أحد معبدي الشمس المعروفين في مصر القديمة.. اكتشاف بقايا معبد أثري فريد من عصر الأسرة الخامسة بالجيزة
تاريخ النشر: 13th, December 2025 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية، الجمعة، الكشف عن بقايا معبد الوادي للملك "ني أوسر رع" من عصر الأسرة الخامسة، وذلك بمنطقة أبو صير الأثرية في محافظة الجيزة.
من جانبه، أكد الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار بمصر، محمد إسماعيل خالد، في بيان أصدرته الوزارة، أهمية هذا الكشف، موضحاً أن هذا المعبد أحد معبدي الشمس المعروفين في مصر القديمة حتى الآن، ونجحت البعثة الأثرية الإيطالية لأول مرة في الكشف عن أكثر من نصف المعبد، حيث ظهر كمبنى ضخم تتجاوز مساحته 1000 متر مربع يتميز بتخطيط معماري فريد يجعله من أكبر وأبرز معابد الوادي في جبانة منف.
وأشار خالد إلى أن عالم المصريات الألماني لودفيغ بورخارت كان قد حدد موقع المعبد العام 1901، إلا أن ارتفاع منسوب المياه الجوفية آنذاك حال دون تنفيذ حفائر به.
ومن جانبه، قال رئيس قطاع الآثار المصرية بالمجلس الأعلى للآثار، محمد عبد البديع، إن الحفائر كشفت عن مدخل المعبد المغطى بطبقة كثيفة من طمي النيل بلغ ارتفاعها نحو 1.20 متر، إضافة إلى الأرضية الأصلية للمدخل، وقاعدة عمود من الحجر الجيري، وبقايا عمود دائري من الغرانيت يرجّح أنه كان جزءًا من الرواق الرئيسي للمدخل.
وتم الكشف عن أجزاء من الكسوة الحجرية الأصلية لجدران الممر بين بوابة المدخل والطريق الصاعد، وعدد من العناصر المعمارية التي وُجدت في مواقعها الأصلية بالمعبد، بما في ذلك أعتاب وأبواب من الجرانيت.
وأشار رئيس البعثة الإيطالية ماسيميليانو نوتسولو إلي أنه خلال موسم الحفائر السابق اكتشفت البعثة بوابة كاملة من حجر الكوارتزيت بحالة جيدة من الحفظ، إلى جانب بقايا درج داخلي كان يؤدي إلى السطح، في الجزء الشمالي الغربي للمعبد، وهو ما يرجّح وجود مدخل ثانوي.
وأضاف نوتسولو أن أعمال الحفائر الحالية كشفت أيضًا عن منحدر يُعتقد أنه كان يربط المعبد بالنيل أو أحد فروعه، وأن المؤشرات الأولية تؤكد امتداد المبنى شمالًا وفق الطراز المعماري لمجموعة معابد الأسرة الخامسة، ومنها معبد الوادي الخاص بهرم الملك "ساحورع" بأبو صير.
كما عثرت البعثة على مجموعة متميزة من اللقى الأثرية، من بينها قطعتان خشبيتان من لعبة "السنت" المصرية القديمة، التي تشبه لعبة الشطرنج الحديث.
ومن جانبها، أشارت رئيسة البعثة الدكتورة روزانا بيريللي من جامعة نابولي إلى اكتشاف عتبة حجرية ضخمة منقوشة بنصوص هيروغليفية تتضمن تقويمًا للاحتفالات الدينية الخاصة بالمعبد، إضافة إلى ذكر اسم الملك "ني أوسر رع".
كما عُثر على شظايا حجرية منقوشة من الحجر الجيري الأبيض الفاخر، إلى جانب كميات كبيرة من الفخار تعود لفترات زمنية تمتد من أواخر الدولة القديمة وحتى بدايات الدولة الوسطى، ويعود معظمها إلى عصر الانتقال الأول، بحسب البيان.
وتشير الدراسات الأولية إلى أن المعبد، بعد انتهاء دوره كمكان للعبادة الملكية، تحول إلى منطقة سكنية صغيرة سكنها أهالي المنطقة خلال عصر الانتقال الأول، ما يوفر مصدرًا جديدًا لفهم الحياة اليومية لسكان منطقة منف خلال هذه الفترة التي لا تتوفر حول معلومات موثقة من تاريخ مصر القديم.
