قال قائد في الأسطول الأميركي إن قارباً حوثياً مسيّراً كان محملاً بالمواد الناسفة انفجر في البحر الأحمر، الخميس، لكنه لم يكن قريباً من أي سفن تابعة للبحرية الأميركية أو سفن تجارية بدرجة كافية لإحداث أي أضرار أو خسائر بشرية، واصفاً ذلك بأنه «هجوم فاشل».

وأضاف نائب الأميرال براد كوبر، الذي يقود القوات البحرية الأميركية في الشرق الأوسط، للصاحفيين إن «الحوثيين شنوا 25 هجوما حتى الآن على السفن التجارية التي تعبر جنوب البحر الأحمر وخليج عدن»، موضحاً أن «ليست هناك علامات على تراجع سلوكهم غير المسؤول».

وقال كوبر: «اقترب (القارب) على بعد بضعة أميال من السفن العاملة في المنطقة... السفن التجارية وسفن البحرية الأميركية.. وشاهدنا جميعا انفجاره».

بلينكن ــ كولونا

من جانبه، دعا وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى الوقف الفوري للهجمات التي تشنها جماعة الحوثي اليمنية على السفن التجارية في البحر الأحمر والإفراج عن السفن المحتجزة وأطقمها.

وذكرت وزارة الخارجية الأميركية، في بيان الخميس، أن تصريحات بلينكن جاءت في اتصال هاتفي مع نظيرته الفرنسية كاثرين كولونا. وأضاف أن الجانبين ناقشا أيضا أهمية التدابير الرامية إلى الحيلولة دون اتساع الصراع في غزة، بما في ذلك اتخاذ خطوات لتهدئة التوترات في الضفة الغربية وتجنب التصعيد في لبنان وإيران.

كما شدد الوزيران على الحد من الخسائر البشرية في غزة وضرورة التنسيق الدولي لضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المدنيين الفلسطينيين في القطاع، بحسب البيان.

ووسط إجماع على التنديد بشدة بهجمات الحوثيين، المدعومين من طهران، ضد السفن التجارية وحرية الملاحة في البحر الأحمر والمضائق الحيوية في الخليج، وزعت الولايات المتحدة مشروع قرار على أعضاء مجلس الأمن يهدف إلى اتخاذ إجراء دولي موحد والتحرك لوقف التصعيد ومنع تكرار الاعتداءات، محذرة إيران بأن عليها وقف تمويل الجماعة وتسليحها، وبالتالي الحيلولة دون توسيع نطاق الحرب في غزة نحو اليمن.

مجلس الأمن

وعقد أعضاء مجلس الأمن جلسة طارئة استمع خلالها إلى إحاطتين، الأولى من الأمين العام المساعد للأمم المتحدة لشؤون الشرق الأوسط وآسيا والمحيط الهادي خالد خياري الذي أشار إلى «التطورات المثيرة للقلق» في البحر الأحمر، محذراً من «النتائج السلبية السياسية والأمنية والاقتصادية والإنسانية لتداعيات التصعيد العسكري» و«تفاقم التوترات الإقليمية».

ونبه إلى أن «تهديدات الحوثيين للملاحة البحرية، إلى جانب خطر حدوث المزيد من التصعيد العسكري، لا تزال تشكل مصدر قلق بالغ ويمكن أن تؤثر على الملايين في اليمن والمنطقة والعالم»، مشجعاً «كل الأطراف المعنية على تجنب المزيد من التصعيد وتهدئة التوترات والتهديدات»، لأن «هذا أمر بالغ الأهمية حتى تتمكن حركة المرور عبر البحر الأحمر من العودة إلى طبيعتها وتجنب خطر جر اليمن إلى حريق إقليمي».

وكذلك استمع أعضاء المجلس إلى إحاطة ثانية من الأمين العام للمنظمة البحرية الدولية أرسينيو دومينيغز الذي أكد أن الهجمات تؤثر على 15 في المائة من تجارة الشحن الدولية العالمية، وهي النسبة التي تمر عبر البحر الأحمر.

