تحظى محافظة أسوان بشهرة كبيرة كوجهة سياحية محببة للزوار من مختلف أنحاء العالم خلال إجازة منتصف العام، حيث تتوافد أعداد ضخمة من السياح للاستمتاع بطقسها الدافئ في فصل الشتاء واستكشاف تاريخها الغني ومعابدها القديمة.

من بين الوجهات السياحية المميزة في أسوان، معبد وادي السبوع الذي يقع على بعد 150 كيلومترًا جنوب المدينة وهو أحد المعابد التابعة للمملكة المصرية القديمة في النوبة السفلى، ويحظى بشهرة كبيرة بين الزوار من جميع أنحاء دول العالم.

يتألف المعبد من جزئين

تؤكد الباحثة الأثرية يسرا محمد إن معبد وادي السبوع من أهم المعابد في حضارة النوبة القديمة ويعني اسمه «وادي الأسود» نظرًا لوجود طريق للكباش وهو المؤدي إلى مدخل المعبد حيث يتألف المعبد من جزئين، المعبد الأول الذي بني في الأصل من قبل ملك الأسرة الثامنة عشرة أمنحتب الثالث، وتم ترميمه لاحقًا بواسطة الملك رمسيس الثاني.

وتقول في تصريحات خاصة لـ«الوطن» إن المعبد في مرحلته الأولى، تكون بشكل صخري صغير أمام صرح من الطوب، وصالة وقاعة مطلية جزئيًا بلوحات جدارية ربما كان المعبد مكرسًا لعبادة الإله حورس بنسخته النوبية.

تعرض معبد وادي السبوع للتهديد بسبب الفيضانات

وتؤكد أن الملك رمسيس الثاني بنى معبدًا آخر في وادي السبوع، بهدف تقديس المعبودين الكبيرين آمون رع ورع حور آختي وفي مدخل المعبد تماثيل أبو الهول ووادي السبوع واحدًا من ثلاثة معابد أقامها الملك رمسيس الثاني في وادي النيل إلى جانب معبده الشهير في أبو سمبل.

وتضيف الباحثة الأثرية: «تاريخيًا، تعرض معبد وادي السبوع للتهديد بسبب فيضانات النيل الناتجة عن بناء سد أسوان ولكن في عام 1964، تم تفكيك المعبد بدعم من منظمة اليونسكو وهيئة الآثار المصرية، وأعيد تركيبه على بعد 4 كيلومترات من موقعه الأصلي، بالقرب من معابدي الدكة والمحرقة في منطقة وادي السبوع».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: محافظة أسوان معابد أسوان آثار أسوان آثار مصر القديمة الملک رمسیس

إقرأ أيضاً:

لوس أنجلوس.. حكاية مدينة خدشت هيبة الديمقراطية الأمريكية

أحدثت سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ضد المهاجرين شرخا فيما يعرف بالديمقراطية الأمريكية التي طالما حلم بها الجميع، وقد كشف عن ذلك موجة الاحتجاجات والتظاهرات الواسعة التى اندلعت في مدينة لوس أنجلوس ثاني أكبر المدن الأمريكية ازدحاما بالسكان والواقعة جنوب غرب ولاية كاليفورنيا منذ الجمعة الماضية، وغيرها من المدن الساحلية، والرافضة لسياسات التهجير القسري التي تمارسها وكالة الهجرة بحق المهاجرين غير الشرعيين.

وركز الرئيس ترامب على الهجرة غير الشرعية في ولايته الثانية بعد أن وعد بذلك طوال حملته الانتخابية، فمنذ توليه منصبه في يناير الماضي، أطلق مهمة عسكرية مكلفة على الحدود الجنوبية، ورحل مهاجرين غير شرعيين يزعم أنهم على صلة بعصابات إلى سجن ضخم في السلفادور، وطرح فكرة إرسال المزيد منهم إلى ليبيا ورواندا والسعودية.

ووصف الرئيس ترامب الهجرة غير الشرعية إلى الولايات المتحدة بأنها "غزو"، مستخدما المصطلح في أوامره التنفيذية ومذكراته الصادرة عن وكالاته، فيما يرى خبراء أن اختيار هذه الكلمة مقصود، إذ يمكن للإدارة الاعتماد على مبرر الغزو لتبرير أي إجراءات مستقبلية محتملة.

