موقع النيلين:
2025-06-11@05:31:07 GMT

الشرارة من تل أبيب والبنزين من واشنطن

تاريخ النشر: 2nd, January 2024 GMT


القوة- بكل مستوياتها العسكرية والاقتصادية والسياسية- باتت الآن الحاكم والمتحكم الوحيد فى إدارة الصراعات والعلاقات والمصالح بين عموم الدول، والولايات المتحدة- باعتبارها الأقوى على كوكب الأرض- فهى تُدير العالم بمنطق أنها سيدته، تأمر فتُطاع، تريد فتنفذ، تحارب فتؤيدها وتساندها الدول، حتى لو بعيدًا عن غطاء الأمم المتحدة، لتتحمل غيرها من الدول أعباء سياساتها الانتهازية تلك، ولأن إسرائيل أهم حليفاتها وذراعها الطولى فى الشرق الأوسط، فهى محظية بأن تكون طفلها المدلل، الذى له ما لها.

إسرائيل تطلب ما تشاء من الدعم- مهما كان حجمه- والولايات المتحدة تلبى دون شروط، إسرائيل تحاصر وتقتل وتبنى المستوطنات وتعتقل الفلسطينيين وتُهَوِّد القدس وتحرم المصلين من المسجد الأقصى وتنتهك قرارات الشرعية الدولية، والولايات المتحدة تبرر وتتستر، بل تستخدم حق النقض الفيتو ضد أى قرار يصدر عن الأمم المتحدة، ومجلس الأمن يضع حدودًا لجرائم إسرائيل.

إسرائيل تشعل الحرائق، والولايات المتحدة تسكب البنزين، وكأنها مُصِرّة على أن تكون محور الشر الأول فى هذا العالم، ولا أشك لحظة فى أن الحريق الذى أشعلته إسرائيل منذ «7» أكتوبر المنصرم فى قطاع غزة لم يكن ليشتد لهيبه لولا البنزين الأمريكى الكامن فى الدعم العسكرى غير المشروط لإسرائيل سواء بإقامة جسر جوى معها أو بنقل حاملة الطائرات إلى الشرق الأوسط أو بمنح إسرائيل آلاف الأطنان من المتفجرات من أجل استعمالها ضد المدنيين الأبرياء العزل.

وتكفى الإشارة إلى أن الولايات المتحدة تُعتبر المسؤول الأول والأخير عن جرائم إسرائيل غير الأخلاقية فى قطاع غزة، والتى أودت حتى الآن بحياة ما يقرب من 21600 شهيد فلسطينى، وإصابة ما يقرب من 55000، ناهيك عن التدمير الممنهج للقطاع الصحى وكافة وسائل الاتصال ومراكز الإيواء ومقار الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية والكنائس والمساجد والمدارس من أجل إجبار الغزيين على النزوح من شمال غزة إلى وسطها ثم إلى جنوبها، بعد أن أصبح أكثر من 80% من قطاع غزة غير صالح لبنى الإنسان.

إن رئيس الوزراء الإسرائيلى مُصِرّ على مواصلة الحرب رغم كم التضحيات التى يدفع ثمنها أهل غزة، ولو أن الولايات المتحدة لم توفر الغطاء لاستمرار هذه الحرب الأسوأ فى التاريخ لما تجرأ نتنياهو على أن يرتكب جرائمه دون خوف من حساب أو عقاب.

إن صهيونية بايدن التى افتخر بها تؤكد أنه متستر على مجرم وموافق على جرائمه، ومَن يحرض على القتل أو يتستر عليه فهو قاتل، والخوف كل الخوف من اتساع دائرة الحرب ودخول أطراف أخرى فيها، وهو ما بدأ يتضح فى الهجمات المتكررة من جانب الحوثيين على السفن التجارية المتوجهة لإسرائيل وما يقوم به الحشد الشعبى فى العراق ضد القواعد الأمريكية هناك وكذا مواصلة حزب الله هجماته على شمال إسرائيل.

إن الولايات المتحدة هى أصل الداء، وإسرائيل منطلقه، وكلمة السر فى نشر عدواه، ولولا ذوبان الكيانين فى بوتقة شر واحدة، لما قلنا إن الشرارة تخرج من إسرائيل والبنزين من الولايات المتحدة.

طارق عباس – المصري اليوم

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: والولایات المتحدة الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

ماذا حدث حتى تتراجع فورة المحادثات بين إيران والولايات المتحدة؟

قالت وزارة الخارجية الإيرانية، اليوم الثلاثاء، إن الجولة الجديدة من المحادثات النووية مع الولايات المتحدة كانت مقررة يوم الأحد، بعد أن قال الرئيس دونالد ترامب إنها متوقعة يوم الخميس.

