أكد القيادي الجزائري في الجبهة الإسلامية للإنقاذ في الجزائر الشيخ علي بلحاج، أن دعوى جنوب أفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية، ليست انتصارا لفلسطين فحسب، بل هي انتصار للعدالة الدولية، ودعا الشعوب العربية إلى تثمين خطوة جنوب أفريقيا ورفع أعلامها في المظاهرات الدولية المزمع تنظيمها يوم السبت المقبل انتصارا لفلسطين.



وأوضح بلحاج في تصريحات خاصة لـ "عربي21"، أن جنوب أفريقيا بلد مؤهل للقيام بهذه الخطة التي وصفها بـ "التاريخية".

وقال: "عندما تخلى المسلمون عن نصرة الحق فإن الله ينقل النصرة لمن لا يدين بديننا.. والحقيقة أن جنوب أفريقيا تمكنت من الإقدام على هذه الخطوة لأنها مؤهلة لذلك، ففيها نيلسون مانديلا صاحب التاريخ العريق في مكافحة الميز العنصري، وهو الذي رفض العهدة الثانية وكان في موقع قوة، وهي دولة تحترم شعبها ولها قوانين مرعية على خلاف أنظمتنا السياسية العربية، التي معظمها يده ملطخة بدماء شعبه".

وأكد بلحاج أن المحاكمة في الأصل ليست لإسرائيل وحدها، وإنما هي للولايات المتحدة الأمريكية ولمن لف لفها في إسناد الاحتلال، ذلك أن إسرائيل ما كان لها أن تفعل ما فعلته، لولا الإمداد العسكري والسياسي الأمريكي والغربي بل حتى وسائل التواصل الاجتماعي تم التضييق عليها لصالح الاحتلال".

وأضاف: "تحية شكر لجنوب أفريقيا على هذه الخطوة، وكل من يقف مع القضايا العادلة ينبغي تشجيعه وتثمينه.. هذه مسألة لا بد من تأصيلها شرعيا وسياسيا، ذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم أقر حلف الفضول رغم أن من وضعه غير مسلمين، لأنه يحمل قيمة إنسانية ويقف مع المظلوم ضد الظالم".

على صعيد آخر دعا بلحاج الشعوب العربية والإسلامية وأحرار العالم إلى التفاعل بإيجابية مع الدعوة لمظاهرة عالمية يوم السبت المقبل تضامنا مع فلسطين وللمطالبة بوقف الحرب ضد غزة.

وقال: "هذه دعوة طيبة ومشكورة، وينبغي أن يسارع إليها العقلاء، لأن حركة الجماهير الشعبية هي عامل آخر من عوامل الضغط على هذا العالم الغربي المتوحش الذي يقف مع الاحتلال الموغل في المتوحش".

وأضاف: "أعلم أن المظاهرات في العالمين العربي والإسلامي لن تكون، ففي دول الخليج لن يسمحوا بذلك لأسباب نعرفها جميعا، وفي الجزائر لن يتم السماح بالتظاهر بالنظر لقانون الطوارئ، لا بل ذهبوا أبعد من ذلك حين روجوا في الجزائر إلى أن خطوة جنوب أفريقيا كما لو أنها استجابة لدعوة الرئيس عبد المجيد تبون، وهم لم يسمحوا حتى بالتظاهر نصرة لغزة".

وحذّر بلحاج من خطورة اعتزام الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا توجيه ضربة عسكرية ضد اليمن، ودعا العالم العربي والإسلامي إلى اليقظة إزاء هذه التطورات الخطيرة، وفق تعبيره.

وبدأت الخميس، محكمة العدل الدولية جلسات الاستماع المرتبطة بدعوى قدمتها جنوب إفريقيا ضد إسرائيل متهمة إياها بارتكاب "جرائم إبادة جماعية" في غزة، وهو ما تنفيه تل أبيب.

ولحين البت في القضية، طلبت جنوب إفريقيا من محكمة العدل الدولية، إصدار "أمر مؤقت" عاجل لإسرائيل بـ"تعليق فوري لعملياتها العسكرية" في غزة.

وغدا الجمعة، تعقد المحكمة جلسة الاستماع الثانية والأخيرة التي سيقدم فيها فريق إسرائيل القانوني دفاعاته في الاتهامات المقدمة ضد تل أبيب.

