ما فرص نجاح جنوب أفريقيا في اتهام إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية؟
تاريخ النشر: 8th, January 2024 GMT
جوهانسبرغ- أصبحت جنوب أفريقيا الأسبوع الماضي أول دولة تقدم دعوى قضائية ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية في لاهاي، الأمر الذي يزيد من الضغط الدولي على الاحتلال الإسرائيلي لوقف العدوان المستمر على قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، والذي أسفر حتى الآن عن استشهاد أكثر من 22 ألف فلسطيني، بينهم آلاف الأطفال.
وفي الدعوى المكونة من 84 صفحة، التي قدمتها جنوب أفريقيا إلى المحكمة يوم 29 ديسمبر/كانون الأول الماضي، تشرح الأدلة المرفقة الوحشية التي تُرتكب في غزة، إضافة إلى طلب عاجل من المحكمة، التي تُعتبر الهيئة الأممية لفض النزاعات بين الدول، أن تعلن سريعا أن "إسرائيل خرقت التزاماتها بموجب القانون الدولي منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي".
واتهمت جنوب أفريقيا إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بارتكاب إبادة جماعية ضد الفلسطينيين في غزة، مشيرة إلى أن "إسرائيل قامت بأفعال محددة بقصد تدمير الفلسطينيين كمجموعة قومية وعنصرية وإثنية"، مما يشكل انتهاكا للاتفاقية المتعلقة بالإبادة الجماعية.
وأشارت في دعواها إلى أن "إسرائيل فشلت في منع الإبادة الجماعية وحرضت عليها"، ويدعو الطلب إلى "اتخاذ تدابير مؤقتة لحماية حقوق الفلسطينيين، وضمان امتثال إسرائيل لالتزاماتها بموجب اتفاقية الإبادة الجماعية".
كانت دولة ناميبيا، المستعمرة الألمانية السابقة، قد أصبحت تحت إدارة جنوب أفريقيا بعد الحرب العالمية الأولى، من خلال انتداب عصبة الأمم، ورغم حل عصبة الأمم لاحقا، فإن جنوب أفريقيا رفضت التخلي عن سيطرتها على ناميبيا.
واعتبرت الأمم المتحدة أن "إدارة جنوب أفريقيا المستمرة لناميبيا غير قانونية"، بينما اعتبرت جنوب أفريقيا أن الأمم المتحدة تهدف بهذا التصريح إلى نقل سيطرتها على ناميبيا إلى الأمم المتحدة، الأمر الذي دفعها بموجب ذلك لرفض قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن.
وفي عام 1960، طلبت الأمم المتحدة رأيا استشاريا من محكمة العدل الدولية بشأن العواقب القانونية لوجود جنوب أفريقيا المستمر في ناميبيا، وأصدرت محكمة العدل الدولية قرارها عام 1971، الذي أشارت فيه إلى أن "استمرار جنوب أفريقيا في إدارة ناميبيا غير قانوني بموجب القانون الدولي"، مشددة على أن جنوب أفريقيا ملزمة بسحب إدارتها من ناميبيا على الفور.
ورغم الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية، فقد احتفظت جنوب أفريقيا بالسيطرة على ناميبيا لعدة سنوات، وظلت هذه القضية نقطة محورية في المنتديات الدولية، التي شكل بدورها ضغطا دبلوماسيا على جنوب أفريقيا، مما أدى إلى حصول ناميبيا في نهاية المطاف على استقلالها عن جنوب أفريقيا في عام 1990، بعد ضغوط دولية واسعة النطاق، ومفاوضات، وتنفيذ خطة الأمم المتحدة لاستقلال ناميبيا.
