مزاعم عن نيزك غادر الأرض وعاد إليها بعد آلاف السنين!
تاريخ النشر: 17th, July 2023 GMT
يسعى علماء للتأكيد على أن صخرة سوداء اكتشفت في المغرب عام 2018 غادرت سحب الأرض للفضاء الخارجي، لتعود إليها كطفل ضال.
وإذا كان هذا صحيحا، فإن هذه الصخرة - التي يطلق عليها رسميا اسم "شمال غرب إفريقيا (NWA) 13188" - ستكون أول نيزك (نعرفه) يقوم بهذه الرحلة غير العادية ذهابا وإيابا.
ويلمح مظهر NWA 13188 الفقاعي وملمس البلورات والتركيب الكيميائي الدقيق بقوة إلى نوع الصخور التي تتكون من المعادن المنصهرة التي تنتجها البراكين بالقرب من ألواح المحيط الغارقة في الأرض.
ووفقا لما ذكره جيروم جاتشيكا، عالم الجيوفيزياء من المركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي الذي قدم نتائج فريقه في مؤتمر غولدشميت للكيمياء الجيولوجية في فرنسا، فإن الصخرة مرت برحلة شهدت أنها قضت وقتا طويلا في المدار.
ولا يمكن تفسير تركيزات الهيليوم 3 والبريليوم 10 ونيون 21 إلا من خلال التعرض للأشعة الكونية - الإشعاع الموجود في الفضاء الخارجي ولكن تم حظره إلى حد كبير بواسطة المجال المغناطيسي للأرض.
وبينما كان تركيز هذه النظائر أقل منه في النيازك الأخرى، كان أعلى بكثير منه في صخور الأرض الأخرى.
ويشير هذا إلى أن NWA 13188 قد تعرض للأشعة الكونية المجرّية لفترة قصيرة ولكنها مهمة، تصل إلى بضع عشرات الآلاف من السنين.
ويحتوي NWA 13188 أيضا على "قشرة اندماجية" زجاجية، ما يشير إلى أنها ربما تكون قد ذابت أثناء دخولها الناري إلى الغلاف الجوي للأرض. كل هذا "يحول دون أن يكون NWA 13188 نيزكا مزيفا من صنع الإنسان".
إقرأ المزيدوخلص الفريق إلى أنه "لذلك، نعتبر NWA 13188 نيزكا، تم إطلاقه من الأرض ثم إعادة تراكمه على سطحه".
ويقول الباحثون إن كيفية وصول صخرة الأرض هذه إلى الفضاء تعد لغزا، لكن من الممكن أن يتم قذفها أثناء ثوران بركاني أو تم إلقاؤها في الفضاء عندما اصطدم نيزك آخر بالأرض.
للدخول إلى المدار، يجب أن تتحرك قذيفة صخرية من فوهة بركان هائج لعشرات الآلاف من الكيلومترات في الساعة - وهي أسرع من معظم الصخور التي تطير بها.
وعادة ما تصل أعلى أعمدة البراكين إلى حوالي 31-45 كيلومترا فوق سطح الأرض (101700-147600 قدم)، لذلك من غير المحتمل أن تطلق البراكين صخورا في الفضاء.
وكانت بعض الاصطدامات بين الأرض والكويكبات الكبيرة قوية بما يكفي لإطلاق الصخور في النظام الشمسي.
وتم العثور على صخرة أرضية عمرها 4 مليارات عام - وهي أقدم صخرة معروفة للعلم - على القمر خلال مهمة أبولو 14 في عام 1971. ربما تم قذف هذه الصخرة من الأرض إلى القمر الأقرب بعد ذلك بكثير بعد اصطدام كويكب.
ولا يعرف عمر NWA 13188، لكن فريق البحث يعمل على تحديد تاريخ الصخور عن طريق قياس تركيزات أحد نظائر الأرجون.
ولم يقنع البحث غير المنشور الجميع. وقال عالم الكواكب فيليب كلايس لأليكس ويلكنز: "عندما تدعي فرضيات غير عادية، فأنت بحاجة إلى أدلة غير عادية لدعمها. ما زلت غير مقتنع".
كما تم العثور على نيازك من المريخ في الصحراء الكبرى. وتم اكتشاف صخرة عمرها 4.4 مليار عام تسمى "الجمال الأسود" من قبل صائدي النيازك المحليين وتم بيعها لمجموعة خاصة في عام 2011. وتبلغ قيمتها السوقية الآن أكثر من 10000 دولار أمريكي للغرام الواحد.
وتعد الصحراء الكبرى مكانا مثاليا للبحث عن النيازك حيث تنفجر الحجارة السوداء على الرمال، وهناك القليل من النباتات لإخفاء المنظر.
