Night Swim.. «المسبح المرعب»
تاريخ النشر: 12th, January 2024 GMT
أبوظبي (الاتحاد)
اجتمع جميس وان، وجيسون بلوم، منتجا أشهر أفلام الرعب في سينما هوليوود، من أبرزها: سلسلة The Nun وM3gan، وInsidious وThe Conjuring وThe Black Phone، لتقديم فيلم جديد في عالم الرعب والتشويق مع بداية الموسم السينمائي لعام 2024، هو (Night Swim) - «السباحة ليلاً» الذي يُعرض حالياً في السينما المحلية، وتدور أحداثه حول عائلة تواجه ظواهر خارقة للطبيعة خلال ممارسة رياضة السباحة في حوض المسبح الخاص بمنزلهم.
يشارك في بطولة الفيلم، كيري كوندون، وايت راسل، نانسي لينيهان، بن سنكلير، جودي لونج وأميلي هوفيرل، وهو من تأليف برايس ماجواير ورود بلاكهورس، وﺇﺧﺮاﺝ برايس ماجواير.
حادث غامض
تعود أحداث الفيلم في البداية إلى عام 1992، حيث تتوفى فتاة مراهقة في حادث غامض، بجوار حمام سباحة في منزلها، عندما كانت تستعيد قارب لعبة صغير في المسبح، لتنتقل المشاهد إلى وقتنا الحالي، حيث تستعد عائلة إلى الانتقال إلى المنزل نفسه من أجل الاستقرار العائلي.
وتكتشف العائلة وجود حوض سباحة ضخم في المنزل، لكنه متهالك بسبب عقود من إهمال صيانته، لكن الأب راي والر الذي يجسد دوره وايت راسل، يوعد عائلته بإعادة تجديد المسبح، واتفق مع فني حمام سباحة لتجديده، من أجل توفير لحظات من الترفيه والسعادة لعائلته.
حياة هادئة
«راي» هو لاعب سابق في دوري البيسبول الرئيس، وقد أجبره تشخيص مرض التصلب المتعدد على اعتزال اللعبة التي طالما عُرف بها، وتتطلع زوجته «إيف»، التي تلعبها كيري كوندون إلى عيش حياة هادئة مع زوجها وولديها، وهما الابنة المراهقة «إيزي» والابن الصغير «إليوت»، وفي أحد الأيام تتعرض الابنة «إيزي» لموقف غريب وهي تسبح ليلاً في حوض السباحة، حيث تكتشف وجود ظواهر خارقة للطبيعة.
حل اللغز
تتوالى الأحداث التي تمزج بين التشويق والمشاهد المرعبة ليلاً، والتي نفذها برايس ماجواير باحترافية، بعدما قدم الفكرة نفسها في فيلم قصير كتبه بنفسه، وعُرض عام 2014، ليسرد قصة الفتاة التي تحاول إنقاذ نفسها من ظواهر غريبة موجودة تحت أعماق حوض السباحة، ومحاولة الأب «راي» في حل لغز هذا المسبح، وإنقاذ عائلته من هذه الظواهر التي تعرض حياتهم للخطر.
إعادة إصدار
«Night Swim»، هو إعادة إصدار جديدة، لفيلم مستوحى من الفيلم القصير الشهير الذي صدر عام 2014 ويحمل الاسم نفسه، من تأليف برايس ماجواير وإخراج رود بلاكهيرست وبرايس ماجواير.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: أفلام الرعب الأفلام السينمائية هوليوود السينما
إقرأ أيضاً:
عُمان التي أسكتت طبول الحرب
في ركنٍ من هذا العالم العربي الملتهب، حيث تتشابك مصالح الإمبراطوريات وتتصادم استراتيجيات الدول الكبرى على حساب الجغرافيا والتاريخ، هناك دولة اختارت طريقًا مختلفًا.
سلطنة عُمان هذه الواحة الهادئة وسط صحراء النزاعات لم تسمح لنفسها أن تكون بيدقًا في رقعة الشطرنج الدولية، ولم تُبدّد مكانتها في لعبة المحاور والاصطفافات، بل وقفت كـ«السيدة الحكيمة»، كما يسميها المراقبون، تمسح عن الوجوه غبار الحروب، وتفتح للخصوم أبوابًا لم يكونوا يتوقعونها.
في منطقة تتوزعها الرياح بين الطموح النووي الإيراني، والوجود الأمريكي الصارم، والاشتباك العربي المزمن، رفعت سلطنة عمان راية أخرى: راية «الاحترام المشترك»، و«الحوار قبل الضربة»، و«اليد الممدودة بدل الإصبع على الزناد».
