- موسم سباقات الطائف.. “بأمر الله” يفوز بكأس جامعة الملك عبدالعزيز
تاريخ النشر: 16th, July 2023 GMT
شاهد المقال التالي من صحافة السعودية عن موسم سباقات الطائف “بأمر الله” يفوز بكأس جامعة الملك عبدالعزيز، تُوِّج الجواد 8220;بأمر الله 8221;، المملوك لأبناء الملك عبدالله بن عبدالعزيز، بكأس جامعة الملك عبدالعزيز، بعدما نُصِّب مساء اليوم بطلًا .،بحسب ما نشر الجزيرة أونلاين، تستمر تغطيتنا حيث نتابع معكم تفاصيل ومعلومات موسم سباقات الطائف.
تُوِّج الجواد “بأمر الله”، المملوك لأبناء الملك عبدالله بن عبدالعزيز، بكأس جامعة الملك عبدالعزيز، بعدما نُصِّب -مساء اليوم- بطلًا للشوط التاسع من الحفل الثامن عشر لموسم سباقات الطائف، الذي نظمه نادي سباقات الخيل، بجوائز قاربت قيمتها المليون ريال. وطوى “بأمر الله” مسافة الشوط، البالغة ١٦٠٠ متر، في زمنٍ قدره ١:٤٢.١٧ دقيقة، مع الخيّال كاميلو أوسبينا والمدرّب عبدالله البداح، فيما سلّم كأسَ الجامعة الأستاذ زياد المقرن، الرئيسُ التنفيذيّ للنادي. وشهِد الحفلُ ذاته -الذي جرت أشواطه التسعة، اليوم السبت، على ميدان الملك خالد بن عبدالعزيز في الحوية- تتويج الجواد “لوقانيني”، المملوك لأبناء فيحان فيصل المنديل، بجائزة نادي سباقات الخيل التقديريّة، التي سلّمها أيضًا الأستاذ زياد المقرن. واقتنص “لوقانيني” الجائزة، إثر فوزه بالشوط الثامن، على مسافة ٢٤٠٠ متر، في ٢:٤٣.٤٩ ثانية، مع الخيّال ألكسيس مورينو والمدرّب نايف المنديل. وبلغ مجموع جوائز الحفل الثامن عشر، ٩١٥ ألف ريال، منها ١٥٠ ألف ريال لشوط كأس جامعة الملك عبدالعزيز، و١٣٠ ألف ريال لجائزة نادي سباقات الخيل التقديريّة. وضمّت قائمة المتنافسين في الشوط السادس اسم المدرّب الأمريكيّ المخضرم جيمي جيركنز، الذي سجّل أوّل مشاركة له في سباقات الخيل السعوديّة. وبإرشادٍ منه؛ حصل الجواد “هونكي تونك مان”، المملوك لصاحب السموّ الملكيّ الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز، على المركز الثاني في الشوط، الذي امتدّ لـ١٤٠٠ متر، بفارق ضئيل خلف الجواد “تشيفدوم”، المملوك لإسحاق جميل التركمانيّ. وامتاز الخيّالان ألكسيس مورينو وعادل الفريديّ بفوز كلٍّ منهما بشوطين من الحفل، الذي تراوحت مسافات سباقاته بين ١٢٠٠ و٢٤٠٠ متر. واحتضن الميدان نفسه يومي الجمعة والخميس الماضيين، سباقات الحفلين السادس عشر والسابع عشر من الموسم، وتألّف كلّ منهما، على غرار حفل اليوم، من ٩ أشواط متنوّعة الدرجات والتصنيفات لمختلِف الأعمار والفئات.
