مشروعات الطاقة الخضراء في مقدمة قطاعات الدولة جذبا للاستثمارات.. «أبيدوس للطاقة الشمسية» تتشكل في صحراء أسوان بأيدٍ مصرية
تاريخ النشر: 18th, January 2024 GMT
قالت وزارة الكهرباء، إن مشروعات الطاقة الخضراء أصبحت في مقدمة قطاعات الدولة جذباً للاستثمارات، وأن مشروعات الطاقة الخضراء أصبحت فى مقدمة قطاعات الدولة جذبا للاستثمارات العالمية خاصة بعد زيادة مساحات الأراضي المخصصة لمشروعات الطاقة المتجددة بعد قرارات الرئيس بتخصيص أراضي إضافية لهذا الغرض بمحافظات أسوان وسوهاج ومرسى مطروح، ليتجاوز إجمالى المساحات المخصصة 31 ألف كيلو متر مربع، تسمح باستيعاب قدرات إضافية سواء لإنتاج الكهرباء من طاقة الرياح والطاقة الشمسية، أو لإنتاج الهيدروجين الأخضر.
أكد وزير الكهرباء الدكتور محمد شاكر أن الاتفاق الذى تم توقيعه بحضور رئيس الوزراء لإنشاء مزرعة رياح عملاقة بطاقة 1100 ميجاوات وباستثمارات تبلغ مليار ونصف دولار وأن قرار الرئيس بزيادة الأراضي المخصصة لمشروعات الطاقة المتجددة من شانة جذب المزيد من الاستثمارات والشركات العالمية والتكنولوجيا الجديدة إلى مصر، مشيرا إلى الجهود المبذولة من قبل العاملين بهيئة الطاقة المتجددة مما ساهم فى رفع معدلات الإنتاجية لمشاريع الهيئة وتحقيق الهيئة أرباح، مؤكدًا على ضرورة الاستمرار على هذا النهج والعمل على تطويره وتكاتف الجهود من أجل الوصول للأهداف المرجوة، إلى جانب استمرار الهيئة في أداء دورها في تيسير إجراءات تنفيذ مشروعات الطاقة المتجددة من خلال القطاع الخاص، الشريك الرئيسي لتحقيق استراتيجية مصر للطاقة المتجددة وأن مصر تستهدف إنتاج قدرات هائلة من طاقتى الشمس والرياح وأن مذاكرات التفاهم التى وقعتها مصر لاستغلال وانتاج الهيدروجين الاخضر وتوفيرة لتمويل السفن والمركبات وتصديرة للأسواق العالمية بدأت تتحول إلى واقع.
أوضح الدكتور محمد الخياط رئيس هيئة الطاقة المتجددة، أن مصر تشهد نشاطا مكثفا للاستثمارات المحلية والعالمية فى مجال إنتاج الطاقات النظيفة والمتجددة والهيدروجين والأمونيا الخضراء بفضل الاهتمام المحلى والعالمى بالبيئة وتناسب أسعار الكهرباء المنتجة من مشروعات الطاقة المتجددة مع أسعار الطاقات التقليدية وأنه جارى الانتهاء من إنشاء وتشغيل عدد من المشروعات لإنتاج الطاقة الخضراء بمنطقة خليج السويس باستثمارات تبلغ 4 مليارات و500 مليون جنية لإنتاج 300 ميجاوات من الطاقات النظيفة والمتجددة ويتوقع أن يضم مجمع خليج السويس لطاقة الرياح أكبر تجمع فى العالم لطاقة الرياح مع تنفيذ الشركات الإماراتية لمشروعها لانتاج 10 آلاف ميجاوات من مزارع الرياح والشركة النرويجية التى تستهدف إنتاج 8 آلاف ميجاوات ليتجاوز إنتاج المنطقة أكثر من 20 ألف ميجاوات تنفذ من خلال شركات القطاع الخاص الدولية والوطنية، مما يؤكد جاذبية الاستثمار في مصر خاصة فى الطاقة المتجددة.
