جريدة الرؤية العمانية:
2025-12-15@05:53:59 GMT

المسيرة الراسخة للنهضة المُتجددة

تاريخ النشر: 10th, January 2024 GMT

المسيرة الراسخة للنهضة المُتجددة

 

محمد بن رامس الرواس

استطاع حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- منذ توليه مقاليد الحكم في الحادي عشر من يناير 2020، ترسيخ مبادئ وقيم وثوابت النهضة العُمانية التي انطلقت منذ السبعين حاملة معها النماء والازدهار والاستقرار والتي كانت ولا تزال تضع الإنسان العُماني محورا لمركز التنمية ومنطلق تأسيس البنية الأساسية للدولة من تعليم وصحة واقتصاد وسياسة.

إن ما تشهده اليوم سلطنتنا الحبيبة عُمان ليُعدُّ مفخرة أجيال يدرك الجميع من خلالها نمواً قادماً بوتيرة متأنية تسمو إلى مستقبل أكثر إشراقاً وأكثر تجدداً، وهذا ما نلمسه من خلال ثبات نهج السلطنة في مسيرتها وفلسفتها، فالهدف بلا شك هو تمكين الاستمرار فيما بناه القائد الراحل السلطان قابوس بن سعيد- طيب الله ثراه- وتثبيت الانطلاقة على بوصلة أسهم القيم والمبادئ والمضامين الخيرة، هذا بجانب الاستفادة من كافة مكتسبات الوطن وثرواته المتعددة التي تستكمل اليوم بكل ثقة واقتدار.

لقد كانت وما تزال السلطنة وجهة حضارية تاريخية من خلال إرثها في بناء الشراكات الاستراتيجية مع دول العالم وحرصها على تقوية علاقاتها الخارجية سواء الإقليمية منها أو الدولية مما أكسبها سمعة دولية وثقة عالمية أهلتها لتكون جسر تواصل وسلام لسياسات حكيمة متتالية ومتوازنة برغم المتغيرات على الساحة الدولية، وهي بذلك تقطف ثمار حضارة عظمى ونصف قرن من الزمن من السياسة الثابتة في بيئة المتغيرات التي لا تهدأ.

لقد أولى جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- أيده الله- منذ توليه مقاليد الحكم اهتمامات جمة لكثير من الرؤى الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وكان منها اهتمامه بالشباب العُماني الذي هو ثروة الوطن وعموده الفقري؛ وذلك من خلال إفساح المجال لهم لإطلاق إبداعاتهم وابتكاراتهم فكانت وزارة الثقافة والرياضة والشباب محور رعاية سامية منه- حفظه الله- ففتحت أمامهم الجامعات وأبواب المعرفة وسبل تطوير مهاراتهم الرياضية والثقافية بكافة أنواعها وأشكالها من أجل أن يواكبوا متغيرات المستقبل وتكون لهم بصمة واضحة في رؤية "عُمان 2040"، ولقد حقق الشباب العُماني من خلال مشاركاته الداخلية والخارجية العديد من الجوائز والأوسمة ورفعوا راية عُمان خفاقة بالمحافل الدولية فكانوا جديرين بهذه الثقة، وأصبحت أدوارهم في جميع المجالات الثقافية والرياضية تتحدث عن نفسها .

لقد تبوأ الشباب العُماني اليوم المراكز القيادية وشاركوا بفعالية في صنع القرارات، وتم تعزيز أدوارهم في مجالس الشورى والبلديات واللجان المحلية وكافة مناحي أدوار المجتمع العُماني؛ لكي تصبح هذه الكوادر أنواراً للمستقبل تضيء طريقه وتتلمس سبل النجاح فيه من خلال ثقة سامية من جلالة السلطان المُفدّى- حفظه الله-، إن الكوادر البشرية المؤهلة من شباب عُمان مدعوة اليوم لمواكبة عصر التكنولوجيا الرقمية التي تنتهجها السلطنة بخطى ثابتة نحو المستقبل، فجميعنا يعلم أن ثروات البلدان واقتصادياتها القادمة مرهونة بمدى ثقة الدول بشبابها في هذا المجال التقني .

ختامًا.. إنَّنا نجدد العهد والولاء لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- بمناسبة توليه مقاليد الحكم، وندعو المولى عزَّ وجلَّ أن يسدد خطاه لتحقيق مزيد من التقدم والرخاء لعُماننا الحبيبة معاهدينه على أن نكون نِعْمَ الأوفياء والمخلصين في المسيرة المتجددة؛ لتبقى راية عُمان عالية خفاقة في كافة الميادين والمحافل الدولية.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