الخبير جيركنز.. مشاركة أولى وقفت ٢٤ جزءًا من الثانية حائلًا بين المدرّب العالميّ المخضرم جيمي جيركنز والانتصار في أحد أشواط الحفل الثامن عشر لموسم سباقات الطائف. وسجّل الشوط السادس مشاركة الأمريكيّ جيركنز للمرة الأولى في سباقات الخيل السعوديّة، حيث درّب صاحب الـ٦٤ عامًا، القادم من مدينة نيويورك، الجواد “هونكي تونك مان”، المملوك لصاحب السموّ الملكيّ الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز. وبإرشادٍ من جيركنز، خاض الجواد، الذي قاده الخيّال وجبرتو راموس، منافسةً قويةً وحلّ في المركز الثاني للشوط السادس، الذي امتدّ لـ١٤٠٠ متر، مسجّلا زمنًا قدره ١:٢٩.٢٥ دقيقة، أقلَّ بـ٢٤ جزءًا من الثانية فقط، من الجواد “تشيفدوم” صاحب المركز الأوّل. وبدأ جيركنز، الفائز مرتين بكأس “بريدرز” ٢٠٠٥ و٢٠٠٧، تدريب جياد الإسطبل الأحمر، المملوك للأمير فيصل بن خالد، أوائل شهر يونيو الماضي، فور انطلاق موسم سباقات الطائف، في أوّل مهمّةٍ له في المملكة. ونالت العناية بالخيل وسباقاتها في السعوديّة إعجاب المدرّب العالميّ، الذي درّب الجواد “كواليتي رود”، الفائز بكأس “فلوريدا ديربي” ٢٠٠٩، والذي أنتج الجواد “إمبلم رود” بطل كأس السعوديّة ٢٠٢٢ وعدد آخر من سباقات الفئة الأولى.
الحفل الثامن عشر افتتحت الفرس “مخطامة”، المملوكة لعبدالله إبراهيم عبدالله الخشان، سجلّ الفائزين بسباقات الحفل الثامن عشر، متصدرةً ترتيب الشوط الأول، الذي امتدّ لـ١٢٠٠ متر، بقيادةٍ من الخيّال نواف المضيانيّ وإرشاد المدرّب عبدالعزيز المتعب. وجرى كلٌّ من الأشواط الثاني والثالث والرابع على المسافة نفسها. وتربّعت الفرس “طيبة فال”، المملوكة لأبناء الملك عبدالله بن عبدالعزيز، على قمّة نتائج الشوط الثاني، وقادها الخيّال محمد الشريماء، بينما درّبها أحمد محمود. ووصل الجواد “فطحل”، المملوك لعبدالرحمن عبدالله عبدالعزيز المخضوب، أولًا إلى خطّ نهاية الشوط الثالث، محققًا فوزه مع الخيّال عادل الفريديّ والمدرّب عبدالعزيز الحزابيّ. وبقيادةٍ من الخيّال نفسه، عادل الفريديّ، حصدت الفرس “عيوش الخالديّة”، المملوكة لإسطبلات الخالديّة، المركز الأوّل في الشوط الرابع، بعدما درّبها سعد مطلق. واقتنص الجواد “واردهم”، المملوك لصاحب السموّ الملكيّ الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز، قمّة سباق الشوط الخامس، الذي امتدّ لـ١٤٠٠ متر، وجاء انتصارُه مع الخيّال وجبرتو راموس والمدرّب فهد سعد. وقاد الخيّال نايف العنزيّ الجواد “تشيفدوم”، الذي يمتلكه إسحاق جميل التركمانيّ، ويدرّبه صباح الشمريّ، إلى الفوز بالشوط السادس، الذي امتدّ لـ١٤٠٠ متر. وذهب المركز الأوّل في الشوط السابع -الذي أقيم على المسافة نفسها- إلى الفرس “نينوى” المملوكةِ لإسطبل “صفوة العاديات”، بقيادةٍ من الخيّال ألكسيس مورينو وتوجيه المدرّب عبدالعزيز الموسى. ونال الجواد “لوقانيني”، المملوك لأبناء فيحان فيصل المنديل، جائزة نادي سباقات الخيل التقديريّة، إثر حلوله أوّلًا بين متنافسي الشوط الثامن، مُحرزًا انتصاره على مسافة ٢٤٠٠ متر، الأطول في الحفل، مع الخيّال ألكسيس مورينو والمدرّب نايف المنديل. وفي تاسع وآخر أشواط الحفل، حلّ الجواد “بأمر الله”، المملوك لأبناء الملك عبدالله بن عبدالعزيز، في المركز الأوّل، بقيادةٍ من الخيّال كاميلو أوسبينا، وإرشاد المدرّب عبدالله البدّاح، لينال بذلك كأس جامعة الملك عبدالعزيز، التي كانت عنوان المنافسة في الشوط البالغة مسافته ١٦٠٠ متر.
