موافقة مشروطة للعودة إلى مفاوضات جدة.. لماذا الآن وهل تنجح الجولة الجديدة في حلحلة الأزمة السودانية؟
تاريخ النشر: 17th, July 2023 GMT
تباينت آراء ضيوف برنامج ما وراء الخبر، بشأن الجولة المرتقبة لمفاوضات جدة، بعد إعلان الجيش السوداني وقوات الدعم السريع العودة المشروطة إليها، وفرصها في التوصل لوقف إطلاق نار مستدام، والاعتبارات التي حكمت موقف الطرفين لتلك العودة.
فبينما أشار المحلل السياسي السوداني حافظ كبير، إلى أن وفد الدعم السريع، لم يغادر جدة انتظارا لجولة مفاوضات جديدة تستهدف حلا شاملا، شدد الفريق أول فتح الرحمن محيي الدين، قائد سلاح البحرية السوداني الأسبق، على أن القوات المسلحة ترى أنه لا مجال للبحث عن حل سياسي إلا بعد انتهاء الحرب.
في حين أبدى السفير ديفيد شن، مساعد وزير الخارجية الأميركي السابق لشؤون أفريقيا، عدم تفاؤله بنتائج هذه الجولة، ويرى أنه لا يزال المسار طويلا للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار يكون دائما ومستداما ويحترمه الطرفان.
جاء ذلك خلال الحلقة التي خصصها برنامج "ما وراء الخبر" بتاريخ (2023/7/16) لإعلان كل من مجلس السيادة السوداني وقوات الدعم السريع موافقتهما المشروطة على العودة إلى مسار جدّة التفاوضي الرّامي لإرساء وقف مستدام لإطلاق النار، وتأكيدهما مساندة أي حوار يقود لحل سياسي شامل، بالتزامن مع تشديد واشنطن والرياض التزامهما بإنهاء الصراع وتلبية الاحتياجات الإنسانية للسودان.
وتساءلت حلقة ما وراء الخبر عن الاعتبارات التي حكمت موقف الطرفين من العودة إلى مفاوضات جدة، وما إذا كانت متضمنة الاستجابة لشروط الرعاة المطالبة بالالتزام بوقف إطلاق نار مستدام يفضي لتسوية، وعن صلة هذا المسار بغيره من مسارات التفاوض.
عودة اضطراريةوفي حديثه لما وراء الخبر، اعتبر الكاتب والمحلل السياسي السوداني حافظ كبير، أن الذي أوقف مسار جدة التفاوضي، هو انسحاب وفد الجيش السوداني، في حين لم يغادر وفد قوات الدعم السريع، ذاهبا إلى أن الجيش اضطر للعودة مرة أخرى بعد فشله في حسم المعركة عسكريا وإنهاء ما سماه التمرد المسلح.
كما يرى أن الحديث المتصاعد عن الفراغ في القيادة، وافتقاد السودان لقيادة تتحمل المسؤولية، في ظل عجز مجلس السيادة عن التفاوض الجاد وتمثيل المواطنين وحقوقهم، كان دافعا أيضا للعودة إلى هذه المفاوضات، لافتا إلى تصاعد الحديث عن البحث عن قيادات بديلة تسد هذا الفراغ حال فشلت جولة المفاوضات المقبلة.
ويرى كبير أن هناك انقسامات كبيرة بين قيادات الجيش الحالية، حيث لا تزال تيارات ترفض التفاوض وتصر على الحسم العسكري، معتبرا أن طول أمد الحرب هو ما يقف وراء التعقيدات الإنسانية الحالية، وأنه لا بد من إيقاف تلك الحرب ليتسنى إجراء تحقيق لمعرفة من يقف وراء الانتهاكات الحاصلة.
في حين يرى الفريق أول فتح الرحمن محيي الدين، الخبير العسكري وقائد سلاح البحرية السوداني الأسبق، أن موقف القوات المسلحة لم يتغير، فهي -حسب رأيه- مع ضرورة إيجاد حل سلمي للأزمة من خلال التفاوض، الذي يرى أن هدفه هو تحسين الوضع الإنساني.
واعتبر في حديثه لما وراء الخبر، أن الأزمة الحقيقية تكمن في استمرار احتلال القوات المتمردة -في إشارة إلى قوات الدعم السريع- لمنازل المدنيين، وللمستشفيات والمقرات الحكومية والإدارية، وأن هذا هو سبب الأزمة الإنسانية الحاصلة، وليس افتقاد الغذاء والدواء، ومن ثم فالقوات المسلحة حريصة على العودة للمفاوضات لتحقيق هدف خروج تلك القوات.
