فعالية خطابية وانشادية بمجلس الشورى إحياءً لذكرى جمعة رجب
تاريخ النشر: 14th, January 2024 GMT
يمانيون../
أقام مجلس الشورى، اليوم الأحد، فعالية خطابية وانشاديه بمناسبة ذكرى جمعة رجب تحت شعار “هويتنا الإيمانية طريقنا إلى الفتح الموعود ” بحضور رئيس مجلس الوزراء بحكومة تصريف الاعمال الدكتور عبد العزيز بن حبتور، ورئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي أحمد المتوكل، ورئيس مجلس الشورى محمد حسين العيدروس.
وفي الفعالية التي استهلت بقراءة الفاتحة على أرواح شهداء اليمن وفلسطين، بحضور نائبي رئيس مجلس الشورى محمد حسن الدرة وضيف الله رسام، وأعضاء المجلس، ووزير الدولة لشؤون مجلسي النواب والشورى بحكومة تصريف الاعمال الدكتور علي أبو حليقة ووزيري الدولة الدكتور حميد المزجاجي وأحمد العليي .
ولفت إلى تزامن المناسبة مع تعرض شعبنا لعدوان جديد من قبل أعداء الأمة والإنسانية جمعاء الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا دفاعا عن الكيان الإسرائيلي الصهيوني ودعما له في حربه التطهيرية والشاملة ضد أهلنا في غزة الذين يستشهد منهم يوميا المئات ويصاب الآلاف.
وأشار إلى ما تمر به المنطقة والأمة من لحظات فارقة في تاريخها وتاريخ محور المقاومة الذي يضطلع اليوم بدور محوري وفاعل في الانتصار للقضية الفلسطينية ونصرة أبناء غزة والتصدي للمشروع الصهيوني الخبيث في المنطقة.
وأوضح أن دولة كيان العدو الاسرائيلي هي مشروع غربي استعماري صهيوني هدفه زعزعة المنطقة وحراسة مصالح المستعمر الغربي في المنطقة.
وشدد رئيس الحكومة على أن الجميع في محور المقاومة معني بالعمل على تقوية هذا المحور وتعزيز الجهود المشتركة في مواجهة طغيان المشروع الصهيوني وإفشال خططه التي تستهدف الامة وثقافتها وهويتها.
ونوه بالمنهج الواضح الذي وضعه قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي لمواجهة المشروع الصهيوني الغربي الذي يهيمن على المنطقة وشعوبها الشقيقة.
ومضى الدكتور بن حبتور قائلا ” نحتفي بهذه المناسبة لنؤكد على البعد الروحي لشعبنا ودوره المحوري في نصرة الدين الحنيف ومواجهة الطغاة المتجبرين “..
وأضاف ” سعيد جدا أن أشارككم هذا الاحتفاء في مجلس الشورى الذي يجمع الصفوة من كل أطياف المجتمع اليمني وقواه الحرة “.
وخاطب أعضاء المجلس بقوله ” أنتم السند القوي إلى جانب مجلس النواب للحكومة وأجهزتها التنفيذية من خلال توصياتكم القيمة “.
وأفاد أن مؤسسات الدولة برغم كل التحديات التي واجهتها طيلة سنوات العدوان وما زالت تواجهها استطاعت أن تقوم بالعديد من الإنجازات التي لم تحققها أي دولة مرت بظروف عدوان وحصار مشابهة.
بدوره أشار رئيس مجلس الشورى إلى الأهمية التي تمثلها المناسبة وتزامنها والأمة تعيش مرحلة هامة ومنعطف تاريخي خطير في مسار صراعها مع قوى الشر والاستكبار والاستعمار القديم الجديد بقيادة رعاة الإرهاب أمريكا وبريطانيا وإسرائيل.
وأكد أن الجميع مطالب اليوم باستشعار المسئولية لمواصلة حمل رسالة الإسلام والثبات والتصدي لكل قوى الطاغوت والاستكبار المعادية للإسلام.
واعتبر أن ما يجري للشعب الفلسطيني من قبل الكيان الصهيوني الغاصب من إبادة جماعية وتطهير عرقي يمثل طامة كبرى وامتهان لأمة الإسلام التي تقف عاجزة أمام الصلف الصهيوني نتيجة ذل وهوان بعض الأنظمة الغارقة في وحل التطبيع.
ولفت إلى أن الخطر الأمريكي والبريطاني على بلادنا والأمة ليس وليد اللحظة وإنما نتيجة لخطوات مدروسة خلال العقود الماضية تمثلت في إثارة النعرات المناطقية والمذهبية وزرع الكيانات العميلة في المنطقة خدمة لأطماعها الاستعمارية.