٩١٥ ألفًا.. جوائز الحفل وصل مجموع الجوائز الماليّة لأشواط الحفل الثامن عشر، ٩١٥ ألف ريال، وبلغ مجموع جوائز شوط كأس جامعة الملك عبدالعزيز ١٥٠ ألف ريال، وهي الأعلى في الحفل، بالتساوي مع الشوط السابع، الذي خُصِص للأفراس العربيّة تكافؤ ٨٠-١٠٠. وحصل البطل في كلّ شوطٍ من الشوطين على ٧٥ ألف ريال، أي نصف جوائز الشوط. وبلغ مجموع جوائز الشوط الثامن، الذي حسم هُويّة الفائز بجائزة النادي التقديريّة، ١٣٠ ألف ريال، كان نصيب البطل منها ٦٥ ألفًا. ووصل مجموع جوائز الشوط السادس، (تكافؤ ٠-٩٠)، إلى ١٤٥ ألف ريال، بينها ٧٢٥٠٠ ذهبت إلى البطل. وفي كلّ شوطٍ، وُزِّعَت الجوائز الماليّة على الخمسة الأوائل بقِيمٍ متفاوتةٍ، كلٌّ حسب مركزه.
الحفل السابع عشر فاز المالك فهد محمد فهد العرينيّ، باثنين من الأشواط التسعة للحفل السابع عشر، الذي أقيم أمس الجمعة وتدرّجت المسافات فيه بدءًا من ١٢٠٠ متر، حيث استُهِلّ الحفلُ بثلاثة أشواط للخيل والأفراس المبتدئة، واختتمه شوطٌ مفتوح الدرجات. وفاز بالأشواط، من الأوّل إلى التاسع على الترتيب، الفرس “هواجيس” والجواد “بريق الفوز” والفرس “خد” والفرس “ثقتي” والجياد “تركي الخالديّة الثاني” و”المقام” و”بيوجن” و”كساب الدهم” و”بن يور هوبس”. وقاد الخيّال عبدالله العوفي الفرس “هواجيس”، المملوكة لفهد العرينيّ، إلى اقتناص قمّة الشوط الأوّل، على مسافة ١٢٠٠ متر. بينما قاد الخيّال إياد الطريسيّ الجواد “كساب الدهم”، للمالك نفسه، إلى تصدر ترتيب نتائج الشوط الثامن، الذي بلغت مسافته ٢٠٠٠ متر. وتحقّق الانتصاران مع المدرّب عبدالله الفرّاج. وتفرّد عبدالله العوفي بين الخيّالة المشاركين في الحفل بالفوز في شوطين، إذ وصل العوفيّ أولًا إلى خطّ نهاية الشوط التاسع الأخير، على متن الجواد “بن يور هوبس”، المملوك لأبناء فيحان فيصل المنديل، بإرشادٍ من المدرّب نايف المنديل. وبلغت مسافة الشوط ٢٤٠٠ متر، وهي الأطول في الحفل، وسبقتها مباشرةً ثلاثة أشواطٍ مسافةُ كلٍّ منها ٢٠٠٠ متر، وفاز الجواد “المقام”، المملوك لأبناء الملك عبدالله بن عبدالعزيز، بأوّل هذه الأشواط، وهو السادس، مع الخيّال كاميلو أوسبينا والمدرّب أحمد محمود. وحقّقت الفرس “خد”، المملوكة لصاحب السموّ الملكيّ الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز، الفوز بالشوط الثالث الذي امتدّ لـ١٤٠٠ متر، بقيادة الخيّال وجبرتو راموس، وإرشاد المدرّب عبدالله مشرف. ومن الإسطبلات الفائزة في الحفل إسطبلات الخالديّة، المالكة للجواد “تركي الخالديّة الثاني” الذي نال صدارة ترتيب الشوط الخامس، على مسافة ١٦٠٠ متر، بقيادةٍ من الخيّال تركي العوفيّ وتوجيهاتٍ من المدرّب سعد مطلق.
الحفل السادس عشر واستضاف ميدان الملك خالد بن عبدالعزيز، مساء الخميس الماضي، الحفل السادس عشر من موسم سباقات الطائف، حيث تَميّز الفارسان نايف العنزي ومحمد الحبيب بفوز كلٍّ منهما مرتين.