لا مفاوضات سياسيةوشدد على أن القوات المسلحة ترى أنه لا مجال لمفاوضات حول حل سياسي إلا بعد انتهاء الحرب، حيث من الممكن بعدها إجراء مشاورات واسعة مع مختلف القوى السياسية للتوافق حول حكومة تدير المشهد في البلاد، وتعالج الأوضاع المتردية فيه.
في حين، أبدى السفير ديفيد شن، مساعد وزير الخارجية الأميركي السابق لشؤون أفريقيا، عدم تفاؤله بشأن نتائج هذه الجولة المرتقبة لمفاوضات جدة، حيث لا يرى أن شروط تحقيق هدنة طويلة الأمد أكثر توفرا مما كانت عليه لدى آخر جولة، مؤكدا أن المسار لا يزال طويلا للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار مستداما يحترمه الطرفين.
لكنه في حديثه لما وراء الخبر، يرى كذلك أنه من المهم دعم العودة لهذه الجولة، والسعي لإنجاحها، مع بروز مؤشرات لإرادة تتشكل لإجراء محادثات حول الوضع السياسي على المدى الطويل، لكن ذلك لن يثمر حسب رأيه في ظل استمرار الحرب، وعدم تمكن المدنيين من المشاركة في المفاوضات.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: القوات المسلحة ما وراء الخبر الدعم السریع مفاوضات جدة إطلاق نار فی حین أنه لا
إقرأ أيضاً:
الجيش السوداني يعلن رسميا ولاية الخرطوم خالية من قوات الدعم السريع
يمن مونيتور/ وكالات
أعلن الجيش السوداني رسميا، الثلاثاء خلو ولاية الخرطوم من قوات الدعم السريع، بعد ما يزيد عن عامين من سيطرتها على غالبية الولاية.
وقال الجيش السوداني في بيان صحفي ” نعلن اليوم اكتمال تطهير كامل ولاية الخرطوم، من أي وجود لعناصر ميليشيا آل دقلو الإرهابية وتطهير عاصمتنا الوطنية من دنس المتمردين وأعوانهم”.
وأضاف البيان الصادر عن مكتب الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة السودانية “نؤكد أن ولاية الخرطوم خالية تماما من المتمردين”.
وتعهد الجيش السوداني بمواصلة عملياته العسكرية، حتي استرداد كل المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع.
وجاء إعلان الجيش بخلو ولاية الخرطوم من قوات الدعم السريع، بعد معارك عنيفة دارت مؤخرا بجنوب غرب مدينة أم درمان، والتي شكلت آخر معاقل قوات الدعم السريع بولاية الخرطوم.
وعلى مدي ما يزيد من شهرين، دارت معارك شرسة حول مناطق الصالحة، والجموعية، والتي شكلت مناطق تمركز لقوات الدعم السريع التي كانت قد انسحبت من غالبية ولاية الخرطوم في أواخر مارس الماضي.
وكانت قوات الدعم التي فقدت في مارس الماضي سيطرتها علي غالبية المناطق بولاية الخرطوم، قد سحبت قواتها إلى غرب وجنوب مدينة أم درمان، وقالت وقتها إنها “تعيد تموضعها” في ولاية الخرطوم.
ولم يصدر عن قوات الدعم السريع حتى الأن أي تعليق على إعلان الجيش السوداني، خلو ولاية الخرطوم من أي تواجد للدعم السريع.
وكان الجيش السوداني قد أعلن في وقت سابق اليوم عن معارك “واسعة النطاق” تدور بينه وقوات الدعم السريع بغرب وجنوب مدينة أم درمان شمالي الخرطوم.
وقال الناطق الرسمي باسم الجيش السوداني العميد نبيل عبدالله، في بيان صحفي، “تسطر قواتنا بكل مكوناتها منذ الأمس واليوم لحظات مجيدة في كتاب تاريخنا الوطني، وتواصل الليل بالنهار لإنهاء تواجد الميليشيا في كل مكان يمكن أن يتواجدوا فيه بولاية الخرطوم وغيرها من المناطق”، على حد قوله.
وأضاف أن القوات تواصل سحقها للميليشيا بجنوب وغرب أم درمان وتستمر في تطهير مناطق صالحة وما حولها.
ويخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل 2023، حربا خلفت عشرات آلاف القتلى وملايين النازحين داخل وخارج البلاد.