أكد «الخياط» أن مصر تتمتع بمزايا كبيرة لإنتاج الطاقات الجديدة وتصديرها للأسواق العالمية بفضل موقعها المتميز وتوافر قدرات طاقتى الشمس والرياح والمصادر الأخرى المتجددة فى معظم مناطق الجمهورية وأن ذلك يعطى مصر أفضلية فى إنتاج الهيدروجين والأمونيا الخضراء وتصديرهما للأسواق العالمية وان توقيع مصر العدد الكبير لمذكرات التفاهم في مجال إنتاج الهيدروجين الأخضر، يشير إلى جاذبية الاستثمار في هذا المجال ويجعل منها أحد أدوات القوة الناعمة لمصر.
“بأياد مصرية.. أبيدوس للطاقة الشمسية تتشكل في صحراء أسوان”
في صحراء أسوان يسابق مهندسو وعمال محطة أبيدوس للطاقة الشمسية الزمن، ويبذلون قصارى جهدهم لإتمام مشروع المحطة ذات قدرة تبلغ ٥٦٠ ميجاوات بكوم أمبو بأسوان وذلك لاستكمال مسيرة الشركة الأم "إيميا باور" التابعة لمجموعة النويس للاستثمار في الوفاء بالتزاماتها وتسليم مشروعاتها قبل الموعد المتفق عليه.
وتعتبر محطة أبيدوس للطاقة الشمسية بكوم أمبو في محافظة اسوان بقدرة تتجاوز ١ جيجا واط، وتبلغ قدرتها الإنتاجية ٥٦٠ ميجا واط، بالإضافة إلى ٥٠٠ ميجا واط القدرة الإنتاجية لمحطة أمونت لطاقة الرياح بمنطقة رأس غارب.
من جانبه، أكد المهندس سمير ناصف المدير العام لشركة أبيدوس للطاقة الشمسية أن مصر دولة رائدة في القارة الإفريقية فيما يتعلق بالطاقة المتجددة، كما أنها تطمح إلى تعظيم مصادر الطاقة الجديدة والمتجددة وفقا لاستراتيجيتها، وهي تقدم الدعم والمساندة للمستثمرين خاصة في مجال الطاقة الجديدة والمتجددة، ولفت إلى أن الشركة استطاعت أن تقدم للمجتمع المحلي مفاهيم جديدة وثقافة حديثة في التشييد والبناء والاستدامة ومعايير السلامة والصحة المهنية، وهو ما تعتبره الشركة إنجازها الأكبر، بعد أن كان الفكر السائد هو الاعتماد على وجود المعدات والقوة البشرية فقط.
وأضاف أن شركات المقاولات المحلية أصبحت اليوم تمتلك أقسام إدارية متكاملة وتستعين بمهندسي السلامة والصحة المهنية والبيئة، كما ساهمت الشركة في رفع كفاءة الشركات المحلية في أسوان.
وقال إن إجراءات السلامة والصحة المهنية تأتي في مقدمة أولويات ومعايير ايميا باور، حيث تؤمن في أن لكل عامل الحق في العودة إلى منزله آمنا.
وأضاف المهندس الشاذلي بغدادي نائب مدير المشروع بشركة "سي اي دي سي" الصينية (المقاول الرئيسي للمشروع)، إنه تم الانتهاء من ٩٥ بالمائة من عمليات التصميم للمشروع، بالإضافة إلى ٣١ بالمائة من إنشاءات المحطة، و٢٥ بالمائة من إنشاءات محطة الربط الفرعية، و٨٥ بالمائة من الأعمال الإنشائية لسور المحطة.
وأكد أن المشروع يمثل إضافة لمصر بوجه عام ومحافظة أسوان والمجتمع المحلي بقرية فارس بشكل خاص؛ إذ أن ٩٥ بالمائة من العاملين بالمستوى الإداري للمشروع هم مصريين، و١٠٠ بالمائة من العمالة داخل المشروع، مضيفا أن محطة أبيدوس للطاقة الشمسية ستكون نواة لنهضة المجتمع المحلي من خلال التكامل مع المشروعات القومية للدولة المصرية.
