بوابة الوفد:
2025-10-15@07:03:36 GMT

دروس الماضى.. وتحديات المستقبل

تاريخ النشر: 4th, January 2024 GMT

مع طى صفحة عام مضى، واستشراف عام جديد، يتبادل الزعماء والقادة والساسة رسائل التهانى بالعام الجديد فى تقليد متعارف عليه، ويطلون على شعوبهم عبر وسائل الإعلام بكلمات تحمل كل مشاعر الود والحب والإنسانية، وطى آلام الماضى ودغدغة المشاعر بأحلام المستقبل.. والمفارقة أن أكثر دول العالم احتفالاً بالعام الجديد هى الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية التى ترفع شعارات السلام والعدالة والمساواة وحقوق الإنسان وغيرها، هى ذاتها أكثر دول العالم إيذاءً للبشرية وسببًا فى قتل وتشريد ومعاناة الملايين من سكان المعمورة، ولم تكن الحرب الروسية الأوكرانية التى دخلت عامًا جديدًا، إلا واحدة من خطايا الغرب وتهديده لروسيا وسببًا لإشعال هذه الحرب التى أدت إلى ضغوط اقتصادية هائلة على العالم، وتسببت فى آلام كبيرة لشعوب الدول النامية بعد أن أدت إلى مضاعفة أسعار السلع الأساسية وزيادة تكاليف المعيشة على الأسر الفقيرة والمتوسطة، ومازال العالم يعانى منها حتى الآن، وتسببت فى وفاة الملايين جوعًا وبخاصة فى بعض الدول الأفريقية.


للأسف العام الجديد لن يحمل تغييرًا فى سلوك هذه الدول التى ترفع شعارات براقة، بينما تمارس كل أشكال العنصرية بعد أن حل علينا العام الجديد، ومازال أطفال غزة يدفنون تحت الأنقاض، وتمزق أشلاؤهم بآلة الحرب الصهيونية تحت حماية الفيتو الأمريكى، ومعنى استمرار هذه المجازر أثناء احتفالات العالم الغربى، هو عدم اكتراث هذا العالم العنصرى بالإبادة الجماعية التى يتعرض لها أكثر من مليونى مواطن فلسطينى، وتكشف أيضًا عن المعايير المزدوجة التى يتعامل بها الغرب مع باقى شعوب العالم التى تتعرض لمذابح على يد حكومة صهيونية متطرفة تمتلك كل الأسلحة العسكرية المتطورة، وتستخدمها فى إبادة البشر والحجر إلى حد أنها محت معظم مبانى غزة وقتلت أكثر من عشرين ألفًا معظمهم من الأطفال والنساء وجرح عشرات الآلاف فى تطهير عرقى واضح للخلاص من شعب بأكمله فى ظل العجز الدولى الفاضح وافتقاد المؤسسات الدولية لأدنى معايير العدالة بسبب هيمنة أمريكا والغرب عليها، ولكن من المؤكد أن العام الجديد سوف يشهد بداية انهيار هذا الكيان الصهيونى بعد أن كشفت أحداث السابع من أكتوبر الماضى هشاشة هذا الكيان وبداية الهجرة العكسية من إسرائيل إلى خارجها والانقسام الحاد فى الداخل الإسرائيلى.
الحقيقة أن كل المؤشرات تشير إلى أن مصر سوف تشهد عامًا مختلفًا لأسباب كثيرة يأتى على رأسها التماسك المصرى الداخلى واصطفاف المصريين فى الانتخابات الرئاسية وتمسكهم بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى للبلاد فى هذه المرحلة الحرجة التى يمر بها العالم والمنطقة، وهو أمر له مردود كبير على القرار السياسى المصرى فى مواجهة كل التحديات سواء على المستوى الداخلى أو الخارجى وعلى جانب آخر هناك حالة من الترقب فى الشارع المصرى للتشكيل الوزارى القادم، ومن المتوقع أن تشهد الحكومة الجديدة مجموعة اقتصادية رفيعة المستوى لعلاج أزمات الاقتصاد المصرى، وفى اعتقادى أن مصر سوف تشهد استقرارًا اقتصاديًا بعد أن انتهت من معظم بنيتها الأساسية التى استحوذت على معظم موارد البلاد، إضافة إلى انتقال عدد من المشروعات الهامة إلى مرحلة الانتاج وخاصة فى قطاع الزراعة سواء فى الدلتا الجديدة أو سيناء وتوشكى وشرق العوينات، ومن المفترض أن تضع الحكومة الجديدة أولويات لهذه المرحلة وخاصة فى القطاعات سريعة العوائد مثل قطاع الصناعات الصغيرة التى تجذب شريحة كبيرة من الأيدى العاملة ولها عوائد اقتصادية كبيرة فى سوق يتجاوز مائة مليون، وكذلك قطاع السياحة الذى يحتاج إلى ثورة شاملة للاستفادة من كنوز مصر الواعدة.
حفظ الله مصر
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: وتحديات المستقبل صواريخ دول العالم الحرب الروسية الأوكرانية بعد أن

