100 يوم من المواجهات بين حزب الله وإسرائيل ونذر اتساعها تتصاعد
تاريخ النشر: 15th, January 2024 GMT
تمر اليوم 100 يوم منذ اندلاع المواجهات الأخيرة بين حزب الله اللبناني وإسرائيل على خلفية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، التي بدأت في الثامن من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، على الحدود الجنوبية للبنان، والبالغ طولها نحو 120 كيلومترا، من مرتفعات الجولان السوري شرقا، إلى بلدة الناقورة غربا.
وتصاعدت حدة القصف الصاروخي المتبادل على الحدود اللبنانية الجنوبية لتصل إلى عشرات الكيلومترات على جانبي الحدود بالعمق اللبناني والإسرائيلي، مما يهدد بتحول التصعيد إلى مواجهة أوسع مع وصول القصف الإسرائيلي إلى معقل حزب الله في ضاحية بيروت الجنوبية.
ووصلت المواجهات ذروتها منذ أن اغتالت إسرائيل صالح العاروري، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) و6 من كوادر الحركة، في غارة جوية بالضاحية الجنوبية لبيروت في الثاني من يناير/كانون الثاني الجاري، كما اغتالت القيادي الميداني البارز في حزب الله وسام طويل عبر غارة استهدفت سيارته جنوب لبنان في التاسع من الشهر الجاري.
خشية من حرب واسعةوحسب تقرير لوكالة الأناضول، تزايدت المخاوف من توسع الحرب الإسرائيلية في غزة لتشمل جبهات أخرى في المنطقة من بينها لبنان، خاصة في ظل تأكيد الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، أكثر من مرة أن أي اغتيال يحدث على أرض لبنان سيتم الرد عليه بقوة ولن يسكت عليه.
وفي 3 يناير/كانون الثاني الجاري، قال نصر الله إن حزبه راعى حتى اللحظة المصالح اللبنانية "لكن إذا شنت إسرائيل الحرب على لبنان فسيكون ردنا بلا سقف".
وفي تعليق له بشأن التصعيد، قال رئيس الحكومة اللبنانية، نجيب ميقاتي، إن بلاده تعمل على التوصل لحل دبلوماسي، لكنه أكد أن تطبيق هذا الحل سيكون مرتبطا بوقف العدوان الإسرائيلي على غزة. وقال ميقاتي "منذ 7 أكتوبر ونحن نكرر أننا طلاب استقرار دائم، وندعو إلى حل سلمي دائم، ولكن في المقابل تصلنا تحذيرات عبر موفدين دوليين من تدمير وحرب على لبنان".
وأضاف "التهديدات التي تصلنا مفادها أنه يجب انسحاب حزب الله إلى شمال الليطاني، في الوقت الذي نشدد نحن على أن هذا الأمر جزء من البحث الذي يجب أن يشمل انسحاب إسرائيل الكامل من الأراضي التي تحتلها، ووقف اعتداءاتها على لبنان وخرقها للسيادة اللبنانية".
في حين دعا مبعوث الرئيس الأميركي الخاص لشؤون أمن الطاقة العالمي آموس هوكستين، والذي يتولى المفاوضات غير المباشرة بين لبنان وإسرائيل -من بيروت- الخميس الماضي، إلى تهدئة الوضع في جنوب لبنان، والعمل على حل وسط مؤقت مع إسرائيل تجنبا للأسوأ.
وكان هوكستين التقى وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت الذي قال إن هناك "نافذة زمنية قصيرة، للوصول إلى تفاهمات دبلوماسية مع لبنان" وشدد على أن تل أبيب "تعمل على تغيير الواقع الأمني على طول الحدود اللبنانية".
حصيلة 3 أشهر
ووفق خطاب نصر الله في الخامس من يناير/كانون الثاني الجاري، فإن حزب الله نفذ ما يزيد على 670 ضربة خلال 3 أشهر ضد مصالح إسرائيلية، وبلغ عدد عملياته ضد الأهداف الإسرائيلية 23 استهدافا في بعض الأيام. وأشار إلى أن متوسط الضربات التي يوجهها للاحتلال عبر الحدود اللبنانية يتراوح بين 6 و7 عمليات عسكرية يومياً.
وقال إن الحزب استهدف 48 موقعا إسرائيليا بشكل متكرر على طول الحدود الجنوبية من الناقورة (جنوب غرب) إلى آخر مزارع شبعا (جنوب شرق) وأوضح أن عدد الاستهدافات تجاوز 490 ضربة، بينما بلغ عدد النقاط الحدودية التي لجأ إليها الجنود الإسرائيليون 50 نقطة حدودية استهدفت أكثر من مرة، إضافة للمواجهات التي خاضها سلاح الدفاع الجوي مع نظيره الإسرائيلي، إلى جانب استهداف 17 مستوطنة.
ووفق نصر الله، فإن الحزب حصل على تقارير إسرائيلية تشير إلى أن تلك الهجمات أدت لإصابة نحو ألفي إسرائيلي في المناطق المستهدفة.
