قالت وزارة الخارجية، إن تنفيذ إعلان جدة وما أعقبه من التزامات وانسحاب المليشيا من المدن وإخلاء ولاية الجزيرة، هي مقدمات ضرورية تؤكد جدية المليشيا في التوصل لوقف إطلاق النار، ومن ثَمّ البدء في عملية سلام شاملة.

وأوضحت وزارة الخارجية في بيان اليوم الأحد: “ابتدرت مليشيا الجنجويد وداعموها داخل وخارج أفريقيا، الأيام الماضية، حملة دعائية كاذبة لمحاولة إعادة تسويق قيادة المليشيا الإرهابية، المسؤولة عن أسوأ إنتهاكات القانون الإنساني الدولي وقانون حقوق

الإنسان في القارة، منذ الإبادة الجماعية في رواندا عام ١٩٩٤”.



وتابع البيان: “شملت هذه الحملة القائمة على الخداع والنفاق، زيارة قائد المليشيا لعدد من الدول الأفريقية وأحاديث منسوبة له عن استعداده لإقرار وقف إطلاق نار وبدء مفاوضات سلام، وتوقيع اتفاق مع مجموعة سياسية سودانية مؤيدة له أصلاً، من شأنه أن يمهد لتقسيم البلاد”.

وأوضحت الخارجية أنّ الحكومة تجدد التزامها بتحقيق السلام على نحو ما أكده رئيس مجلس السيادة من جبيت مؤخراً.

وذكرت الخارجية بوجود إطار قانوني وسياسي بالفعل ملزم لمعالجة المسائل الإنسانية ووقف إطلاق النار وبدء عملية السلام، وهو إعلان جدة للمبادئ الإنسانية الموقع منذ ١١ مايو ٢٠٢٣، والذي كان من شأنه وضع نهاية مبكرة للأزمة إذا التزمت المليشيا بما وقعت عليه. ولكنها لم تكتف فقط بالتنصل مما يلزمها به الإعلان من إخلاء الأعيان المدنية، من مستشفيات وجامعات ومرافق عامة ودُور عبادة وبيوت المواطنين العاديين، بل توسعت في احتلال المزيد منها.

وأوضح البيان: “وبالتالي، فإن التزام المليشيا بتنفيذ إعلان جدة وإخلاء مئات الآلاف من منازل المواطنين والأعيان المدنية التي تحتلها وتستخدمها مراكز عسكرية وإخلاء المدن والقرى، هو شرط ضروري لبدء محادثات جديدة معها، لأنه الضمانة الوحيدة لتنفيذ ما يتم الاتفاق عليه”.

وتجسيداً لذلك الالتزام رغم هجوم المليشيا في منتصف ديسمبر ۲۰۲۳ على مدينة ود مدني، التي كانت تحتضن أكبر تجمُّع للنازحين من الحرب والمركز الرئيسي للعمليات الإنسانية، وافق رئيس مجلس السيادة على مقابلة قائد المليشيا بتسهيل من منظمة الإيقاد. واتفق علي أن تستضيف جيبوتي الاجتماع يوم ٢٨ ديسمبر ٢٠٢٣م، ولكن قبل ساعات من مغادرة رئيس مجلس السيادة لجيبوتي، أبلغت رئاسة الإيقاد، السودان بتأجيل الاجتماع لأسباب تتعلق بقائد التمرد غير معروفة حتى الآن.

ونبه البيان إلى أنّ المليشيا الإرهابية لا تزال منهمكة في ارتكاب فظائع التطهير العرقي والمجازر والعنف الجنسي حتى بعد الظهور العلني لقائدها. ونالت المناطق الريفية التي اجتاحتها المليشيا مؤخراً، خاصةً في ولاية الجزيرة نصيبها من ذلك. وقد امتدت عمليات التطهير العرقي التي مارستها المليشيا في دارفور إلي ولاية الجزيرة مستهدفة أفراد نفس المجموعات القبلية.

وأشار البيان إلى أنّ المليشيا تفرض حالياً حصاراً على مناطق سكنية كاملة في العاصمة وتمنع وصول الأغذية والاحتياجات الإنسانية للمدنيين المحاصرين فيها، في إنتهاك واضح لما تم التوقيع عليه يوم ٧ نوفمبر في منبر جدة بشأن المساعدات الإنسانية.

وبحسب البيان، كشفت شهادات الناجين من مجازر التطهير العرقي في دارفور خلال الأشهر الماضية، عن جرائم ترقى لدرجة الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب، تشمل إعدام الأطفال الرُّضّع الذكور من مجموعات قبلية بعينها، ودفن مواطنين من نفس المجموعات أحياءً، حيث جرى توثيق ذلك من أفراد المليشيا أنفسهم، إلي جانب سبي النساء من هذه المجموعات. هذه الفظائع الآن محل تحقيق من المحكمة الجنائية الدولية، كما كانت سبباً لفرض عقوبات من الولايات المتحدة على قائد ثاني المليشيا وقائد ميداني آخر.

