النظام الرسمي العربي في حيرة وتوهان
تاريخ النشر: 5th, January 2024 GMT
النظام الرسمي العربي في حيرة وتوهان
كانت أمام النظام الرسمي العربي فرصة للخروج من حالة التبعية الكاملة للغرب، وأخذ موقف صريح وموحد، لكنه واصل تمزقه وانقسامه.
انهار النظام الرسمي العربي ولم يبق إلا دفنه وإن لم يتدارك العرب أنفسهم قبل فوات الأوان فسيبقون تابعين لغيرهم يتحكمون بهم وبأوطانهم لا حول ولا قوة لهم.
فشل في إدخال حتى ولو شاحنة مساعدات واحدة دون أخذ إذن دولة الاحتلال، وفشل في إدانة هجوم على سيادة دولة عربية ووقف جرائم التدخل السريع في السودان.
بات تعبير السيادة الوطنية في العالم العربي مثيرا للتهكم، فغالبية الحكومات تلتزم الصمت على ما يحدث في غزة، وإذا تحدثت يكون حديثها مائعا سائلا بلا صلابة ولا قوة.
الإنسان العربي نفسه يعاني عدم اليقين كأنه يعاني الانفصام، فتأخذه الحمية أحيانا حتى تحسبه ذاهباً لتحرير فلسطين ثم ما يلبث أن يغفو تحت العجز وقلة الحيلة وانتظار معجزة يقوم بها آخرون نيابة عنه.
* * *
من أهم أحداث العام الماضي 2023 كان سقوط النظام الرسمي العربي، الذي فشل في إدخال حتى ولو شاحنة مساعدات واحدة دون أخذ إذن دولة الاحتلال، وفشل في إدانة هجوم على سيادة دولة عربية، ولم يكترث للجرائم التي ترتكبها قوات التدخل السريع في السودان، ولا حتى ما يجري في إدلب بسوريا من جرائم.
وبات تعبير السيادة الوطنية في العالم العربي مثيرا للتهكم، فغالبية الحكومات تلتزم الصمت على ما يحدث في غزة، وإذا تحدثت يكون حديثها مائعا وسائلا لا صلابة ولا قوة فيه، ووصل الأمر بها أن "احتارت" ماذا تقول حول الهجوم على سيادة دولة عربية بتفجير مبنى كان يقيم فيه نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) الشهيد الشيخ صالح العاروري في الضاحية الجنوبية من بيروت.
وأصبح واضحا حتى لغير العرب أن هذا النظام يقوم بدور وظيفي ويبحث عن مصالحه الضيقة، ولا تعنيه القضايا العربية خارج مجاله الحيوي، رغم أن الأمن القومي العربي مترابط ومرتبط بعضه ببعض.
وبأنه لم يتعلم من "طوفان الأقصى" الذي اثبت أن الولايات المتحدة والاحتلال كيانات هشة، مصدر قوتها ضعف الآخرين، واستلامهم لها، وعدم مقاومتهم لها، وفشلهم في استثمار ثرواتهم الطبيعية والمالية وموقعهم الجغرافي الاستراتيجي لمواجهة الصلف والغرور والعنجهية من أمريكا ودولة الاحتلال التي باتت دولة منبوذة لدى شعوب العالم، بوصفها دولة جرائم حرب وإبادة ودولة تقتل الأطفال الرضع والخدج، ويقودها مختلون عقليا.
كانت أمام النظام الرسمي العربي فرصة للخروج من حالة التبعية الكاملة للغرب، وأخذ موقف صريح وموحد، لكنه واصل تمزقه وانقسامه، حتى إنه فشل في مساندة دولة جنوب أفريقيا التي رفعت قضية أمام محكمة العدل الدولية ضد الاحتلال وما يمارسه في غزة من جرائم حرب، وأكثر من ذلك فقد أمعن النظام العربي في تجاهل هذه القضية وكأنها تخص شعباً غير مرئي وخفياً، لا تجري في عروقه دماء عربية.
بالطبع النظام الرسمي العربي ليس وحده الذي يعاني من حالة ضعف وضياع و"توهان" فالإنسان العربي نفسه يعاني من حالة عدم اليقين، وكأنه يعاني من انفصام، إذ تأخذه الحمية أحيانا حتى تحسبه ذاهباً لتحرير فلسطين ثم ما يلبث أن يغفو تحت أغطية العجز وقلة الحيلة وانتظار معجزة، أو حدثا خارقا يقوم به الآخرون نيابة عنه.
في جميع الأحوال النظام الرسمي العربي القديم انهار ولم يبق سوى دفنه، وإذا لم يتدارك العرب أنفسهم قبل فوات الأوان فهم سيبقون تابعين لغيره يتحكمون بهم وبأوطانهم لا حول ولا قوة لهم.
*علي سعادة كاتب صحفي من الأردن
المصدر | السبيلالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: العرب فلسطين غزة سقوط النظام الرسمي العربي السيادة الوطنية ولا قوة من حالة
إقرأ أيضاً:
وزير «التعليم العالي»: جامعة الخليج العربي صرح أكاديمي مشترك يجسد التعاون بين دول الخليج
قال وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور نادر الجلال اليوم الأربعاء إن جامعة الخليج العربي تمثل صرحا أكاديميا مشتركا يجسد روح التعاون والتكامل بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ويعكس وحدة الهدف والمصير المشترك.
وأشاد الوزير الجلال في كلمته بالاجتماع الـ97 لمجلس أمناء جامعة الخليج العربي الذي تستضيفه دولة الكويت بالجهود التي تبذلها رئاسة الجامعة وكوادرها الأكاديمية والإدارية في تطوير الأداء الأكاديمي وتعزيز جودة المخرجات التعليمية بما يواكب أفضل المعايير العالمية.
وأكد حرص دولة الكويت على دعم جهود التكامل التعليمي الخليجي وتعزيز التعاون البحثي والأكاديمي وتوسيع مجالات الشراكة الاستراتيجية بين مؤسسات التعليم العالي في دول المجلس بما يسهم في بناء مجتمع معرفي مستدام ويحقيق الأهداف التنموية المشتركة.
وأشاد الوزير بالدور البارز لمجلس الأمناء الذي يقوم برسم السياسات العامة للجامعة وإقرار الخطط والبرامج التعليمية لتحقيق التميز في مجال التعليم العالي معربا عن سعادته باستضافة الكويت لهذا الاجتماع.
ومن جانبه ثمن رئيس مجلس أمناء جامعة الخليج العربي الدكتور عمر الرواس الجهود التي تبذلها دولة الكويت لترسيخ مسيرة الجامعة وبالدعم الذي تتلقاه من حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه.
وأشاد الدكتور الرواس أيضا بجهود وزارة التعليم العالي في دولة الكويت مثمنا إسهامات الدكتور عبدالرحمن العاصي والدكتور صبيح المخيزيم في الدورة السابقة لمجلس الأمناء.
من جهتها أكدت وكيل وزارة التعليم العالي بالتكليف وعضو مجلس أمناء الجامعة لمياء الملحم أهمية هذا الاجتماع في تعزيز مسارات العمل المشترك وتبادل الخبرات بين الدول الأعضاء.
وأضافت الملحم أن استضافة الكويت لهذا المحفل الأكاديمي يؤكد التزامها في دعم جامعة الخليج العربي كمؤسسة تعليمية رائدة في المنطقة تسهم في إعداد أجيال خليجية متسلحة بالعلم والكفاءة.