وتعد أحكام محكمة العدل ملزمة قانونا، لكنها لا تملك سلطة لفرض تطبيقها، وفي عام 2022 تجاهلت موسكو أمرا من المحكمة بوقف العمليات العسكرية الروسية في جارتها أوكرانيا.

على صعيد آخر تستعد جماعات مناصرة لفلسطين تتخذ من المملكة المتحدة مقراً لها لتنظيم مسيرات في 13 يناير/ كانون الثاني ـ للمطالبة بوقف دائم لإطلاق النار وإنهاء الهجمات الإسرائيلية على القطاع المحاصر.

ومن المقرر تنظيم مسيرات في عشرات المدن من دول العالم من بينها المملكة المتحدة والولايات المتحدة وكندا وفرنسا وألمانيا وسويسرا والدنمارك وجنوب أفريقيا ونيجيريا وغانا واليابان وإندونيسيا وكوريا الجنوبية وأستراليا والبرازيل والأردن وتركيا والعديد من الدول الأخرى.

والمجموعات القائمة على تنظيم يوم التضامن العالمي مع فلسطين هي المنتدى الفلسطيني في بريطانيا وأصدقاء الأقصى (FOA)، والرابطة الإسلامية البريطانية، وتحالف أوقفوا الحرب، وحملة التضامن مع فلسطين (PSC)، وحملة نزع السلاح النووي.

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الاول 2023 يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة خلّفت حتى الخميس "23 ألفا و469 شهيدا و59 ألفا و604 مصابين معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة"، وفقا لسلطات القطاع والأمم المتحدة.

إقرأ أيضا: أنصار فلسطين يستعدون لـ"يوم التحرك العالمي" للمطالبة بوقف الحرب ضد غزة

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الاحتلال فلسطين غزة احتلال فلسطين غزة مواقف عدوان المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة جنوب أفریقیا محکمة العدل مع فلسطین

إقرأ أيضاً:

بطاريق جنوب أفريقيا تواجه خطر الانقراض.. والسردين يلعب دوراً حاسماً في مصيرها

تخضع بطاريق أفريقيا كل عام لدورة انسلاخ تتخلص خلالها من ريشها القديم وتستبدله بآخر جديد، وهي عملية ضرورية للحفاظ على العزل الحراري لجسدها وضمان مقاومته للماء أثناء السباحة.

تعرضت أعداد كبيرة من بطاريق أفريقيا والتي تعيش على سواحل جنوب أفريقيا للموت خلال موسم انسلاخها السنوي، وهي الفترة التي تعجز فيها هذه الطيور عن دخول المياه للبحث عن الطعام.

وربطت دراسة علمية حديثة بين هذه الوفيات الحادة وبين تراجع حاد في توفر الغذاء، خصوصاً سمك السردين، الذي يشكّل المصدر الرئيسي لتغذية هذه الفصيلة.

وتشير تقديرات الباحثين إلى أن نحو 95% من بطاريق أفريقيا التي تكاثرت في عام 2004 على جزيرتي داسن وروبن—وهما من أهم مستعمرات التكاثر تاريخياً—نفقت خلال السنوات الثماني التالية بسبب ندرة الغذاء.

ونشرتالنتائج المذكورة في دراسة أجراها علماء من وزارة الغابات ومصايد الأسماك والبيئة في جنوب أفريقيا، بالتعاون مع باحثين من جامعة إكستر البريطانية، ونُشرت في 4 ديسمبر 2025 بمجلة Ostrich: Journal of" African Ornithology"، وهي مجلة علمية محكّمة متخصصة في طيور أفريقيا.

وقال الدكتور ريتشارد شيرلي، عالم الأحياء المحافظة والمؤلف المشارك في الدراسة: "بين عامَي 2004 و2011، ظلّت أرصدة سمك السردين قبالة سواحل غرب جنوب أفريقيا دون 25% من ذروة وفرتها، وهو ما تسبب على الأرجح في نقص غذائي حاد أدى إلى فقدان نحو 62,000 فرد من بطاريق أفريقيا المتكاثرة".

وأضاف شيرلي أن "في عام 2024، صُنّفت بطاريق أفريقيا ضمن الفصائل المهددة بالانقراض بشكل حرج، ويبدو أن استعادة كتلة السردين الحيوية في مناطق التغذية الأساسية أمرٌ أساسي لبقائها المستقبلي".

