احتفاء كبير بالدكتور يوسف نوفل فى «العودة إلى الجذور»
تاريخ النشر: 11th, January 2024 GMT
شهد قصر ثقافة بورسعيد، يوم الاثنين الماضى، لقاء أدبياً نظمته الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة عمرو البسيونى، احتفاء بمسيرة الشاعر والناقد الكبير د. يوسف نوفل، ضمن برنامج «العودة إلى الجذور»، فى سياق خطط وزارة الثقافة للاحتفاء برموز الأدب والفكر بالمحافظات الذين قدموا عطاءات مهمة فى حقلى الثقافة والإبداع.
شارك باللقاء الأدباء د. سامح درويش، د. أحمد عزت يوسف، د. ندى الحسينى، د. سارة محمد غانم، محمد عبدالقادر، ومحمد حافظ، وبحضور الشاعر مسعود شومان، رئيس الإدارة المركزية للشئون الثقافية بالهيئة، والشاعر عبده الزراع، مدير عام الثقافة العامة، وعدد كبير من مثقفى وأدباء بورسعيد وعدد من الأكاديميين وأساتذة جامعة بورسعيد ودمياط وأقارب وتلاميذ المحتفى به.
بدأت الفعاليات بكلمة للشاعر عادل الشربينى الذى أدار اللقاء مرحباً الحضور، وقدم خلاله نبذة مختصرة لسيرة المحتفى به، وأهم الجوائز التى حصل عليها خلال مسيرته الأدبية، موجهاً الشكر لهيئة قصور الثقافة لتنظيمها لهذا البرنامج وغيره من البرامج الثقافية المهمة.
وفى كلمته تناول الشاعر مسعود شومان دور الهيئة فى إعادة الرموز الأدبية لمكانتها من خلال برنامج «العودة إلى الجذور»، متحدثاً عن بعض الجوانب الحياتية والفنية فى مسيرة د. يوسف نوفل، وأبحاثه المنشورة عن الثقافة واللغة العربية، وأبرز مؤلفاته ومنها «جماليات القصة القرآنية»، «المكتبة العربية ومصادرها»، «الحوار فى المسرحية العربية»، «القصة والرواية بين جيلى طه حسين ونجيب محفوظ»، وغيرها، وأضاف: حين نكرم عالماً جليلاً أو شاعراً أو أديباً فى حياته فإننا نكرم أنفسنا ونكرم المؤسسة الثقافية بالتنقيب عن جذور الشخصيات المصرية ذات العطاءات الثرية.
وأوضح الشاعر عبده الزراع أن يوسف نوفل يعد أحد أعمدة مصر الثقافية، وأثرى حياتنا الثقافية والأدبية بالكثير من الإصدارات فى مجال النقد والشعر والقصة، بالإضافة إلى تأليفه أول موسوعة عن الشعر العربى الحديث، ونال الكثير من الجوائز الكبرى تقديراً لمشواره ومنجزه الأدبى.
وتحدث الشاعر محمد عبدالقادر عن شخصية «نوفل» وتواضعه رغم بلوغه أعلى المناصب الثقافية والأدبية، قائلاً: شرفت بكتابته لمقدمة أول ديوان شعر خاص بى، واعتبرت ذلك بمثابة شهادة ووسام على صدرى بمجرد ذكر اسمه عليها، واختتم حديثه بقراءة عدد من الأبيات من الديوان.
واستعرض الشاعر د. سامح درويش محطات علاقته مع د. «نوفل» موضحاً أن المحطة الأولى كانت فى صيف عام ١٩٦٧ حيث التقى به للمرة الأولى بالنادى البحرى ببورفؤاد، ودار الحديث بينهما كتابة شعر الفصحى، وديوان «انتفاضات الوجد والغضب» الذى كتب عنه دراسة نقدية.
أما الشاعر محمد حافظ فتحدث عن علاقة «نوفل» الإنسانية بزملائه وتلاميذه وعشقه لبورسعيد وضمه إلى الجزء الثانى من موسوعة «أعلام بورسعيد».
