الرئيس الأسبق لمشروع السد العالي: لولاه لبارت 30% من الأراضي الزراعية «حوار»
تاريخ النشر: 8th, January 2024 GMT
أكد المهندس عماد ميخائيل، رئيس هيئة السد العالى الأسبق، أنّ ما تشهده مصر من خير فى عصرنا الحالى يعود الفضل فيه للسد العالى، بعدما عانت البلاد من ويلات الجفاف والفيضانات المدمرة، لتتحول تلك النقمة إلى نعمة بعد إنشاء السد الذى أسهم فى زيادة الرقعة الزراعية من 7 إلى 9 ملايين فدان، خلال الثمانينات والتسعينات، كما ساعد فى إنشاء مشروعات قومية كبرى على رأسها مشروع نجع حمادى المتكامل لإنتاج الألومنيوم.
وأضاف، فى حواره لـ«الوطن»، أن مشروع السد أعاد الروح الوطنية للمصريين كما كانت فى عصر محمد على باشا والخديو إسماعيل بعد عقود عاشتها البلاد تحت وطأة الاحتلال الإنجليزى.
عماد ميخائيل: أعظم مشروعات القرن العشرين.. ويحمى الحدود الجنوبية من الغرق والعطشكيف كان وضع مصر قبل بناء السد؟
- السد يمثل معركة الصمود والبناء، ويعد أعظم مشروعات القرن العشرين، ولمعرفة قدر السد العالى فى حياة المصريين يجب أن نذكر أحداثاً جثاماً حلت بمصر ما بين عامى 1860 و1880، وأهمها ما حدث فى سبتمبر 1879 حينما فاضت المياه لتغرق القاهرة والأراضى المنزرعة بين المنيا والعاصمة ثم وصلت إلى فرع رشيد فى الدلتا كما فاضت المياه من فرع دمياط لتغرق الأراضى المحيطة به حتى البحر، وهو ما تسبب فى فزع الناس الذين هربوا من الوادى والدلتا إلى الأراضى المرتفعة، وتسبب الفيضان فى وفاة الكثير من الرجال والسيدات والأطفال فضلاً عن نفوق الماشية، وحينها شاهد المواطنون منازلهم وهى تتهدم بعد أن جرفتها المياه.
وهل عانت مصر من حالات نقص مياه حادة نتيجة الجفاف؟
- بالطبع، وأخطر ما حدث كان عام 1946، فقد كانت مديريات الرى تشرف على النهر بدايةً من خزان أسوان وانتهاءً بالترع والمراوى والمساقى الصغيرة، ودائماً ما تزداد الحاجة إلى المياه بين شهرى يوليو وأكتوبر وهى فترة الفيضان، ويكون المعيار الوحيد لمد الترع بالمياه هو مدى استيعابها وقدرة الفلاحين على التنظيم والتوزيع على المساقى، وتتراجع الحاجة إلى المياه بنهاية أكتوبر ويتجه الفائض إلى البحر، وعندما تحل نهاية شهر فبراير، ويهبط المنسوب فى النيل بسرعة هائلة، تزداد حاجة الحقول إلى مزيد من المياه عن المتوافر، ويتم تصريف المياه من خزان أسوان، وعقب حصاد المحصول الشتوى تجرى زراعة نصف الأراضى الصالحة للزراعة فقط معتمدة على مياه خزان أسوان ويستبد القلق بالفلاحين، إذ يكون منسوب المياه فى النهر منخفضاً جداً، ولا تشرع مديريات الرى فى تصريف المياه لزراعة الأراضى إلا بعد ورود أنباء من أعالى النيل مبشرة بالفيضان الجديد، وكانت أراضى الحياض لا تنتج إلا محصولاً واحداً طوال العام.
بعد الإنشاء تم إنارة الريف بعد عصور من الظلام ومد العديد من المشروعات بالطاقةفوائد السد العالى لا تعد ولا تحصى.. فما أهم هذه الفوائد من وجهة نظرك؟
- بعد إنشاء السد العالى مباشرة تم إنارة الريف المصرى بعد عصور من الظلام، كما مدت محطة السد العالى لتوليد الكهرباء العديد من المشروعات بالطاقة اللازمة لتشغيلها وعلى رأسها مجمع الألومنيوم العملاق بمدينة نجع حمادى .
هل ترى أن السد العالى يحتاج إلى تطوير؟
- السد العالى لا يحتاج منا إلى أى إضافة، فهو كامل مكتمل، وكل ما يحتاجه هو الحفاظ عليه وعلى منظومته الرائعة وتسليمه كأمانة للأجيال الجديدة، وما نحن فيه اليوم هو هبة السد العالى لمصر الحديثة، فلولا السد العالى لبارت 30% من مساحة الأرض المنزرعة بمصر، وخلال عملى فى السد العالى كنت لا أشعر أبداً أنه سد ركامى من الحجارة، بل كنت أشعر أننى أمام كائن حى عملاق يجلس حارساً للحدود الجنوبية لمصر لتأمينها وحمايتها من الغرق والعطش، وعظمة مشروع السد العالى فى التفاف الشعب حوله لأنه كان حلماً قومياً، وهو ما ذكره الزعيم الخالد جمال عبدالناصر فى يوم 9 يناير 1963 عند وضع حجر أساس الأنفاق الرئيسية، حيث قال: «تصميم هذا الشعب هو سره الكبير وقوته صانعة المستحيل، لقد كنا على استعداد أن نبنى السد بأيدينا لو اقتضى الأمر مهما كان الثمن ومهما طال الزمن، لقد كان الشعب هو مصدر التصميم على تطوير الحياة، فهو الشعب الذى بنى الأهرامات إجلالاً للموت، وهو قادر على بناء السد ليكون هرماً جديداً تقديراً وتكريماً للحياة».