إقرأ أيضاً:

«مجالس المستقبل العالمية».. منصة دولية لتطوير الحلول المستقبلية

دبي (الاتحاد)

أخبار ذات صلة «الشارقة للتمكين الاجتماعي» تدعم المسيرة التعليمية للطلبة الأيتام محمد بن سعود يصدر قراراً بشأن الربط بين مصادر البيانات ومركز رأس الخيمة للإحصاء

تواصل مجالس المستقبل العالمية، التي تنظمها حكومة دولة الإمارات بالشراكة مع المنتدى الاقتصادي العالمي، ترسيخ مكانتها جسراً عالمياً لنقل المعرفة، ومنصة استراتيجية لتطوير الحلول المستقبلية التي تستشرف التحديات وتواكب التحولات المتسارعة.
وتشهد اجتماعات مجالس المستقبل العالمية 2025، التي تنظم من 14 إلى 16 أكتوبر الحالي، نقلة نوعية في مسيرة المجالس، حيث ينعقد الاجتماع السنوي لمجالس المستقبل العالمية للمرة الأولى بالتزامن مع الاجتماع السنوي للأمن السيبراني، الذي يشارك فيه أكثر من 150 من أبرز قادة القطاع عالمياً، ما يترجم الرؤى المشتركة بين حكومة الإمارات والمنتدى الاقتصادي العالمي في تعزيز التكامل بين مجتمعات المعرفة ومجالس الخبراء، لصياغة حلول مشتركة للتحديات المتسارعة.
وتستقطب مجالس المستقبل العالمية نحو 700 خبير من 93 دولة، يمثلون 37 مجلساً ضمن شبكة تضم أكثر من 780 عضواً من قادة الفكر وصنّاع السياسات والأكاديميين والمبتكرين، يعملون في أكثر من 30 قطاعاً وهيئة تنظيمية حول العالم، لتسجل أوسع مشاركة منذ إطلاق المجالس.
وعززت مجالس المستقبل العالمية مكانتها منصة دولية رائدة لتسريع استشراف المستقبل وصناعة الأثر الإيجابي، إضافة إلى دورها مختبراً دولياً لتشكيل مسارات التنمية في القطاعات الحيوية المرتبطة بجودة حياة الناس.
وأسهمت المجالس في تعزيز الجهود الدولية نحو ابتكار حلول عملية للتحديات العالمية المتسارعة والمعقدة، في ظل ما يشهده العالم من تقدم تكنولوجي غير مسبوق يعيد تشكيل ملامح الاقتصاد والمجتمع، وجاء تنظيمها في الدولة على مدى السنوات الماضية ليعكس التزام الإمارات الراسخ بدورها الريادي في صياغة مستقبل أكثر استدامة وازدهاراً وشمولاً.
ومنذ انطلاقها في 2008، شكلت المجالس منصة معرفية استثنائية، وأسهم هذا الحراك الفكري العالمي في إطلاق مبادرات استراتيجية رائدة، كما استضافت خلال 17 عاماً أكثر من 900 مجلس، وجمعت نحو 12 ألف مشارك يمثلون أكثر من 1.500 شركة رائدة، و800 مؤسسة أكاديمية، و600 منظمة مجتمع مدني، و50 منظمة دولية، وأسّست لرؤى مشتركة وحلول مبتكرة لمواجهة التحولات الجذرية في الاقتصادات والمجتمعات، ما عزز الدور الريادي لدولة الإمارات شريكاً فاعلاً في صياغة مستقبل أكثر استدامة وازدهاراً وشمولية.
