الثورة نت:
2024-06-02@22:20:38 GMT

طوفان الطوفان آت..؟!

تاريخ النشر: 5th, January 2024 GMT

تبدو هزيمة العدو وحلفائه ورعاته والمتواطئين معه في معركة طوفان الأقصى تتكرس وتترسخ في سلوكيات ومواقف العدو وهزائمه الميدانية الآخذة في الاتساع لتشمل مختلف الجوانب الحياتية المتصلة بالحقيقة الوجودية للكيان الاستيطاني الذي تشير كل المعطيات إلى أنه يعيش أزمة وجود وهوية وانتماء بالقدر ذاته الذي يعيش فيه رعاته بدورهم أزمات متعددة ومركبة وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية ومعها دول القارة العجوز التي بلغت من (الشيخوخة) أن فقدت قدرتها على التمييز بين أن تكون تابعة أو فاعلة، إخفاق جعلها تدخل (مخدع الوصاية الأمريكية) الذي أفقدها كل القيم التي تشدقت بها ولم تؤمن بها يوما.

.؟!
بيد أن الهزيمة البنيوية التي تعرض لها الكيان الصهيوني في معركة طوفان الأقصى صباح 7 أكتوبر من العام المنصرم، والتي دون شك طالت رعاته وفي المقدمة أمريكا التي انساقت من لحظتها في محاولة لترميم جدار الانكسار الصهيوني من خلال الدفع بالكيان نحو عدوان همجي بربري واسع النطاق ضد قطاع غزة والمقاومة بعد أن رفع العدو في لحظة انكسار وهزيمة سقف بنك أهدافه دون وعي أو مراجعة وتأن، واضعا نفسه أي _الكيان _ في موقف ليس محرجا بل موقفاً يشبه من يستأسد الهزيمة ويتلذذ بجلد ذاته في صورة وكأن العدو في عدوانه على قطاع غزة لا ينتقم من المقاومة بقدر ما ينتقم من ذاته ويعاقب نفسه على هزيمته فيما المقاومة تواصل حصد المكاسب العسكرية والإعلامية والإنسانية والأخلاقية، ها هو عدوها يواصل حصد الهزائم رغم الدعم الأمريكي والغربي له وهو الدعم الذي دخل دائرة الارتباك بعد الإخفاقات الصهيونية والفشل في تحقيق بنك الأهداف المعلنة منذ لحظة انطلاق العدوان الإجرامي الذي يؤكد ومن خلال الجرائم التي أقدم العدو على ارتكابها بحق أبناء فلسطين فداحة الهزيمة والانكسار الصهيونيين وسقوط القيم الأخلاقية الأمريكية والغربية على خلفية دعمهم للكيان وجرائمه التي حركت مشاعر شعوب العالم بما فيها شعوب أمريكا والغرب التي تقف أنظمتها داعمة للكيان ومبررة لعدوانه الهمجي..؟!
على إثر ذلك برزت مواقف الإسناد لقطاع غزة وللشعب العربي الفلسطيني من اليمن ولبنان وسوريا والعراق وبغطاء سياسي وإعلامي من الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وفيما حرصت أمريكا والغرب الذين هرولوا لانتشال العدو من مستنقع الهزيمة والصدمة دافعين هذا العدو إلى الثأر لهزيمته باعتباره (حق الدفاع عن النفس) في بادرة غير مسبوقة جعلت الحق للمحتل في الدفاع عن نفسه فيما صاحب الحق والأرض تحول إلى عدو وكأن المحتل لفلسطين هي المقاومة الفلسطينية وليس العدو الصهيوني، غير أننا وبعد قرابة ثلاثة أشهر من حرب إبادة ذهب خلالها آلاف الشهداء والجرحى وتهجر وتشرد الملايين من أبناء فلسطين، ورغم حرص واشنطن على إبقاء العدوان في نطاق القطاع وحركت أساطيلها وبوارجها لتخويف وترهيب وردع أي طرف في المنطقة من تقديم أي شكل من أشكال الدعم والإسناد لفلسطين في مواجهة وحشية الإجرام الصهيوني وحليفه الأمريكي _ الغربي غير أن كل هذا لم يحقق للعدو أهدافه ولم يمكنهم من تحقيق بنك أهدافهم المعلنة..؟!
إذ لم يستعد العدو رهائنه لدى المقاومة، ولم يسحق أو يفكك المقاومة، ولم يقض على أي من قادتها، ولم يجردها من سلاحها، وكل إنجازاته تمثلت بارتكاب مجازر بحق النساء والأطفال والشيوخ والمدنيين العزل، ودمر كل شيء في القطاع، وهذا الحال أزعج أمريكا والغرب ووضعهم في مربعات جداً مزعجة ومحرجة أمام الرأي العام الدولي، ناهيكم أن هذا العدوان أسقط قيم المنظومة الأمريكية _الغربية وعرّى المجتمع الدولي بكل مؤسساته والقيم التي تشدقوا بها عن الحريات وحقوق الإنسان وعن حق الرأي والتعبير وحرية الصحافة، بل إن غزة أسقطت وكشفت انحطاط المجتمع الدولي الرسمي وأيضا النظام العربي _الإسلامي.
كانت اليمن بموقفها هي الحالة الاستثنائية التي لم تكن بحسبان أطراف العدوان، إذ أدى تدخلها وبالطريقة التي تدخلت بها ونتابعها إلى إرباك أنظمة التأمر ووضعتهم في زاوية محرجة ومزعجة في آن، تناغم الموقف اليمني مع نشاط أطراف محور المقاومة من لبنان ومواجهة ( الدحرجة) التي قدمت أكثر من مائة شهيد على طريق القدس، إلى العراق، الأمر الذي جعل الطوفان بمثابة ( مقصلة) للعدو وحلفائه، غير أن مقصلة البحرين الأحمر والعربي وباب المندب التي نصبت للعدو وحلفائه كرست حالة الإرباك وأفقدت تحالف العدوان قدرتهم في التعامل مع المشهد، فكانت جريمة اغتيال صالح العاروري في قلب العاصمة بيروت محاولة للانعتاق من انكسار غزة ورغبة في توسيع دائرة الصراع على قاعدة _ إذ أردت حل مشكلة فاعمل على توسيعها _ جريمة بيروت هي نافذة فتحها العدو بحثا عن مخرج لأزمته وانكساره وهزيمته داخل غزة، تزامنت جريمة بيروت مع جريمة مدينة كرمان في إيران وقبلهما بأيام كانت جريمة اغتيال المجاهد رضى موسوي في ضواحي دمشق، وأخيراً ما أقدمت عليه واشنطن في جريمة استهداف نائب قائد الحشد الشعبي في العراق، جرائم لا يمكن فصلها عن بعض بل تأتي في سياق متصل والغاية البحث عن مخرج للعدو يخرجه من مستنقع غزة الذي غرق فيه دون أن يحقق رغبته، غير أن صنعاء مطالبة اليوم بمزيد من اليقظة والحذر وقد يكون المجرم الذي يخطط لها هو بريطانيا هذه المرة لأن ثمة تبادل أدوار يبدو واضحا بين الثلاثي الصهيوني _الأمريكي _البريطاني..؟!
إن جرائم التصفيات والاغتيالات التي شهدتها دمشق وبيروت وكرمان في إيران لا تنفصل عن بعضها وتبقي صنعاء في دائرة الاستهداف ويبقى الحذر واليقظة من صنعاء هو المطلوب.. والأيام القادمة كفيلة بكشف المزيد من تداعيات الانكسار، فيما نصر غزة ومحور المقاومة هو الحقيقة الواضحة في المشهد والتداعيات.