أعاد المشروعات القوميةعادت المشروعات القومية التى اختفت بعد عصر محمد على والخديو إسماعيل، الأمر الذى خلق نهضة اقتصادية وسياسية واجتماعية ورفع الروح المعنوية للمصريين، وشهد جيل السبعينات والثمانينات أهم حدثين فى تاريخ مصر حينما حمى السد العالى مصر من كوارث الجفاف والمجاعات نتيجة الفيضانات المتعاقبة شحيحة الإيراد فى الفترة من 1979 إلى 1987، حيث تم سحب ما يقرب من 70 مليار متر مكعب من المخزون فى بحيرة السد العالى لتعويض العجز السنوى فى الإيراد الطبيعى لنهر النيل، كما رفع السد العالى الرقعة الزراعية من 5.5 مليون فدان، 50% منها كانت تُزرع لمرة واحدة فى العام، وبلغت مساحة الرقعة الزراعية 9 ملايين فدان بعضها يزرع ثلاث زرعات فى العام.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: السد العالي الوطن حجر الأساس السد العالى
إقرأ أيضاً:
إطلاق التشغيل التجريبي لمشروع النقل بين عمان والمحافظات
صراحة نيوز ـ أطلقت وزيرة النقل المهندسة وسام التهتموني، وأمين عمان الدكتور يوسف الشواربة، التشغيل التجريبي للمرحلة الأولى من مشروع النقل بين العاصمة عمان ومراكز المحافظات، وذلك خلال حفل أقيم اليوم الأحد، في مجمع الشمال بالعاصمة.
واطلعت التهتموني، برفقة أمين عمان، على عرض قدمه مدير عام الشركة المتكاملة للنقل المتعدد، الدكتور مؤيد أبو فردة، حول آلية التشغيل، وشاشات المتابعة التي تنظم عمل الحافلات من حيث الانطلاق والوصول، إضافة إلى نظام الرقابة الفنية والتشغيلية الذي تشرف عليه الشركة بصفتها المشغل المعتمد للمشروع.
وأكدت وزيرة النقل أن مشروع النقل بين عمان ومراكز المحافظات يعد خطوة استراتيجية مكملة لما يتم تطويره حاليا في العاصمة، ضمن خطة شاملة تهدف إلى إحداث نقلة نوعية في خدمات النقل العام في المملكة خلال السنوات الخمس المقبلة.
وقالت إنه بمجرد الانتهاء من مراحل المشروع، ستباشر الوزارة وهيئة تنظيم النقل البري بتطوير خدمات النقل داخل المحافظات والألوية ذاتها، بما يعزز تكاملية النظام ويحقق العدالة في الخدمة لكافة المواطنين.
من جانبه، أكد الشواربة، بحضور مدير عام هيئة تنظيم النقل البري، المهندس رياض الخرابشة، ورئيس مجلس إدارة الشركة المتكاملة، صلاح اللوزي، أن المشروع يشكل نقلة نوعية حقيقية نحو منظومة نقل عام ذكية وموثوقة، تسهم في رفع كفاءة الخدمة والارتقاء بمستوى الراحة والسلامة للمستخدمين.
وقال إن مثل هذا المشروع يعد نموذجا تكامليا للنقل بين المحافظات والعاصمة، وركيزة أساسية لتعزيز مفهوم النقل المستدام على مستوى المملكة.
وتتضمن المرحلة الأولى من المشروع خطي (إربد – عمان) و(جرش – عمان)، وقد تم استكمال الإجراءات التشغيلية الخاصة بهما، من تركيب الأجهزة على الحافلات إلى توقيع العقود مع الشركات المشغلة، في حين أن المرحلة الثانية، التي تشمل (السلط – عمان) و(الكرك – عمان)، سيتم تشغيلها تباعا في آب المقبل.
ويأتي تشغيل المرحلة الأولى من المشروع تتويجا للجهود التي بذلتها وزارة النقل وهيئة تنظيم النقل البري، بالتعاون مع أمانة عمان الكبرى، لتطوير النقل العام بين العاصمة ومحافظات إربد وجرش والسلط والكرك، عبر نموذج تشغيلي حديث يراعي الجوانب الفنية والإدارية والرقابية، ضمن جدول زمني محدد يضمن جاهزية التشغيل قبل نهاية 2025.
كما يأتي هذا المشروع ضمن خطة وزارة النقل وهيئة تنظيم النقل البري لإعادة هيكلة خدمات النقل العام بين العاصمة ومراكز المحافظات، بهدف رفع كفاءة الشبكة، وتعزيز السلامة والراحة للمواطنين، وتوفير خدمات نقل عام منظمة وموثوقة.
وتشمل الخطة خطوطا رئيسية تربط عمان بمحافظات إربد وجرش والسلط والكرك، وهي من أكثر الخطوط استخداما من قبل المواطنين، ومن المتوقع أن يتم التشغيل الرسمي للمشروع على مرحلتين خلال شهري تموز وآب المقبلين، وقد تم إنشاء شركات تشغيل مخصصة لهذا الغرض