أزمة المهاجرين تتصاعد 

وشهدت مدينة لوس أنجلوس الأمريكية "تعد من المدن الليبرالية" منذ عدة أيام تصعيداً كبيرا ضد المهاجرين بدأ بعمليات مداهمة واعتقال نفذتها السلطات الفدرالية، وتطورت إلى مواجهات عنيفة بين المحتجين والشرطة.

بعد أيام من الاشتباكات.. ترامب يأمر بنشر جنود إضافيين في لوس أنجلوسشرارة لوس أنجلوس تشتعل في تكساس.. دالاس وأوستن تنتفضان ضد حملات الترحيل | تقريرلوس أنجلوس تشتعل.. الشرطة تطوّق مراكز احتجاز المهاجرين وتغلق الشوارع | تقريرلليوم الرابع .. الاحتجاجات تتصاعد في لوس أنجلوس ضد إجراءات ترامب | تقريرالجيش الأمريكي: نشر 700 جندي من قوات مشاة البحرية في لوس أنجلوسترامب: أداء الحرس الوطني في لوس أنجلوس كان مميزًا واستحق الإشادةترامب: إرسال الحرس الوطني إلى لوس أنجلوس أنقذها من التدمير الكامل

وشهدت الأحداث مشاركة مجموعات بالآلاف من المهاجرين والمواطنين الذين يرفضون سياسة الترحيل والاعتقال والمداهمات التي بدأها الرئيس.

وقد تطورت الأوضاع بشكل خطير عندما انضم الكثير من الشباب المهاجر إلى الاحتجاجات معبرين عن غضبهم بالتهجم على السلطات.

وتحولت المظاهرات من احتجاجات سياسية سلمية إلى مظاهرات وأعمال شغب حقيقية شملت حرق سيارات الشرطة والاعتداء على المحال التجارية، مما دفع السلطات المحلية لفرض حظر التجمع وسط المدينة.

وانتقد كثيرون سياسات الإدارة الأمريكية خاصة تعاملها مع المحتجين، فقد وجه الرئيس ترامب جميع الجهات المعنية من الوزارات والهيئات، باتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لتحرير لوس أنجلوس من غزو المهاجرين، ووضع حد لأعمال الشغب هذه، ما فجر موجة من العنف بين الفريقين.

وعلق المفكر السياسي البارز الدكتور عبد المنعم السعيد، على الأحداث قائلا: "أعتقد أن ما يحدث في مدينة لوس أنجلوس وغيرها من المدن الساحلية هو نوع من التمرد على سياسات الرئيس ترامب، لأن لوس أنجلوس تعتبر عاصمة الليبرالية في أمريكا، وفيها السينما وقريبة من السيليكون فالي، فالساحل الأمريكي هو موطن الليبرالية الأمريكية، وكل سياسات ترامب تبدو مزعجة ونوعا من الكفر بالمبادئ الأساسية للدولة الأمريكية لسكان هذه الولايات والمدن".

وأضاف "السعيد" - خلال تصريحات لـ"صدى البلد" - أن "ترامب في معتقد سكان المدن الساحلية المؤمنة بالليبرالية ومنها لوس أنجلوس يمارس سياسات مخالفة للمبادئ الأساسية للدولة الأمريكية، والتي تجاوز بعضها 150 عاما، وليست مراجعة فقط، وهذا حدث في أمور واضحة مثل رفض من حصلوا على الجنسية بالميلاد"، معقبا: "كان هذا الإجراء موجودا في السابق وفي الدستور الأمريكي وهو أن من يولد في أمريكا يصبح أمريكيا بالطبيعة لكن ترامب وقع أمرا تنفيذيا بوقف هذا الإجراء، ما مثل صدمة لكثير من المهاجرين غير الشرعيين"، مشيرا إلى أن هناك "أمرا آخر مرتبط بالمعاملة مع الأجانب أو المهاجرين أو اللاجئين من قبل إدارة ترامب وهي معاملة فظة لغاية".

وبعد لحظات على أدائه اليمين الدستورية في يناير الماضي، أصدر الرئيس الجمهوري مجموعة من الأوامر التنفيذية الهادفة إلى الحد من الهجرة وتغيير الطريقة التي تحدد الولايات المتحدة من خلالها الأشخاص الذين يحق لهم العيش فيها.