وتشير تقارير أصدرها حزب الله إلى أن 161 من عناصر الحزب سقطوا خلال المواجهات المستمرة مع الجيش الإسرائيلي خلال 100 يوم من الصراع.
وأدت هذه المواجهات المسلحة -التي تقترب يوما بعد يوم من حرب أوسع- إلى تضرر قرى أصبحت خاوية بالجنوب اللبناني، وطرقات باتت خالية من المارة والسيارات، إضافة إلى عشرات القتلى والمصابين والمنازل المدمرة.
وقتل 29 مدنيا جراء القصف الإسرائيلي على جنوب لبنان خلال 100 يوم الماضية، منذ الثامن من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بينهم 3 صحفيين و3 أطفال.
آلاف النازحين في لبنان
ومع تصاعد حدة الاشتباكات جنوب لبنان، اضطر نحو 82 ألف مدني إلى النزوح من منازلهم في مناطق التوتر، بينما سجلت زيادة في أعداد النازحين بنسبة 8% خلال الأسبوع الأول من الشهر الجاري، لجؤوا إلى أماكن أكثر أمنا، وفق المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة.
ويفيد تقرير -نشرته المنظمة الأممية الخميس الماضي- إلى أن نحو 80% من اللبنانيين الذين نزحوا من بلدات حدودية بالجنوب يقيمون لدى عائلات مضيفة، بينما يقيم 17% منهم في منازل استأجروها.
وقد لفتت الخارجية اللبنانية -في نص شكوى قدمتها ضد إسرائيل، الأربعاء الماضي- إلى أن الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة والمستمرة أدت إلى تهجير ما يزيد على 75 ألف مواطن من منازلهم في البلدات الجنوبية.
إسرائيل تحرق أشجار الزيتون
وأشارت الخارجية اللبنانية -في الشكوى المذكورة آنفا- إلى أن القوات الإسرائيلية أطلقت قذائف فوسفورية محرمة دوليا، مستهدفة عدة مناطق في بلدات عيترون وميس الجبل وبليدا، مما أدى لاندلاع حرائق بالأحراج، وإتلاف 50 ألف شجرة زيتون.
وذكرت أن الاعتداءات الإسرائيلية على مراكز الجيش اللبناني بلغت 34 اعتداء، وأدت لمقتل جندي وجرح 3 آخرين، منذ بداية التصعيد خلال 100 يوم الماضية.
وأعلن لبنان أن إسرائيل ما زالت تحتل مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، وتنفذ أعمالا هندسية فيهما، كما تتقاعس إسرائيل عن تعيين الحدود في النقاط المتحفظ عليها من قبل لبنان وعددها 13، مما يعرقل جهود التوصل لحل طويل الأجل، وفق الخارجية اللبنانية.
وفي 11 أغسطس/آب 2006، تبنى مجلس الأمن الدولي بالإجماع القرار رقم 1701 الذي يدعو إلى وقف كامل للعمليات القتالية بين لبنان وإسرائيل، ودعا إلى إيجاد منطقة بين الخط الأزرق (الفاصل بين لبنان وإسرائيل) ونهر الليطاني جنوب لبنان، تكون خالية من أي مسلحين ومعدات حربية وأسلحة، ما عدا تلك التابعة للقوات المسلحة اللبنانية وقوات "يونيفيل" الأممية.
وقد شهدت الحدود الجنوبية استقرارا معتبرا شابته بعض الخروقات المحدودة منذ عام 2006، استمر حتى السابع من أكتوبر/تشرين الثاني الماضي، لكن الوضع تغير بعد استهداف الحزب مواقع إسرائيلية ردا على الجرائم الإسرائيلية في غزة، وتتزايد المخاوف بشأن احتمال تحول القصف المتبادل بين الحزب وإسرائيل إلى "حرب شاملة".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: جنوب لبنان حزب الله نصر الله یوم من إلى أن
إقرأ أيضاً:
رسالة عراقجي اللبنانية: السلاح شأن داخلي ولا علاقة لنا به
بقيت زيارة وزير خارجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية عباس عراقجي إلى لبنان ومواقفه من القضايا المطروحة في دائرة الاهتمام.وفي سياق جولته على المقار الرئاسية والمسؤولين، التقى عراقجي الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم بحضور السفير الإيراني في لبنان مجتبى أماني.وكتبت" الديار":جاءت زيارة وزير الخارجية الإيراني إلى لبنان حاملة رسالة واضحة ومحددة. فقد شدد الوزير عباس عراقجي على أن العلاقة بين إيران ولبنان هي علاقة بين دولتين مستقلتين، مشيرًا بوضوح إلى أن مسألة سلاح حزب الله تُعد شأنًا لبنانيًا داخليًا.
ويُفهم من هذا التصريح أنه كموقف استباقي من طهران لأي صفقة محتملة مع واشنطن، تتضمن بندًا حول نزع سلاح الحزب أو تقليص نفوذه. فإيران، كما بات جليًا، لا ترغب بأن يُطلب منها الضغط على حزب الله في هذا السياق، إذ تعتبر أن الحفاظ على سلاح «المقاومة الإسلامية» في لبنان هو أحد ثوابت سياستها الإقليمية.