غدا... بدء الجلسات النقدية والقراءات الشعرية في مهرجان الشعر العُماني الـ13

تنطلق غدا أولى فعاليات مهرجان الشعر العُماني في دورته الثالثة عشرة حيث تبدأ في العاشرة من صباح الغد بفندق جراند ميلينيوم مسقط جلسة قراءات في تجارب المكرّمين في مجال الشعر الشعبي، ويقدم الشاعر مسعود الحمداني ورقة حول التجربة الشعرية للشاعر حمود الحجري، فيما يقدم الشاعر أحمد مسلّط ورقة عن تجربة الشاعرة العُمانية الراحلة هلالة بنت خليفة الحمدانية، وتدير الجلسة الشاعر إبراهيم سعيد، وفي السابعة والنصف من مساء الغد وعلى مسرح وزارة الإعلام، تُقام الأمسية الشعرية الأولى للمهرجان بمشاركة الشعراء المتأهلين في مجال الشعر الفصيح، حيث يلقي كل من أشرف العاصمي، أشرف العوفي، طلال الصلتي، عبدالله الذهلي، قصي النبهاني، ماجد الندابي، محمد الفارسي، محمد المعشري، ناصر الغساني، وهلال الشيادي نصوصهم المشاركة في المهرجان. كما يشارك في الأمسية الشعراء الضيوف الدكتور محمد عبدالكريم الشحي، خميس قلم، الدكتورة شميسة النعمانية، الدكتور عمر محروس، ويحيى اللزامي بقراءات شعرية.

وكان مهرجان الشعر العُماني في دورته الثالثة عشرة التي تتواصل فعالياتها حتى الثامن عشر من ديسمبر الجاري قد أفتتح مساء أمس في مسرح وزارة الإعلام برعاية معالي الدكتور محمد بن سعيد المعمري وزير الأوقاف والشؤون الدينية، وقد شهد التأكيد في كلمة وزارة الثقافة والرياضة والشباب، والتي ألقاها عبدالله بن محمد بن سعيد الحارثي، مدير عام المعرفة والتنمية الثقافية بالوزارة، على أن مهرجان الشعر العُماني، في دورته الثالثة عشرة، يأتي امتدادًا لإرث شعري عريق تضرب جذوره في عمق التاريخ العُماني، مشيرة إلى أن سلطنة عُمان كانت ولا تزال أرضًا حاضنة للشعراء والعلماء الذين أسهموا في تشكيل ملامح الحضارة الإنسانية، وحضورهم موثق عالميًا عبر شخصيات سجلها التاريخ الثقافي والإنساني.

وأوضحت الوزارة في كلمتها أن المهرجان، الذي انطلق عام 1998 بتوجيهات سامية من المغفور له بإذن الله تعالى السلطان قابوس بن سعيد ـ طيب الله ثراه ـ، يواصل أداء دوره في إبراز المشهد الشعري العُماني الحديث، وتكريم رموزه، والانفتاح على التجارب الشعرية العربية البارزة. كما أعلنت أن دورة هذا العام تحتفي بتكريم أربع تجارب شعرية في الفصيح والشعبي، تقديرًا لإسهاماتهم في خدمة الشعر والحراك الثقافي، مؤكدة أن المهرجان يمثل منصة ثقافية تجمع بين الوفاء للإرث والانفتاح على الإبداع المعاصر، وتعزز مكانة الشعر بوصفه ركيزة من ركائز الهوية الثقافية لسلطنة عُمان.

وشهد حفل الافتتاح عرض فيلم "من ذاكرة المهرجان"، إلى جانب تقديم أوبريت "وهج القوافي"، الذي استعاد ذاكرة الشعراء العُمانيين القدامى، مجسّدا شخصياتهم ونماذج من نصوصهم الخالدة، في مشهد بصري وأدائي أعاد إحياء الذاكرة الشعرية العُمانية.

كما جرى التعريف بالشخصيات المكرّمة وتكريمهم حيث ضمت قائمة الشعراء العُمانيين المكرّمين في مهرجان الشعر العُماني في دورته الثالثة عشرة، أربع تجارب شعرية عُمانية في مجالي الشعر الفصيح والشعبي، تقديرا لإسهاماتها الممتدة في المشهد الثقافي والأدبي، وتأكيدا على حرص مهرجان الشعر العُماني على الاحتفاء بالتجارب التي أسهمت في ترسيخ حضور القصيدة العُمانية، واستحضار أدوارها الثقافية والمعرفية، وتعزيز مكانة الشعر بوصفه أحد أبرز مكونات الهوية الثقافية في سلطنة عُمان.

ويكرّم المهرجان الشاعر والعالِم الشيخ محمد بن عيسى بن صالح الحارثي (أبو الفضل)، والذي يعد إحدى الشخصيات التي جمعت بين الشعر والمعرفة والعمل العام، ونشأ في بيت علم وفضل ورئاسة، أسهم في تشكيل وعيه المبكر واتساع مداركه، وعُرف أبو الفضل بشغفه بالخيل والفروسية، وسعة اطلاعه، حتى لُقّب بـ"الشاعر الفارس"، إلى جانب حضوره في الشأن العام وسعيه في الإصلاح المجتمعي. ويعد "ديوان أبي الفضل" من أبرز آثاره الأدبية، إذ جمع شعره ورحلاته ومطارحاته وقصائده في الفروسية.

