الرباط – شدد المغرب، امس الجمعة، على أن “المفاوضات هي السبيل الوحيد لحل النزاع الإسرائيلي والفلسطيني”.

جاء ذلك في جواب مكتوب لوزير الخارجية ناصر بوريطة تلقت الأناضول نسخة منه، على سؤال برلماني للكتلة النيابية للعدالة والتنمية (إسلامي معارض) عن “طريقة خطاب إسرائيل اللاأخلاقية الموجهة للشعوب المتظاهرة”.

وقال بوريطة: “لا تتوانى المملكة المغربية في التعبير وبقوة عن موقف سياسي رافض لكل الإجراءات والممارسات (الإسرائيلية) في الأراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس والمسجد الأقصى”.

وتابع: “حل الدولتين والتشبث بالمفاوضات بين الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني، هو السبيل الوحيد للوصول إلى حل نهائي ودائم وشامل للصراع”.

وزاد: “موقفنا منذ اندلاع المواجهات المسلحة وارتفاع وتيرة العنف واستهداف المدنيين في غزة، هو رفض العدوان الإسرائيلي”.

وأوضح أنه يجب “خفض التصعيد المفضي إلى وقف إطلاق نار دائم وإحياء عملية السلام التي ينبغي أن تقود إلى الحل العادل والشامل للقضية الفلسطينية وعلى أساس حل الدولتين”.

وأردف بوريطة: “المملكة المغربية تظل ملتزمة بالحفاظ على مكانة القضية الفلسطينية في مرتبة قضيتها الوطنية، وبمواصلة انخراطها البناء من أجل التوصل إلى سلام عادل ودائم بمنطقة الشرق الأوسط”.

 

الأناضول

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

إقرأ أيضاً:

قُتِل في سبيل الاحتلال!

هناك أناس أشقياء في هذه الدنيا يختارون لأنفسهم حياة الذلّ والهوان، ويتجرّدون كليا من الدين والأخلاق والضمير ومن قيم العزة والأنفة والشهامة والكرامة، ويرضون بالعيش عبيدا لمن يحتل أوطانهم ويستمرئون لعق أحذيتهم، ويحملون السّلاح دفاعا عنهم، من دون أن ينتابهم أيّ شعور بالعار والخزي ممّا يقترفونه من خيانة لبلدانهم وشعوبهم، ثم يختمون حياتهم الذليلة الحقيرة بالموت في سبيل المحتلّين!

هذا ما وقع لخونة وعملاء كثيرين في تاريخنا العربي والإسلامي، ومن أشهرهم خونة الثورة الجزائرية المعروفين باسم “الحركى”، و”فصائل السلام” الفلسطينية التي تعاونت مع الاحتلال البريطاني لإخماد ثورة عز الدين القسام سنة 1936، و”جيش لبنان الجنوبي” الذي كان يحارب المقاومين اللبنانيين لتأبيد الاحتلال الصهيوني لبلده، و”الجيش الأفغاني” الذي كان يقاتل إلى جانب جيش الاحتلال الأمريكي إلى غاية انسحابه في ماي 2021، والأمثلة كثيرة…

وعلى المنوال ذاته برزت منذ أشهر عديدة أسماء ياسر أبو شباب والأسطل وغسّان الدهيني وغيرهم من الخونة الأنذال الذين أنشأوا ميليشيات وحملوا السّلاح لمحاربة المقاومة في غزة وتنفيذ خطة الاحتلال لإيجاد عملاء يشكّلون بدائل محلّية لحكم “حماس”…

