من يصدق أن مليشيا الدعم السريع تقاتل من أجل قضية ولها مشروع؟
تاريخ النشر: 5th, January 2024 GMT
عندما تسمع بأن الدعم السريع اقترب من مدينتك أو قريتك، حتى لو كنت دعامي، فإن أول ما ستفكر فيه هو النهب والسلب والجرائم التي تنتظر أهلك والخراب الذي سيحل ببلدك. حيثما حلت هذه المليشيا يحل معها الخراب والنهب والفظائع من قتل واغتصاب وما شابه. هذه حقيقة.
سياسياً المليشيا الآن عبارة عن أداة في يد الخارج بالكامل.
مليشيا تحارب الشعب السوداني بسلاح أجنبي وبمرتزقة أجانب معهم مجموعة من اللصوص والمجرمين من حثالة السودانيين. لا تكلمني عن مثقف أو مناضل يقاتل مع هؤلاء الأوباش من أجل قضية سامية؛ كل من هو تحت آل دقلو فهو أداة في أيادي آل دقلو والذين هم بدورهم أدوات للأمارات وغيرها. لا يمكن أن تكون مثقفاً وتعمل مجرد بندقجي عند آل دقلو جنباً إلى مع مجموعات اللصوص والقتلة والمغتصبين في حرب ضد الشعب السوداني ومقدراته وضدك أنت نفسك. أنت مغفل وأحمق في أحسن الظن، أو أنت مجرم وعدو لشعبك ووطنك.
والدعم السريع لا يقاتل دفاعاً عن عرق في حرب قبلية؛ هذه مرتبة أعلى لا يستحقها هؤلاء الأوباش؛ إنهم يقاتلون في معركة لا تهدف إلا للتخريب والتدمير والنهب والاغتصاب والفوضى؛ هذه هي الأهداف التي يعملون على تحقيقها على أرض الواقع في كل مكان دخلوه في دارفور والخرطوم وكردفان والجزيرة. ولذلك فهم مجرد أوباش بلا جذور وبلا حاضنة شعبية (بطبيعة الحال لا يمكن أن نتكلم عن حاضنة للمرتزقة النوير أو المرتزقة اللبيين أو التشاديين أو النيجريين او اليمنيين) ولا حتى جنجويد عرب دافور، هؤلاء كلهم سيموتون مثل الحشرات ولن يغضب او يثأر لهم أحد؛ الجميع يعلم أنهم معتدين ماتوا معتدين في حرب استهدفت المواطن السوداني في ماله وعرضه ونفسه وفي مؤسساته ومرافقه ومقدراته. الشعب السوداني انتفض في وجه هؤلاء الأوباش وعقد العزم على تطهير أرض السودان منهم لا لأن الشعب السوداني على خلاف سياسي مع المليشيا او حلفها السياسي ولكن لأنه قد أدرك من خلال التجربة طبيعة هذه المليشيا وطبيعة حربها التي تشنها ضده. واضح بكل بساطة أن مليشيا الدعم السريع باتت تشكل تهديداً لكل سوداني تصله في نفسه وماله وعرضه ولا مجال للتعايش معها إطلاقاً لأنها ليست مجرد خصم سياسي أو حركة عسكرية متمردة؛ إنها مجرد مليشيا إجرامية. ولذلك فليس لأفرادها إلا الموت.
وسيدفع هؤلاء الأوباش ثمن كل جريمة ارتكبوها أو تسببوا فيها. والحساب قادم وبلا رحمة. طوفان المقاومة الشعبية ما يزال في بدايته والجيش في مقدمة هذا الطوفان.
حليم عباس
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: الشعب السودانی الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
هل يقود تراجع قوات الدعم السريع عسكريا إلى تفككها؟
الخرطوم- بعد أكثر من 25 شهرا من اندلاع الحرب في السودان، برزت مخاوف من أن تراجع قوات الدعم السريع من الخرطوم ووسط البلاد وانتقال القتال إلى غربها يمكن أن يؤدي إلى تحول القوات إلى مجموعات قبلية متناحرة، وظهور أمراء حرب وتهديد الأمن الإقليمي ونشر الفوضى، في حال لم يتحقق السلام.
