أصيل علي البجلي

منذ فجر الحادي والعشرين من سبتمبر، شهد يمن الإيمان والحكمة تحولًا استراتيجيًّا غير مسبوق. لم يعد الأمر مُجَـرّد صمود دفاعي، بل ثورة في المفاهيم العسكرية، تستلهم بصيرة القيادة الربانية للسيد القائد، عبدالملك بدر الدين الحوثي، حفظه الله.

اليوم، اليمن يفرض إرادته الراسخة على معادلات إقليمية ودولية ظن الكيان الصهيوني وداعموه أنها ثابتة، فإذا بها تتهاوى أمام حق لا ريب فيه.

عقيدتنا العسكرية تجاوزت الرد، لتصبح استباقية للردع الشامل، محوّلة التحديات إلى فرص. بقدرات صاروخية وجوية متطورة، تجاوزنا الدفاع الجوي إلى التحكم الجوي، وُصُـولًا للعمق الاستراتيجي للعدو.

صواريخنا وطائراتنا المسيّرة لم تعد أدوات رد فعل، بل أذرعٌ ضاربة تؤكّـد أن سماء اليمن فوق رؤوسنا وليست مرتعًا لمرتزِقتهم. هذه القدرات غيرت موازين القوى.

وفي البحر، أظهرت عملياتنا المباركة في البحر الأحمر وباب المندب للعالم قدرتنا على التحكم بأهم الشرايين الاقتصادية والتجارية العالمية.

لم يعد التهديد يقتصر على السفن الحربية، بل امتد ليشملَ مصالحَ العدوّ وداعميه، محدّدين مسارَ التجارة العالمية وفقًا لمبادئ العدل والحق، نصرة للمظلومين في غزة.

هذه القوة البحرية المتطورة هي ورقة ضغط دولية لا يستهان بها.

إن قوة اليمن تبلورت بفضل إيماننا بـ”وحدة الساحات” وتكامل الأدوار ضمن محور المقاومة. هذا التآزر العضوي يهدف إلى إضعاف العدوّ الصهيوني والأمريكي من كُـلّ الاتّجاهات.

التنسيق العملياتي الشامل بين جبهات غزة، لبنان، العراق، اليمن، يخلق جبهات متعددة ترهق العدوّ وتشتت قوته. هذا التنسيق يجسد حقيقة أن محور المقاومة قوة واحدة، تعمل بروح واحدة.

لقد أفرزت هذه التحولات انكشافَ هشاشة القوة الأمريكية والإسرائيلية المزعومة.

صمود غزة الأُسطوري وعمليات اليمن البطولية أثبتت أن قوتَهم ليست مطلقةً وتنهار أمام الإرادَة الصادقة.

لم تعد القوى الكبرى هي مَن تفرضُ قواعدَ الاشتباك؛ فالقوى الصاعدة من محور المقاومة، وفي مقدمتها اليمن الأبيّ، باتت تفرض شروطها وتحدّد خطوطها الحمراء بكل وضوح وقوة، مؤذنة بعالم متعدد الأقطاب.

إذن هو تحوُّلٌ استراتيجي كبير لم يكن ليتحقّق لولا فضل الله سبحانه وتعالى، ثم بصيرة قيادة السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي.

إن هذا الصمود والتلاحم الإيماني هو سِرُّ قوتنا، والضمانة لتحقيق النصر الشامل وتحرير مقدساتنا، حتى ينهض اليمن سيدًا عزيزًا منتصرًا شامخًا بإذن الله.

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

مسيرة حاشدة وسط العاصمة الأردنية نصرة ودعما لأهل غزة

الثورة نت/..

شارك عشرات آلاف الأردنيين في مسيرة شعبية حاشدة، ظهر اليوم الجمعة في العاصمة الأردنية عمان تضامناً مع المقاومة الفلسطينية وتنديداً بجرائم العدو الإسرائيلي في قطاع غزة .

وأكد المشاركون على ضرورة كسر الحصار عن قطاع غـزة والتحرك العربي الإسلامي العاجل لإدخال المساعدات والأساسيات الضرورة للبقاء على قيد الحياة في ظل المجاعة التي ارتقى فيها الآلاف من الأطفال وكبار السن بسبب الجوع والعطش .

وشددوا على ضرورة اتخاذ إجراءات عملية بوجه جرائم العدو الإسرائيلي عبر إلغاء كافة الاتفاقيات والمعاهدات التي لم يحترمها .

كما أكد المشاركون أن هذه المسيرة تأتي رفضًا لكل أشكال التطبيع والارتهان للمشاريع الاستعمارية، وفي مقدمتها الاتفاقيات السياسية والاقتصادية والأمنية مع العدو الإسرائيلي ، وتشديدًا على ضرورة دعم خيارات المقاومة والضغط الشعبي لإسناد غزة وفك الحصار عنها.

مقالات مشابهة

  • خبير استراتيجي لبناني: اليمن نقل المعركة إلى عمق الكيان وأربك الهيمنة الأمريكية عالميًا
  • حين يعوِّضُ العدوُّ الصهيوني الهزائمَ بالجرائم
  • سياسي أردني: الحصار اليمني لميناء حيفا يقلب المعادلة ويُدخل “الاحتلال” في دوامة الانهيار الاستراتيجي
  • الجبير يبحث المستجدات الإقليمية والدولية مع وفد مجلس النواب الأمريكي
  • مسيرة حاشدة وسط العاصمة الأردنية نصرة ودعما لأهل غزة
  • 1.7 مليون مواطن.. أسوان على أعتاب التحول الصحي الأكبر في تاريخها
  • العدو الصهيوني يعلن إصابة قائد دبابة بنيران المقاومة شمال غزة
  • “الثورة نت” ينشر نص كلمة قائد الثورة حول مستجدات العدوان على غزة والتطورات الإقليمية والدولية
  • التصعيد اليمني يضيف تحدياً جديداً على العدو الصهيوني .. تفاصيل التحوّل الاستراتيجي في معادلة الصراع