المصدر: صحافة العرب
كلمات دلالية: موعد عاجل الدولار الامريكي اليوم اسعار الذهب اسعار النفط مباريات اليوم جدول ترتيب حالة الطقس على مسافة السعودی ة فی الشوط فی الحفل ألف ریال ة الشوط
إقرأ أيضاً:
ما مدى نجاسة بول القطط وحكم الصلاة في المكان الذي تلوث به؟.. الإفتاء توضح
تلقت دار الإفتاء المصرية سؤالا يقول صاحبه عندي قطة أقوم بتربيتها، وقد درَّبتها على قضاء حاجتها في مكان مخصص، ولكنها عند خروجها من هذا المكان تقوم بتلويث البيت من أثر قدميها؛ فما مدى نجاسة بول القطة، وما حكم الصلاة في البيت حينئذٍ؟
وأجابت دار الإفتاء عبر موقعها الرسمى عن السؤال قائلة:القطط الأليفة حيوانٌ طاهر عند عامة الفقهاء، يجوز حيازته واقتناؤه وتملُّكه.
وبول القطط وروثها نجسٌ، ويجب غَسْل الموضع الذي أصابه البول من الثوب أو البدن إذا علمه السائل، وفي حالة تيقُّن وجود النجاسة في قَدَم القطة وانتقالها: فيجوز العمل بمذهب الحنفية، فعندهم إذا كان الشيء المتنجِّس جافًّا، وكانت اليد أو القدم أو الثوب مثلًا هي المبتلة، فإن ظهر فيها شيء من النجاسة أو أثرها تنجَّست، وإلا فلا، وإذا شقَّ على السائل إزالة النجاسة: فيجوز له العمل بمذهب المالكية؛ حيث إنَّ إزالتها سُنَّة عندهم.
والأولى والأحوط لأمر صلاتك: أن تُخصِّص لك مكانًا للصلاة لا تدخله القطة؛ احترازًا وتجنُّبًا لروثها لا لذاتها.
طهارة القطط الأليفة وحكم اقتنائها وتملكها
وأوضحت ان القطط الأليفة، أو الهرة الأهلية "المستأنسة" هي: حيوانٌ طاهر عند عامة الفقهاء، يجوز حيازته واقتناؤه وتملُّكه؛ وممَّا يدلُّ على طهارة القطط: ما رواه أصحاب السنن الأربعة عن كبشة بنت كعب بن مالك رضي الله عنهما، وكانت عند ابن أبي قتادة رضي الله عنه: أنَّ أبا قتادة دخل عليها، قالت: فسكبت له وَضوءًا. قالت: فجاءت هرة تشرب، فأصغى لها الإناء حتى شربت، قالت كبشة: فرآني أنظر إليه، فقال: أتعجبين يا بنت أخي؟ فقلت: نعم، فقال: إنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِنَّهَا لَيْسَتْ بِنَجَسٍ، إِنَّمَا هِيَ مِنَ الطَّوَّافِينَ عَلَيْكُمْ، أَوِ الطَّوَّافَاتِ» رواه الترمذي في "السنن"، وقال: هذا حديث حسن صحيح، وهو قول أكثر العلماء من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم، والتابعين ومن بعدهم مثل: الشافعي، وأحمد، وإسحاق: لم يروا بسؤر الهرة بأسًا، وهذا أحسن شيءٍ في هذا الباب.
فقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّهَا لَيْسَتْ بِنَجَسٍ» صريحٌ في إثبات طهارة القطط أو الهرة.
مدى نجاسة بول القطط وحكم الصلاة في المكان الذي تلوث به
أمَّا بول القطط وروثها: فإنَّ المقرَّر شرعًا عند جمهور العلماء أنَّه نجس يجب التحرُّز منه، وتطهير مكان الصلاة منه؛ قال العلامة ابن عابدين في "رد المحتار" (1/ 220، ط. دار الفكر): [وفي "الخانية": أَنَّ بول الهرة والفأرة وخرأهما نجس في أظهر الروايات، يُفْسِد الماء والثوب] اهـ.
