تسببت ثوانٍ معدودة في حبس طبيب عشريني لمدة 6 أشهر بعد إدانته باصطدامه بأحد المشاة كان يسير على قدميه، ويعبر الطريق بمنطقة النويدرات، مما تسبب في إصابته ووفاته بعد الحادث بثلاثة أيام جراء الحادث.
ورفض قاضي تنفيذ العقاب خلال جلسة المحكمة أمس وقف العقوبة الصادرة ضد الطبيب أو استبدالها بعقوبة بديلة من خلال خدمة المجتمع، حيث طلبت محامية الطبيب استبدال عقوبة حبس موكلها أو إيقافها لكونه طبيبًا، ويُعين والدته وجدته، وأن استمرار حبسه يضيع مستقبله، حيث إنه مقبل على أداء امتحان يتعلق بعمله كطبيب خلال قضائه العقوبة.


وكانت محكمة أول درجة أصدرت حكمها بحبس الطبيب لمدة 6 أشهر، وقدرت كفالة 200 دينار لوقف التنفيذ، وأمرت بوقف رخصة القيادة لمدة ثلاثة أشهر بعد انتهاء عقوبة الحبس. فيما أيدت محكمة الاستئناف الحكم بحبس الطبيب الذي حضر الجلسة الأسبوع الماضي، وهو يرتدي زيه الطبي.
وتعود تفاصيل الواقعة إلى أن الطبيب المتهم وأثناء قيادته لمركبته بمنطقة النويدرات وعند انحرافه لم يتخذ العناية والانتباه في أثناء قيادته مركبته بصورة تعرض المشاة الذين يسيرون في نهر الطريق للخطر، حيث كان منشغلا بالهاتف النقال في أثناء قيادته؛ مما أدى إلى اصطدامه بالمجني عليه وسقوطه على الأرض ونقله للمستشفى، إلا أنه فارق الحياة بعد ٣ أيام نتيجة مضاعفات الإصابات التي لحقت به.
واتهمت النيابة العامة الطبيب بأنه تسبب بخطئه في وفاة المجني عليه، وكان ذلك ناشئًا عن وقيادته المركبة، دون أن يبذل أقصى عناية، ولم يلتزم الحيطة والحذر، كما أنه يستخدم الهاتف النقال بيده، وتسبب في إلحاق تلفيات بممتلكات الغير.

المصدر: صحيفة الأيام البحرينية

إقرأ أيضاً:

وائل أبو عرفة.. طبيب مقدسي قلبه معلق بغزة

زار الطبيب المقدسي وائل أبو عرفة قطاع غزة 9 مرات لإجراء عمليات جراحية معقدة ولمتابعة حالة المرضى هناك، وزار القطاع خلال طفولته عشرات المرات برفقة والده تاجر الخضروات الذي كان يشتري بضاعته من مدينة غزة بالتحديد، لكنه يشعر بالحزن لعدم تمكنه من تسخير إمكانياته لخدمة فلسطينيي القطاع خلال حرب الإبادة.

وشكلت هذه الزيارات جزءا من ذاكرة أبو عرفة القريبة والبعيدة، وفي حوار خاص أجرته معه الجزيرة نت عن تجربته المهنية في غزة قال إن الكادر الطبي هناك لا مثيل له في أي بقعة أخرى لتفانيه في خدمة المرضى، وقدراته العلمية والمهنية العالية، مضيفا أنه يشعر نفسه مكبلا بسبب عجزه عن الدخول إلى القطاع لمساعدة المرضى والجرحى هناك جراء الحرب المستمرة.

وتاليا نص الحوار..

بداية، من هو الطبيب وائل أبو عرفة؟

أنا ابن القدس وابن فلسطين، ولدت في البلدة القديمة يوم 8 سبتمبر/أيلول 1958، وترعرعت في حي القِرمي داخل البلدة.

أنهيت المرحلة الثانوية من مدرسة المعهد العربي في بلدة أبو ديس شرقي القدس عام 1977، ثم درست تخصص الطب العام في رومانيا وحصلت على درجة البكالوريوس عام 1984، ولاحقا تخصصت في الجراحة العامة، ثم في جراحة الكلى والمسالك البولية للأطفال والبالغين وجراحة الأورام، وأنهيت هذه التخصصات في كل من القدس ومدينتي لندن البريطانية ونيويورك الأميركية.

ومنذ عام 2000 وحتى اليوم أخدم في مستشفيي مار يوسف (الفرنسي) في القدس ونابلس التخصصي.