الانسلاخ: مرحلة صيام قسري تمليها الطبيعة

تخضع بطاريق أفريقيا كل عام لدورة انسلاخ، تتخلّص خلالها من ريشها القديم وتستبدلها بريش جديد. وتُعدّ هذه العملية ضرورية للحفاظ على عزل جسدها حرارياً ولضمان مقاومته للماء أثناء السباحة. لكن خلال هذه الفترة، التي تمتدّ عادةً نحو 21 يوماً، لا تستطيع الطيور النزول إلى البحر، إذ يترك نقص الريش جلدها معرّضاً لانخفاض حرارة الجسم في المياه الباردة. ولهذا، يتعيّن عليها البقاء على اليابسة دون طعام طوال هذه المدة.

ولكي تنجو دون غذاء، يجب أن تكون قد جمعت احتياطيات دهنية كبيرة قبل بدء الانسلاخ. وأوضح شيرلي: "تكيّفت هذه الطيور على تجميع الدهون ثم الصيام، حيث يعتمد جسدها على استقلاب تلك الدهون بالإضافة إلى البروتين في عضلاتها للوصول إلى نهاية فترة الانسلاخ. وبعد ذلك، تحتاج إلى استعادة حالتها الجسدية بسرعة. لذا، إذا تعذّر عليها العثور على غذاء كافٍ قبل الانسلاخ أو مباشرةً بعده، فلن تمتلك ما يكفي من الاحتياطيات للبقاء على قيد الحياة".

Related بدء موسم تعشيش البطاريق في حوض أسماك شيكاغونفوق جماعي لبطاريق أفريقية بسبب نقص الغذاء جراء تغير المناخ والصيد الجائرالبحار تزداد دفئًا... وبطاريق القطب الجنوبي في خطر تراجع السردين: تفاعل قاتل بين البيئة والصيد

ومنذ عام 2004، انخفضت الكتلة الحيوية لسمك السردين (Sardinops sagax)—وهو مصدر غذائي رئيسي لبطاريق أفريقيا—في كل عام تقريباً إلى أقل من 25% من ذروتها قبالة سواحل غرب جنوب أفريقيا.

ويعزى ذلك جزئياً إلى تغيرات في درجة حرارة وملوحة مناطق التفريخ، وفق شيرلي: "أدت هذه التغيرات إلى تراجع نجاح التفريخ في المناطق التاريخية على الساحل الغربي، وزيادة نجاحه على الساحل الجنوبي. لكن بسبب الهيكل التاريخي لصناعة الصيد، ظلّ تركيز الصيد غرب رأس أغولهاس، مما أدى إلى مستويات عالية من الاستغلال في أوائل ومنتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين".

وحلّل الباحثون، في دراستهم، عدد أزواج بطاريق أفريقيا المتكاثرة وأعداد البالغين في طور الانسلاخ على جزيرتي داسن وروبن بين عامَي 1995 و2015.

وبالنظر إلى الأهمية التاريخية لهاتين الجزيرتين—اللتين كانتا تستضيفان نحو 25 ألف زوج (داسن) و9 آلاف زوج (روبن) في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين—فهما يُعدّان موقعَي رصد بيئي طويل الأمد.

البيانات تربط معدلات البقاء بتوفر الفرائس

وأدخل الباحثون تقديرات لمعدّلات بقاء البالغين استناداً إلى تحليل "الإمساك-الوسم-إعادة الإمساك" خلال الفترة 2004–2011، وقارنوا بين معدلات البقاء ونسبة المتكاثرين الذين لم يعودوا إلى مستعمراتهم للانسلاخ، مقابل مؤشر مطوّر لتوفر الفرائس في المنطقة.

وقال شيرلي: "ارتبط معدل بقاء البالغين—وخاصة أثناء الانسلاخ السنوي الحاسم—ارتباطاً وثيقاً بتوفر الغذاء. وربما ساهمت معدلات الاستغلال المرتفعة للسردين—التي وصلت لفترة وجيزة إلى 80% في عام 2006—في تفاقم وفيات البطاريق، في وقت كان يشهد فيه السردين تراجعاً بسبب التغيرات البيئية".