ولعل القرار اللافت أكثر من غيره كان استهداف ترامب البنود المكفولة في التعديل الـ (14) للدستور الأمريكي التي تمنح الجنسية لأي شخص مولود على أراضي الولايات المتحدة.

وتنص الوثيقة، التي تمّت المصادقة عليها عام 1868 في وقت سعت الولايات المتحدة لتجاوز تداعيات الحرب الأهلية، على أن “جميع الأشخاص المولودين أو المجنسين في الولايات المتحدة، والخاضعين لولايتها القضائية، هم من مواطني الولايات المتحدة والولاية التي يقيمون فيها”.

وتابع المفكر السياسي، أن مثل هذه السياسات وغيرها بحق المهاجرين هي من أدت إلى الانفجارة الأولى في لوس أنجلوس، متوقعا استمرار الاحتجاجات وبأشكال مختلفة في الولايات والمدن الأمريكية وتحديدا الولايات والمدن الساحلية سواء في الشرق أو في الغرب، وهي مدن لديها أفكار تختلف عن موطن أفكار ترامب والتي جميعها قادمة من الوسط والجنوب، مؤكدا أن الأخيرة هي من أتت به رئيسا في الانتخابات، "ساهمت في نجاحه".

وأشار السعيد إلى أن الولايات الداخلية في الوسط والجنوب الأمريكي والتي دعمت الرئيس ترامب في الانتخابات تتبنى سياسات تشددية تجاه المهاجرين والمتحولين جنسيا وأشباه الرجال والنساء ويرفضون أن يقاسمهم أحد في أعمالهم وهذا مرتبط بحالة التدين عند سكان هذه المناطق والولايات، معقبا: “هذا هو الانقسام الأمريكي في العموم”، مؤكدا أن ما وعد به الرئيس الأمريكي خلال حملته الانتخابية من سياسات بدأ في تنفيذه بعد الفوز وهذا ما أحدث نوعا من التمرد.

وأكد المفكر الكبير أن الخلاف حول هذه القضايا ليس وليد اليوم ولكنه موجود من قبل تولي الرئيس ترامب الحكم، وحدث في عهد ريجان، واستخدمه مرشحون مثل باري جولد ووتر، ويوجد أناس داخل المعسكر الأمريكي المحافظ لديهم نفس هذه الأفكار.

وحول موجة العنف والعنف المضاد ما بين المحتجين والشرطة، قال السعيد، إن هناك لبسا بشأن هذا الأمر، فالمحتجون يمارسون تصرفات غير مشروعة وفيها عنف مفرط من حرق ونهب وبالتالي على الشرطة أن ترد وقد يكون ردها عنيفا ومفرطا حتى تستطيع السيطرة على الشارع وإعادة الهدوء مرة أخرى للمدينة المشتعلة.

طباعة شارك الرئيس الأمريكي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مدينة لوس أنجلوس ترحيل المهاجرين لوس أنجلوس دونالد ترامب ولاية كاليفورنيا التهجير القسري وكالة الهجرة أكبر المدن الأمريكية الرئيس ترامب الهجرة غير الشرعية السلطات الفدرالية الإدارة الأمريكية الدكتور عبد المنعم السعيد السيليكون فالي الدستور الأمريكي المتحولين جنسيا

مقالات مشابهة

  • لوس أنجلوس.. حكاية مدينة خدشت هيبة الديمقراطية الأمريكية
  • إصابة 3 أشخاص إثر استهداف مسيرة إسرائيلية "وادي جنعم" بأطراف بلدة شبعا جنوب لبنان
  • النائب سليمان السعود يكتب: القضية الفلسطينية في عهد الملك عبدالله الثاني… ثبات الموقف وصدق الانتماء في ذكرى الجلوس الملكي
  • غرق مواطنين اثنين في وادي الحوقين بولاية الرستاق
  • ريال مدريد يخطف جوهرة مغربية من أياكس الهولندي
  • بالصور والفيديو... إستهداف سيارة على طريق وادي النميرية
  • كامل الوزير يتفقد محطتي رمسيس والشهداء لمتابعة انتظام القطارات والمترو مع انتهاء إجازة العيد
  • بالصور.. حكاية ضريحين غامضين عند باب الخليل بالقدس
  • إعتراض دورية لـاليونيفيل في وادي الحجير
  • محمد أبو الحسن.. حكاية فنان أحبّه الجميع وغاب دون ضجيج