رئيس الموساد: إسرائيل ملتزمة باستهداف قادة حماس
تاريخ النشر: 3rd, January 2024 GMT
تعهد ديفيد بارنيا، رئيس جهاز المخابرات الخارجية الإسرائيلي، الموساد، بملاحقة والقضاء على جميع قادة حركة حماس الفلسطينية المسؤولين عن مهاجمة إسرائيل.
ويأتي هذا الإعلان، بعد أقل من 24 ساعة من غارة جوية بطائرة دون طيار في لبنان، أودت بحياة صالح العاروري، نائب الرئيس السياسي لحركة حماس.
وفي حديثه خلال جنازة مدير الموساد السابق تسفي زامير، أكد بارنيا التزام الموساد "بتصفية الحسابات" مع المتورطين في هجمات 7 أكتوبر على غلاف غزة.
وقارن بين ما حدث في أعقاب مقتل الرياضيين الأولمبيين الإسرائيليين في ميونيخ عام 1972، مؤكدا أنه على الرغم من الوقت الذي قد يستغرقه الأمر، فإن الموساد سوف يتعقب ويعتقل المسؤولين عن تخطيط وتنفيذ الهجمات.
وفي حين أن إسرائيل لم تعلن مسؤوليتها رسميًا عن غارة الطائرات بدون طيار في بيروت والتي أسفرت عن مقتل العاروري، فقد أشار المسؤولون الإسرائيليون إلى استعدادهم لتكرار الحملة التي بدأت بعد حادثة ميونيخ.
وتعهد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ورئيس جهاز الأمن الداخلي رونين بار علناً بمطاردة قادة حماس في الخارج.
وتصاعد الصراع المستمر بين إسرائيل وحماس في أعقاب هجوم 7 أكتوبر، مما أدى إلى حرب استمرت قرابة ثلاثة أشهر في غزة.
وأدى الهجوم الذي تقوده إسرائيل إلى مقتل ما لا يقل عن 22313 فلسطينيا، وفقا لوزارة الصحة في غزة.
وعبرت حماس، ردا على اغتيال العاروري، عن تحديها.
وقال حسام بدران عضو المكتب السياسي لحركة حماس: "نقول للاحتلال المجرم (إسرائيل) إن المعركة بيننا مفتوحة".
وأكد إسماعيل هنية، زعيم حماس، أن المنظمة أصبحت "أكثر قوة وتصميما" بعد الضربة.
وأثار مقتل العاروري مخاوف بشأن تصعيد محتمل للعنف على الحدود الشمالية لإسرائيل، خاصة مع حزب الله، وهي حركة مقرها لبنان ومتحالفة مع حماس.
وأدان زعيم حزب الله حسن نصر الله عملية الاغتيال ووصفها بأنها "جريمة بشعة" لكنه لم يصل إلى حد الإعلان عن تصعيد فوري.
وتعهد نصر الله برد مفصل في خطاب لاحق يوم الجمعة.
وأعرب المجتمع الدولي، ممثلاً بقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل)، عن قلقه العميق إزاء أي تصعيد محتمل يمكن أن تكون له عواقب مدمرة على جانبي الحدود.
ولا يزال الوضع مائعا، حيث تفيد التقارير أن القوات الإسرائيلية مستعدة لأي سيناريو، بما في ذلك نشر بطاريات إضافية مضادة للصواريخ من طراز القبة الحديدية.
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
NYT: اغتيال القيادات لا يكسر حركة حماس.. العقود الماضية تؤكد ذلك
قالت صحيفة نيويورك تايمز، إن عمليات الاغتيال التي ينفذها الاحتلال، ضد قادة حماس، قد تعتبر نجاحا تكتيكيا، لكن آثارها بعيدة المدى، تبقى غير محسومة، بسبب صمود الحركة لعقود، رغم سياسة الاغتيال الممنهجة ضد قادتها.
وأشارت إلى أن مزاعم اغتيال محمد السنوار، إن صحت، قد تضعف حماس لكنها لن تغير إستراتيجيتها أو قدراتها العملياتية.