وأوضح أن المشروع يعتمد على نحو ٦٤ مقاول فرعي من المجتمع المحلي، ما يعني أن كل المجتمع المحلي يشارك في هذا المشروع بطريقة أو بأخرى.
أما فيما يتعلق بالتحديات، أوضح بغدادي أن المشروع هو أحد أضخم مشاريع الطاقة الشمسية في إفريقيا، ويحتاج إلى كم معدات هائل وهو ما مثل تحديا في ظل تنفيذ عدة مشاريع قومية كبرى في الوقت نفسه، هذا بالاضافة إلى غياب ثقافة السلامة والصحة المهنية وهو ما استطاعت أن تغيره أيميا باور من خلال فريق التدريب الخاص بالمشروع.
من جانبه، قال المهندس إسلام الجندي مدير ادارة السلامة والصحة المهنية والبيئة إن الشركة تهدف لإنهاء المشروع دون أي إصابات نؤمن بأن السلامة والصحة المهنية هي الأساس للوصول إلى أهداف المشروع.
وأوضح أن ثقافة السلامة والصحة المهنية كانت التحدي الأكبر في بداية اعمال المشروع، خاصة مع المجتمع المحلي الذي لم يكن معتادا على ذلك، مشيرا إلى أن فريق التدريب الخاصة بإدارة السلامة والصحة المهنية أجرى ولا يزال يجري دورات تدريبية متخصصة في إجراءات السلامة والصحة المهنية الخاصة بكل مجموعة عمل داخل الموقع.
وأضاف أن المشروع وصل إلى ٨٥٠ ألف ساعة عمل آمنة على الرغم من الصعوبات التي يواجهها مشروع بهذا الحجم من حيث الأعمال والقوى العاملة والمعدات، وفي إطار الظروف والبيئة المحيطة.
بدوره، أكد المقاول رعد من قرية فارس أن القرية استفادت من مشروع محطة أبيدوس للطاقة الشمسي، سواء من خلال عمليات التوريد أو التنفيذ، مشيرا إلى دور شركة إيميا باور في تحوله من توريد العمالة للمشروع إلى تكوين شركة منفذة متعددة الفرق والمهام.
وأضاف أن المشروع أثبت أن الشركات المحلية قادرة على تنفيذ أي مشروع حال توافرت لها الفرصة والتدريب الملائم، مشيرا إلى أن المشروع ساهم في توفير فرص عمل مباشرة وغير مباشرة، مؤكدا أن كل شباب قرية فارس يشاركون في أعمال المشروع بطريقة أو أخرى.
هذا ويستمر العمل في موقع محطة أبيدوس للطاقة الشمسية على قدم وساق للوفاء بالتزام إيميا باور بانتهاء الأعمال في المحطة وتسليمها بحلول ال ٢٧ من سبتمبر ٢٠٢٤، إذ أصبحت الأعمدة الحاملة للألواح الشمسية تغطي معظم مساحة موقع العمل، كما بدأت تتشكل ملامح قاعدة مبنى محطة الربط، إلى جانب بدء عمليات مد الكابلات داخل أرض المشروع.
“ الحلول التكنولوجيا للسيطره على أزمة المناخ”
شددت إحدى شركات الطاقة الكبري الشركة العالمية الرائدة في مجال التحول الرقمي لإدارة الطاقة والتحكّم الآلي، على ضرورة الاعتماد بصورة موسعة على الحلول التكنولوجية المتاحة حاليًا، بما يتيح لدول العالم السيطرة على أزمة تغير المناخ جاء ذلك خلال خلال مشاركتها في جلسات منتدى دافوس الاقتصادي العالمي الذي انطلقت فعالياته منذ يومين.