ما اتهامات جنوب أفريقيا لإسرائيل؟ ارتكاب إسرائيل إبادة جماعية في غزة، مخالفةً "اتفاقية الإبادة الجماعية" لعام 1948، التي تعرّف الإبادة الجماعية بأنها "أفعال ترتكب بنية تدمير، جزئي أو كلي، لمجموعة وطنية أو عرقية أو دينية أو طائفية". ارتكاب أفعال إبادية تشمل قتل الفلسطينيين في غزة بأعداد كبيرة، خاصة الأطفال، وتدمير منازلهم، وطردهم وتشريدهم، وفرض حصار على الموارد الأساسية. فرض إجراءات تمنع ولادة الفلسطينيين، عبر تدمير الخدمات الصحية الأساسية الضرورية لبقاء النساء الحوامل والأطفال. المسؤولية عن التحريض على الإبادة والامتناع عن محاكمة المحرضين، مشيرة بشكل خاص إلى التصريحات التي جاءت من المسؤولين الإسرائيليين خلال الحرب، والتي سعت إلى تبرير القتل والتدمير في غزة. طلب طارئ لوقف العمليات، والتحرك بسرعة لمنع إسرائيل من ارتكاب مزيد من الجرائم في القطاع، على الأرجح من خلال إصدار أمر لإيقاف الاعتداء، وقد قالت المحكمة الدولية -في بيان لها- إن هذا الطلب سيكون ذا أولوية، ولكنها لم تحدد جدولا زمنيا.من جهته، اعتبر الباحث في الشأن الأفريقي الشرق الأوسطي نعيم جينا أن "التوثيق الذي قدمته جنوب أفريقيا يشير إلى الحاجة الماسة لمثل هذه القضايا، في ظل التضليل المتزايد حول الحرب".
ويضيف جينا أن "هذه الإجراءات مهمة لتباطؤ تطبيع أي جرائم جماعية ارتكبتها إسرائيل، وترسل رسالة مفادها أنه إن كانت هناك دولة ستقوم بجرائم جماعية كما تقوم إسرائيل بفعله، فيجب أن نتوقع أن يتم تقديمها أمام محكمة دولية ذات سلطة على المستوى الدولي، لتستعرض سجل الدولة المعنية أمام المعايير الدولية".
كما رحب الناشط في اللجنة اليهودية لدعم فلسطين أنثوني هودجسون بقرار حكومة جنوب أفريقيا، بمتابعة اللجوء العاجل إلى محكمة العدل الدولية، فيما يتعلق بالإبادة الجماعية المستمرة التي ترتكبها إسرائيل في غزة.
وأكد رفضهم "المحاولات المتعمدة والخبيثة التي تقوم بها الحكومة الإسرائيلية وحلفاؤها، لتفسير محاولات تحميل إسرائيل المسؤولية على أنها معاداة للسامية"، مبينا أنهم "يشيدون بقرار حكومتهم باتخاذ موقف مبدئي، وعدم التعرض للترهيب من قبل الجهات الفاعلة السيئة النية، التي تتعمد تحريف الحقائق على الأرض".
استشهاد بالأدلةكذلك أوضحت جنوب أفريقيا أن التصريحات التي أدلى بها المسؤولون الإسرائيليون، بمن فيهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أظهرت "نية إبادة"، فعلى سبيل المثال، استشهدت الدعوى بتصريحات نتنياهو التي قارن فيها الفلسطينيين بشعب العمالقة (العماليق) في الكتاب المقدس اليهودي، حيث أمر الله الإسرائيليين بتدميرهم، وتقول الآية الكتابية "الآن اذهب واضرب العماليق.. اقتل الرجل والمرأة، والرضع".
علاوة على ذلك، استشهدت بقول نتنياهو في بيانه يوم 26 ديسمبر/ كانون الأول الماضي إنه "على الرغم من تدمير غزة وقتل الآلاف، فسنعزز القتال خلال الأيام القادمة، وستكون هذه معركة طويلة"، كما تم الاستشهاد بعدة تصريحات أخرى، بما في ذلك تلك التصريحات التي وصف فيها مسؤولون إسرائيليون شعب غزة بـ"قوة الظلم"، في مقابل إسرائيل التي وصفوها بـ"قوة النور".
