السودان.. البرهان يرفض المشاركة بقمة إيغاد وحميدتي يوافق
تاريخ النشر: 13th, January 2024 GMT
أعلنت الحكومة السودانية، اليوم السبت، رفضها المشاركة في القمة الاستثنائية الـ42 للهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية "إيغاد"، المقرر عقدها في أوغندا الأسبوع المقبل، فيما أعلن قائد قوات الدعم السريع موافقته على المشاركة في القمة التي ستناقش الصراع في السودان ضمن قضايا أخرى.
وجاء في بيان أصدره مجلس السيادة الانتقالي أن حكومة السودان تلقت دعوة من إيغاد لحضور القمة التي ستعقد في العاصمة الأوغندية كمبالا لمناقشة مشكلة الصومال وما يدور في السودان، لكنها لا ترى ما يستوجب عقد قمة لمناقشة أمر السودان قبل تنفيذ مخرجات القمة السابقة.
وأوضح مجلس السيادة، في بيانه، أنه ظل يتعاطى بإيجابية مع كل المبادرات الرامية لإحلال السلام في السودان، خاصة المبادرات الصادرة عن الإيغاد، لكن المنظمة لم تلتزم بتنفيذ مخرجات قمة جيبوتي بعقد اجتماع بين رئيس مجلس السيادة، عبد الفتاح البرهان، وقائد قوات الدعم السريع ولم تقدم تبريرا مقنعا لإلغاء الاجتماع الذي كان مقررا في 28 ديسمبر/كانون الأول الماضي.
وبحسب البيان فإن إيغاد تحدثت عن أسباب فنية حالت دون عقد الاجتماع بينما كان قائد الدعم السريع يتجول بين عدد من الدول الأعضاء بالمنظمة في التاريخ ذاته.
وقال المجلس "نجدد تأكيدنا بأن ما يدور في السودان شأن داخلي وأن استجابتنا للمبادرات الإقليمية لا تعني التخلي عن حقنا السيادي في حل مشكلة السودان بواسطة السودانيين".
القمة الاستثنائية
وكان رئيس جيبوتي، التي تترأس الدورة الحالية لمنظمة "إيغاد"، إسماعيل عمر جيله، قد دعا في 11 يناير/كانون الثاني الجاري، الدول الأعضاء في المنظمة لعقد قمة استثنائية بأوغندا في 18 من هذا الشهر الجاري، لمناقشة الأوضاع في السودان والخلاف بين إثيوبيا والصومال.
من جهته، أعلن قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو "حميدتي" في بيان السبت موافقته على حضور القمة.
وقال حميدتي في بيان "اتساقا مع موقفنا الثابت الداعم للحل السلمي الشامل، الذي ينهي مرة واحدة وللأبد الحروب في السودان عامةً، وحرب الخامس عشر من أبريل/نيسان خاصةً، أكدتُ اليوم قبولي دعوة الحضور والمشاركة في الدورة".
وجدد حميدتي التزام قوات الدعم السريع بوضع حدٍّ لمعاناة السودانيين الناجمة عن الحرب الحالية وتلك الدائرة منذ سنوات بأطراف السودان.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: قوات الدعم السریع فی السودان
إقرأ أيضاً:
مستودعات الموت … من علي الكيماوي إلي البرهان الكيماوي !!
musahak@icloud.com
مستودعات الموت ...من علي الكيماوي إلي البرهان الكيماوي !!
لم يكن علي حسن المجيد والذي عرف ب( علي ال كيماوي ) آخر أبطال الخزي والعار في ذاكرة الحروب والاستبداد في خارطة الوطن العربي .فلقد عرف بذلك لاستخدامه للأسلحة الكيماوية ضد أكراد شمال العراق في العام 2007والتي راح ضحيتها مئات الألوف من أبناء الشعب العراقي الكرد وغيرهم ثم أعدم لاحقاً إمام العدل العراقي في 25يناير 2010 بعد سقوط نظام صدام حسين وبعد أن ألقت عليه القبض القوات الامريكية في أغسطس 2007.
و وفق ذلك الوجدان الشعري العربي (خلف كل قيصر يموت يولد قيصر جديد ) فقد ولد في بلاد السودان ذلك المستبد (الحالم ) عبد الفتاح البرهان الذي إنقلب علي الديمقراطية الوليدة في إكتوبر 2021 ثم عاد ليشعل حرباً كارثية لم تزل فصولها جارية في 15 إبريل عام 2023.