وأفادت الصحيفة أن حماس استطاعت الصمود لعقود رغم اغتيال العديد من قادتها البارزين، مما يثبت أن بقائها لا يعتمد على فرد واحد.
وقد تجلى هذا الأمر عدة مرات في هذه الحرب، فرغم استشهاد قادة مثل يحيى السنوار وإسماعيل هنية ومحمد الضيف، "لم تتمكن إسرائيل من هزيمة حماس كقوة عسكرية أو سلطة حاكمة، بل ازدادت الحركة تعنتًا عقب كل عملية اغتيال، رغم أنها أصبحت أكثر مرونة لاحقا في محادثات وقف إطلاق النار".
وأوضحت الصحيفة أن مسؤولين أمريكين وفلسطينيين قالوا إن اغتيال إسماعيل هنية، في تموز/ يوليو الماضي، أثر سلبا على محادثات الهدنة، لكن بعد مقتل يحيى السنوار، أكدت حماس تمسكها بثباتها والاستمرار في المسار نفسه وبعد ثلاثة أشهر، وافقت الحركة على هدنة بعد تنازلات متبادلة.
وتشير هذه التسوية إلى سبب آخر يجعل الاغتيال المزعوم لمحمد السنوار ذا تأثير محدود على المدى البعيد، "فمسار الحرب يعتمد على إسرائيل بقدر ما يعتمد على حماس".
وأضافت الصحيفة أن "إسرائيل تسعى إلى هدنة مؤقتة لتحرير الرهائن أو إلى اتفاق دائم يضمن هزيمة حماس، لكن الحركة ترفض كلا الخيارين، ما يعني احتمال استمرار الحرب ما لم تخفض إسرائيل سقف مطالبها. وقد أعلنت الحكومة الإسرائيلية عن نيتها توسيع عملياتها العسكرية في غزة خلال الأيام المقبلة".
وحتى دون محمد السنوار، لا تزال حماس تمتلك قادة ميدانيين ذوي خبرة في غزة، من بينهم عز الدين الحداد، الذي يشرف على كتائب الحركة في شمال القطاع، ومحمد شبانة، أحد كبار القادة العسكريين في جنوب غزة.
ورغم الخسائر الكبيرة، تمكنت حماس من تعويض العناصر الميدانيين الذين استشهدوا من الرتب الدنيا. وأشارت تقييمات استخباراتية إسرائيلية حديثة إلى أن الحركة لديها أكثر من 20 ألف مقاتل تحت قيادتها، وهو نفس مستويات ما قبل العدوان تقريبا، رغم استشهاد الآلاف منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
وقالت الصحيفة إن حماس أطلقت وابلا من الصواريخ على جنوب فلسطين المحتلة، مساء الثلاثاء، في واحدة من أكبر الهجمات من هذا النوع منذ أشهر. وقد أظهر هذا الهجوم أن الحركة لا تزال تحتفظ بعدد من القذائف قصيرة المدى والمنصات القادرة على إجبار الإسرائيليين على دخول الملاجئ خلال ثوان قليلة.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول استخباراتي رفيع المستوى من إحدى دول الشرق الأوسط، طلب عدم الكشف عن هويته نظراً لحساسية القضايا الأمنية، قوله إن حركة حماس لا تزال تحتفظ بشبكة أنفاق استراتيجية بغزة.
وأضاف أن وحدة الاستخبارات العسكرية التابعة لحماس نجت من الحرب دون أضرار كبيرة، ولا تزال تؤدي دورا محوريا في الحفاظ على سيطرة الحركة على السلطة.
وأشارت الصحيفة، إلى أن رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو يسعى إلى هزيمة حركة حماس بشكل كامل، إلى جانب استعادة الأسرى المحتجزين لدى الحركة، سواء كانوا أحياء أم أمواتا، وقد خلص قادة الجيش منذ فترة طويلة إلى أن هذين الهدفين متعارضان.