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: غیر أن

إقرأ أيضاً:

تصعيد كبير جنوباً يُعيد شبح الحرب الموسعة.. ونتنياهو يأمر بتوسيع نطاق الضربات

24 ساعة من النار والمواجهات المحتدمة شهدتها الجبهة الجنوببية الحدودية وذلك بعدما أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أعطى تعليمات للجيش بتوسيع وتشديد الضربات على لبنان.   وبدا من الواضح أن الوتيرة التصعيدية التي اتسم بها تطوير عمليات الإغارة الإسرائيلية من جهة وتطوير القصف الصاروخيّ لـ"حزب الله" من جهة مقابلة أحدثت نقلة نوعية في الواقع الميداني توحي بأخطر كسر لقواعد الاشتباك منذ الثامن من تشرين الأول الماضي بما يصعب معه تجاهل أخطار هذا التطور وان تكن تجارب الأشهر الثمانية من المواجهات عرفت مرات عدة نقلات مماثلة لكنها لم تفض الى انفجار حرب شاملة، كما يخشى كثيرون راهنا.   وفي السياق، كتبت "النهار": لعل اللافت في ارتفاع وتيرة التصعيد الميداني على جبهة الجنوب اللبناني أنها تزامنت مع اندفاع التحركات المتصلة بالحرب في غزة ولا سيما منها الخطة التي أعلنها الرئيس الأميركي جو بايدن مساء الجمعة ولاقت تأييدا واسعا من مختلف الدول وكما لاقت موافقة أولية من حركة "حماس" نفسها.   واذا كان بعض المراقبين يستبعد نجاح المحاولة الأميركية المتقدمة جدا في سياق سعي إدارة بايدن إلى إحداث اختراق تاريخي يضع نهاية لحرب غزة، فان هذه التقديرات المتشائمة تنسحب بقوة مماثلة على الواقع الميداني في جنوب لبنان حيث بدأت إسرائيل تطلق عمدا وبكثافة اكبر من السابق مؤشرات الاستعدادات لتصعيد كبير لم يعد ممكنا تجاهله في اطار استبعاد وتقليل معظم القوى السياسية والجهات المراقبة في لبنان لهذا الاحتمال، وهو الأمر الذي سبق لكل من فرنسا والولايات المتحدة ودول أخرى ان حذرت لبنان منه ولا تزال تنبه لبنان اليه حتى اللحظة.    من جهتها، كتبت "الديار": نقلت مصادر مطلعة عن مصدر في المقاومة الاسلامية حول اجواء المواجهات مع العدو قوله إن المقاومة برهنت جهوزيتها وقدراتها في المعركة مع العدو منذ بدء الحرب، وان القراءة الميدانية تشير الى ان العدو الاسرائيلي غير قادر او مستعد للقيام بحرب شاملة على جبهة الجنوب، مع العلم ان المقاومة جاهزة لكل الخيارات.   وأضاف: "إن القراءة السياسية أيضاً، وفق التقارير الديبلوماسية أميركياً وأوروبياً، تفيد بأن العدو الاسرائيلي لا يملك الدعم والغطاء لشن مثل هذه الحرب الشاملة".

