الغرب وأوكرانيا.
وفي تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أوضح عزت أنه فيما يتعلق بالمرحلة الجديدة في الأزمة الأوكرانية، يوجد "مؤشرات" تشير إلى انتقال الأزمة إلى مرحلة جديدة، سواء من خلال انتهاء النزاع المسلح أو اتخاذ خطوات حاسمة نحو تحقيق تسوية سياسية سلمية بدلًا من الحل العسكري.
وأشار المحلل السياسي إلى أن أبرز تلك المؤشرات تتضمن تجاوز قدرات التعبئة البشرية في أوكرانيا الحد الأقصى واقتراب قدرات الغرب من سقفها، بما في ذلك الموارد العسكرية والصناعية والسياسية.
تجميد الصراع هو خسارة روسيا
أكد الدكتور عبد المنعم عيد، الخبير السياسي، أن تجميد الصراع في أوكرانيا يعني خسارة لروسيا، حيث يمنح الدول الغربية وقتًا لاستعادة قوتها لمواجهة روسيا، ورأى أن تجميد الأزمة لن يحقق أهداف موسكو ويمثل فرصة لأوكرانيا لاستعادة طاقتها.
وفي تصريحات خاصة لـ "الفجر، أوضح الخبير السياسي أنه لا يعتقد أن الصراع سينتهي في العام المقبل، ولكن هذه المؤشرات تشير إلى أهمية التحرك نحو إيجاد حل سياسي سلمي للأزمة.
و أشار إلى أن تجميد النزاع سيكون خسارة فادحة لروسيا، حيث أن هناك بوادر تشير إلى إمكانية إنهاء الصراع، وسيكون هذا في مصلحة الغرب وأوكرانيا، وأضاف أنه على الرغم من وجود مؤشرات لمرحلة جديدة في الأزمة الأوكرانية، إلا أنه لا يعتقد أن الصراع سينتهي في العام المقبل، مشيرًا إلى أن هذه البوادر قد تكون إما لانتهاء النزاع المسلح أو لاتخاذ خطوات حاسمة نحو نقل الحل من العسكري إلى تسوية سياسية سلمية.
و تجدر الإشارة إلى أن المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا بدأت في فبراير ومارس 2022 وتوقفت لاحقًا، وفي نوفمبر الماضي، أعلن زعيم فصيل "خادم الشعب" في البرلمان الأوكراني تعليق المفاوضات وتوجيه الجهود لمواصلة القتال، بينما اعتبرت موسكو أن أوكرانيا والغرب لا يظهران استعدادًا للتفاوض، يسود تشاؤم بين خبراء روس بشأن احتمال انتهاء الحرب في العام المقبل، حيث يستبعد الخبير العسكري ليتوفكين انتهاء الحرب في ظل تركيز روسيا على تحقيق أهدافها.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الروسي فلاديمير بوتين تصريحات الرئيس الروسي وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف الهجمات الروسية تصريحات خاصة وزير الخارجية الروسي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فلاديمير حرب أوكرانيا موسكو فلاديمير بوتين حصاد 2023 الأزمة الأوکرانیة فی العام المقبل تشیر إلى إلى أن
إقرأ أيضاً:
روسيا تتهم حكومة الدبيبة الليبية بدعم أوكرانيا.. هل تحشد ضدها دوليا؟
طرح اتهام روسيا رسميا للحكومة الليبية في طرابلس برئاسة، عبدالحميد الدبيبة بدعم اوكرانيا وتنفيذ عمليات مسلحة في منطقة الساحل الكثير من التساؤلات حول تداعيات هذه الاتهامات وما إذا كانت موسكو ستقوم بحشد موقف دولي ضد الحكومة الليبية لإسقاطها.
وأكدت وزارة الخارجية الروسية رسميا بأن هناك أدلة جديدة تثبت أن حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا برئاسة الدبيبة تتعاون مع أوكرانيا لتنفيذ هجمات "إرهابية" في دول منطقة الساحل، وأن قوات الأمن التابعة لحكومة الدبيبة تعاونت مع المسلحين في أوكرانيا، وأن هذا التعاون شمل قيام النظام في أوكرانيا بتوريد طائرات مسيرة هجومية، وإجراء تدريبات بإشراف مدربين من إدارة الاستخبارات الرئيسية التابعة لوزارة الدفاع في كييف، وفق الوزارة.
وسطاء ومسارات معقدة
وكشف تقرير سابق لمجلة "أجانب" المتخصصة في الشؤون السياسية والأمنية الدولية، أن "حكومة الدبيبة حصلت مؤخرًا على دفعات من طائرات مسيرة أوكرانية الصنع، يُعتقد أنها وصلت إلى طرابلس عبر مسارات معقدة، بينها طريق مر عبر الأراضي الجزائرية".
وذكرت أن "جزءا من هذه المسيرات دخل ليبيا عن طريق وسطاء في أذربيجان، بينما أشارت تقارير أخرى إلى أن دفعات منها نُقلت عبر الحدود الجزائرية، بمساعدة خبراء أوكرانيين في التشغيل والصيانة يُشتبه في دخولهم طرابلس في إطار تعاون تقني غير معلن.