ونجحت المجالس في ترجمة رؤاها إلى مبادرات ذات أثر اقتصادي ومجتمعي واسع، ففي ظل التوقعات بتعطل نحو 1.09 مليار وظيفة وتغيّر 39% من المهارات الأساسية للعاملين بحلول عام 2030، تسهم مبادرة «ثورة إعادة تأهيل المهارات» المنبثقة عن المجالس في تحقيق أثر اقتصادي يقدر بـ2.93 تريليون دولار، وأثّرت على حياة أكثر من 716 مليون شخص حول العالم، مع هدف طموح بالوصول إلى 1.1 مليار مستفيد بحلول عام 2030.
وطوّرت المجالس 42 سياسة ومبادرة وطنية، وأسهمت في حشد موارد مالية تجاوزت 81 مليون دولار لدعم البرامج والمشروعات المختلفة، فيما تم توسيع شبكة المسرّعات العالمية لتشمل 40 مسرّعاً وطنياً، تعمل على تسريع تنفيذ السياسات ورفع كفاءة برامج التأهيل المهني في الأسواق الناشئة، استفاد منها أكثر من 16 مليون شخص حول العالم.
وأسهمت المجالس في تشكيل الأجندات والمبادرات العالمية، فالأفكار المنبثقة عنها تؤثر في المعايير الصناعية، والمعايير الوطنية، والحوار الدولي، إذ تُصاغ رؤى رائدة عالمياً من خلال مساهمات خبراء المجالس، بما في ذلك: تقرير المخاطر العالمية، ومؤشر التعاون العالمي، وإطار عمل مستقبل النمو.
ومن بين المبادرات التي انبثقت عن رؤى هذه المجالس، ساهم «تحالف الهواء النظيف» في إعداد أول دليل علمي للإبلاغ عن تلوث الهواء. 

مقالات مشابهة

  • «مجالس المستقبل العالمية».. منصة دولية لتطوير الحلول المستقبلية
  • اتفاق غزة.. نافذة أمل وسط الركام وتحديات تثبيت السلام
  • تقرير أميركي يعيد قراءة حرب الثمانينيات.. دروس دائمة للجيوش الحديثة
  • حكم دخول الحائض المسجد أو ملحقاته لطلب العلم
  • حسام الشاعر رئيس اتحاد الغرف السياحية: ﻗﻤﺔ اﻟﺴﻼم رﺳﺎﻟﺔ ﻗﻮﻳﺔ ﻟﻠﻌﺎﻟﻢ لما ﺗﻨﻌﻢ ﺑﻪ ﻣﺼﺮ ﻣﻦ أﻣﻦ وأﻣﺎن
  • غوغل: قانون أستراليا الجديد لن يجعل الأطفال أكثر أماناً على الإنترنت
  • رغم مرور اسابيع من بداية العام الدراسى الجديد.. مدارس الاسكندرية تحتاج الى انعاش
  • العالم يلتقى فى القاهرة السينمائى
  • مصير اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وتحديات التنفيذ
  • بايدن يخضع لعلاج إشعاعى من سرطان البروستاتا