ويمكن أن يكون ما يصل إلى 780000 نيزك كامنا في مكان ما في الصحراء، ما يجعله أفضل موقع لصيد النيازك خارج القارة القطبية الجنوبية.
المصدر: ساينس ألرت
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: كورونا الارض الفضاء بحوث
إقرأ أيضاً:
رصد إشارات قديمة من مجموعة مجرات بعيدة.. ماذا يعني ذلك؟
أُعلن عن رصد إشارات راديو قديمة قادمة من مجموعة مجرات بعيدة، وهو أمر يعيد للأذهان سؤال وجود الحياة في الكون ومدى إمكانية التواصل مع حضارات أخرى.
وتم هذا الاكتشاف بواسطة فريق من علماء الفلك الذين استخدموا تقنيات متطورة لتحليل إشارات الراديو التي تعود لآلاف السنين.
تعتبر هذه الإشارات جزءًا من دراسة أوسع حول الكون وما يحتويه من مجرات ونجوم.. فماذا يعني هذا الاكتشاف؟
رصد إشارات قديمةأثناء دراسة عنقود المجرات البعيد المعروف باسم «SpARCS1049»، رصد علماء الفلك موجات راديوية خافتة وغامضة، وفقاً لدراسة نُشرت في مجلة «ذا استروفيزيكال جورنال ليتيرز».
ونشأت موجات الراديو المكتشفة، التي استغرقت 10 مليارات سنة للوصول إلى الأرض، من منطقة شاسعة من الفضاء مليئة بجسيمات عالية الطاقة وحقول مغناطيسية.
تُعرف هذه السحب الشاسعة من الجسيمات عالية الطاقة باسم «هالة صغيرة». ووفقاً للدراسة، لم تُرصد هالة صغيرة بهذا العمق في الفضاء من قبل.
وُصفت الهالات الصغيرة في الدراسة بأنها مجموعات خافتة من الجسيمات المشحونة. ومن المعروف أن هذه المجموعات تُصدر موجات راديوية وأشعة سينية. وعادة ما توجد الهالات الصغيرة في العناقيد المجرية بين المجرات.
ما أهمية الاكتشاف؟يُعتبر هذا الاكتشاف علامة فارقة في علم الفلك، حيث يعدّ فرصة لفهم التاريخ العميق للكون، فالإشارات التي تم رصدها تلقي الضوء على كيفية تطور المجمعات المجردة والأحداث الكونية التي قد تكون حدثت قبل مليارات السنين.
هذا النوع من الأبحاث لا يساعد فقط في فهمنا للماضي، بل قد يفتح أيضًا آفاقًا جديدة للبحث عن الحياة في الكواكب التي تدور حول تلك النجوم.
بينما يُحتفل بهذا الاكتشاف المذهل، يواجه العلماء عدة تحديات. يتمثل أحد التحديات الرئيسية في تحليل وفك تشفير هذه الإشارات. فقد تكون الإشارات الراديوية القديمة مشوشة أو ضعيفة، ما يتطلب تقنيات متقدمة للغاية للتأكد من دقتها. كما يتطلب فهم الإشارات معرفة عميقة بعلم الفلك وعلم الفيزياء لتفسير الرسائل التي تحملها.
يفتح هذا البحث المجال أمام إمكانيات جديدة للاتصالات بين الكواكب. إذا كانت هناك حضارات قديمة في هذه المجمعات المجردة، فإن تطوير تقنيات تواصل فعّالة بيننا وبينهم يمكن أن يكون الهدف القادم للعلماء، إن فكرة تواصلنا مع كائنات من عوالم أخرى تشغل خيال الكثيرين، وقد تحقق هذه الأبحاث فرصة الوصول إلى فهم أعمق للكون الذي نعيش فيه.
تكنولوجيا الرصد المستخدمةتعتمد هذه الأبحاث على مجموعة من التكنولوجيا المتقدمة، بما في ذلك التلسكوبات الراديوية التي تستطيع التقاط إشارات ضعيفة من مسافات بعيدة. استخدام هذه التكنولوجيا هو أمر بالغ الأهمية لفهم الظواهر الفلكية بوضوح. كما يوجد اهتمام متزايد بتطوير تلسكوبات جديدة يمكنها رصد إشارات من زمن أبعد.
بحسب العلماء، هذا الاكتشاف لا يقدم فقط أجوبة عن أسئلة قديمة بخصوص أصل الكون بل يوسع أيضًا آفاقنا. قد يؤدي إلى اكتشافات جديدة عن أنفسنا، مما يعزز من معرفتنا بمكانتنا في الكون. وفي ظل التقدم التكنولوجي المستمر، قد نشهد يومًا ما تواصلًا حقيقيًا مع حضارات أخرى في الكون.