وتُعد هذه القوات، التي نشأت عام 2013، امتدادا لمليشيات في دارفور منذ ثمانينات القرن الماضي، أساسها مجموعات قبلية يتم تشكيلها لمساعدة القوات النظامية لمجابهة تحديات تتطلب طبيعتها قتالا أقرب إلى حرب العصابات، كما نشأت "قوات المراحيل" في عهد رئيس الوزراء الراحل الصادق المهدي.
وكانت قوات الدعم السريع تابعة لجهاز الأمن والمخابرات يقودها ضابط من الجيش، ثم أصبحت تابعة لرئيس الجمهورية، قبل أن يصدر قانون من البرلمان في 2017 وتصبح قوة مستقلة تحت إشراف الجيش ويُنصّب محمد حمدان دقلو "حميدتي" قائدا لها.
صبغة قبليةويغلب على تركيبتها الصبغة القبلية، حيث ينحدر معظم مقاتليها من قبائل الرزيقات والمسيرية والحوازمة، الذين يجمعهم رباط إثني واحد وهو "العطاوة"، بجانب مجموعات قبلية أخرى.
كما تسيطر عائلة دقلو على المواقع القيادية النافذة فيها حيث ينوب عن "حميدتي" في قيادتها أخوه عبد الرحيم دقلو، ومسؤول المال شقيقه القوني دقلو، ومسؤول الإمداد ابن أخيه عادل دقلو.
إعلانبدأت الدعم السريع بنحو 6 آلاف مقاتل قبل أكثر من 12 عاما، وشهدت توسعا عقب قرار الرئيس السابق عمر البشير مشاركة القوات المسلحة السودانية في حرب اليمن ضمن ما يُعرف بـ"تحالف عاصفة الحزم" في العام 2015.
وشاركت مع الجيش السوداني في حرب اليمن، ودربت عشرات الآلاف من المقاتلين غالبيتهم من إقليمي دارفور وكردفان، كما استقطبت مقاتلين من ولايات أخرى، حسب ضابط في الجيش كان منتدبا للعمل مع الدعم العسكري تحدث للجزيرة نت.
وحسب الضابط، الذي طلب عدم الإفصاح عن هويته، فإن قيادات قبلية كانت تطلب من قيادة الدعم السريع تدريب أبنائها وضمهم للقوات في حرب اليمن لأن ذلك يعود عليهم بمبالغ مالية كبيرة تحدث تغييرا في حياتهم وحياة أسرهم.
تراجع الدعموبعد أسابيع من اندلاع الحرب، أعلنت الإثنيات العربية في ولاية جنوب دارفور دعمها وتأييدها لهذه القوات في حربها ضد الجيش السوداني. ودعت قيادات تلك القبائل -في بيان- أبناءها في الجيش إلى الانضمام للدعم السريع والوقوف معها، وقادت بعد ذلك حملات للاستنفار والتدريب للمشاركة في الحرب.
ووقّع على البيان نظار قبائل البني والترجم والهبانية والفلاتة، والمسيرية والتعايشة والرزيقات بجنوب دارفور.
وكشف قيادي قبلي في دارفور للجزيرة نت أن عبد الرحيم دقلو نائب قائد الدعم السريع كان يطوف على مناطق بدارفور ويستدعي قيادات قبلية إلى لقاءات، ويطلب من زعمائها أعدادا محددة من الشباب للتدريب والقتال لأنهم مستهدفون من الجيش السوداني وقيادات النظام السابق.
ويوضح القيادي القبلي -الذي فضل عدم الكشف عن هويته- أن الاستنفار القبلي تراجع بعد تزايد خسائر القوات ومقتل آلاف الشباب خاصة في معارك ولاية الخرطوم، إلى جانب عدم وفائها بالتزاماتها المالية تجاه أُسر المقاتلين ورعاية الجرحى والذين فقدوا أطرافهم في الحرب.