زاوية في مكتب الطبيب وائل أبو عرفة تضم بعضا من الشهادات العلمية والتكريمية التي حصل عليها (الجزيرة) لماذا اخترت تخصص جراحة المسالك البولية؟

كان هناك نقص كبير في هذا التخصص، وكان هدفي العمل مع مجموعة من الزملاء الأفاضل لترسيخ جراحة المسالك البولية في كل فلسطين.

ماذا عن هذا التخصص في بلادنا، هل يوجد عدد كافٍ من المختصين الآن، وهل الإمكانيات متاحة لإجراء العمليات كافة في هذا المجال؟ إعلان

يوجد عدد كاف من المختصين الآن، والإمكانيات في بعض الأماكن جيدة وفي أخرى متواضعة.

تُجرى عمليات كبيرة في كل من القدس والضفة الغربية وغزة، وفي المستشفى الفرنسي نقوم بإجراء العمليات الجراحية التي تُجرى في أكبر مستشفيات العالم للبالغين والأطفال، ونستقبل في هذه المستشفى حالات تحتاج إلى جراحات معقدة لا تتوفر الإمكانيات لإجرائها في المحافظات الفلسطينية الأخرى، لحاجتها إلى خبرة طويلة وإمكانيات معينة.

%60 من مرضى المستشفى هم من الضفة الغربية وقطاع غزة الذي انقطع وصول مرضاه منذ اندلاع الحرب الأخيرة، ونُجري للغزيين جراحات مختلفة، إما بسبب أورام الكلى والمسالك البولية أو التشوهات الخلقية أو العمليات اللازمة بعد الإصابات النارية والحروق الناجمة عن الحروب.

ونُجري عمليات جراحية في أقسام أخرى كالصدر والعنق والجراحات العامة، لكن 80% من المرضى المحولين من غزة يصلون إلى قسم جراحة الكلى والمسالك البولية.

كم غزيا تستقبلون في قسم جراحة المسالك البولية سنويا؟ وما أكثر الجراحات التي يخضعون لها؟

كنا نستقبل بين 100 إلى 150 مريضا من غزة سنويا، ونُجري لمعظمهم عمليات جراحية تتعلق بالأورام والتشوهات الخلقية للأطفال.

هناك الكثير من التشوهات الموجودة في كل العالم، لكن التشوهات الموجودة في غزة تعود إما لزواج الأقارب أو للحروب المتتالية، ونتيجة للأسلحة التي تستخدم ضد الناس أصبحنا نستقبل عددا هائلا من مرضى السرطان، خاصة الأطفال.

لم نكن نستقبل قبل الحروب أطفالا تتراوح أعمارهم بين 10 و12 عاما يعانون من سرطان الكلى أو المسالك البولية، لكننا الآن نستقبل هذه الحالات بسبب استخدام الفسفور الأبيض واليورانيوم المنضب.

أبو عرفة: هناك الكثير من التشوهات الخلقية في غزة بسبب الحروب واستخدام الفسفور الأبيض واليورانيوم المنضب (الجزيرة) كم مرة زرت غزة؟ وفي أي إطار؟

زرتها كثيرا كمواطن عادي وكطبيب، وبدأت مهماتي الطبية هناك عام 2011، وأول زيارتين كانتا من خلال جمعية "مساعدة أطفال فلسطين"، ثم من خلال منظمتي "أطباء من أجل حقوق الإنسان" و"أطباء بلا حدود".

كانت آخر زيارة لي إلى القطاع قبل اندلاع الحرب الحالية بشهرين، وكان من المفترض أن أعود إليه في مهمة طبية في ديسمبر/كانون الأول 2023، أي بعد اندلاع الحرب بشهرين، لكن الزيارة ألغيت بطبيعة الحال.

المرضى في غزة بحاجة إلى عمليات جراحية كثيرة، إما بسبب مضاعفات يعانون منها بعد عمليات جراحية أجريت لهم سابقا، أو نتيجة إصاباتهم خلال الحروب والاعتداءات، والأورام السرطانية التي نشخصها في كافة أنحاء المسالك البولية، وتضاف إليها عمليات نجريها بسبب تشوهات خلقية يولد بها الأطفال.

كنت أمكث بين 3 إلى 7 أيام في كل زيارة، وأجري في اليوم الواحد بين 15 إلى 20 عملية جراحية برفقة الطواقم هناك.

قبل أن نتحدث عن المجال الطبي والعمليات التي أجريتها هناك، كيف وجدت غزة بصفتك مقدسيا؟

أعرف غزة منذ زمن بعيد، وبالتحديد في مرحلة الطفولة كنت أذهب مع والدي تاجر الخضروات لجلب بضائع من هناك، واحتلت هذه البقعة الجغرافية موقعا خاصا في قلبي.

