تصاعدت حدت المواجهات بين قوات الجيش الشعبي لتحرير السودان شمال برئاسة عبدالعزيز الحلو وقوات الدعم السريع بجبال النوبة في أول مواجهة مباشرة بين الطرفين بعد دخول الجيش الشعبي كطرف ثالث في حرب السودان التي اندلعت منتصف شهر أبريل نيسان الماضي وسيطرت قوات الجيش الشعبي على مدينة الدلنج ثاني أكبر مدن إقليم جبال النوبه بعد العاصمة كادقلي بعد هجوم شنته قوات الحركة على أحياء أبوزيد والمطار التي يعتقد بأن بها تمركزات لقوات الدعم السريع التي يغلب على تكوينها منسوبي قبائل البقارة ممن يعرفون أنفسهم بالعطاوه منسوبا لجد هم عطية وتتقمصهم نزعات لتاسيس دولة للعطاوة على أنقاض السودان الحالي

وبثت الحركة الشعبية مقاطع مصورة لعمليات مداهمة للأحياء الطرفية لمدينة الدلنج وشهدت أعمدة الدخان تتصاعد من منازل شيدت بجزوع الأشجار والنباتات تعرف في السودان بقطاطي القش فيما تجنبت الحركة الشعبية تخريب أو نهب سوق الدلنج وقال شهود عيان إن لصوص وكسابه نهبوا المناطق التي تعرضت للهجوم من الحركة الشعبية فيما لم تسجل اية حالات اعتداء على المدنيين أو اغتصاب أو سرقات للأسواق أو الممتلكات الحكومية في الوقت الذي يتمركز الجيش في مقراته وتمارس الشرطة وجهاز الأمن دورها ولم تتعدى الحركة على السجون بإطلاق سراح المجرمين كما تفعل قوات الدعم السريع

وعلى بعد ٤٩ كلم شرق الدلنج بسطت قوات الدعم السريع سيطرتها على بلدة هبيلا الغنية بالمنتجات الزراعية منذ الأسبوع الماضي وانسحبت قوات الجيش إلى الشرق نحو ام برمبيطة ودلامي وقال شهود عيان إن عشرات المواطنيين لقوا مصرعهم على أيدي قوات الدعم السريع ذبحا بالالات الحادة ورميا بالرصاص وتم نهب للمنتجات الزراعية من السمسم والزره الرفيعة التي تستخدم للغذاء في السودان وإثارة أحداث هبيلا غضبا عارما وسط قوات الحركة الشعبية التي تجمعت على الفور ودخلت علنا إلى الدلنج لحماية المدنية من هجوم كانت تعد له قوات الدعم السريع للسيطرة على اهم مدن الإقليم من الناحية الجلوسياسية والاقتصادية
وتعد معارك جبال النوبة بين الحركة الشعبية والدعم السريع بمثابة ضربة موجعه لجهود دولة الإمارات العربية المتحدة في ترميم العلاقة بين القوى التي تحمل السلاح للإطاحة بالحكومة المركزية

وصباح اليوم شن الطيران الحربي الحكومي هجمة على منطقة الدبيبات الواقعة ٥٦ كيلو متر شمال الدلنج واستهدف مقرات الدعم السريع في المدينة التي يتخذها مركذا لانطلاق عملياته شمالا حيث مدينة الابيض وجنوبا الدلنج ولم ترد تفاصيل عن ضحايا جراء الضربات التي وجهتها الطيران للمدينة

وكان عمدة الحوازمة مالك دراس قد أعلن انضمام قائد سابق في الحركة الشعبية الباتيل ابكورة للدعم السريع وقال انه اي الدعم السريع خيار أبناء المنطقة الوحيد

الخرطوم؛ يوسف عبد المنان

.