التفكيك البنيوي لخطاب حرب قائد الجيش البرهان ومؤسساته قد تفضحه رائحة غاز الكلور والفوسجين والخردل الذي يفوح من أدبيات تلك الحرب ، وزارة الخارجية السودانية أصدرت أول بياناً حربياً بعد إندلاع الحرب وهي تتوعد عدوها ب (الاستسلام أو الفناء ) إما خطابات البرهان فلم تغادر ذلك الوعيد (ما عندنا ليهم حاجة إما يستسلمو أو حننتهي منهم كلهم ) ،( ولا يكملونا او كملناهم )ثم هو الذي يبتدع في حربه ذلك التعريف (سنقضي علي حواضنهم )وفق ذلك الخلط الاجتماعي الذي لايبقي ولا يذر .
هذا غير إشارات الإبادة التي تصدر من مساعديه،(ياسر العطا ) علي سبيل المثال و غير ذلك الطفح الخطابي علي صفحات الميديا من جنود وإرهابيين وجماعات مسلوبة العقول في خضم تلك الحرب التي إخذت ( الفناء) للخصم شعاراً لها .
إذن فإن خيار استخدام العنصر الكيميائي ليس حالة نظرية لجماعات الهوس الديني أو ذلك الجيش المؤدلج الذي يقوده عبد الفتاح البرهان .
ولعل مستودع البراء بن مالك في كلية التربية بام درمان والذي تحول إلي ترسانة لقنبلة (الفقراء) أي غاز الخردل والذي لعب دوراً رئيسياً في حرب المدن في الأسبوع الثاني من شهر مايو عام 2025 ،
والذي تحاول مؤسسات البرهان تصوير عواقبه التي تجتاح المواطنين بإنه (كوليرا) حيث يقضي مئات من الناس نحبهم جراء استنشاق تلك الغازات الوخيمة ،ففي حين أن حكومة البرهان ظلت وعلي مدي أعوام تنكر كل الإشارات للأوبئة من كوليرا او حمي الضنك وخلافه فها هي تغض مضاجع العالم بالعويل إن موجة من جائحة الكوليرا تجتاح مدينة أمدرمان وذلك في غضون المعارك الاخيرة التي شهدتها مدينة ام درمان .
لم تكن علاقات السودان العسكرية ونظام بشار الأسد في التزويد بالسلاح خافية علي أحد ، فقبل رحيل الأسد بثمان وأربعين ساعة ، رصدت اجهزة الملاحة الجوية طائرة سورية انطلقت من مطار دمشق الي مطار الخرطوم وهي من طراز يوشن روسية الصنع مسجلة تحت المعرف YK-ATAفي تمام الساعة 02:58 و حطت في مطار بورتسودان فجر الجمعة 6 ديسمبر 2025 وقضت ثمان ساعات لتفرغ حمولتها من الأسلحة (السرية ) ثم تغادر الي جهة ما .في عالم لم تعد فيه أسرار الفضاء بذلك الغموض الذي يتصوره نظام بورتسودان .
وفق ذلك التطور الدرامي فقد فرضت الولايات المتحدة عقوبات علي السودان في يوم الخميس 22مايو 2025 وفق اتهام باستخدام الجيش السوداني لاسلحة كيميائية في الحرب الأهلية الجارية الان ،وبما ان السودان قد وقع علي قانون الرقابة علي الأسلحة الكيمائية والبيولوجية لعام 1991
والتي تعرف إختصاراً ب (CBW) ،فليس له مجالاًللمناورة كما ظل يفعل ويراوغ مع اتفاقية روما الجنائية ، يعني ذلك أن يشرع ابوابه للجان التقصي الدولية والرضوخ لنتائجها وتلك نقلة في حرب البرهان التي يخالها بمنأي من عيون العالم .
وهكذا يأخذ البرهان الدولة السودانية الي مغارة العزلة والعقوبات التي إنفك منها السودان بجهود خرافية عقب انتفاضة ديسمبر وبجهد حكومته الانتقالية التي اطاح بها بانقلابه المشؤوم في اكتوبر 2021 ثم لاحقاً في حربه الكارثية في ابريل 2023.
ليس مستغرباً ردة فعل الحكومة السودانية تجاه تلك العقوبات والتي وصفها وزير إعلام البرهان خالد الأعيسر وهو يشرع قبضة يده تجاهها بانها ابتزاز سياسي وبذلك التبسيط الفج للازمة القائمة وهو يصورها بانها استهداف للجيش السوداني في حرب الكرامة !
وهكذا يدخل السودان في نفق العقوبات الكيميائ الخانق والذي غادرته سوريا هذا الأسبوع .
محمد موسى حريكة