وتستعد البعثة لاستكمال أعمالها خلال المواسم القادمة لاستكشاف المزيد من عناصر هذا الموقع الأثري المهم وإزاحة الستار عن تفاصيل جديدة تضيف الكثير إلى فهم نشأة وتطور معابد الشمس في مصر القديمة.
مصرآثاراكتشافاتالجيزةنشر السبت، 13 ديسمبر / كانون الأول 2025تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2025 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: آثار اكتشافات الجيزة
إقرأ أيضاً:
أسرار تحت الأهرامات .. بين إشارات وزيف أثري .. جدل الكشف عن هياكل عملاقة في الجيزة
في تطور جديد يُعيد فتح واحد من أكثر الملفات غموضًا وإثارة في علم الآثار المصرية، عاد فريق من الباحثين الإيطاليين ليُشعل موجة واسعة من الجدل الدولي، بعد ما أعلن عن رصد ما وصفه بـ”هياكل عملاقة” تمتد لأكثر من ألف متر تحت باطن أهرامات الجيزة.
هذا الاكتشاف المزعوم، الذي يستند إلى صور وتحليلات عالية الدقة من أربعة أقمار صناعية مختلفة، دفع كثيرين إلى إعادة النظر فيما إذا كانت هضبة الجيزة لا تزال تخفي أسرارًا أكبر بكثير مما كشف عنه العلم حتى الآن.
وبحسب تقرير نشرته صحيفة ديلي ميل البريطانية، فإن فريق البحث بقيادة مهندس الرادار فيليبو بيوندي اعتمد على تقنيات متقدمة في التصوير المقطعي باستخدام الرادار ذي الفتحة التركيبية، وهي تقنية قادرة على قياس الاهتزازات الدقيقة في سطح الأرض لإعادة بناء تكوينات مدفونة في الأعماق.
البيانات التي قدمتها أقمار صناعية تابعة لشركات Umbra وCapella وICEYE وCosmo-SkyMed جاءت وفق الفريق متطابقة بشكل لافت، وهو ما اعتبر مؤشرًا قويًا على وجود بنى ضخمة وثابتة تحت الأرض.
وتشير التحليلات، كما يطرحها بيوندي وفريقه، إلى مجموعة من “الأسطوانات الهائلة” الممتدة مباشرة أسفل هرم خفرع، تنتهي بغرف مكعبة تتجاوز مساحتها 260 قدمًا مربعًا.
كما رصدت البيانات أنماطًا حلزونية تحيط بهذه الأعمدة، إلى جانب اكتشافات مشابهة محتملة أسفل هرم منقرع وأبو الهول، وصولًا إلى موقع هوارة الذي ارتبط في النصوص القديمة بما يسمى “المتاهة الكبرى”.
هذه الادعاءات رغم إثارتها تفتح الباب أمام سلسلة من الأسئلة: هل تكشف الأقمار الصناعية بالفعل عن منشآت مدفونة لم تسجلها أي بعثة أثرية من قبل؟.
أسرار تحت الأهرامات.. إشارات غامضة من الأقمار الصناعية ونفي قاطع من الأثرييننفى كبير الأثريين مجدي شاكر تلك الاكتشافات قائلًا كل ما يتداول حول وجود منشآت أو غرف سرية تحت أهرامات الجيزة لا أساس له من الصحة، موضحًا أن الهرم قائم فوق كتلة صخرية مصمتة تمامًا، ولا يحتوي بحسب ما هو معروف حتى الآن على أي فراغات أو ممرات إضافية.
وأضاف أن العمال في ذلك الوقت نحتوا الصخرة الأم وبنوا حولها جسم الهرم، دون أن يتركوا أي غرف سفلية باستثناء تلك المعروفة علميًا.
واستطرد أن الاكتشافات المؤكدة حتى اللحظة تقتصر على ثلاث غرف فقط: الغرفة المنخفضة المحفورة في الأرض، والغرفة التي يرجح أنها كانت مخصصة لتجهيز الجثمان، إلى جانب الغرفة الملكية التي تضم التابوت.
وشدّد على ضرورة الابتعاد عن الروايات غير العلمية التي تزعم وجود أنفاق أو منشآت خفية، مؤكدًا أنه «حتى الآن، لا يوجد دليل واحد يثبت وجود أي شيء آخر تحت الهرم».