وقال الناقد د. أحمد يوسف عزت المستشار الثقافى والفنى لرئيس جامعة بورسعيد: شرفت بحضور هذا اللقاء للحديث عن عميد العلماء ابن محافظة بورسعيد أرض البواسل باعتبارى أحد تلاميذه. وأضاف أنه كان على علاقة وطيدة بالأديب الكبير منذ أن كان طالباً فى الكلية، من خلال المسابقات الأدبية التى كان يتقدم إليها كما تحدث عن مسيرة نوفل العلمية، واستحقاق حصوله على جائزة الدولة التقديرية فى الآداب.
وتناول د. ندا الحسينى، أستاذ النحو والصرف بكلية الآداب ببورسعيد، سيرة عطاء نوفل وتأسيسه لكلية التربية ببورسعيد، وكذلك إنشاء أقسام اللغة العربية بعدة جامعات منها قناة السويس، العريش، السويس، الإسماعيلية، بالإضافة إلى مساهمته فى تطوير دراسة اللغة العربية من خلال مشاركاته فى عضوية اللجان والمؤتمرات الأدبية والتربوية بمصر والعالم العربى، ودوره فى إدخال مقرر المكتبة العربية ومصادرها ضمن لوائح كليات التربية والآداب بالجامعات المصرية، إلى جانب إسهاماته الكثيرة بجامعات القناة.
ووصفته د. سارة غانم أستاذ الأدب العربى الحديث والنقد بكلية الآداب جامعة بورسعيد، فى حديثها بأنه حامل لواء لغتنا الجميلة، وتابعت قائلة: حرصت دوما على أن يتكرم على بتدريس كتابه الموسوعى المكتبة العربية ومصادرها لطلاب الفرقة الأولى من طلاب قسم اللغة العربية وآدابها، واختتم كلمتى بالدعاء له أن يبارك فى عمره وأن يظل يمتعنا بكل جديد فى العربية ما يجعلنا نقف مشدوهين أمام بهاء علمه ورقة تواضعه.
وتحدث د. يوسف نوفل عن أثر المكان على تجربته الشعرية والنقدية، وأكد أن هذا التكريم أهم تكريم له فى حياته، وأنه من عشاق قصور الثقافة منذ عام ١٩٦٤.
ووجه «نوفل» شكره للقائمين عليها لتكريمه، وقال إنها مؤسسة وطنية عظيمة تستحق كل تقدير، وقد تعلمت وأنجزت رسالتى فى مكتبة قصر ثقافة بورسعيد، كما تناول فى كلمته الحقوق الأدبية فى الكتابة والفرق بين التناص والاقتباس والانتحال.
برنامج العودة إلى الجذور يأتى ضمن جهود الهيئة العامة لقصور الثقافة لتكريم القامات الثقافية والأدبية فى كل ربوع الوطن لاسيما فى مسقط رؤوسهم إعلاءً لقيمة الأدب والإبداع بين الأجيال الجديدة، وشهد اللقاء الذى نظمته الإدارة المركزية للشئون الثقافية والإدارة العامة للثقافة العامة بالتعاون مع إقليم القناة وسيناء الثقافى برئاسة أمل عبدالله، وفرع ثقافة بورسعيد برئاسة د. جيهان المالكى، عرضاً فنياً قدمته فرقة بورسعيد للآلات الشعبية بقيادة عازف السمسمية الفنان محمود غندر، تضمن باقة متنوعة من الأغانى التراثية تغنى بها كوكبة من نجوم الغناء الشعبى.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: د قصر ثقافة بورسعيد عمرو البسيوني ادر العودة إلى الجذور یوسف نوفل
إقرأ أيضاً:
ضرب الجذور لا القشور
محمد بن رامس الرواس
في سلطنتنا الحبيبة عُمان نتطلع دائمًا إلى النهوض بالشباب كونهم عماد الوطن ومنجزي رؤيتنا المستقبلية، لكن تأتي آفة المخدرات لتصبح إحدى العثرات الخطرة أمام هذا الطريق، وتحديًا كبيرًا يشبه المُعضِلة الجاثمة على صدورنا في مجتمعاتنا، حيث إنها تدمر وتهلك الأجساد والعقول والأخلاق والقيم من خلال سلب صحة شبابنا، مستهدف من يقف خلف هذا الأمر النيل من حاضرنا ومستقبلنا.