إعلانمن جانبه، يقول الباحث في الشؤون الأمنية إسماعيل عمران إن عمليات الحشد القبلي والتحالفات العشائرية وفرت للدعم السريع رصيدا بشريا من المقاتلين، لكن تركيبة القوات يجعلها قابلة للانهيار السريع في حال غياب قادة الأفواج العسكرية (المجموعات) والحافز المالي، مما يهدد بفقدان المكاسب الميدانية.
وفي حديث للجزيرة نت، يوضح الباحث أن الولاءات القبلية والجغرافية أضعفت روح الالتزام والانضباط العسكري لقوات الدعم السريع، وفي حال خسرت الحرب فستتفكك إلى كيانات صغيرة وعصابات على أساس عرقي ومناطقي وظهور أمراء حرب، وأفضل صيغة -برأيه- هي التوصل إلى اتفاق سلام وترتيبات أمنية تدمج كافة الفصائل والمليشيات في القوات الحكومية.
وذكرت تقارير لجنة خبراء الأمم المتحدة أن هذه القوات استعانت بمرتزقة من دول أفريقية مجاورة للسودان، غير أن صحيفة "لا سيلا فاسيا" الكولومبية تحدثت عن سرّيتين تضمان أكثر من 300 من الجنود الكولومبيين المتقاعدين شاركوا في الحرب السودانية مع الدعم السريع "بحثا عن المال والثراء".
وقالت القوة المشتركة في دارفور إن بعض المرتزقة الكولمبيين قُتلوا في صحراء دارفور عندما كانوا في طريقهم من ليبيا إلى الفاشر.
مقاتلون أجانبكما كشف عضو مجلس السيادة ومساعد القائد العام للجيش ياسر العطا، في وقت سابق، أن قوات الدعم السريع تتألف من مرتزقة أجانب، غالبيتهم من أبناء جنوب السودان إضافة إلى مقاتلين من ليبيا وتشاد والنيجر وإثيوبيا وبوركينا فاسو وأفريقيا الوسطى، وبقايا مجموعة فاغنر الروسية ومن سوريا.
أما الكاتب المتخصص في شؤون دارفور علي منصور حسب الله فيقول إن قوات الدعم السريع استوعبت منتسبين إلى مجموعات عسكرية سابقة، منها حرس الحدود ومسلحو القبائل وقيادات عصابات مسلحة تم تسميتهم "التائبون" وصار بعضهم قيادات بارزة في القوات.
إعلانووفقا لتصريح حسب الله للجزيرة نت، فإن الدعم السريع استعانت بمقاتلين من حركات معارضة في بلدانهم أبرزهم من حركة "سيلكا" في أفريقيا الوسطى و"تحرير أزواد" في مالي و"فاكت" في تشاد وغيرها، وقُتلت قيادات كبيرة منهم بمعارك في الخرطوم ودارفور آخرهم الجنرال صالح الزبدي التشادي الذي لقي مصرعه في معركة الخوي غرب كردفان قبل أيام.
ويرجح الكاتب تشظي الدعم السريع لوجود تناقضات في تركيبتها القبلية وتنامي نزاعات قديمة بين المكونات الاجتماعية التي تستند عليها، مما يدفع المجموعات المختلفة للعودة إلى مناطقها لحماية مجتمعاتها، و"سيعود الأجانب إلى دولهم بأسلحتهم مما يؤدي لتفشي العنف والفوضى".
غير أن قوات الدعم السريع تنفي اتهامها بجلب مرتزقة من خارج البلاد، وتصفها بأنها "دعاية سوداء"، ويقول مسؤول في إعلام القوات للجزيرة نت إن قائدهم "حميدتي" أكد أن قواته قومية وتضم طيفا من 102 مكون اجتماعي في السودان.