قصف إسرائيلي مكثف على غزة وشهادات عن قتل وتعذيب نازحين
تاريخ النشر: 9th, January 2024 GMT
أفاد مراسل الجزيرة بأن طائرات الاحتلال شنت غارات على بلدتي الزوايدة والمصدر وشرق مخيم المغازي وسط قطاع غزة، وتأتي هذه الغارات امتدادا للقصف المكثف المستمر منذ أيام على وسط وجنوبي القطاع، كما شنت المقاتلات الإسرائيلية سلسلة غارات عنيفة على خان يونس جنوبي القطاع.
وقد ناشد ناجون فلسطينيون -كانوا عالقين في مدرسة الشهيد محمد الدرة بمنطقة قيزان النجار في خان يونس- الصليب الأحمر للتدخل وانتشال 5 شهداء من عائلة واحدة لا تزال جثامينهم داخل المدرسة التي تؤوي نازحين.
ومن جانبها، قالت منظمة "أطباء بلا حدود" إن قذيفة أصابت مأوى في خان يونس تابعا لها يضم أكثر من 100 موظف وعائلاتهم.
وأوضحت "أطباء بلا حدود" أن 4 أشخاص أصيبوا، بينهم ابنة أحد موظفيها (5 سنوات) وهي في حالة حرجة، وأكدت أنها أبلغت سابقا القوات الإسرائيلية بأن هذا كان مأوى للمنظمة "ولم نتلق أوامر بإخلائه".
أما وزارة الصحة في غزة فقالت إن مستشفى شهداء الأقصى وسط القطاع استقبل جثامين 57 شهيدا، و65 مصابا، جراء القصف الإسرائيلي خلال الساعات الـ24 الماضية، وأضافت أن نحو 126 فلسطينيا استشهدوا وأصيب 241 خلال الساعات الـ24 الماضية.
كما أعلنت الوزارة -في بيان، اليوم الثلاثاء- ارتفاع حصيلة الشهداء في العدوان الإسرائيلي على القطاع المحاصر إلى 23 ألفا و210 شهداء، إضافة لإصابة 59 ألفا و167 آخرين، منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وقد عبر مسؤولون في منظمة الصحة العالمية عن قلقهم إزاء احتمال انهيار المستشفيات جنوب القطاع مع احتدام القتال حول مدينة خان يونس، وسط احتجاز 66 من العاملين بالمجال الصحي في غزة، وأكدت المنظمة أن النظام الصحي ينهار بوتيرة سريعة للغاية في هذا القطاع.
ومساء الاثنين، أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري -في تصريحات صحفية- البدء في مرحلة جديدة من الحرب بقطاع غزة، أقل كثافة في القتال، وتشمل قوات برية وهجمات جوية أقل.
إعدام وتعذيب النازحين
وكشف شاهد فلسطيني من قطاع غزة النقاب عن إعدام الجيش الإسرائيلي والده وشقيقه وعشرات النازحين، وذلك بعد إخلاء سبيلهم ومنحهم الأمان إثر اعتقال دام ساعات.
وقال حمد الله أبو العمرين -لوكالة لأناضول- إن الجيش الإسرائيلي خلال توغله في حي الرمال وسط مدينة غزة، أعدم عشرات النازحين ميدانيا وبشكل متعمد، من بينهم شقيقه ووالده.
وأوضح أن النازحين الذين نجوا من هذه الإعدامات تعرضوا لترهيب وتعذيب شديدين من قوات الجيش المتوغلة، فضلا عن الإهانة بالشتم.
وأضاف الشاهد أن الجيش الإسرائيلي -خلال عمليته البرية داخل مدينة غزة وخاصة حي الرمال- عكف على تجريف مباني مدرسة "العائلة المقدسة" التي كانت تؤوي مئات النازحين، وتزامن ذلك مع استهداف مبان سكنية محيطة بالقذائف المدفعية، وإطلاق النار بشكل مكثف صوب النازحين الذين احتموا داخل هذه المباني.
وأوضح أبو العمرين أن الرجال المسنين لم يسلموا من عملية التعذيب التي مارسها الجيش الإسرائيلي آنذاك، وقال إن مسنا تجاوز عمره الثمانين حاول الحديث مع الجنود لثنيهم عن استهداف النازحين المدنيين خاصة الأطفال والنساء، إلا أنهم اعتقلوه وعذبوه وضربوه ضربا مبرحا.
وبعد ذلك شرع الجيش في اقتحام المبنى الذي يحتمي النازحون داخله وأخرجوهم منه، وجمعت قوات الاحتلال الأطفال والرجال في ساحة المدرسة وأجبرتهم على خلع ملابسهم والجلوس أرضا وسط أجواء شديدة البرودة، بعد أن عصبت أعينهم. وبدأ الجنود الإسرائيليون بضرب الرجال وسحلهم وشتمهم بشكل مهين، وتركهم شبه عراة حتى صباح اليوم التالي.
وكانت مؤسسات حقوقية فلسطينية وأوروبية قد أشارت، في بيانات وتقارير سابقة، إلى أن الجيش الإسرائيلي نفذ إعدامات ميدانية بحق نازحين في غزة خلال اجتياحه للمدينة ضمن عملياته البرية المتواصلة.
وقالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) -أمس- إن مليونا و900 ألف من سكان القطاع نزحوا من منازلهم منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، في حين أكد مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أن جميع سكان القطاع يعانون من انعدام الأمن الغذائي وأن مئات الآلاف منهم باتوا بلا مأوى.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی خان یونس
إقرأ أيضاً:
إصابة 3 سوريين برصاص الجيش الإسرائيلي في ريف القنيطرة
أفاد مراسل الجزيرة بإصابة مدنيين سوريين برصاص قوات من جيش الاحتلال الإسرائيلي توغلت في بلدة بريف القنيطرة جنوب غربي البلاد، وأقامت حواجز بالمنطقة، في حين تحدثت الحكومة الإسرائيلية عن اجتماعات سابقة مع دمشق برعاية أميركية لم تفضِ إلى نتائج.
وقال المراسل إن 3 مدنيين سوريين أصيبوا جراء إطلاق جنود الاحتلال الرصاص على مدنيين في بلدة خان أرنبة بريف القنيطرة، كما نصب الجنود عددا من الحواجز في محيط البلدة.
وأضاف مراسل الجزيرة أن دورية للاحتلال مكونة من سيارتين توغلت بالمنطقة، ونصبت حاجزا بين بلدتي جبا وخان أرنبة، كما نصبت أيضا حاجزا على طريق جباتا الخشب-خان أرنبة، وآخر على طريق خان أرنبة-دمشق.
ونفذت قوات بجيش الاحتلال الأربعاء الماضي 3 توغلات في عدد من القرى بريف القنيطرة وأقامت حاجزا مؤقتا، كما استهدفت طائرة مسيّرة بـ3 صواريخ مناطق بريف دمشق.
وقبلها بأيام، توغلت دورية إسرائيلية في بلدة بيت جن بريف دمشق جنوبي سوريا، ما أدى إلى وقوع اشتباك مسلح مع الأهالي، أسفر عن إصابة 6 عسكريين إسرائيليين بينهم 3 ضباط.
عقب ذلك، ارتكبت إسرائيل مجزرة انتقاما من أهالي البلدة الذين حاولوا الدفاع عن أرضهم، عبر عدوان جوي أسفر عن مقتل 13 شخصا، بينهم نساء وأطفال، وإصابة نحو 25 آخرين.
تعليق إسرائيلي
وتأتي هذه التوغلات والانتهاكات في تجاهل متواصل لدعوات الرئيس الأميركي دونالد ترامب للتهدئة، وحثه إسرائيل على المحافظة على "حوار قوي وحقيقي" مع دمشق، وضمان عدم حدوث "أي شيء من شأنه أن يتعارض مع تطور سوريا إلى دولة مزدهرة".
وفي هذا السياق، نفت رئاسة الوزراء الإسرائيلية الأنباء التي تحدثت عن رفض رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو التوقيع على اتفاق أمني مع سوريا في سبتمبر/أيلول الماضي، ووصفتها بالأخبار الكاذبة.
وقال مكتب نتنياهو، في بيان مقتضب، إن اتصالات ولقاءات تمت برعاية أميركية، لكن الأمور لم تصل إلى اتفاقات وتفاهمات.
مناورات بالجولانوتزامنت هذه التطورات مع إعلان الجيش الإسرائيلي إنهاء قوات "لواء الجبل" بقيادة الفرقة 210، المسؤولة عن هضبة الجولان السورية المحتلة، مناورات عسكرية امتدت نحو يومين في قمم جبل الشيخ الإستراتيجي ومزارع شبعا.
إعلانوأضاف الجيش الإسرائيلي أن هدف المناورات هو الحفاظ على جاهزية القوات، وتعزيزها لمواجهة سيناريوهات الطوارئ والظروف الجوية القاسية في القطاع الشمالي للحدود مع لبنان وسوريا.
وشاركت في المناورات، وفق بيان الجيش، قوات الاحتياط والقوات النظامية التابعة للواء، بالتعاون مع الفرق الطبية، وحاكت سيناريوهات الانتقال إلى حالة الطوارئ، والتعامل مع إطلاق الصواريخ.
ومنذ عام 1967، تحتل إسرائيل معظم مساحة الجولان، وقد استغلت أحداث الإطاحة بنظام بشار الأسد في 8 ديسمبر/كانون الأول 2024 لاقتحام المنطقة العازلة وتوسيع احتلالها للأراضي السورية، واستولت على قمة جبل الشيخ وأسقطت اتفاقية فض الاشتباك المبرمة عام 1974.
كما شنت إسرائيل غارات جوية قتلت مدنيين ودمرت مواقع وآليات عسكرية وأسلحة وذخائر تابعة للجيش السوري.
وفي الأشهر الماضية، عُقدت لقاءات إسرائيلية سورية بوساطة أميركية، في مسعى للتوصل إلى ترتيبات أمنية تضمن انسحاب إسرائيل من المواقع التي احتلتها منذ أواخر عام 2024، والعودة إلى حدود اتفاقية فض الاشتباك ووقف انتهاك الأجواء السورية.