وتقول جنوب أفريقيا إن "نطاق عمليات الجيش الإسرائيلي، وقصفه العشوائي وتنفيذه إعدامات بحق المدنيين، إضافة إلى حصار إسرائيل للطعام والماء والدواء والوقود والمأوى والمساعدة الإنسانية الأخرى"، هي دليل على دعواها، مؤكدة أن هذه الإجراءات أوصلت القطاع إلى "حافة المجاعة".
وذكرت أن إسرائيل ترتكب انتهاكات أخرى للقانون الدولي في قطاع غزة إضافة للإبادة الجماعية، مثل شن هجمات على الثقافة الفلسطينية، من خلال استهداف مواقع "الدين والتعليم والفن والعلوم، والمعالم التاريخية، والمستشفيات والأماكن التي يتم فيها جمع المرضى والجرحى".
ويؤكد الباحث نعيم جينا، للجزيرة نت، أنه "بموجب اتفاقية الإبادة الجماعية، تم رفع قضايا جرائم إبادة جماعية ضد دول أخرى، سواء كانت معنية مباشرة في النزاع أم لا"، مشيرا إلى أنه في عام 2019 تقدمت غامبيا -نيابة عن منظمة التعاون الإسلامي– بطلب إلى المحكمة ضد ميانمار، بسبب جرائمها ضد الروهينغا.
وأوضح جينا أن كلا من جنوب أفريقيا وإسرائيل طرفان في المحكمة الدولية، مما يعني أن قراراتها ملزمة لكلا الطرفين، ومع ذلك، فإن المحكمة الدولية لا تمتلك سلطة تنفيذية، وقد تم تجاهل أوامرها في بعض الحالات من دون وجود عقوبات خطيرة.
وكانت كييف قد رفعت قضية ضد موسكو في المحكمة في مارس/آذار 2022، قبل شهر واحد من حرب روسيا على أوكرانيا، طلبت فيها أوكرانيا من المحكمة وضع إجراءات طارئة لوقف عدوان روسيا.
وقد أمرت المحكمة موسكو بوقف العمليات العسكرية بعد وقت قصير، وأشارت إلى أنها "قلقة بشكل كبير" إزاء الهجوم على أوكرانيا، لكن ذلك كله لم يمنع الحرب الروسية المستمرة على أوكرانيا.
إجراءات المحكمةتقدم محكمة العدل الدولية جلسة استماع في الفترة من 11 إلى 12 يناير/كانون الثاني الحالي، رغم أن الإجراءات قد تستغرق وقتا قد يمتد لسنوات، فالمحكمة لا تزال تبحث حتى اليوم في قضية غامبيا ضد ميانمار منذ عام 2019، لكن جنوب أفريقيا طلبت تنشيط العملية، ويمكن أن يؤدي ذلك لطلب أمر طارئ من المحكمة الدولية، وهو ما قد يؤدي إلى نتائج سريعة في غضون أسابيع، كما حدث في قضية أوكرانيا.
وردا على الدعوى، نفت وزارة الخارجية الإسرائيلية بشدة اتهامات الإبادة، ووصفت القضية بأنها "افتراء دموي واستغلال بشع واستهانة بالمحكمة". واتهمت الوزارة بريتوريا بأنها "شريكة جنائية في هجمات حماس".
ولأول مرة في تاريخها، وافقت إسرائيل على الوقوف أمام المحكمة وتقديم الطعن في قضية الإبادة الجماعية التي رفعتها جنوب أفريقيا، وفي حين لا يعد هذا أول تحرك قضائي ضد إسرائيل في تاريخها، إلا أن هذه الدعوى التي رفعتها جنوب أفريقيا تعد فارقة، لأنها استخدمت ورقة الاتفاقية الدولية لمناهضة الإبادة الجماعية، التي وافقت عليها إسرائيل وهي ضمن الموقعين عليها.
وذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية إيلون ليفي أن "تل أبيب ستدافع عن نفسها في جلسات لاهاي، مؤكدا لقادة جنوب أفريقيا، أن التاريخ سيحكم عليهم، وسيحكم عليهم بلا رحمة".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: محکمة العدل الدولیة الإبادة الجماعیة المحکمة الدولیة الأمم المتحدة جنوب أفریقیا الأول الماضی إبادة جماعیة فی غزة إلى أن
إقرأ أيضاً:
«حشد»: إسرائيل تواصل ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية الأكثر بشاعة في التاريخ
أدانت الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني «حشد» بأشد العبارات الجرائم الممنهجة التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين الفلسطينيين حيث تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب المجازر الوحشية من خلال مواصلة قصف المنازل وإسقاطها علي رؤوس من فيها وقصف مراكز الإيواء وخيام النازحين واستهداف المدنيين أثناء محاولتهم للحصول علي المساعدات الإنسانية.
وتؤكد الإحصائيات الصادرة عن وزارة الصحة ارتفاع أعداد الشهداء والإصابات، خلال الـ 24 ساعة الماضية وحدها، وصل إلى مستشفيات قطاع غزة 72 شهيدًا و278 إصابة، وهي إحصائيات لا تشمل شمال القطاع الذي تم اخراج جميع المستشفيات فيه عن الخدمة بعد إجبار الاحتلال طاقم مستشفى العودة علي إخلاءه قسراً، الأمر الذي يرفع حصيلة ضحايا جريمة الإبادة الجماعية المتواصلة منذ 7 أكتوبر 2023 بلغت قرابة 70 الف شهيد 70% منهم أطفال ونساء، حيث وصل المستشفيات منهم 54، 321 شهيدًا و123، 770 إصابة، من بينهم 4، 058 شهيدًا و11.729 إصابة منذ 18 مارس 2025 حتى اليوم. فيما لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض وفي الطرقات، حيث تعجز طواقم الإسعاف والدفاع المدني عن الوصول إليهم بسبب القصف المستمر والعوائق التي يفرضها الاحتلال.
إضافة الي إعادة تهجير قرابة مليون نازح قسرا من جديد يعيش أكثر من نصفهم في الشوارع بلا خيام أو ماوي جراء الاكتظاظ في المناطق الثلاث التي يدفع اليها المدنيين النازحين لمساحة لا تزيد عن 20% من مساحة القطاع الكلية والمناطق هي غرب مدينة غزة، والنصيرات ودير البلح، ومواصي خانيونس، وفقا لخطة غزة المقلصة التي يعمل الاحتلال لفرضها بالتدريج وصولا إلى تهجير الفلسطينيين منها وعبر جرائم القتل الجماعي والتجويع ليتم تكديسهم في جنوب القطاع في مدينة رفح ومنها لخارج الأراضي الفلسطينية المحتلة وفقا للمخططات الإسرائيلية المعلنة.
الهيئة الدولية «حشد» تدين وبشدة التدمير الممنهج للمنظومة الصحية وتفاقم المجاعة، حيث يواصل الاحتلال استهداف مقومات الحياة المدنية والصحية، كما حدث مع مستشفى العودة في تل الزعتر الذي جري اخلاءه بعد محاصرته منذ ١٨ مايو 2025، وستهداف محيطه وقصف الطوابق العلوية فيه وحرق خيام العيادات وتدمير خزانات السولار، ومنع وصول الجرحى له وصولا لليوم حيث تم اجبار الطاقم الطبي فيه المكون من 96 شخص و30 مريض وجريح على الإجلاء القسري، وبخروج المستشفى عن الخدمة لا يتبقى أي خدمات صحية في محافظة الشمال التي باتت تخضع بكاملها تحت أوامر التهجير القسري وترتكب المجازر بحق من تبقي فيها من المدنيين ما يهدد حياة عشرات الآلاف من المرضى والجرحى في شمال القطاع.
الهيئة الدولية «حشد» تدين عرقلة قوات الاحتلال إدخال المساعدات الإنسانية الكافية في إصرار على استخدام التجويع كسلاح ضد المدنيين، حيث باتوا القطاع المكان الأكثر جوعا في العالم حيث يواجه 100% من سكانه خطر المجاعة وفقا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، حيث تواصل إسرائيل ادخال كميات محدودة من المساعدات بعد 80 يوميا من اغلاق كلي، في إصرار إسرائيلي يظهر محاولاتها علي قصر دخول المساعدات من خلال الشركة الأمريكية التي تقوم بتوزيع بعض المساعدات المحدودة في المناطق الخطرة التي أقامتها قوات الاحتلال في مناطق «رفح وشمال المحافظة الوسطى» والتي بدءت بالعمل منذ خمسة أيام.