قال الإمام ابن عبد البر المالكي في "الكافي" (1/ 160، ط. مكتبة الرياض الحديثة): [والنجاسات: كل ما خرج من مخرجي بني آدم، ومن مخرجي ما لا يؤكل لحمه من الحيوان] اهـ.
وقال العلامة الدَّمِيري الشافعي في "النجم الوهاج" (1/ 410، ط. دار المنهاج): [فَبَوْلُ ما لا يؤكل لحمه نجس بالإجماع] اهـ.
وقال العلامة ابن قدامة الحنبلي في "المغني" (2/ 64، ط. مكتبة القاهرة): [وما خرج من الإنسان أو البهيمة التي لا يؤكل لحمها من بول أو غيره فهو نجس] اهـ.
وبينت بناء على ذلك: إنَّ الموضع الذي أصابه البول أو الروث من الثوب أو البدن أو المكان إذا علمه السائل فالواجب عليه غسله بالماء الطاهر عند إرادة الصلاة؛ بأن تزال عين النجاسة أولًا، ثم يصب الماء على موضعها بحيث لا يبقى لها لونٌ أو طعمٌ أو رائحةٌ؛ وذلك لما هو مقرَّر أنَّ مِن شروط صحة الصلاة: طهارةَ الثِّياب والبدن والمكان، وقد نقل الإمام ابن عبد البر المالكي الإجماع على ذلك. ينظر: "التمهيد" (22/ 242، ط. وزارة عموم الأوقاف والشؤون الإسلامية بالمغرب).
وتابعت:أمَّا إذا لم يعلمه السائل فينبغي أن يتحرَّى الموضع ويغسله؛ قال الإمام النووي في "روضة الطالبين وعمدة المفتين" (1/ 31، ط. المكتب الإسلامي-بيروت): [الواجب في إزالة النجاسة: الغسل] اهـ.
وقال الإمام ابن عبد البر المالكي في "الاستذكار" (1/ 332، ط. دار الكتب العلمية): [واحتجُّوا بإجماع الجمهور الذين هم الحجة على من شذَّ عنهم، ولا يُعدُّ خلافهم خلافًا عليهم: أنَّ من صلَّى عامدًا بالنجاسة يعلمها في بدنه أو ثوبه أو على الأرض التي صلَّى عليها، وهو قادرٌ على إزاحتها واجتنابها وغسلها، ولم يفعل وكانت كثيرة، أنَّ صلاته باطلة، وعليه إعادتها كمَن لم يصلِّها، فدلَّ هذا على ما وصفنا من أمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بغسل النجاسات، وغسلها له من ثوبه، على أنَّ غسل النجاسة فرض واجب] اهـ.
وأضافت: فى حالة عدم التيقُّن من انتقال النجاسة إلى المكان أو الفرش فهو طاهر؛ عملًا بالأصل الذي هو الطهارة، ولأنَّ الأعيان لا تتنجَّس بالشك، وينبغي على السائل طرح هذا الشك وعدم التفكير فيه؛ دفعًا للوسواس.
قال شمس الأئمة السرخسي في "المبسوط" (1/ 86، ط. دار المعرفة): [(ومَن شكَّ في الحدث فهو على وضوئه، وإن كان محدثًا فشكَّ في الوضوء فهو على حدثه؛ لأنَّ الشك لا يعارض اليقين، وما تيقَّن به لا يرتفع بالشك)] اهـ.
وجاء أيضًا فيه (1/ 85): [(ومن سال عليه من موضع شيء لا يدري ما هو فغسله أحسن)؛ لأنَّ غسله لا يريبه، وتركه يريبه. وقال صلى الله عليه وآله وسلم: «دَعْ مَا يَرِيبُكَ إلَى مَا لَا يَرِيبُكَ»، فإنْ تركه جاز؛ لأنَّه على يقين من الطهارة في ثوبه، وفي شك من حقيقة النجاسة، فإن كان في أكبر رأيه أنَّه نجس غسله؛ لأنَّ أكبر الرأي فيما لا تعلم حقيقته كاليقين، قال صلى الله عليه وآله وسلم: «الْمُؤْمِنُ يَنْظُرُ بِنُورِ اللهِ تَعَالَى»] اهـ.