إنّ الوتيرة المتسارعة التي يسير بها تغير المناخ، والتوترات الجيوسياسية التي يشهدها العالم، وارتفاع أسعار الطاقة، والضغوط التي يمارسها أصحاب المصلحة للتعامل مع هذه المخاطر، جعلت الاستدامة البيئية ومرونة قطاع الطاقة في مقدمة قمة جدول أعمال الشركات ومتخذي القرار خلال السنوات الأخيرة. وتشكل هذه التحديات العنوان الرئيسي لاجتماعات منتدى دافوس الاقتصادي العالمي الذي يقام في دافوس بسويسرا في الفترة من 15 إلى 19 يناير، بحضور عدد من كبار المسئولين التنفيذيين في شنايدر إلكتريك.
وتعليقًا على تلك المشاركة الهامة، قال بيتر هيرويك الرئيس التنفيذي لشركة شنايدر إلكتريك: "ينتج عن قطاع الطاقة العالمي 80% من الانبعاثات الكربونية على مستوى العالم، ولذلك يمثل تحول قطاع الطاقة أمرًا حتميًا للتخلص من هذه الانبعاثات الضارة بالبيئة. من ناحية أخرى، تمتلك حلول الذكاء الاصطناعي إمكانيات هائلة للتعامل مع تغير المناخ، كما تلقى اهتمامًا متزايدًا من الجميع يومًا بعد يوم، هذا فضلًا عن الحلول التكنولوجية والأدوات الرقمية وحلول توليد الطاقة المتجددة المتاحة حاليًا، والتي تعمل جميعها على خفض الطلب على الطاقة من خلال رفع كفاءة استخدامات الطاقة في المواقع والعمليات التشغيلية، وهو ما يساهم في خفض الانبعاثات الكربونية بشكل ملموس. ليس لدينا وقت لننتظر حلول المستقبل بينما نمتلك الآن العديد من الحلول الفعالة التي تمكننا من تحقيق الاستدامة والتعامل مع تغير المناخ."
يلعب القطاع الخاص، والمتمثل في جميع الشركات حول العالم، دورًا مصيريًا في خطط التحرك والممارسات والإجراءات الهادفة لخفض الانبعاثات الكربونية. ومن الأمور المبشرة أن عالم الأعمال يتعهد بشكل متزايد بالمحافظة على الاستدامة البيئية والمشاركة في مبادرات التخلص من الانبعاثات الكربونية. لذلك، واعتبارًا من يناير 2024، حيث وضعت أكثر من 4200 شركة حول العالم أهدافًا محددة لخفض الانبعاثات الكربونية، وهو ما أكدته مبادرة الأهداف المستندة إلى العلم .(SBTi)
لقد اكتسبت كفاءة الطاقة وما لديها من قدرات هائلة على مكافحة تغير المناخ، المزيد من التقدير من جميع دول العالم. ولبلورة ذلك بشكل عملي، أعلنت شنايدر إلكتريك العام الماضي عن شراكتها مع الوكالة الدولية للطاقة لإقامة مؤتمر عالمي موسع حول هذا الموضوع بمشاركة قادة الحكومات وقطاع الأعمال حول العالم.
وقد أشار تقرير حديث نشره المنتدى الاقتصادي العالمي إلى أن اتخاذ الإجراءات الهادفة لترشيد استهلاك الطاقة من خلال تحقيق وفورات في استهلاك الطاقة وزيادة كفاءتها، وإقامة شراكات ومبادرات للتعاون، يمكنه أن يحقق وفورات مالية هائلة تصل إلى 2 تريليون دولار للاقتصاد العالمي بأكمله، مع الحيلولة دون بناء 3000 محطة جديدة لتوليد الطاقة، إذا ما تم اتخاذ هذه الإجراءات قبل عام 2030.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: التحول الرقمي وزارة الكهرباء الطاقة الخضراء مشروعات الطاقة المتجددة السلامة والصحة المهنیة الانبعاثات الکربونیة المجتمع المحلی الطاقة الخضراء تغیر المناخ أن المشروع بالمائة من مشیرا إلى فی مقدمة من خلال وهو ما أن مصر إلى أن
إقرأ أيضاً:
الأسماك الطازجة في اليمن بفضل حلول الطاقة الخضراء!