وقالت أوساط وزارية لـ «نداء الوطن» إن التكتيك الذي اتبعته إيران من خلال زيارة وزير خارجيتها لبيروت أرادت من خلاله القول للمجتمع الدولي إنها بدأت تبدل سلوكها فانتقلت من عنوان السيطرة على 4 دول عربية إلى التعامل مع الدولة اللبنانية كما يطالب المجتمعان الدولي والعربي لا سيما الولايات المتحدة والسعودية والجامعة العربية وهكذا أتى عراقجي إلى لبنان للإعلان عن علاقة دولة بدولة.
وأضافت الأوساط أن تكتيك «حزب الله» كان في التأكيد أن سلاح «الحزب» شأن داخلي وتتم معالجته داخل المؤسسات، أي مع رئيس الجمهورية والحكومة. وبدلاً من أن يكون هناك موقف رسمي في مواجهته كما صدر عن رئيس الحكومة يريد «الحزب» التبريد كما طرح سابقاً رئيس مجلس النواب نبيه بري. ولفتت إلى أن أعلى سلطتين تنفيذيتين، أي الرئيسين عون وسلام لم يعودا يأتيان على ذكر السلاح. ما يعني أن هدف «الحزب» هو شراء الوقت بشراء صمت الرئاستين. وقالت إن «حزب الله» وضع رئيس الحكومة أمام خيارين: «إذا أردت علاقة طيبة بنا فسنأتي إليك. واذا لم ترد هناك هتاف صهيوني صهيوني مثلما فعلنا في مدينة كميل شمعون الرياضية».
وخلصت الأوساط إلى القول إن «طرح القوى السيادية في لبنان التاريخي كان الحياد أي تحييد لبنان عن صراعات المنطقة ومحاورها. لكن ما تقوم به الآن الممانعة هو تحييد لبنان عن التحولات والتغييرات في المنطقة وتجميد لبنان في الزمن الماضي».
وأشارت مصادر مطلعة على الزيارة لـ”البناء” إلى أن أهميّة حضور رأس الدبلوماسية الإيرانية في لبنان تكمن في التوقيت أولاً في ظل تصعيد الضغوط الأميركية على لبنان واستمرار الاحتلال الإسرائيلي والاعتداءات على حزب الله وعلى الجنوب، وفي وقت دخلت “المفاوضات الأميركية – الإيرانية حول النووي مرحلة حساسة ودقيقة”، هذا في التوقيت، أما في المضمون وفق المصادر فقد أكدت الزيارة أن “الحضور الإيراني لم ينتهِ في لبنان كما كان مخططاً كنتاجٍ لتغير موازين القوى بعد الحرب الأخيرة على لبنان، حيث تمّ وقف الملاحة الجوية الإيرانية إلى لبنان بقرار حكومي، للتأثير على الحضور الإيراني في لبنان والحؤول دون وصول الدعم الإيراني إلى المقاومة في لبنان، لكن الزيارة أكدت أن إيران حاضرة في لبنان والمنطقة ومستمرة بدعم المقاومة وحزب الله في ظل استمرار الحرب العسكرية الإسرائيلية عليه وحصاره مالياً وجغرافياً وسياسياً».
والأهم وفق المصادر هو “العروض الإيرانية للدولة اللبنانية بمساعدة لبنان على كافة الصعد لا سيما في ملف إعادة الإعمار سيلقي الحجة على الدولة اللبنانية ويمنع حصار لبنان بخيار واحد من الولايات المتحدة الأميركية التي تبتز لبنان عبر الربط بين إعادة الإعمار وسلاح حزب الله، ما يخفّف الضغوط على لبنان ويحرك ملف إعادة الإعمار ويكسر الاحتكار الخارجي لتوفير التمويل لإعادة الإعمار”.
ولا يقلّ أهمية بحسب المصادر تأكيد الوزير الإيراني أن مسألة سلاح حزب الله شأن داخلي لبناني وخاضعة للحوار الداخلي بين اللبنانيين ولا شأن لإيران بها، ولا تأثير لمصير المفاوضات النووية على سلاح المقاومة، ما يسقط كل الرهانات التي بُنيت على ضغوط إيرانية على الحزب لتسليم سلاحه للدولة مقابل تسهيل أميركي لتوقيع الاتفاق النووي الإيراني وتحقيق مكاسب مالية وسياسية.
وكان الأمين العام لـ «حزب الله» الشيخ نعيم قاسم قد استقبل وزير الخارجية الإيرانية عباس عراقجي في ختام زيارة قام بها إلى لبنان. وبحسب بيان صادر عن «الحزب» جدد قاسم «الشكر لإيران على الدعم المستمر للشعب اللبناني ومقاومته». كما أكد «أهمية دور إيران الإيجابي في المنطقة ودعمها للمقاومة الفلسطينية وشعبها».
مواضيع ذات صلة "حزب الله" أمام استحقاق ترميم علاقاته اللبنانية والتسليم بحصرية السلاح Lebanon 24 "حزب الله" أمام استحقاق ترميم علاقاته اللبنانية والتسليم بحصرية السلاح