ولأنّ مصير العملاء غالبا ما يكون القتل، مهما طال الزمن، فقد قُتل الخائن ياسر أبو شباب في ظروفٍ لا تزال غير معروفة، وأدخل الخبر السعيد الفرحة على قلوب الفلسطينيين إلى درجة أنّ بعضهم احتفل به بتوزيع الحلوى في غزة؛ فالرجل خانهم ببرودة دم كبيرة، وأنشأ ميليشيا للدفاع عن الاحتلال سمّاها “القوات الشعبية؟!”، ولم يكترث بالدعوات المتكرِّرة التي وجّهتها له قبيلته “الترابين” إلى التوبة والعودة إلى الاصطفاف بجانب شعبه بدل العمالة لاحتلالٍ فاشي مجرم ارتكب أبشع المذابح بحقّ أهله الفلسطينيين طيلة سنتين من حرب الإبادة الوحشية، وقتل 70 ألفًا منهم، ودمّر 90 بالمائة من غزة وحوّلها إلى منطقة غير صالحة للحياة.
ذلك يعدّ دلالة واضحة على مدى مقت الفلسطينيين للخونة والعملاء، ورصد الأوقات المناسبة لتصفيتهم بأيّ وسيلة
وسواء كانت “حماس” وراء مقتل أبو شباب أو عشيرته التي أرادت غسل هذا العار الذي لحق بها أو جهة أخرى، فإنّ مقتله كان حتميّا بعد أن أصرّ على خيانة وطنه وساهم في ارتكاب الكثير من الجرائم بحقّ الفلسطينيين، فضلا عن نهبه للعشرات من شاحنات المساعدات التي دخلت غزة وأعاد بيع سلعها في السوق بأسعار خيالية، ليساهم بذلك في تجويع أهله الفلسطينيين، من دون أيّ رحمة أو شفقة.
مقتلُ أبو شباب هو ضربة موجعة للعدوّ الذي راهن على إقامة حكم عميل له في غزة بدلا من حكم “حماس”، وحرص على تسليح هذه الميليشيا ومنحها مناطق نفوذ في رفح وغيرها للانطلاق منها في الإغارة على قوافل المساعدات ومواجهة عناصر المقاومة.

لكنّ الفلسطينيين ثاروا على قائد هذه الميليشيا وأعدموه بأنفسهم إيذانا منهم برفض أيّ حكم عميل يفرضه الاحتلال عليهم، وأنّه لن يحكم غزة إلا أبناؤها الوطنيون المخلصون، والمصير ذاته سيلاقيه -مهما طال الوقت- خلفه غسان الدهيني الذي تورّط في قتل العديد من الفلسطينيين والتمثيل بجثامينهم في صور تنضح وحشية وإجراما.

وإذا صحّت الرواية الصهيونية بأن أبو شباب قد تعرّض للضرب المبرّح حتى الموت على أيدي أفراد إحدى القبائل بغزة، فإنّ ذلك يعدّ دلالة واضحة على مدى مقت الفلسطينيين للخونة والعملاء، ورصد الأوقات المناسبة لتصفيتهم بأيّ وسيلة، ولذلك سينتصرون حتما كما انتصر الجزائريون على الاحتلال الفرنسي في 5 جويلية 1962 بعد أن صفّوا الكثير من الخونة “الحركى” في سنوات الثورة في الوقت ذاته الذي كانوا يحاربون فيه الاستعمار، فإذا كانت لديك 10 رصاصات، فوجّه منها 9 إلى رؤوس العملاء وواحدة فقط للعدوّ، كما قال الزعيم أحمد بن بلة، رحمه الله.

إنّها شرّ موتة ينالها العميل أبو شباب الذي ضلّ الطريق واختار أن يقاتل في سبيل الاحتلال ويموت دفاعا عنه، حقيرا ذليلا، بدل أن يقاتل في سبيل وطنه ويرتقي شهيدا مرفوع الرأس، فخسر بذلك شبابه وحياته (من مواليد 1990) هدرًا من أجل عدوٍّ متوحِّش مجرم فاشي نكّل بأبناء شعبه بشكلٍ لم يشهده التاريخ، فليكن في مقتله عبرة لجميع الخونة لعلّهم يتّعظون ويثوبون إلى رشدهم قبل فوات الأوان.

الشروق الجزائرية

مقالات مشابهة

  • معابد الكرنك بمصر.. لوحة إبداعية منحوتة بأسرار التاريخ
  • ترامب: النزاع في أوكرانيا قد يشعل فتيل حرب عالمية ثالثة
  • حصر عددي بدائرة ديرمواس بالمنيا.. الإعادة بين "قدري" و"أبو المكارم" على مقعد وحيد
  • عاجل- وزير الحكم المحلي الفلسطيني: 7 أشهر بلا تحويلات مالية.. وأزمة خانقة تعصف بالسلطة الفلسطينية
  • وزير الحكم المحلي الفلسطيني: 7 أشهر بلا تحويلات مالية.. وأزمة خانقة تعصف بالسلطة الفلسطينية
  • رئاسة السلطة الفلسطينية تعلق على التوسع الاستيطاني الإسرائيلي في الضفة الغربية
  • الخارجية الفلسطينية: حقوق الشعب الفلسطيني غير قابلة للتجاهل
  • الرقب: السلطة الفلسطينية الخيار الوحيد.. وحماية غزة ضرورة وطنية
  • بالصور.. خيام تغرق وأطفال دون مأوى في غزة
  • قُتِل في سبيل الاحتلال!