الجزيرة:
2025-12-14@04:15:25 GMT

لوموند: حرب غزة عمقت عزلة إسرائيل في العالم

تاريخ النشر: 4th, January 2024 GMT

لوموند: حرب غزة عمقت عزلة إسرائيل في العالم

تهاوى التعاطف "الواسع" الذي حصدته إسرائيل إثر هجوم المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تحت وقع ضرباتها العسكرية في قطاع غزة، ليتحول إلى دعم للمدنيين الفلسطينيين وتتعمق عزلتها الدولية شيئا فشيئا.

هذا ما يمكن أن يلخص ما جاء في تقرير بصحيفة لوموند الفرنسية، أبرز أن هذا التحول صاحبته تشوهات في وجهات النظر بين العالم الخارجي وإسرائيل، وأن المشاعر والأحكام المسبقة المشروعة تحد من النظر في مدى تعقيد هذه المأساة، وتجعل التفكير في الحرب في غزة تحديا وسط حمى الحرم الجامعي والمواقف، والشبكات الاجتماعية المتوهجة، وصعود معاداة السامية.

ورأت لوموند -في تقرير بيوتر سمولار مراسلها في واشنطن- أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يتحمل مسؤولية ثقيلة عن الأزمة التي تعصف ببلاده أمنيا وأخلاقيا، بعد أن هاجم القوى المعتدلة وتحالف مع ممثلي التفوق اليهودي العنيف، في وقت يجسد فيه صعود القبلية الدينية القومية تفتت المجتمع الإسرائيلي.

وعلى نحو مماثل، يتعين على نتنياهو -كما ترى الصحيفة- أن يتحمل المسؤولية عن كارثة السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ولن يتم ذلك إلا عن طريق لجنة تحقيق تسلط الضوء على التحذيرات التي لم تؤخذ في الاعتبار، والتحليلات التي تم تجاهلها. علما أن "بيبي" (كما يلقب داخل إسرائيل) كان يفضل انهيار المشهد السياسي الفلسطيني، وعقد اتفاقيات ضمنية مع حماس في قطاع غزة.

ومن خلال التركيز على نتنياهو، الذي فقد مصداقيته لدى الرأي العام بصورة مذهلة، فإن الخبراء الغربيين يفوتون شكلا من أشكال الإجماع الإسرائيلي الذي يعيش حالة حداد وغضب، ولا يوحده سوى الرغبة في وضع حد لحماس، مما يشكل أول سوء تفاهم.

رغبة انتقامية

الرغبة في "تدمير حماس" التي تغطي كل شيء بالنسبة لإسرائيل، تقابلها بالنسبة للعالم أجمع اليوم ما عدا الولايات المتحدة الرغبة في وضع حد للمذبحة التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، وهذا هو سوء التفاهم الثاني مع إسرائيل، التي تخلط بين الأهداف العسكرية المشروعة وإشباع الرغبة الانتقامية، معتقدة أنه من أجل استعادة أمن الوطن والردع لا بد من استئصال الورم، حتى لو مات الجسد الفلسطيني.

ومع أن عدد الشهداء في غزة تجاوز 22 ألفا، إضافة إلى النازحين والدمار، فإن فريق حركة حماس وقيادتها السياسية لا يزالان على حالهما تقريبا، رغم اغتيال الرجل الثاني في المكتب السياسي للحركة صالح العاروري، وبالتالي فإن الاعتراف بشبه الفشل من شأنه أن يؤدي بالنسبة لإسرائيل إلى شكل من أشكال الانهيار، يتفاقم بسبب المصير الدراماتيكي للرهائن المتبقين.

ويتعلق سوء التفاهم الثالث بما بعد الحرب، حيث أعلن نتنياهو أنه "لن تكون هناك فتح-ستان ولا حماس-ستان" في غزة، وهو يتمسك بتحالفه مع اليمين القومي الديني، وهي حسابات تتفق مع تشاؤم استحالة السلام الأساسي في المجتمع الإسرائيلي.