ونبه إلى أن «الهدف الأولي كان سفنا لها صلات بإسرائيل، لكن المعلومات التي تلقيناها خلال الحوادث الأخيرة تشير إلى أن ذلك لم يعد الحال في الوقت الراهن»، مضيفاً أن «نحو 18 شركة قررت تغيير مسار سفنها لتجنب تعرضها للهجمات والآثار المتوقعة على البحارة»، وبالتالي اختارت الدوران حول أفريقيا ورأس الرجاء الصالح. وأوضح أن ذلك «يضيف عشرة أيام على تلك الرحلات البحرية ويزيد أسعار الشحن».

وفي كلمته، أفاد نائب المندوبة الأميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة كريستوفر لو بأن الحوثيين نفذوا أكثر من 20 هجوما منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، مضيفاً أنه على رغم خسارتهم عشرة مقاتلين في مواجهة مع القوات الأميركية بعد محاولتهم الفاشلة للصعود إلى سفينة شحن الأحد الماضي، فإن الحوثيين أعلنوا الأربعاء أنهم استهدفوا سفينة حاويات أخرى.

وشدد على أن الحوثيين تمكنوا من تنفيذ الهجمات لأن إيران زودتهم بالمال وأنظمة الأسلحة المتقدمة بما في ذلك المسيرات وصواريخ كروز الهجومية البرية والصواريخ الباليستية - في انتهاك لعقوبات الأمم المتحدة.

وقال: «نعلم أيضاً أن إيران متورطة بشكل كبير في التخطيط لعمليات ضد السفن التجارية في البحر الأحمر»، مضيفاً أن الولايات المتحدة لا تسعى إلى مواجهة مع إيران ولكن طهران لديها خيار، إذ «يمكنها مواصلة مسارها الحالي، أو يمكنها حجب دعمها الذي من دونه سيكابد الحوثيون لتتبع وضرب السفن التجارية التي تبحر في ممرات الشحن عبر البحر الأحمر وخليج عدن بشكل فعال».

وأكد أن هجمات الحوثيين «تشكل تداعيات خطيرة على الأمن البحري والشحن الدولي والتجارة»، مشدداً على أهمية أن يتحدث مجلس الأمن الآن علناً عن ضرورة احترام القانون الدولي والحق في حرية الملاحة.

مشروع أميركي

وهو كان يشير بذلك إلى مشروع قرار أميركي وزعته البعثة الأميركية على بقية أعضاء المجلس، ينص على التنديد بهجمات الحوثيين، ويندد بها، ويطالب بوقف فوري للهجمات، ويعترف بحق أي دولة في الدفاع عن سفنها التجارية والبحرية وفقاً للقانون الدولي.

ومع أن النص لا يذكر إيران بالاسم، فإنه يندد أيضاً بـ«توفير الأسلحة والعتاد ذي الصلة بكل أنواعه للحوثيين» في انتهاك لقرارات الأمم المتحدة. كما يدعو جميع الدول إلى تنفيذ حظر الأسلحة على الحوثيين، ويذكر أن لجنة الخبراء التابعة للأمم المتحدة التي تراقب العقوبات «وجدت أن الكثير من أسلحة الحوثيين هي من أصل إيراني». ويحض على «الحاجة إلى تجنب المزيد من تصعيد الوضع».

وكرر أعضاء المجلس الدعوات لإطلاق سفينة الشحن «غالاكسي ليدر»، التي تديرها اليابان ولها صلات بشركة إسرائيلية، وكانت جماعة الحوثي استولت عليها في 19 نوفمبر الماضي.

في المقابل، دعا المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا الحوثيين إلى التزام ما ورد في بيان كان مجلس الأمن أصدره في الأول من ديسمبر (كانون الأول)، علماً أنه «يندد بأشد العبارات» بهجمات الحوثيين، ويطالب بوقفها «فوراً».