وقال البيان: “كل هذه الحقائق تجعل المليشيا امتداداً للحركات الإجرامية الإرهابية التي عرفتها القارة مثل حركة جيش الرب وبوكو حرام والمجموعات الداعشية، ولا تؤهل قيادتها لأن تحظى بشرف مقابلة قادة مُنتخبين من شعوبهم ومسؤولين أمامها، ويلتزمون بمبادئ حقوق الإنسان ومحاربة الإفلات من العقاب”.

 

الخرطوم: السوداني

   

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: إعلان جدة

إقرأ أيضاً:

قرار مرتقب للعدل الدولية حول التزامات الاحتلال تجاه المنظمات الدولية

أعلنت محكمة العدل الدولية في لاهاي، أنها ستصدر يوم الأربعاء 22 تشرين أول/أكتوبر رأيها الاستشاري بشأن التزامات الاحتلال المتعلقة بوجود وأنشطة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى والدول الثالثة في الأراضي الفلسطينية المحتلة وفيما يتعلق بها.

وأشارت إلى أن رئيس المحكمة القاضي يوجي إيواساوا، سيقوم بتلاوة الرأي الاستشاري.

وكانت أعلنت مجموعة لاهاي، برئاسة مشتركة من جنوب أفريقيا وكولومبيا، موافقة 34 حكومة على خطة عمل مشتركة لوقف الإبادة الجماعية في قطاع غزة.

وقال في بيان المجموعة، إن "أفعال إسرائيل تُعد إبادة جماعية، وأدان البيان تحديها لمحكمة العدل الدولية والأمم المتحدة"، مؤكدين التزام الحكومات المشاركة بتطبيق إجراءات منسقة تشمل: وقف نقل الأسلحة، وعرقلة الشحنات العسكرية، ووقف المشتريات من الشركات الإسرائيلية، وخفض صادرات الطاقة، والسعي لتحقيق المساءلة في المحاكم الدولية حول العالم".

وأضاف البيان، أن هناك واجبًا قانونيًا وأخلاقيًا على الدول أن تمنع أي تعاون بشكل مباشر أو غير مباشر من شأنه أن يمكّن إسرائيل من أعمال قد ترتقي إلى جرائم منظمة بحق المدنيين في غزة".



وطالبت المجموعة بتنسيق إجراءات فعالة على مستوى الحدود والموانئ والمطارات لمنع نقل أسلحة ومعدات ثقيلة ومواد أخرى ذات استخدام مزدوج تُستخدم في العمليات العسكرية داخل القطاع.

وقال وزير العلاقات الدولية والتعاون بجنوب إفريقيا رونالد لامولا ووزيرة الخارجية الكولمبية روزا فيلافيسينسيو: "لا يقوى الشعب الفلسطيني على الانتظار"، مضيفين أن مجموعة لاهاي "لن تهدأ" حتى يُطبّق القانون الدولي ويحظى الفلسطينيون بحقوقهم المشروعة.

كما دعت المجموعة إلى إنشاء آليات دولية لمراقبة دور الشركات متعددة الجنسيات التي توفر تكنولوجيا أو مكوّنات تُسهِم في استمرار العمليات، مع إمكانية استدعاء هذه الشركات إلى مساءلة قانونية أو مقاطعة محددة.

مقالات مشابهة

  • نائب وزير الخارجية يستقبل وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية منسق الإغاثة في حالات الطوارئ
  • قرار مرتقب للعدل الدولية حول التزامات الاحتلال تجاه المنظمات الدولية
  • البديوي يرحب باتفاق تنفيذ الخطوة الأولى وقف إطلاق النار والشروع في مسار يؤدي إلى تهدئة شاملة ودائمة
  • رغم إعلان ترامب عن اتفاق سلام.. انفـجار عنـيف يهز قطاع غـزة
  • وزير الخارجية السوري: شكلنا حكومة شاملة وبات لدينا مجلس شعب منتخب
  • الرئيس السيسي: مصر ستظل شريكًا رئيسيًا في أي عملية سلام تحقق أمن واستقرار المنطقة
  • رئيس مجلس الشورى: قطر تنتهج مقاربة شاملة في مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف
  • وزير الخارجية الهولندي: نشكر مصر على دورها في إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة
  • وزير الخارجية: شخصية العناني ستُثري عمل المنظمة وتقودها لأداء رسالتها الإنسانية
  • الصليب الأحمر: مستعدون للوساطة الإنسانية فور إعلان وقف إطلاق النار