ولا يقتصر التراجع على جزيرتي داسن وروبن، وفق الفريق البحثي. فقد أشار شيرلي إلى أن "هذه الانخفاضات تنعكس في مواقع أخرى"، مضيفاً أن الفصيلة شهدت تراجعاً عالمياً في أعدادها بنسبة تقارب 80% خلال العقود الثلاثة الماضية.

ويستند مؤشر توفر الفرائس—الذي طوّره الفريق في دراسة سابقة نُشرت بمجلة ICES Journal of Marine Science—إلى نسبتي السردين والأنشوفة في غذاء طيور "الأطيش الرأسية" (Morus capensis)، وهي من الطيور البحرية التي تتغذى أيضاً على هذين النوعين.

وأوضح الدكتور أزويانيوي ماخادو، من وزارة الغابات ومصايد الأسماك والبيئة والمؤلف المشارك في الدراسة: "يُعتبر غذاء طيور الأطيش مؤشراً جيداً لتوفر السردين والأنشوفة، لأنها الأبعد انتشاراً بين الطيور البحرية في جنوب أفريقيا التي تعتمد على هذين النوعين".

إجراءات حماية جديدة وآمال في التعافي

ورغم صعوبة استعادة أعداد بطاريق أفريقيا، إذ يعتمد تحسين تفريخ السردين بشكل أساسي على الظروف البيئية، يرى الباحثون أن هناك خطوات فعّالة يمكن اتخاذها.

وقال شيرلي: "يمكن لسياسات إدارة المصائد التي تحدّ من استغلال السردين عندما تكون كتلته الحيوية أقل من 25% من ذروتها، وتسمح لمزيد من البالغين بالبقاء للتفريخ، وكذلك تلك التي تقلّل وفيات الصغار (السردين اليافع)، أن تُسهم في تحسين الوضع، رغم وجود خلافات حول فعاليتها بين بعض الأطراف".

وإلى جانب ذلك، تم اتخاذ إجراءات حماية مباشرة للبطاريق، تشمل توفير أعشاش اصطناعية، وإدارة الحيوانات المفترسة، وإنقاذ البالغين والصغار وإعادة تأهيلهم وتغذيتهم يدوياً. كما حُظر مؤخراً الصيد التجاري بالشباك الطوقية (purse-seine) في محيط أكبر ست مستعمرات لتزاوج البطاريق في جنوب أفريقيا.

وقال ماخادو: "يُرجى أن يؤدي هذا الإجراء إلى تحسين وصول البطاريق إلى غذائها في مراحل حاسمة من دورة حياتها، مثل تربية الصغار ومراحل ما قبل وما بعد الانسلاخ".

ويواصل الفريق حالياً مراقبة نجاح التكاثر، وحالة الصغار، وسلوك التغذية، والمسار السكاني، ومعدلات البقاء لبطاريق أفريقيا.

ويختم شيرلي قائلاً: "نأمل أن تبدأ التدخلات المحافظة التي تم تطبيقها مؤخراً، بالتزامن مع خفض معدلات استغلال السردين عندما تكون وفرته أقل من 25% من العتبة القصوى، في وقف هذا التراجع، وأن تُظهر الفصيلة بعض مؤشرات التعافي".

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة

مقالات مشابهة

  • مقتل 6 مدنيين على الأقل في قصف مبنى الأمم المتحدة بجنوب السودان
  • الإخبارية السعودية تحذف مقطعا من خطبة المسجد الحرام يشيد بأطفال فلسطين (شاهد)
  • بشأن الأونروا.. فلسطين ترحب بالإجماع الدولي على فتوى "العدل الدولية"
  • الهجرة الدولية: نزوح 330 شخصًا من كادوقلي بجنوب السودان
  • النواب الأميركي يقر مشروع قانون التجارة مع أفريقيا
  • بطاريق جنوب أفريقيا تواجه خطر الانقراض.. والسردين يلعب دوراً حاسماً في مصيرها
  • وكالة الطاقة الدولية تخفض توقعاتها بشأن فائض سوق النفط العالمي لعام 2026
  • وكالة الطاقة الدولية: فائض النفط العالمي يتراجع في 2026
  • عاصم سليمان: الرئيس السيسي أيقونة الدبلوماسية الدولية وبوصلة السلام العالمي
  • أميركا تستضيف اجتماعا لمجموعة الـ20 بدون جنوب أفريقيا