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: قوات الدعم السریع الحرکة الشعبیة الجیش الشعبی

إقرأ أيضاً:

زوبعة الحكومة الموازية في السودان

يمكن لأي جماعةٍ أن تعلن تشكيل حكومة على الورق أو في الفضاء الرقمي، لكن هذا لا يعطيها شرعيةً أو وجوداً حقيقياً. فأي حكومة لا تملك السيطرة على أرضٍ ذات سيادة، ولا تمثل إرادة شعبية واسعة، ولا تحظى باعتراف دولي، تعد حكومة وهمية، أو في حالات أخرى محاولة لكسب نقاط تفاوضية، أو لمنازعة السلطة القائمة والمعترف بها في المحافل الدولية.

الحكومة «الموازية» التي أعلنتها «قوات الدعم السريع» وحلفاؤها في منصة «تأسيس» هي مزيج من كل ذلك، وهي محاولة لفرض واقع جديد بعدما فشل مشروع السيطرة على الدولة السودانية بالكامل بعد اندلاع حرب 15 أبريل (نيسان) 2023، والهزائم التي أخرجت «الدعم السريع» من الأراضي التي تمددت فيها، وحصرت سيطرتها في أجزاء من إقليم كردفان ومساحات من دارفور. لكن هذه المحاولة ليست مرشحةً للفشل فحسب، بل قد تنقلب وبالاً على «الدعم السريع» وحلفائها.

الخطوة قُوبلت بإدانة واسعة من كثير من الدول، ومن المنظمات الإقليمية، ومن الأمم المتحدة، وكلها اتفقت على عدم مشروعية هذه «الحكومة»، محذرةً من أنها قد تمس بوحدة البلاد ولا تعبر عن إرادة الشعب السوداني. بل إن الاتحاد الأفريقي والجامعة العربية وجّها دعوة للدول لعدم الاعتراف بها، مع التأكيد على دعم وحدة السودان وسيادته وأمنه، والتشديد على التعامل مع السلطة القائمة والمعترف بها.

داخلياً فجّرت الخطوة نقمة وخلافات في أوساط «قوات الدعم السريع» التي بدأت تشهد في الأشهر الأخيرة تصدعاً خرج إلى العلن بسبب صراعات النفوذ، والتوترات القبلية، والشكاوى من وجود تمييز وعنصرية من مكونات على حساب أخرى، مع انفلات أمني في مناطق سيطرتها أدى إلى مواجهات مسلحة مرات عدة.

ومع إعلان الحكومة أعلن عدد من مستشاري «الدعم السريع» انشقاقهم احتجاجاً، بينما ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بمقاطع فيديو لمقاتليها الساخطين على تشكيلة الحكومة والمجلس الرئاسي لـ«تأسيس». في هذه المقاطع هاجم المجندون قياداتهم وأعلنوا رفضهم لما وصفوه بالتهميش لهم ولقبائلهم، وطالبوا بحصتهم في قسمة السلطة على أساس أنهم من حمل السلاح وقاتل وفقد أعداداً كبيرةً من الشباب، ولكن لم يتم تمثيلهم في حين ذهبت المناصب لأصحاب «البدلات» من المدنيين الذين لم يشاركوا في القتال.

وبينما شن المحتجون في «الدعم السريع» هجوماً شديداً على عبد العزيز الحلو، رئيس «الحركة الشعبية لتحرير السودان»، الذي حصل على منصب نائب رئيس المجلس الرئاسي وحصة 30 في المائة من المناصب الأخرى، فإن الرجل قُوبل أيضاً بموجة من السخرية من ناشطين في مناطق سيطرته في جبال النوبة لقبوله أن يكون نائباً لمحمد حمدان دقلو (حميدتي)، متسائلين ما إذا كانت «الحركة الشعبية» قاتلت من أجل المناصب على حساب شعارات التهميش ورفع المظالم.