إعلان

ولطالما شكلت غزة سلة الغذاء لفلسطين بأكملها، ولطالما جادت أراضيها بأجود الخضروات والفواكه، لكن كثرة القصف في الحروب قضت على الأراضي الزراعية هناك وأصبحت غير صالحة للزراعة.

أذكر أننا كنا نصل إليها في تمام الثامنة صباحا، ونعود إلى القدس في تمام الواحدة ظهرا، غزة قبل الحروب وخلالها هي قلب فلسطين، وناسها قمة في الوطنية والاحترام والكرم ويستحقون كل خير.

ماذا يميز الغزي؟ هل لمست في الغزيين شيئا ما مختلفا عن الفلسطينيين في المحافظات الأخرى؟

يختلف الغزيون كثيرا عن الفلسطينيين في المحافظات الأخرى، من ناحية حبهم للعمل وللحياة والتكافل الاجتماعي والروابط الأسرية، وأكثر ما لفتني كرمهم، ففي غزة يشعر الإنسان أنه في منزله وأكثر، فكل من تصادفه في الطريق وتلقي عليه التحية يدعوك إلى تناول وجبة الغداء في منزله مباشرة، ولا يجاملون في ذلك وإن كانت منازلهم تخلو من الطعام لأطفالهم.

وبالتالي، تؤلمني المجاعة الحالية هناك، لأنني رأيت كرما لا مثيل له، ونشأت بيني وبين الأطباء والكادر الصحي وعامة الناس علاقات طيبة، وكثير من المرضى ما زالوا يتواصلون معي حتى الآن ويستشيرون ويستفسرون، لكنني بصفتي طبيبا عاجز ولا يمكنني تقديم العلاج والمساعدة للمرضى المحاصرين عبر الهاتف.

ومن خلال احتكاكي بالأطباء لمست قدرات مهنية وعلمية عالية رغم قلة الإمكانيات، ولاحظت عطاء لا متناهيا، فمعظمهم يعملون في المناوبة بين 24 إلى 48 ساعة دون توقف أو تذمر، ولا يأبهون إذا كانت رواتبهم متاحة في نهاية الشهر أم لا.

لدى الكوادر الطبية هناك انتماء غريب لوظيفتهم، وحب لمساعدة المرضى، وجَلَد وقدرة على الصمود والتحدي بلا حدود.

لماذا يستعين القطاع بأطباء من الخارج؟ هل يرجع ذلك إلى الحصار وعدم قدرة الأطباء على السفر وتطوير قدراتهم؟

بالفعل، يعود ذلك إلى الحصار وعدم قدرة الكثير من الأطباء على الخروج من القطاع أو العودة إليه بعد إنهاء تعليمهم وتخصصاتهم وخبراتهم.

عدم قدرة الأطباء على إجراء بعض العمليات بسبب قلة الإمكانيات وصعوبة إدخال المواد والأجهزة الطبية سبب إضافي يدفعنا للتوجه إلى القطاع، وحين نذهب نجلب معنا كل ما يلزم لإجراء الجراحات المختلفة، ويضاف إلى ذلك عدد المرضى الكبير ممن يحتاجون للمساعدة والعلاج.

عملت في معظم المستشفيات، وأبرزها مجمع الشفاء الطبي والأوروبي وشهداء الأقصى.

جانب من مرافق مستشفى الشفاء بغزة بعد أن دمره جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال الحرب الجارية على غزة (الجزيرة) معظم مستشفيات غزة خرجت من الخدمة، بصفتك طبيبا كيف تنظر إلى ذلك في ظل تفشي الأوبئة والأمراض السارية؟

(مُقاطعا) بل جميعها خرجت من الخدمة، وأشعر إزاء ذلك وكأنني فقدت شيئا من أملاكي، والخسائر في المجال الطبي كبيرة، فهناك الكثير ممن عملت معهم من الأطباء من استشهد أو أصيب أو فقد عائلته أو غادر غزة في بداية الحرب.

عملت مع عدد كبير من الأطباء، وعلاقتي بهم جيدة، ورحبوا بنا كثيرا خلال زياراتنا المتكررة، ومنهم مدير مستشفى الإندونيسي مروان السلطان الذي استشهد وعائلته، والطبيب المعتقل منذ أشهر حسام أبو صفية، وعدنان البرش الذي استشهد في السجن، بالإضافة إلى مدير مجمع الشفاء الطبي محمد أبو سلمية.