وهنا، يكمن الاستثناء العُماني: دولة لم تُقامر يومًا بدماء جيرانها، ولم تبنِ مجدها على ركام الدول الأخرى. بل آمنت أن دورها الحضاري ليس بالتحالف مع الأقوى، بل بالوقوف على مسافة واحدة من الجميع.
في السادس من مايو، بينما كانت شاشات الأخبار تغرق في صور الانفجارات، وبينما كانت المؤشرات تنذر بتوسّع خطير في الصراع الدائر بين جماعة أنصار الله والتهديدات أمريكية المتصاعدة تجاه استهداف الملاحة الدولية في البحر الأحمر، خرجت مسقط باتفاق ناعم لكنه جلل: وقف إطلاق نار مؤقت بين واشنطن وصنعاء، يضمن سلامة الملاحة، ويمنح للسلام فرصة ليلتقط أنفاسه.
ولم تكن هذه المبادرة وليدة لحظة، بل هي نتيجة شهور من الحوار الصامت الذي أجرته سلطنة عُمان، بهدوء، بعيدًا عن الأضواء، في قنوات خلفية لا تعتمد على التصعيد، بل على بناء الثقة، حجرةً بعد حجرة.
لكن الأمر لم يتوقف عند اليمن.
إذ حملت الأيام التالية مفاجأة أكبر: إيران تُعلن موافقتها على مبادرة عُمانية لاستضافة جولة رابعة من المفاوضات مع الولايات المتحدة.
في وقتٍ كانت فيه التوترات تنذر بالانفجار، وبين تحركات بحرية ومواقف سياسية حادة، قررت طهران أن تستمع لصوت مسقط.
لماذا؟ لأن هذه الدولة التي لا تلوّح بالقوة، تملك ما هو أثمن من ذلك: تملك المصداقية.
لقد فهمت سلطنة عمان منذ بداية الجمهورية الإسلامية في إيران، ومنذ لحظة دخول الأساطيل الأمريكية للخليج، أن دورها ليس الوقوف في الضد، بل الوقوف في المنتصف، لا كحياد باهت، بل كوسيط نشط، بكرامة وهدوء.
فما الذي يجعل هذا البلد العملاق برسالته، ينجح فيما فشلت فيه دول كبرى، ذات أبواق وسفارات وميزانيات مهولة؟ الجواب، ببساطة، إنه لا يُمارس السياسة من أجل العنوان، بل من أجل الغاية.
ففي السياسة كما في الطب، لا يحتاج الطبيب الجيد إلى صخب، بل إلى يد ثابتة ونية خيّرة.
وهذا ما فعلته سلطنة عُمان.
اقتربت من الجراح وهي تهمس لا تصرخ، ووضعت الضمادة لا الحطب.
لقد وُلدت هذه الفلسفة من تاريخ طويل في العلاقات الإنسانية والسياسية.
فسلطنة عُمان، التي تفتح أبوابها للحجاج والدبلوماسيين على حد سواء، تعرف أن الكلمة الطيبة تُغيّر العالم أكثر مما يفعل الرصاص.
عرفت ذلك عندما وقفت على مسافة متزنة من كل صراعات المنطقة، وعندما شاركت في مساعي الاتفاق النووي مع إيران، وعندما رفضت أن تدخل تحالفات استنزفت الدول وأغرقتها في الرمال.
عُمان لا تُراهن على النصر، بل على النُبل.
لا تُقايض بالتحالفات، بل تُبادر بالثقة.
لا ترفع شعارات، بل ترسم جسورًا.
وفي لحظةٍ يخشى فيها العالم اندلاع حربٍ جديدة بين قوى كبرى، تُطفئ مسقط الشرارة قبل أن تصبح نارًا.
تجمع طهران وواشنطن تحت سقف واحد، لا لتفرض رأيًا، بل لتفتح نافذة.
هذا المقال ليس تمجيدًا لدبلوماسية، بل احتفاء بأخلاق دولة.
بدولةٍ فهمت أن القيادة لا تحتاج صراخًا، بل رقيًّا.
وأن التاريخ لا يخلّد الأصوات العالية، بل الأفعال العظيمة التي تمشي على أطراف الأصابع.
تحية إلى عُمان، دولة الأفعال الهادئة التي كلما اقتربت الحرب، قررت أن تكتب فصلًا جديدًا للسلام.