شمسان بوست / متابعات:
في مدينة الغيضة الساحلية، الواقعة في محافظة المهرة اليمنية، لطالما كان مصنع باويزر لحفظ الثلج والأسماك يمثل حجر الزاوية في صناعة صيد الأسماك المحلية. تأسس المصنع من قبل القطاع الخاص في عام 2006، وقد تأسس بمهمة واضحة لتوفير إنتاج موثوق للثلج للصيادين المحليين، مما يضمن بقاء صيدهم طازجا وقابلا للتسويق. يقع المصنع في محافظة غنية بالموارد السمكية، ولعب دورا حيويا لسنوات في دعم سبل عيش المجتمع، والمساعدة في الحفاظ على المشاريع وإطعام الأسر.
مع مرور الوقت، واجه المصنع تحديات متزايدة. بدأ تغير المناخ وارتفاع تكاليف الوقود والنقص المتكرر للطاقة في تعثر انتاجه. لم تهدد هذه العقبات بقاء المصنع فحسب، بل هددت أيضا الاستقرار الاقتصادي لمجتمع الصيد الذي يخدمه. أصبحت الحاجة إلى حل مستدام ملحة.
تم دعم المصنع مؤخرا بمنحة من خلال مشروع التنمية المستدامة لمصايد الأسماك في البحر الأحمر وخليج عدن بتمويل من البنك الدولي وتنفيذه من قبل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بالشراكة مع منظمة محلية، وكالة تنمية المنشأت الصغيرة ومتناهية الصغر. لم يؤد التحول نحو الطاقة المتجددة والممارسات المستدامة بيئيا إلى تحسين الكفاءة التشغيلية فحسب، بل أدى أيضا إلى تقليل البصمة البيئية للمصنع بشكل كبير، مما جعله نموذجا محليا للابتكار الواعي بالمناخ في قطاع مصايد الأسماك.
تحويل التحديات إلى فرص
في عام 2023، أجرى فريق مشروع التنمية المستدامة لمصايد الأسماك تقييما شاملا لمصنع باوزير، وحدد تحدياته وإمكانات نموه. في وقت لاحق من ذلك العام، شارك عبد الله باوزير، رجل الأعمال المحلي الذي أسس المصنع في البداية، في برنامج تدريبي لمدة خمسة أيام في مدينة الغيضة، حيث اكتسب المهارات الأساسية في إدارة الأزمات ومراقبة الجودة وممارسات الأعمال المستدامة. زوده هذا التدريب بالأدوات اللازمة للتغلب على تحديات المصنع والتخطيط لمستقبل مرن.
تعاون عبد الله بشكل وثيق مع مستشاري مشروع التنمية المستدامة لمصايد الأسماك لتطوير خطة قوية لاستمرارية مشروعه. كان أحد المكونات الرئيسية لهذه الخطة هو اعتماد الطاقة المتجددة، وتحديدا الطاقة الشمسية، لتقليل اعتماد المصنع على مولدات الديزل المكلفة وغير الموثوقة. كان عبد الله مترددا في البداية، وسرعان ما أدرك إمكانات هذا النهج المبتكر. من خلال منحة مالية وقدرها 12 ألف دولار أمريكي من مشروع التنمية المستدامة لمصايد الأسماك، تمكن من الاستثمار في نظام طاقة شمسية لتشغيل المصنع.
