المكتب الإعلامي في غزة: الإبادة الجماعية التي يتعرض لها القطاع أزالت كل القيم الإنسانية
تاريخ النشر: 5th, January 2024 GMT
القدس المحتلة-سانا
أكد المكتب الإعلامي في غزة أن الاحتلال الإسرائيلي تعمد تدمير البنية التحتية في قطاع غزة خلال عدوانه المتواصل لليوم الـ 91 لمضاعفة الكارثة الإنسانية التي يعيشها سكان القطاع المنكوب.
وقال المكتب في بيان اليوم: إن الأزمة الإنسانية تضاعفت يوماً بعد يوم في قطاع غزة والبنية التحتية أصبحت غير قابلة للإصلاح بفعل القصف المركز على شبكات الطرق والكهرباء ومياه الشرب ومحطات التحلية والصرف الصحي، إضافة إلى شبكات الاتصالات السلكية واللاسلكية والإنترنت.
وشدد المكتب على أن ما يتعرض له قطاع غزة من حرب إبادة جماعية هو جريمة نكراء أزالت كل القيم الإنسانية والأخلاقية وشوهت صورة المجتمع الدولي وحولت القانون الدولي إلى أكذوبة يمارسها وقت ما وكيفما شاء دون أي اعتبار للقيم الإنسانية والأخلاقية.
وطالب المكتب دول العالم باتخاذ موقف تاريخي ضاغط لوقف حرب الإبادة الجماعية وعمليات التطهير العرقي جراء عدوان قوات الاحتلال ضد سكان
القطاع المنكوب الذي زاد عدد ضحاياه عن 88000 ما بين شهيد ومفقود ومصاب وأكثر من 2 مليون نازح.
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
إقرأ أيضاً:
600 يوم على الإبادة في غزة.. واقع كارثي غير مسبوق في عالم فقد إنسانيته
الثورة / افتكار القاضي
بعد 600 يوم على حرب الإبادة الجماعية، التي حولت قطاع غزة الى كومة ركام من الدمار الهائل، ومكان غير صالح للحياة، وسط استمرار العدوان العسكري المكثف، وغياب أي أفق لحل سياسي أو إنساني، في واحدة من أطول وأعنف الحروب التي مرت في تاريخ الصراع مع الاحتلال.
في هذه الفترة المأساوية، تحوّلت غزة إلى منطقة منكوبة بكل المقاييس، لم تسلم البنية التحتية، ولا المؤسسات الصحية، ولا حتى السكان المدنيون، من عمليات القصف والتدمير المستمر.
دمار شامل
وتعرضت البنية التحتية في غزة لدمار غير مسبوق في تاريخ الحروب في العصر الحديث، حيث بلغت نسبة الدمار الشامل الذي أحدثه الاحتلال في قطاع غزة 88% وفق مكتب إعلام غزة وأصبحت (77%) من مساحة قطاع غزة تحت سيطرة الاحتلال بالاجتياح والنار والتهجير.
ودمر الاحتلال210,000 ) وحدة سكنية بشكل كلي و(.110,000) وحدة سكنية بشكل بليغ لم تعد صالحة للسكن، وأصبحت (280,000) أسرة فلسطينية بدون مأوى، فيما وصل أعداد الشهداء والمفقودين منذ بدء الإبادة الجماعية الى 63 الفاً غالبيتهم من النساء والأطفال، كما تضررت شبكات المياه والكهرباء والصرف الصحي بشكل كبير، ما أدى إلى انهيار الخدمات الأساسية.
وتوقفت معظم محطات المياه والمرافق الخدمية عن العمل، في ظل استهداف مباشر للمرافق الحيوية ونفاد الوقود اللازم لتشغيلها، وباتت “المدينة غير صالحة للحياة.
انهيار كامل للوضع الصحي
تعاني المستشفيات من أوضاع كارثية، بعد استهداف مباشر أو غير مباشر لغالبية المستشفيات والمراكز الطبية العامة والخاصة وأخرجت أغلبها عن الخدمة.
وحذرت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة من لحظات كارثية تُهدد تقديم الرعاية الطبية في حال توقف أو تعطل ما تبقى من محطات الأوكسجين في المستشفيات.
وأكدت أن 25 محطة أوكسجين من أصل 34 محطة تم تدميرها بالكامل خلال اجتياح المستشفيات، ولم يتبق سوى 9 محطات فقط تعمل بشكل جزئي، ولا تلبي احتياج المرضى، موضحةً أن 22 مستشفى خرجت عن الخدمة كليا من أصل 38 مستشفى، فيما تعرضت بقية المستشفيات لأضرار كبيرة جراء القصف المتواصل عليها.
ودمر الاحتلال (82) مركزاً طبياً وإخراجها عن الخدمة. وهناك (164) مؤسسة صحية قصفها الاحتلال أو دمرها أو أخرجها عن الخدمة.
وأشارت صحة غزة إلى أن 47% من قائمة الأدوية الأساسية رصيدها صفر، و65% من قائمة المستهلكات الطبية رصيدها صفر.
أزمة نزوح غير مسبوقة
اضحى أكثر من مليوني فلسطيني نازحين داخليًا، يقيمون في مدارس متهالكة أو خيام مؤقتة دون ادنى مقومات أساسية للحياة.
ويعيش سكان غزة على المساعدات الغذائية، التي لا تصل حالياً بفعل أحكام الحصار، من قبل الاحتلال وتفشي المجاعة بصورة غير مسبوقة في تاريخ الحروب
وتوفي 60 طفلاً بفعل سوء التغذية، في حين يتهدد المجاعة سوء التغذية الحاد مئات الآلاف من السكان.
وأشارت تقارير دولية إلى أن 41 % من مرضى الفشل الكلوي توفوا خلال حرب الإبادة وأن 477 مريضا توفوا ممن ينتظرون السفر للعلاج بالخارج.
توقف التعليم
توقفت العملية التعليمية في غزة منذ بداية حرب الإبادة، حيث تحولت غالبية المدارس إلى مراكز إيواء، بينما تعرّضت المئات منها لأضرار جسيمة.
وتشير إحصائيات وزارة التربية إلى أن أكثر من 750 ألف طالب حُرموا من حقهم في التعليم. فيما استشهد اكثر من 13 ألف طالب وطالبة وأصيب اكثر من 25 الفاً آخرون، ودمر الاحتلال (149) مدرسة وجامعة ومؤسسة تعليمية تدميرا كلياً، و(369) مدرسة وجامعة ومؤسسة تعليمية تدميرا جزئيا.
صمت دولي مخز
ورغم حجم الكارثة، لم تُتخذ خطوات دولية حقيقية لوقف القتال أو محاسبة الاحتلال ومسؤوليه عن الجرائم المرتكبة.
ومع تكرار استهداف المدنيين، يرى كثيرون أن ما يجري هو إبادة جماعية ممنهجة، وليس مجرد حرب.كما يؤكد أهالي غزة :“نحن لا نُقتل فقط، بل يُمحى كل أثر لحياتنا، من المستشفيات إلى المدارس وحتى الأحلام”.
وعلى الرغم من هذا الواقع المظلم، ما زالت غزة تقاوم. الأهالي يواجهون الدمار بالصبر، ويعيدون بناء الحياة في مخيمات النزوح وفي العراء، ويصنعون من الألم إرادة لا تنكسر، وصلابة لا تنحنى امام كل العواصف .