كل طبيب استشهد أو اعتقل أو غادر قطاع غزة هو خسارة كبيرة للمجتمع الغزي والطبي والأهلي الفلسطيني.

ماذا يعني ألا يتوفر محلول من أجل الجفاف للأطفال الآن ولا في أي مؤسسة طبية؟ وماذا يعني إخراج العيادات الطبية وسيارات الإسعاف وكل ما يتعلق بالمجال الإغاثي من الخدمة إلى جانب المستشفيات؟ أليس هذا حكم بالإعدام وحرب إبادة؟

منذ نحو عامين لم يصل أي مريض غزي إلى القدس، ما خطورة تأجيل العمليات المتعلقة بالكلى والمسالك البولية؟ وما المضاعفات التي يواجهها المريض؟ إعلان

عدم تلقي العلاج اللازم في الوقت المناسب هو حكم بالإعدام على هؤلاء المرضى، ويؤسفني أنهم باتوا يبحثون الآن عن الخبز والماء لا عن العلاج.

تذبذب غسيل الكلى لمرضى الفشل الكلوي وتوقفه أحيانا خلال الحرب، ما خطورة ذلك من ناحية طبية؟

ماكينات غسيل الكلى متوقفة منذ بداية الحرب تقريبا، وما تبقى منها في مركز طبي أو اثنين يحتاج إلى مواد وإمكانيات من أجل تشغيلها، وتوقف هذا العلاج شبه اليومي يعني صدور حكم بالإعدام على مريض الفشل الكلوي.

ومع توقف غسيل الكلى يتسمم كامل الجسم بسبب السوائل والسموم التي لا تُصرّف خارجه، ويرتفع البوتاسيوم أحيانا مما يؤدي إلى اضطراب نبضات القلب، وبالتالي توقف عضلة القلب، والكثيرون ماتوا بسبب عدم توفر هذا العلاج المنقذ للحياة.

في حال توقفت الحرب ولو لفترة وجيزة هل ترغب في العودة إلى القطاع، أم أن ذلك سيكون مستحيلا في ظل انعدام الإمكانيات؟

إذا توقفت الحرب اليوم فسأعود إلى غزة غدا، حاولت خلال الحرب الدخول إلى هناك لكن ذلك كان مستحيلا.

دخل العديد من أصدقائي من الأطباء الكويتيين والفلسطينيين المقيمين في أوروبا خلال الحرب، وأنا على تواصل دائم معهم.

صورة لميناء غزة قبل تدميره في الحرب على غزة حيث كان وجهة للغزيين والمصطافين (الجزيرة) ما أكثر ما اشتقت له في غزة؟

اشتقت لغزة وناسها، ومَن التقيت منهم خلال زياراتي المتكررة لها، واشتقت لفندق المتحف الذي كنت أقيم به خلال زياراتي، وبجواره كان يقع فندق المشتل وتضرر كلاهما، ويقع مقابل الفندقين مسجد الخالدي الذي قصف ودمّر، وجميع هذه المباني تقع على شاطئ البحر وبالقرب من مخيم الشاطئ.

ما أمنيتك؟

أن تنتهي هذه الحرب، وأن أعود إلى غزة بأسرع وقت، لست وحدي من أريد العودة للخدمة هناك، بل الكثير من الأطباء يريدون ذلك.

مقالات مشابهة

  • المحتوى الهابط يضع “نتالي وهدى كوين” خلف القضبان لمدة 4 أشهر
  • وائل أبو عرفة.. طبيب مقدسي قلبه معلق بغزة
  • دفاع الضابط المعتدى عليه في التجمع: إهانة ونطالب بتوقيع أقصى عقوبة على المتهمين
  • لجنة سنن البحر بجعلان بني بو علي تناقش سبل دعم الصيادين ومعايير استبدال قوارب الصيد وتأثير القوى العاملة الوافدة
  • احذر .. الحبس 3 أشهر عقوبة تحريض المارة على الفسق بإشارات أو أقوال
  • تموين قنا: ضبط 259 مخالفة خلال حملات مكثفة لضبط الأسواق
  • بصلاحية 9 أشهر للتصريح وسنة للترخيص.. تنظيم إنشاء محطات الرصد الجوي
  • السودانيون في السعودية: تعرف على إجراءات الحصول على تأشيرة مصر
  • بعد 3 أشهر من الحكم عليه.. وفاة قاتل الطفل الفلسطيني الفيومي
  • في ذكرى رحيل رشدي أباظة.. .كم عدد زيجات دنجوان السينما المصرية؟