كما يكرّم المهرجان تجربة الشاعرة والإعلامية العُمانية الراحلة هلالة بنت خليفة الحمدانية، التي مثّلت أحد الأصوات النسائية البارزة في الشعر الشعبي الخليجي، متأثرة ببيئة شعرية عريقة نشأت فيها، وبرز اسمها جماهيريا من خلال مشاركتها في برنامج "شاعر المليون" في نسخته الثانية عام 2007، كأول شاعرة خليجية تصل إلى مراحل متقدمة في المسابقة، إلى جانب حضورها الإعلامي ومشاركاتها الإذاعية، وإصدارها الشعري "تعال نطير". ويأتي تكريمها استحضارا لتجربة شعرية وإنسانية تركت أثرا واضحا في الذاكرة الثقافية، رغم رحيلها المبكر عام 2023.

وتضم قائمة المكرّمين كذلك الشاعر سالم بن علي الكلباني، أحد الأسماء البارزة في الشعر الفصيح والشعبي، من مواليد ولاية عبري عام 1956، والذي بدأ كتابة الشعر منذ صغره، وأسهم في المهرجانات والفعاليات الوطنية منذ سبعينيات القرن الماضي. وشارك الكلباني في ملتقيات شعرية محلية وعربية، وحظيت تجربته باهتمام نقدي، كما نال عددا من الجوائز التقديرية، ويعد ديوانه "شريعة الزواج" الصادر عام 1985 من أبرز منجزاته الشعرية.

كما يكرّم المهرجان الشاعر الشعبي حمود بن سليمان الحجري، من مواليد ولاية بدية عام 1973، والذي سجل حضورا لافتا في الأمسيات والفعاليات الشعرية داخل سلطنة عُمان وخارجها، ونشرت قصائده في عدد من الصحف والمجلات المحلية والخليجية. وشارك الحجري في تحكيم مسابقات للشعر الشعبي، وقدم أوراقا بحثية ونقدية حول تجارب شعرية عُمانية، إلى جانب إصداره تسعة دواوين شعرية، من بينها "الغرفة بلا حدق"، "تمتلئ بروح المغامرة"، "يا قلب الغريب"، "سنين الغيل"، و"سيرة ذاتية".

كما ألقى كل من سالم بن علي الكلباني وحمود بن سليمان الحجري قصائد شعرية بصفتهما من الشخصيات المكرّمة، كما تم التعريف بضيوف المهرجان من سلطنة عُمان وهم الشعراء صالح الريسي، أصيلة السهيلية، طاهر العميري، سعيد الحجري، ونواف الشيادي من شعراء الشعر الشعبي، وفي مجال الشعر الفصيح كل من يحيى اللزامي، خميس قلم، الدكتور محمد الشحي، الدكتور عمر محروس، والدكتورة شميسة النعمانية.

كما أُقيم في الحفل إلقاء قصائد شعرية لستة من ضيوف المهرجان، وهم حسن عامر من جمهورية مصر العربية، حسن نجمي من المملكة المغربية، زينب البلوشية من دولة الإمارات العربية المتحدة، ناصر الحمادين من المملكة العربية السعودية، ياسر الأطرش من الجمهورية العربية السورية، ويحيى العلاق من جمهورية العراق، حيث قدّموا مختارات من أبرز نصوصهم الشعرية التي عكست تنوّع تجاربهم الإبداعية، وتفاعلها مع أسئلة الإنسان والقصيدة، وأسهمت في إثراء الأمسية بتجارب عربية متعددة المشارب والرؤى في المشهد الشعري العربي المعاصر.

مقالات مشابهة

  • غدا... بدء الجلسات النقدية والقراءات الشعرية في مهرجان الشعر العُماني الـ13
  • مستشار الرئيس الفلسطيني: الجرائم التي يرتكبها الاحتلال بفلسطين تزيد من موجة العنف
  • تركيا تختبر نظاما كهروبصريا متقدما على الطائرات المسيرة
  • الحية يتحدث عن مهام القوة الدولية ويدعو الوسطاء لمنع انهيار اتفاق غزة
  • ساديو ماني على رأس قائمة منتخب السنغال في كأس أمم إفريقيا
  • "الشراكة الاقتصادية الشاملة مع الهند" تُعيد رسم ملامح الاقتصاد العُماني
  • ياسمين عبدالعزيز تكشف عن المهنة التي تمنت العمل بها
  • معكم حكومة بريطانيا.. المكالمة التي تلقتها الجنائية الدولية بشأن نتنياهو
  • نحن نعمل للسلام ولكن مستعدون للحرب.. عمرو أديب: الطائرات المسيرة تغيّر معادلة الردع
  • محاضرة بعنوان لطائف قرآنية بجامع السلطان قابوس بالسويق