وقال ” حين فشلت تلك القوى في تحقيق مخططاتها التي أنبرى لمواجهتها الشعب اليمني بقيادة السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي أقدمت على شن عدوان ظالم على بلادنا استمر على مدى تسع سنوات”.
وبين أن أمريكا لجأت إلى تعمد سياسة الكذب والتظليل على الرأي العام العالمي لتشويه موقف اليمن من فلسطين، وشنت عدوانها الغادر على بلادنا في محاوله لثني الشعب اليمني عن نصرة القضية الفلسطينية.
وأكد العيدروس ان ما قامت به أمريكا وبريطانيا من قصف لمحافظات الجمهورية يعد عملا عدوانيا وجبانا ومدانا جمله وتفصيلا وتصعيد خطير يهدد الأمن والسلام في البحر الأحمر وباب المندب والمنطقة برمتها.
وجدد رئيس مجلس الشورى تأييد ومباركة كل ما تضمنه خطاب قائد الثورة وتصريح رئيس المجلس السياسي الأعلى فيما يتعلق بالأهداف المعلنة لنصرة الشعب الفلسطيني حتى يتوقف العدوان والحصار وإدخال المساعدات الإنسانية والطبية للشعب الفلسطيني.
ودعا كافة أبناء الشعب اليمني الحر إلى تعزيز وحدة الصف والجبهة الداخلية ورفع مستوى الوعي واليقظة لمواجهة كل التداعيات والمخاطر المترتبة عن العدوان والتي تستهدف اليمن أرضا وانسانا.
وأشاد بالبطولات التي يسطرها أبطال المقاومة الفلسطينية وثبات الشعب الفلسطيني، والضربات التي ينفذها محور المقاومة في لبنان والعراق اسنادا ودعما للشعب الفلسطيني.
فيما أشار عضو مجلس الشورى القاضي شرف النعمي إلى أن مناسبة ذكرى جمعة رجب ليست ذكرى هامشية في حياة الشعب اليمني وإنما هي منطلق الشعب اليمني إلى الله سبحانه وتعالى والدين الإسلامي الحنيف.
وأشار إلى أن الله عز وجل أكرم الشعب اليمني وحباه بفضل عظيم وورد فيه من الآيات الكريمة ما لم ترد في شعب غيره، وشاء له أن يكون في طليعة أنصار دين الله عز وجل في بداية الإسلام ونهاية الزمان.
ولفت إلى أن الشعب اليمني هو الشعب الوحيد الذي ثبت على مواقفه الصادقة في مناصرة الدين وقضايا الأمة بعد أن تخاذلت الكثير من الأنظمة المطبعة الموالية لليهود والنصارى وتخلت عن القضية الفلسطينية.
تخلل الفعالية فقرة انشاديه، وقصيده شعرية لعضو المجلس هادي الرزامي عبرت عن مكارم الشعب اليمني وعظمته في تلبية دعوة الرسول الأعظم ونصرة الإسلام.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: رئیس مجلس الشورى الشعب الیمنی إلى أن
إقرأ أيضاً:
سنابل الصمود .. كيف حول الشعب اليمني ’’الزراعة’’ إلى سلاح لمواجهة العدوان والحصار
بين التراب والسنابل، بين الأرض واليد اليمنية الصامدة، يُكتب فصل جديد من فصول الصمود في مواجهة العدوان والحصار، في تلك الحقول الممتدة من الجوف إلى صعدة، ومن عمران إلى ذمار، تتنفس الأرض حياةً رغم كل ذلك القصف الهمجي، وتزداد عزيمة الإنسان اليمني على مواجهة كل محاولات التجويع والإخضاع، الحبوب التي تُزرع اليوم ليست مجرد غذاء، بل سنابل رسالة وطنية، كل حبة فيها تحكي قصة إرادة لا تنكسر، وحلم أمة في الاعتماد على ذاتها، ورؤية قيادة ربانية جعلت من الزراعة خط الدفاع الأول عن الحياة والكرامة.