تسخير الطاقة الشمسية لتحقيق نموٍ مستدام
بحلول أكتوبر 2023، نجح مصنع باويزر في تركيب منظومة طاقة شمسية بقدرة 125 كيلو فولت أمبير، مما يمثل علامة فارقة في رحلته نحو الاستدامة. توفر المنظومة التي تم تركيبها 25٪ من إجمالي احتياج المصنع من الطاقة، مما يترك آثارا فورية وملموسة:
الحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري: لم يؤد الانتقال إلى الطاقة الخضراء في مصنع باويزر للحفاظ على الثلج والأسماك إلى تعزيز الكفاءة التشغيلية فحسب، بل قلل أيضا بشكل كبير من بصمتها البيئية. من خلال التحول إلى نظام الطاقة المتجددة، يحقق المصنع الآن انخفاضا سنويا يقدر ب 46.9 طنا من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، بشكل أساسي في شكل ثاني أكسيد الكربون. يؤكد هذا الإنجاز على دور المصنع في التخفيف من آثار تغير المناخ ويعزز مكانته كنموذج للممارسات المستدامة في قطاع مصايد الأسماك في اليمن.
تخفيضات كبيرة في التكاليف: أدى التحول إلى الطاقة المتجددة إلى خفض التكاليف الشهرية لمصنع باويزر بمقدار 875 دولارا أمريكيا، مما أدى إلى خفض نفقات الطاقة الإجمالية بنسبة 25٪. تساعد هذه المدخرات في تعزيز الاستدامة التشغيلية والمرونة المالية.
تحسين المرونة التشغيلية: أدى انخفاض الاعتماد على مصادر الوقود الخارجية إلى تقليل اضطرابات الإنتاج، مما يضمن إمدادات مستقرة ومستمرة من الثلج لدعم الصيادين المحليين.
التمكين الاقتصادي وخلق فرص العمل:
لقد أدى تطوير المصنع إلى توفير ثلاث فرص عمل جديدة، اثنين فنيي صيانة وضابط أمن الموقع، مما ساهم في النمو الاقتصادي المحلي. بالإضافة إلى ذلك، أصبح الصيادون من المناطق المحيطة يعتمدون على إنتاج الثلج في المصنع للحفاظ على جودة صيدهم. ساعدهم توافر الثلج على نقل الأسماك دون تلف، وإطالة مدة صلاحيتها، وفي النهاية الحفاظ على سبل عيشهم بشكل أكثر فعالية.
نموذج للابتكار المستدام
اليوم، يعد مصنع باويزر لحفظ الثلج والأسماك مثالا على كيف يمكن للابتكار والاستدامة أن يقودا التقدم، وكيف تكمل تدخلات القطاعين العام والخاص بعضها البعض. من خلال استغلال الطاقة الشمسية، أمّن المصنع مستقبله وألهم الشركات الأخرى في صناعة صيد الأسماك لاستكشاف حلول الطاقة المتجددة.
يفكر عبد الله في هذا الإنجاز بكل فخر: “كان الدعم المقدم من مشروع التنمية المستدامة لمصايد الأسماك الممول من البنك الدولي لا يقدر بثمن. بفضل توجيهاتهم والتدريب الذي تلقيناه، أصبحنا أول شركة في المهرة تتبنى الطاقة الشمسية. لم يخفض هذا تكاليفنا فحسب، بل عزز أيضا قدرتنا على الصمود “
رؤية مجتمعية تتحقق
كان لتطوير المصنع تأثير مضاعف في جميع أنحاء المجتمع. يمكن للصيادين المحليين الآن الاعتماد على إمدادات مستقرة من الثلج للحفاظ على صيدهم، مما يضمن جودة أعلى وأسعار أفضل في السوق. بالإضافة إلى ذلك، أدى التحول إلى الطاقة الشمسية إلى تقليل البصمة الكربونية للمصنع، مما ساهم في الاستدامة البيئية في منطقة معرضة بشدة لآثار تغير المناخ.
ما بدأ كمنشأة متواضعة لإنتاج الثلج في عام 2006 تطور إلى نموذج للممارسات المستدامة في المهرة. وبدعم من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بفضل تمويل البنك الدولي، حول عبد الله التحديات إلى فرص، مما مهد الطريق لمستقبل أكثر إشراقا واستدامة لأعماله والمجتمع الذي تخدمه.