تفاصيل   اذاً، يوم البارحة كان بدوره بالغ السخونة ميدانيا ووصفته وسائل إعلام إسرائيلية بانه "يوم حافل بصفارات الإنذار وسقوط الصواريخ في الشمال عند الحدود مع لبنان".   وشهدت الساعات الأخيرة مفاجأة جديدة  على  الحدود اللبنانية حيث استهدف "حزب الله" بصاروخ أرض جو مسيّرة تعد من أهم ما يملك سلاح الجو الإسرائيلي من مسيرات من طراز  "هيرمز900"، ويجري التحكم بها عن بعد من الأرض.   وأوضح الجيش الاسرائيلي انها المسيّرة الرابعة التي تسقط بصواريخ حزب الله، فيما قالت وسائل إعلام إسرائيلية ان إسقاط "هيرمز" هو حادث استثنائي جداً ويُظهر قدرة "حزب الله" على إسقاط مسيّرات تابعة لسلاح الجو. وترافقت عمليات الحزب مع تصعيد عنيف للطيران الحربي الإسرائيلي ليدخل الفوسفور مجدداً ناسفاً الأخضر في ما تبقى من أحراج الجنوب.    كذلك، استهدفت صواريخ ثقيلة للحزب قاعدة عسكرية ضخمة بالقرب من كريات شمونة، الأمر الذي دفع الجيش الإسرائيلي لإصدار أكثر من بيان يوضح من خلاله أن نحو 70 في المئة من مستوطنة كريات شمونة بات مدمراً.   ووفق المعلومات، فقد تبيّن ان الطائرة هيرمز 900 التي أسقطها "حزب الله" كان قد تبقى من حمولتها المسلحة صاروخ حيث قام الجيش اللبناني بتفجيره. وفي حين نجح شاب لبناني بسحب جناح المسيرة قبل قصف المكان، شنّ الطيران الحربي الإسرائيلي غارات عنيفة بينها غارة على صديقين في قضاء صور أوقعت  7 جرحى وحالة خطرة وتركت دمارا هائلاً.   كذلك، قصف الطيران الحربي الإسرائيلي بلدة القنطرة فيما استهدف بالقذائف الفوسفورية بلدة الخيام، فيما تداولت مواقع على "تليغرام" صورة لأطفال أصيبوا بشظايا في القصف على صديقين.    وأعلن الجيش الإسرائيلي مساء انه نفذ أكثر من 40 غارة على حدود لبنان خلال 72 ساعة.      

مقالات مشابهة

  • نجاحُ هجمات اليمن لا يُقاسُ بخسائرِ العدوِّ وحسب بل بالنتائج
  • تصعيد كبير جنوباً يُعيد شبح الحرب الموسعة.. ونتنياهو يأمر بتوسيع نطاق الضربات
  • المقاومة اللبنانية تسقط مسيرة معادية من نوع هرمز 900 فوق الأراضي اللبنانية
  • المخطط الذي أفسده الطوفان!
  • طوفان غزة: حرب الإنسان ضد الحيوان
  • مؤكداً أنها جريمة حرب لا تسقط بالتقادم.. اتحاد الإعلاميين اليمنيين يدين استهداف العدوان الأمريكي البريطاني لمبنى إذاعة الحديدة
  • قاسم: طوفان الاقصى رسخ دعائم تحرير فلسطين
  • هنية: أبلغنا الوسطاء تمسكنا بمواقفنا بشأن مفاوضات غزة
  • دعموش: لو أراد الأميركي إيقاف الحرب المتوحشة على غزة لفعل ذلك بلحظات
  • هنية يدعو إلى موقف عربي لاستثمار الفرصة التي وفرها طوفان الأقصى