وتحولت هذه المناطق إلى «ساحة للقتل والإذلال»، حيث أسفرت الاعتداءات على طالبي المساعدات عن مقتل ما لا يقل عن 11 مواطناً وإصابة العشرات منذ الثلاثاء الماضي، وكان أخطر هذه الجرائم استهداف طيران الاحتلال مجموعة من النازحين في حي المواصي برفح وهم يتوجهون لنقطة توزيع، وفي حوادث متفرقة تواصلت عمليات إطلاق النار التي أدت إلى مقتل وإصابة العشرات من المواطنين الذين اضطروا إلى السير مشياً علي الأقدام ولمسافات بعيدة وعند الوصول يطلب منهم التجمع والتحرك ضمن ممرات محاطة بالأسلاك الشائكة وصولاً لنقطة التوزيع لاستلام طرد غذائي، ما يجعل من هذه الآلية غير الإنسانية أداة للفوضى عدا عن كونها آلية «مذلة ومهينة»، ولا تقدم حلولاً ناجحة للمجاعة، بل تهدف إلى ترسيخ سياسة التجويع وتوظيف للمساعدات كأداة للابتزاز والسيطرة على السكان ودفعهم للنزوح القسري إضافة إلى إقصاء وحظر عمل المنظمات الدولية وخاصة وكالة الغوث الدولية «الأونروا».
وتدين الهيئة الدولية «حشد» وبشدة تفشي الفوضى المتعمدة والاعتداءات الداخلية من قبل العصابات المنظمة والمدعومة من قبل الاحتلال الإسرائيلي على منظومة سيادة القانون في غزة بهدف تكريس حالة الفوضى، حيث شهدت مناطق القطاع حوادث خطيرة تؤثر على العمل الإنساني، شملت استهداف عناصر الشرطة ومؤمني المساعدات الإنسانية والتي كان آخرها استهداف وقتل 11 من أفراد الشرطة أثناء قيامهم بالتصدي لحوادث السرقة في أحد الأسواق قرب مفترق السرايا في مسعى واضح لتقويض الأمن الداخلي وبث الفوضى، وتظهر هذه الجريمة بحق أفراد الشرطة والمدنيين و سلسلة من الحوادث السابقة أن التشكيلات العصابية تتلقي غطاءاً جوياً مباشراً من الاحتلال الذي يهدف لنشر الفوضى والفلتان في داخل القطاع وبث الخوف لدي المواطنين في تكامل للأدوار بين اللصوص وقوات الاحتلال.
كما أدانت الهيئة الدولية «حشد» الاعتداءات «الهمجية» وعمليات السطو وسرقة المساعدات والتي أبرزها خلال الأيام الثالثة الماضية الاعتداء والسطو على المستشفى الميداني "الأمريكي" في الزوايدة ليلة أمس حيث تم سرقة معدات طبية حيوية، أدوية، ومكملات غذائية للأطفال من المخازن. واقتحام مخازن برنامج الأغذية العالمي في دير البلح وسرقة محتوياته ظهر يوم الأربعاء.
اذ تعتبر أن المشاركة في أعمال النهب السرقة أو الفوضى أو التعدي على قوت الناس وكرامتهم جريمة لا يمكن تبريرها تحت غطاء الجوع، وإذ تدين أيضا قطع الطرق وسرقة شاحنات المساعدات والاعتداء على سائقي الشاحنات، والتي تضمنت تهجماً جسدياً وتكسير معدات، مما أدى إلى تعطيل أكثر من 212 شاحنة وإصابة 80 سائقاً خلال الثلاث أيام الماضية عدا عن إعاقة إيصال المساعدات بشكل مباشر لمستحقيها وبما قد يؤدي إلى وقف كل منظومة العمل الإنساني".
الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني «حشد»، وإذ تجدد إدانتها وبأشد العبارات لاستمرار العجز الدولي الفاضح عن وقف جرائم الإبادة الجماعية والتجويع الممنهج من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي الامر الذي يكرس إهدار لمبادئ الإنسانية وتغيب لأسس القانون الدولي الإنساني، وتثبيت لشريعة الغاب، إذ تذكر المجتمع الدولي بالتزاماته تجاه وقف المجاعة الكارثية التي يعاني منها سكان القطاع جراء منع دخول المساعدات بشكل كلي وإصرار إسرائيل وبمساعدة الولايات المتحدة الأمريكية على عسكرة المساعدات الإنسانية، وإذ تشير إلى التداعيات الكارثية لخروج معظم مستشفيات القطاع عن الخدمة، الامر الذي يهدد حياة عشرات الآلاف من المرضي والجرحى، إذا تحذر من مخاطر وتداعيات انتشار حالة الفوضى والفلتان الأمني وتكرار حوادث السطو علي مخازن الغداء والممتلكات العامة، وانتشار ظاهرة سرقة المساعدات والاعتداء على الشاحنات، وبناءً عليه، نطالب بما يلي:
ودعت الهيئة الدولية «حشد»: المجتمع الدولي، بما في ذلك الأمم المتحدة ومجلس الأمن، اتخاذ خطوات فورية لإجبار إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، على الوقف الفوري والشامل لجريمة الإبادة وللعدوان بجميع أشكاله، وإنهاء الحصار المفروض على قطاع غزة وضمان تدفق المساعدات الإنسانية والإغاثية والمستلزمات الطبية.
وطالبت «حشد» محكمة الجنايات الدولية الي تسريع إجراءات التحقيق في جميع جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية وجريمة الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة، وتقديم المسؤولين عنها للعدالة بما في ذلك توسيع مذكرات الاعتقال بحق كل المسؤولين الإسرائيليين عن الجرائم المرتكبة ضد المدنيين في قطاع غزة.
كما طالبت الهيئة الدولية «حشد» المجتمع الدولي والأمم المتحدة بإعلان قطاع غزة منطقة مجاعة والضغط الفوري على إسرائيل لفتح جميع المعابر البرية بشكل كامل ودون قيود، والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية والوقود بشكل فوري وواسع النطاق، وتحت إشراف كامل للأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة، بما في ذلك الأونروا.
الهيئة الدولية «حشد»: تطالب الدول الثالثة والأمم المتحدة بالعمل على توفير الحماية الدولية للمدنيين الفلسطينيين، وضمان سلامة عمل المنظمات الإنسانية والطواقم الطبية.
الهيئة الدولية «حشد»: تطالب الجهات الحكومية وجميع الفاعلين في قطاع غزة، بما في ذلك الجهات الأمنية والوجهاء والقيادات المجتمعية، إلى تحمل مسؤولياتهم في ضبط الوضع الأمني، وملاحقة ومحاسبة «قطاع الطرق» والعصابات التي تعمق الأزمة الإنسانية وتعيق العمل الإنساني وتخدم أجندات الاحتلال.
الهيئة الدولية «حشد»: تطالب المجتمع الدولي والدول الأطراف في اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية بتشكيل تحالف دولي إنساني لضمان إجبار إسرائيل على الامتثال لقواعد القانون الدولي الإنساني ولاتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية وقرارات محكمة العدل الدولية الملزمة بمنع ارتكاب الإبادة الجماعية وضمان تدفق المساعدات الإنسانية وإعادة الاعمار وتوفير الحماية الدولية للفلسطينيين وصولا لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتفكيك منظومة الاستعمار الإستطاني العنصرية وضمان حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير.
اقرأ أيضاًسقوط 6 شهداء في قصف الاحتلال الإسرائيلي على غزة وخان يونس
حركة فتح: استمرار المجازر الإسرائيلية في غزة وصمة عار على جبين العالم
ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 54.381 منذ بدء العدوان الإسرائيلي