ووفق المجلة، فإن المسيرات استُخدمت في تنفيذ عمليات استطلاع وهجمات دقيقة داخل العاصمة ومحيطها، لتعزيز قدرات حكومة الدبيبة.
صمت حكومي رسمي
ورغم أن هذه الاتهامات رسمية وجاءت لأول مرة على لسان الخارجية في روسيا إلا أن حكومة الدبيبة وأجهزتها الأمنية المقصودة في الاتهام التزمت الصمت حتى كتابة التقرير، ولم تصدر أي بيانات توضيحية رغم ردود الفعل المحلية على الاتهامات.
وجاءت هذه الاتهامات قبيل أيام من إحاطة المبعوثة الأممية لدى ليبيا، هانا تيتيه أمام مجلس الأمن الدولي والمتوقع أن تستعرض فيها العراقيل التي تقابل خارطة الطريق الأممية والتي تقضي بتغيير الحكومتين في ليبيا والذهاب نحو الانتخابات.
فهل تحشد روسيا موقفا دوليا داخل مجلس الأمن لإسقاط حكومة الدبيبة والتسريع بتغييرها بسبب دعمها لأوكرانيا؟
لن تحدث أي تداعيات
من جهته، قال وزير الدفاع الليبي الأسبق، محمد البرغثي إن "اتهامات الخارجية الروسية للحكومة في طرابلس بدعم أوكرانيا أعتقد أنها مجرد تصريحات إعلامية عبر المتحدثة باسم الوزارة الروسية وأنها ستذهب مع الريح فإن الدول الكبرى تهمها مصالحها وفقط".
وأوضح في تصريحات لـ"عربي21" أن "روسيا بالذات لها مصالح كبيرة في ليبيا وأن تحقيق مصالحها هذه يتطلب تواصلها مع الحكومتين في طرابلس وبنغازي، كما أن تاريخ العلاقة مع أوكرانيا ليس وليد اليوم وخاصة في مجال التعاون العسكري، حيث كانت ليبيا تستورد قطع غيار ومعدات الطائرات الروسية عندما تضامنت روسيا مع الغرب في حصار حادثة "لوكيربي"، وفق معلوماته العسكرية.
صدام وصراع روسي - أمريكي
في حين أكد أستاذ علم الاجتماع السياسي في الجامعات الليبية، رمضان بن طاهر إن "ما يجري في جوهره ليس خلافا بين حكومة الدبيبة وروسيا، بل جزءا من صراع أوسع بين الولايات المتحدة وروسيا على الجغرافيا الليبية، ويعكس هذا الاتهام غضب روسيا من محاولات واشنطن احتكار الملف الليبي وتوسيع نفوذها عبر توظيف أطراف متعددة".
وأكد في تصريحه لـ"عربي21" أنه "حتى الآن، لا توجد أدلة مادية تؤكد صحة الاتهامات الروسية، ما يجعلها أقرب إلى أداة ضغط سياسي منها إلى كشف حقائق استخباراتية، فموسكو تستخدم هذا الخطاب لردع طرابلس عن أي تعاون محتمل مع أوكرانيا، ولتوجيه رسالة مباشرة إلى واشنطن بأنها لن تسمح بإقصائها من المشهد الليبي أو من عمقها الإفريقي"، حسب تقديراته.
وأضاف: "وبالتالي، المشهد الليبي اليوم يعكس اشتباكا استراتيجيا بين قوتين دوليتين، يفوق قدرة أي فاعل محلي على التحكم بمسار الأحداث"، كما صرح.
اظهار ألبوم ليست
تحركات ليست في صالح موسكو
الأكاديمي والكاتب الليبي، فرج دردور قال من جانبه إن "الأخبار عن تعاون حكومة الدبيبة مع أوكرانيا تفتقد إلى الدقة، فلا أعتقد أن العلاقة قد تجاوزت شراء بعض المعدات العسكرية من كييف، خاصة أن الأخيرة غارقة في حرب وجودية مع روسيا وليست في باب أنها تخوض حروبا أخرى خارج أراضيها بالاشتراك مع أيا كان".
وأوضح أن "تصريحات وزير خارجية روسيا الأخيرة لم تشر أن موسكو اتخذت موقفا معاديا ضد حكومة الدبيبة، بل أكد أن بلاده لازالت تحتفظ بحالة من التوازن بين البرلمان في الشرق وحكومة الدبيبة في الغرب، ولم يشر لوجود توتر في العلاقة بين بلاده وحكومة الدبيبة، حسب كلامه.
وتابع دردور لـ"عربي21": "لابد أن روسيا تتفهم أن حاجة حكومة الدبيبة لشراء السلاح لا يمنعها من التعامل حتى مع الطرف المعادي لروسيا، مادام في مصلحة ليبيا ولا يضر بشكل مباشر بموسكو ومصالحها، وليس في صالح روسيا أن تفقد التوزان في علاقاتها الدبلوماسية التي تدعيه، لأن هذا يفقدها عامل المنافسة في ليبيا مع أميركا وأوروبا"، وفق قوله.