بعد أيام من الاشتباكات.. ترامب يأمر بنشر جنود إضافيين في لوس أنجلوس3 إصابات.. مسيرة إسرائيلية تشن غارة جوية على مزارع شبعاالبرنامج النووي: مفاوضات جديدة بين إيران والولايات المتحدة الأحد المقبلإسرائيل: نقل ناشطي سفينة "مادلين" إلى مطار بن جوريون لإعادتهم إلى وطنهمحقيقة انسحاب قوات اليونيفيل من لبنانغارتان على ميناء الحديدة.. عدوان إسرائيلي جديد ضد اليمن

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي في بيان، اليوم الثلاثاء: “من المقرر عقد الجولة القادمة من المحادثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة يوم الأحد المقبل في مسقط”.

وأضاف أن وزير الخارجية وكبير المفاوضين عباس عراقجي سيحضر هذا الأسبوع منتدى أوسلو النرويجي، وهو تجمع لوسطاء الصراع.

وعقدت إيران والولايات المتحدة خمس جولات من المحادثات منذ أبريل للتوصل إلى اتفاق نووي جديد ليحل محل الاتفاق المبرم عام 2015 مع القوى الكبرى، والذي انسحب منه ترامب خلال ولايته الأولى في عام 2018.

في 31 مايو، وبعد الجولة الخامسة من المحادثات، قالت إيران إنها تلقت "عناصر" من الاقتراح الأمريكي للتوصل إلى اتفاق نووي، وقال عراقجي في وقت لاحق إن النص يحتوي على "غموض".

وقالت إيران يوم الاثنين إن الاقتراح الأمريكي "يفتقر إلى العناصر" التي تعكس المفاوضات السابقة، وإنها ستقدم اقتراحا مضادا "معقولا ومنطقيا ومتوازنا" للولايات المتحدة من خلال الوسيط عمان.

وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن المحادثات الجديدة بين الولايات المتحدة وإيران هذا الأسبوع قد توضح ما إذا كان من الممكن التوصل إلى اتفاق نووي لتجنب العمل العسكري.

وأضاف أن الاجتماع الأخير مع إيران كان متوقعا يوم الخميس، على الرغم من أن مصدرا مطلعا على التحضيرات قال إنه من المرجح أن يكون يوم الجمعة أو السبت.

دخلت إيران والولايات المتحدة في الآونة الأخيرة في مواجهة دبلوماسية بشأن تخصيب اليورانيوم الإيراني، حيث دافعت طهران عنه باعتباره حقا "غير قابل للتفاوض"، ووصفته واشنطن بأنه "خط أحمر".

وتقوم إيران حاليا بتخصيب اليورانيوم إلى 60 في المائة، وهو ما يفوق بكثير الحد الأقصى البالغ 3.67 في المائة المحدد في الاتفاق النووي لعام 2015، ويقترب، رغم أنه لا يزال أقل من 90 في المائة اللازمة لصنع رأس حربي نووي.

وتتهم الدول الغربية، بما في ذلك الولايات المتحدة، إيران منذ فترة طويلة بالسعي إلى امتلاك أسلحة نووية، في حين تصر طهران على أن برنامجها النووي مخصص لأغراض سلمية.

طباعة شارك إيران جولة جديدة الأحد المقبل وزارة الخارجية الإيرانية

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة: هجمات إسرائيل على المدارس «جرائم حرب»
  • استئناف المحادثات التجارية في لندن بين الصين والولايات المتحدة
  • ماذا حدث حتى تتراجع فورة المحادثات بين إيران والولايات المتحدة؟
  • واشنطن تؤكد مواصلة إسرائيل ضرب لبنان و الثنائييحذّر من عودة الحرب
  • تحذير إسرائيلي: الولايات المتحدة تنظر لإسرائيل عبئا عليها.. تبحر في العزلة
  • تصعيد ميداني ينذر بانفجار.. واشنطن وتل أبيب تدفعان نحو إنهاء مهمة «اليونيفيل» في لبنان
  • إسرائيل تدعو لسحب قوات الأمم المتحدة مع لبنان
  • صحيفة: واشنطن وتل أبيب تقرران إنهاء مهمة (يونيفيل) في جنوب لبنان
  • انقسام داخلي في إسرائيل حول إرسال تل أبيب لمساعدات إنسانية إلى غزة
  • مظاهرات في قلب تل أبيب ضد نتنياهو.. أوقف الحرب فورًا وأعد الأسرى