وفي هذه الحقبة المظلمة، تريد إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن إحياء حل الدولتين، و"تنشيط" السلطة الفلسطينية حتى تتمكن من العودة إلى غزة، مما يعني -دون أن يقال ذلك- إخراج الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي يتولى السلطة منذ عام 2004 تدريجيا من المشهد، كما قد يشمل أيضا قبول حماس والجهاد الإسلامي في منظمة التحرير الفلسطينية، وبالتالي فإن ما يبدو خيارا في الغرب يمثل تهديدا لإسرائيل، وذلك سوء التفاهم الأكبر.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

معكم حكومة بريطانيا.. المكالمة التي تلقتها الجنائية الدولية بشأن نتنياهو

كشف المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان أن الحكومة البريطانية هددت بوقف تمويل المحكمة والخروج من نظام روما الأساسي الذي أنشأها، إن مضت في خططها لإصدار مذكرة توقيف بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

كريم خان ذكر هذا الادعاء في مذكرة قدمها للمحكمة دفاعا عن قراره بمحاكمة رئيس الوزراء الإسرائيلي. وكان ذلك في 23 أبريل/نيسان 2024 عندما تلقى خان اتصالا هاتفيا حازما من مسؤول بريطاني لم يكشف عن هويته.

لكن تقارير إعلامية رجحت أن يكون المتصل وزير الخارجية البريطاني آنذاك، ديفيد كاميرون.

وأضاف خان أن المسؤول البريطاني اعتبر أن إصدار مذكرات توقيف بحق نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت أمر غير متناسب.

المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان (الفرنسية)عواقب كارثية

وقد أوضح المدعي العام -وهو بريطاني من أصول باكستانية- أن التهديدات البريطانية لم تكن الوحيدة، فقد تلقى أيضا تحذيرات من مسؤول أميركي بأن إصدار مذكرات التوقيف سيؤدي إلى "عواقب كارثية".

وخلال مكالمة أخرى في الأول من مايو/أيار 2024، حذره السيناتور الأميركي ليندسي غراهام من أن تنفيذ المذكرات قد يدفع حركة حماس إلى قتل الأسرى الإسرائيليين.

وفي مواجهته لدعوات تأجيل إصدار مذكرة التوقيف، قال خان إنه أصرّ خلال المكالمة على أنه لم تكن هناك أي إشارة إلى استعداد الحكومة الإسرائيلية للتعاون مع المحكمة الجنائية الدولية أو تغيير سلوكها.

وكشف خان أنه أصر على إرسال رد قوي من 22 صفحة على طلب إسرائيل بإلغاء المذكرات، "بعد أن رأى أن الرد الأولي كان ضعيفا.

كذلك، أوضح المدعي العام للجنائية الدولية أنه شكّل لجنة من خبراء القانون الدولي لتقييم اختصاص المحكمة وإمكانية محاكمة نتنياهو وغالانت و3 مسؤولين من حماس.

يذكر أنه بدعم أميركي، شنت إسرائيل حرب إبادة جماعية على غزة في 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023 واستمرت عامين، وأدت لسقوط أكثر من 70 ألف شهيد و171 ألف جريح، معظمهم أطفال ونساء.

التزام علني

وعبرت عدة دول أوروبية عن التزامها بقرار الجنائية الدولية ضد نتنياهو، مما أجبره على تفادي المرور في أجواء هذه الدول الأوروبية خوفا من اعتقاله.

إعلان

وإذا كانت بريطانيا، حاولت سرا إنقاذ نتنياهو فإنها لم تعارض علنا مذكرة توقيفه، بل أبدت احترام المحكمة وأكدت التزامها بميثاق روما الأساسي.

وفي وقت سابق، قال وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي إن لندن "ستتبع الإجراءات القانونية الواجبة" إذا زار نتنياهو البلاد.

وجاء ذلك تعليقا على إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحق الأخير بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

وردا على سؤال عما إذا كانت لندن ستنفذ أمر الاعتقال، قال لامي: "نحن موقعون على نظام روما، ودائما نلتزم بتعهداتنا بموجب القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي".

مقالات مشابهة

  • من هو رائد سعد القيادي في "حماس" الذي أعلنت إسرائيل اغتياله؟
  • من رجل القسام الثاني الذي اغتالته إسرائيل؟
  • إسرائيل اليوم: هؤلاء قادة حماس الذي ما زالوا في غزة
  • خبيرة: نتنياهو يتجاهل خطة السلام .. وجود قوة دولية يردع انتهاكات إسرائيل
  • نجا عدة مرات.. من هو رائد سعد الذي أعلنت “إسرائيل” اغتياله في غزة؟
  • لوموند: العنف الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية يُثير قلق المجتمع الدولي
  • «لوموند»: العنف الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية يثير قلق المجتمع الدولي
  • معكم حكومة بريطانيا.. المكالمة التي تلقتها الجنائية الدولية بشأن نتنياهو
  • ما الذي تخطط له العدل الإسرائيلية بشأن العفو الرئاسي عن نتنياهو؟
  • لوموند: إسرائيل تفرض نظاما غير مسبوق من الإرهاب في الضفة الغربية