ولأجل العلاج الناجع لا بُد أن نضع خططًا سريعة وقوية ونافذة تحتوي على ثلاث مراحل، أولها لا تبدأ بالضحية؛ بل بالمجرم الحقيقي الذي يتمثل في المصنع، والمهرب، والمروج. فإن تدمير مكامن ومصادر هذه السموم يعتمد على القضاء على مكامن التصنيع والترويج؛ وذلك عبر تكاتف أجهزتنا العسكرية والأمنية وبتعاون مجتمعي مشفوعًا بتشريعات قانونية جديدة صارمة، معززة بأجهزة متخصصة تسابق الزمن للنيل من المصدر والقضاء عليه، لأن ذلك يعد الضربة المثلى لهذه الآفة وتدمير جذورها، وبدون ذلك لا يمكن التعافي من مصادر هذه السموم، وهذه الخطوة تمثل أفضل السبل نحو السير باتجاه التعافي بإذن الله تعالى.
ثاني هذه المراحل: مرحلة الوعي المجتمعي، وهذا يكون عبر تفعيل دور اللجان الاجتماعية والصحية والتربوية لمتابعة ورصد ما تم ويتم بشأن وضع خطط لبرامج متتالية وممنهجة، مصحوبًا بندوات توعوية وتوجيهات إرشادية ووقائية عبر منابر المساجد، وبالتلفاز، ووسائل التواصل الاجتماعي، سواء كانت برامج صحية أو ثقافية، توضّح خلالها الحقائق كاملة لما يحدث من أضرار مجتمعية تعود سلبًا على الوطن وعلى المتعاطي لهذه الآفة. ويمكن في هذه المرحلة الاستعانة ببرامج ذكاء اصطناعي تستطيع مخاطبة الشباب بلغة عصرية، تكشف لهم حقيقة ما يُحاك ضدهم وضد وطنهم، وكيف أن هذه الآفة تدمر الأعصاب والعقل، وتنتهي بصاحبها بنهاية مؤلمة يخسر فيها الشاب احترامه أمام مجتمعه، ويخسر فيها صحته وربما حياته.
ولن يفوتنا هنا في هذه المرحلة ذكر دور الأسرة والمدرسة، اللذين عليهما الحمل الأكبر ليضعوا النقاط على الحروف ويحطموا الصورة المزيفة للمخدرات أمام الشباب بوسائلهم التعليمية.
وثالث هذه الخطوات: الإسراع في وضع مصحّات صحية للتعافي من هذه الآفة، فلا بُد أن نضمن وجود بيئة آمنة صحية بيننا قادرة على استيعاب من انجرف في هذا الطريق، ولديه الإرادة والعزيمة للرجوع إلى الصواب؛ حيث لا يمكن أن نُدير ظهرنا للمدمن، بل علينا أن نمدّ له طوق النجاة، وذلك عبر استحداث مراكز إعادة التأهيل على أعلى مستوى، مشفوعة بدعم نفسي ورعاية طبية متخصصة، مع وضع برامج للإدماج الاجتماعي بنهاية مرحلة العلاج. وكل هذه المراحل بالنهاية يجب أن تكون جزءًا من منظومة متكاملة وشاملة.
ختامًا.. علينا أن نمنح المدمن فرصة ثانية ليلتحق بمجتمعه، ونقولها مرة أخرى: إن الأزمة التي نخوضها ضد المخدرات تبدأ من ضرب المصدر مع معالجة الضحية، ويكون سلاحها التشريع والوعي والعلاج؛ فلنحمِ شبابنا بالوسائل الفاعلة والأدوات التي تقضي على هذه الآفة وبترها من مكامنها.