لكن الدبلوماسي الروسي شدد على أنه يجب أن يُنظر إلى الهجمات على أنها رد على العنف في غزة «حيث تستمر العملية الوحشية الإسرائيلية منذ ثلاثة أشهر حتى الآن». وأضاف أن موسكو ترى سيناريوهين للوضع الحالي في البحر الأحمر، مؤكداً أن الخيار الأفضل هو أن يضاعف مجلس الأمن جهوده لإنهاء الحرب الأهلية في اليمن والعنف في غزة. أما السيناريو «الكارثي» فيتمثل في تصعيد استخدام القوة في البحر الأحمر، متهماً الولايات المتحدة وحلفاءها بالترويج له، ما يهدد بـ«إشعال صراع كبير جديد حول شبه الجزيرة العربية على الأقل» وصراع إقليمي أوسع.

المصدر: مأرب برس

كلمات دلالية: فی البحر الأحمر السفن التجاریة الأمم المتحدة مجلس الأمن فی غزة

إقرأ أيضاً:

الأمم المتحدة تندد بإحالة «الحوثيين» موظفين أمميين محتجزين إلى المحكمة

نيويورك (الاتحاد)

أخبار ذات صلة الأمم المتحدة: نرفض بشكل قاطع أي تغيير في حدود غزة الإمارات: ملتزمون بتعزيز الجهود الدولية للاستجابة للأزمات

أعرب أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، عن قلقه البالغ إزاء استمرار احتجاز 59 من موظفي الأمم المتحدة تعسفياً، من قبل جماعة الحوثيين في اليمن، إلى جانب احتجاز العشرات من العاملين في منظمات غير حكومية، ومؤسسات مجتمع مدني، وموظفي بعثات دبلوماسية. وأدان الأمين العام، في بيان صادر عن المتحدث باسمه ستيفان دوجاريك، إحالة موظفين أمميين من قبل جماعة الحوثيين إلى ما يسمى بـ«المحكمة الجنائية الخاصة»، معتبراً الخطوة انتهاكاً خطيراً للقانون الدولي. ولفت البيان إلى أن «موظفي الأمم المتحدة المحتجزين، محتجزون بمعزل عن العالم الخارجي منذ سنوات، ودون أي إجراءات قانونية أو ضمانات محاكمة عادلة». وشدد على أن «جميع موظفي المنظمة، بمن فيهم اليمنيون، يتمتعون بالحصانة من الإجراءات القانونية عن الأعمال التي يقومون بها بصفتهم الرسمية». ودعت الأمم المتحدة جماعة الحوثيين إلى إلغاء الإحالة فوراً، والعمل بحسن نية من أجل الإفراج العاجل عن جميع المحتجزين من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية وأفراد السلك الدبلوماسي. وجددت المنظمة الدولية التزامها بالوقوف إلى جانب الشعب اليمني، ومواصلة تقديم المساعدات الإنسانية المحايدة والمبدئية رغم التحديات التي تواجه عملها في البلاد.

مقالات مشابهة

  • رويترز: الولايات المتحدة تستعد لاعتراض السفن التي تنقل النفط الفنزويلي
  • بالصور: الجيش الإسرائيلي يعلن استكمال مناورات مشتركة مع البحرية الأميركية
  • أمطار غزيرة بكفر الشيخ وتوقف حركة الملاحة البحرية لليوم الثالث على التوالي
  • مهرجان البحر الأحمر السينمائي يعلن عن شراكة استراتيجية للارتقاء بصناعة الرسوم المتحركة .. تفاصيل
  • وثيقة سرية تكشف عن تفوق صيني ينسف الهيمنة العسكرية الأميركية
  • فرقة طبلة الست تفتتح عام 2026 بحفل غنائي في ساقية الصاوي.. تفاصيل
  • الأمم المتحدة تندد بإحالة «الحوثيين» موظفين أمميين محتجزين إلى المحكمة
  • مجلة أمريكية تكشف تداعيات انقلاب الإنتقالي شرق اليمن على أمن البحر الأحمر
  • الأمم المتحدة تدعو الحوثيين للتراجع عن احتجاز موظفيها    
  • شاهد بالفيديو.. أول من دخل عليه بعد وفاته.. صاحبة الشقة التي يسكن فيها المذيع الراحل محمد محمود حسكا تكشف تفاصيل جديدة: “وجدته كأنه نائم”