وقال الشيخ الحطاب المالكي في "مواهب الجليل في شرح مختصر خليل" (1/ 166، ط. دار الفكر): [الْأَشْيَاءَ خُلِقَتْ طَاهِرَةً بِيَقِينٍ، فَمَا لَا يُشَاهَدُ عَلَيْهِ نَجَاسَةٌ، وَلَا يَعْلَمُهَا يَقِينًا: يُصَلِّي بِهِ، وَلَا يَنْبَغِي أَنْ يَتَوَصَّلَ بِالِاشْتِبَاهِ إلَى تَقْدِيرِ النَّجَاسَاتِ] اهـ.
وقال العلامة البهوتي في "كشاف القناع" (1/ 45، ط. دار الكتب العلمية): [(وإن شكَّ في نجاسة ماء أو غيره)؛ كثوب أو إناء (ولو) كان الشك في نجاسة ماء (مع تغيُّر) الماء بنى على أصله، لحديث: «دَعْ مَا يَرِيبُكَ إلَى مَا لَا يَرِيبُكَ»، والتغيُّر يحتمل أن يكون بمكثه أو نحوه، (أو) شكَّ في (طهارته) وقد تيقَّن نجاسته قبل ذلك (بنى على أصله) الذي كان متيقَّنًا قبل طروء الشك؛ لأنَّ الشيء إذا كان على حال فانتقاله عنها يفتقر إلى عدمها ووجود الأخرى، وبقاؤها وبقاء الأُولى لا يفتقر إلا إلى مجرد البقاء، فيكون أيسر من الحديث وأكثر، والأصل إلحاق الفرد بالأعم الأغلب] اهـ.
أمَّا في حالة تَيَقُّن وجود النجاسة في قَدَم القطة وانتقالها، فيجوز العمل بمذهب الحنفية، فعندهم إذا كان الشيء المتنجِّس جافًّا، وكانت اليد أو القدم أو الثوب مثلًا هي المبتلَّة: فإن ظهر فيها شيءٌ من النجاسة أو أثرها تنجَّست، وإلَّا فلا.
قال الإمام الحصكفي في "الدر المختار" (1/ 345، ط. دار الفكر): [نَامَ أو مَشَى على نجاسة، إن ظهر عينها تنجَّس وإلَّا لا] اهـ.
قال العلامة ابن عابدين مُحشِّيًا عليه: [قوله: (نام) أي: فَعَرِقَ، وقوله: (أو مَشَى) أي: وقدمه مُبْتَلَّةٌ. قوله: (على نجاسة) أي: يَابِسَةٍ؛ لما في "متن الملتقى"، لو وضع ثوبًا رطبًا على ما طِينَ بِطِينٍ نجس جاف لا ينجس، قال الشارح: لأنَّ بالجفاف تنجذب رطوبة الثوب من غير عكس، بخلاف ما إذا كان الطين رطبًا. اهـ. قوله: (إن ظهر عينها) المراد بالعين ما يشمل الأثر؛ لأنَّه دليل على وجودها، لو عبَّر به كما في "نور الإيضاح" لكان أولى] اهـ.
وإذا شُقَّ على السائل إزالة أثر النجاسة فيجوز له العمل حيئنذٍ بمذهب المالكية؛ حيث إنَّ إزالة النجاسات عن ثوب المصلِّي، أو بدنه، أو مكانه سُنَّة عندهم على أحد القولين في المذهب.
قال الإمام الدردير المالكي في "الشرح الصغير" (1/ 66، ط. دار المعارف): [إزالة النجاسة واجبة إن ذَكَرَ وَقَدَرَ هو أحد المشهورَيْن في المذهب. وعليه: فإن صلَّى بها عامدًا قادرًا على إزالتها أعاد صلاته أبدًا وجوبًا؛ لبطلانها. والمشهور الثاني أنَّ إزالتها سنة إن ذكر وقدر أيضًا، فإن لم يذكرها أو لم يقدر على إزالتها أعاد بوقت كالقول الأول. وأمَّا العامد القادر فيعيد أبدًا، لكن ندبًا. فعلم أنهما يتَّفقان على الإعادة في الوقت ندبًا في الناسي وغير العالم، وفي العاجز، ويتفقان على الإعادة أبدًا في العامد الذاكر لكن وجوبًا على القول الأول، وندبًا على الثاني] اهـ.