الواقع أن تحرك «قوات الدعم السريع» ومجموعة «تأسيس» لإعلان حكومة لا يعكس قوة، بقدر ما يظهر يأسها من قلب الموازين العسكرية مجدداً، ويزيد من تصدعاتها. فهذه الحكومة سيصعب عليها الوجود على الأرض في ظل الهجمات التي يشنها الجيش السوداني في دارفور وكردفان، بعدما انتقلت المعارك غرباً، وسط مؤشرات على أن الجيش يستعد لشن هجمات كبرى منسقة على غرار ما حدث في الجزيرة والخرطوم. وعلى الرغم من الصخب الإعلامي عن أن إعلان الحكومة كان من نيالا، فالحقيقة أن اجتماعات ترتيب خطواتها وتشكيل المجلس الرئاسي كانت في كينيا، وفقاً لبيان الخارجية السودانية.
لا أمل للحكومة الموازية في تغيير الموازين التي لم تعد تسير لصالح الدعم السريع
«قوات الدعم السريع» قد تكون مسيطرة حالياً على أجزاء كبيرة من دارفور وبعض المواقع في كردفان، لكنها لا تمثل بأي حال أغلبية السكان هناك، ولا تحظى بتأييد مكونات ومجموعات مقدرة، لا سيما بعد الانتهاكات الواسعة وجرائم الإبادة التي ارتكبتها. وحتى داخل مكونها القبلي فإنها تواجه عداء شخصيات نافذة مثل الشيخ موسى هلال رئيس «مجلس الصحوة الثوري» الذي انتقد تشكيل الحكومة الموازية، وشن هجوماً عنيفاً على حميدتي وشقيقه عبد الرحيم، وسخر من فكرة أن يحكما السودان.

المفارقة أنه مع إعلان هذه الحكومة أعلنوا أيضاً تعيين ولاة لأقاليم السودان في الوسط والشمال والشرق والنيل الأزرق والخرطوم، وهي المناطق التي كان أهلها يحتفلون بانتصارات الجيش والقوات التي تقاتل في صفوفه، وإخراجه «قوات الدعم السريع» منها. هذه التعيينات تضيف بلا شك إلى عبثية المشهد، لسببين؛ الأول أنه لا أمل لهؤلاء «الولاة» في تسلم سلطة فعلية على هذه المناطق، ولا معطيات حقيقية بإمكانية عودة «الدعم السريع» للسيطرة عليها، والثاني أنه حتى عندما كانت قواتها تسيطر عليها سابقاً فإن الإدارات المدنية التي شكلتها فيها لم تكن سوى مسميات وهمية لا وجود حقيقياً لها، ولا إنجازات.

الحقيقة أنه على الرغم من الفورة الإعلامية التي رافقت إعلانها، فإنه لا أمل للحكومة الموازية في تغيير الموازين التي لم تعد تسير لصالح الدعم السريع ناهيك عن أن تصبح حكومة بديلة تحكم السودان كله.

الشرق الأوسط

مقالات مشابهة

  • شاهد بالفيديو.. كيكل: سنطارد “الدعم السريع” حتى “أم دافوق”
  • “الدعم السريع” تنشئ كلية حربية في إحدى مدن غرب السودان
  • زوبعة الحكومة الموازية في السودان
  • الاتحاد الإفريقي يحذر من تقسيم السودان ويرفض الاعتراف بالحكومة الموازية لـ”الدعم السريع”
  • حاكم غرب بحر الغزال: عبور عناصر من الدعم السريع إلى جنوب السودان دون إذن رسمي أثار الذعر ونزوح السكان
  • الاتحاد الإفريقي يحذر من تقسيم السودان ويرفض الاعتراف بالحكومة الموازية لـالدعم السريع
  • ‘الاتحاد الإفريقي” يكشف موقفه من “الدعم السريع” ويفاجئ “البرهان”
  • شبكات الكبتاغون تنتقل من سوريا إلى السودان.. مصنع ضخم داخل حقل ألغام للدعم السريع
  • مناوي: مستعدون للتواصل مع “الدعم السريع” في هذه الحالة…
  • الجيش السوداني يقصف وقوة من “الدعم السريع” تغادر مدينة مهمة في كردفان