يمانيون / قصة صمود
رؤية قيادية تحوّل الفكر إلى فعل
كان توجيه قيادة المشروع القرآني أحد أهم عوامل الانطلاقة العملية لهذا المسار، فقد أكد الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه على أهمية الاعتماد على الذات والتوجه نحو الاكتفاء حيث قال: ( لا بد لهذه الأمة أن تتجه نحو الاكتفاء الذاتي، لتعتمد على نفسها في مجال غذائها فتهتم بالزراعة تهتم بالتصنيع، في كل المجالات، تهتم بالتصنيع العسكري، تهتم بالتصنيع في مختلف الأشياء التي يحتاجها الناس لتكون بمستوى المواجهة) ،
وقد أعادت توجيهات السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي حفظه الله هذه الرؤية إلى صلب العمل، حيث تم تبني خطة واضحة لتطوير الإنتاج الزراعي في كل المحافظات، وتعزيز الاكتفاء الذاتي، خصوصًا في الحبوب والبقوليات، والتي تمثل العمود الفقري للأمن الغذائي الوطني، حيث أكد السيد القائد منذ وقت مبكر على أهمية هذا الأمر ومن أهم ما قاله في هذا السياق في ضوء المحاضرة الرمضانية ’’22’’ 1442هــ ، : ( الجانب الزراعي هو العمود الفقري للاقتصاد، وإذا اهتممنا به، فنحن نبني اقتصادنا على نحوٍ صحيح، ونحقق لأنفسنا الاكتفاء الذاتي في قوتنا الضروري، فيما يعتبر له أهمية كبيرة جداً على مستوى أمننا، على مستوى كرامتنا، أن نعيش بكرامة، ألَّا يتحكم بنا أعداؤنا فيما يدخل إلينا من غذاء، ننتج هذا الغذاء، ونحقق الاكتفاء الذاتي فيه.
من الخطأ الاستراتيجي، حتى عند الدول غير المسلمين، أن يعتمد الإنسان على الاستيراد لاحتياجاته الأساسية، عندنا في البلد لو نأتي إلى قائمة الاستيراد، تجد أنهم يستوردون كل شيء: الحبوب بكل أنواعها، الفواكه بكل أنواعها، الخضروات، حتى الثوم، والبصل، والبطاط، وغير ذلك، يستوردونه من الخارج، الزنجبيل، كل التفاصيل هذه تستورد من الخارج، وهذا خطأ فادح جداً، إذا قمنا بإنتاجها فسنعيش بكرامة، سنحقق لأنفسنا الاستقلال، سنفقد العدو ورقة ضغط علينا، لا يضغط علينا بقوتنا، بطعامنا، باحتياجاتنا الأساسية)
الجوف نموذجًا للصمود الزراعي
تُعدّ محافظة الجوف مثالًا حيًا على هذا الصمود، حيث تحولت خلال سنوات العدوان والحصار ، إلى واحدة من أهم المناطق المنتجة للحبوب في اليمن، تمتد آلاف الهكتارات المزروعة بالقمح والذرة والدخن، لتصبح حاملةً رسالة واضحة للعالم، أن اليمن قادر على توفير غذائه رغم الحصار.
توسيع الاكتفاء الذاتي في المحافظات الأخرى
لم يقتصر النجاح على الجوف، بل شمل محافظات عديدة مثل صنعاء ، عمران، صعدة، إب، وذمار، حيث تم إحياء المدرجات الزراعية القديمة، وتوسيع زراعة البقوليات مثل العدس والفاصوليا، إضافةً إلى الذرة والدخن، كما لعبت المبادرات المجتمعية دورًا مهمًا في تعزيز الإنتاج، وتحويل الزراعة إلى ثقافة عامة، يشارك فيها المجتمع كله لتقوية صمود الوطن.
الاعتماد على هذه المحاصيل لا يعزز الأمن الغذائي فحسب، بل يرسّخ أيضًا مفهوم السيادة الوطنية، ويجعل من اليمن أقل تأثرًا بالحصار وأساليب الحرب الاقتصادية، مؤكدًا أن الإرادة اليمنية لا تُقهر.
البعد المعنوي للصمود الزراعي
الزراعة في اليمن اليوم أصبحت رمزًا للكرامة الوطنية، فكل سنبلة قمح تُزرع، وكل محصول بقوليات يُحصَد، هو رسالة صمود لكل العالم، ومؤشر على أن الشعب اليمني قادر على مواجهة التحديات الاقتصادية بكل عزيمة، ويمثل نجاحًا أسطوريًا في زمن العدوان والحصار
الزراعة جبهة الصمود الحقيقية
اليوم، بين سنابل القمح وحصاد البقوليات، تتشكل واحدة من أبرز صور الصمود اليمني، التي تجمع بين التخطيط القيادي، والمبادرة الشعبية، والالتزام الوطني، الزراعة ليست مجرد إنتاج، بل معركة صمت منتصرّة على الحصار، ودرس عملي في الاعتماد على الذات، ورسالة قوة وكرامة ترفعها سنابل الأرض اليمنية كل موسم.