حذر مسئولو الإغاثة فى غزة، من أن جيوب المجاعة موجودة بالفعل فى القطاع، حيث يضحى الآباء بما تبقى من طعام لأطفالهم، حيث تبلغ تكلفة التفاحة ٨ دولارات، كما أن الوقود اللازم للطهى يكاد يكون من المستحيل العثور عليه.

وقالت وكالات الأمم المتحدة إن غزة بحاجة ماسة إلى المزيد من المساعدات الإنسانية، فيما أفادت السلطات الفلسطينية أن عدد الشهداء فى القطاع خلال الهجوم الإسرائيلى هناك ارتفع إلى أكثر من ٢٤ ألف شخص.

وقال برنامج الأغذية العالمى واليونيسف ومنظمة الصحة العالمية فى بيان مشترك إنه يجب فتح طرق دخول جديدة إلى غزة، وشددوا على ضرورة دخول مزيد من الشاحنات كل يوم، والسماح لعمال الإغاثة وأولئك الذين يبحثون عن المساعدة بالتحرك بأمان.

ووفقًأ لـ "الجارديان"، توسطت قطر وفرنسا يوم الثلاثاء الماضى فى اتفاق مع إسرائيل وحماس لتوصيل أدوية عاجلة إلى 45 رهينة محتجزين فى غزة مقابل مساعدات إنسانية وطبية للمدنيين الأكثر ضعفا فى القطاع.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، إن الصفقة ستعنى "إيصال الأدوية إلى جانب المساعدات الإنسانية الأخرى إلى المدنيين فى المناطق الأكثر تضررًا وضعفًا بالقطاع، مقابل توصيل الأدوية اللازمة للأسرى الإسرائيليين فى غزة"، ولم يذكر تفاصيل بشأن حجم المساعدات التى سيتم تسليمها.

وأدت الحرب التى تشنها قوات الاحتلال على قطاع غزة، منذ ٧ أكتوبر إلى إلحاق أضرار جسيمة بمساحات واسعة من القطاع وتشريد معظم سكان غزة البالغ عددهم ٢.٣ مليون نسمة، أُجبر العديد منهم على الانتقال أكثر من خمس أو ست أو حتى سبع مرات، وفقدوا معظم ممتلكاتهم وأموالهم أثناء بحثهم عن الأمان.

وفى رفح وخان يونس، فى جنوب غزة، تغطى الخيام والمساكن المؤقتة جميع الأراضى تقريبًا، حيث تتكدس العديد من العائلات فى الشقق أو فى الملاجئ التى تديرها الأمم المتحدة فى المدارس أو تنام على أرضيات المستشفيات.

وقال سكان القطاع إنه لا يوجد طعام ولا ماء ولا تدفئة، وإنهم "يموتون من البرد والجوع"، مضيفين أنهم يتناولون وجبة واحدة فقط فى اليوم، من الخبز المصنوع من الدقيق والملح. وأكد الأطباء فى غزة، أن الأطفال الذين أضعفهم نقص الغذاء، استشهدوا بسبب انخفاض حرارة الجسم، وأن العديد من حديثى الولادة الذين كانت أمهاتهم تعانى من سوء التغذية لم ينجوا لأكثر من بضعة أيام.

وقال تيس إنجرام، المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة: "ليس لدينا أرقام ولكن يمكننا القول إن الأطفال يموتون نتيجة للوضع الإنسانى على الأرض وكذلك بسبب التأثير المباشر للقتال".

وذكر تقرير "الجارديان" أنه لم يعد لدى العديد من النازحين أى أموال بعد ثلاثة أشهر من الحرب ولا يستطيعون حتى شراء الأساسيات لصنع الخبز، وأن سعر ٢٥ كيلو جرامًا من أكياس الدقيق يبلغ الآن ٥٠ دولارًا، أى ستة أضعاف سعرها قبل الحرب، كما ارتفع سعر الملح بنسبة ١٨٠٠٪، مضيفًا أن الوقود الوحيد المتوفر هو الخشب المقطوع من الأشجار الحية، والذى يحترق بشدة وباهظ الثمن. وأصبح وصول وكالات الإغاثة إلى شمال غزة، حيث لا يزال يعيش ٣٠٠ ألف شخص وسط الأنقاض، أكثر صعوبة بسبب القتال المستمر.

وقال مسؤولو الإغاثة إنهم يشتبهون بشدة فى وجود "جيوب مجاعة" فى شمال غزة، لكن نقص البيانات حول سوء التغذية بين الأطفال ووفياتهم يعنى عدم استيفاء المعايير الرسمية لإعلان المجاعة.

وأظهرت الصور المنشورة على وسائل التواصل الاجتماعى يوم الإثنين الماضي، المئات وهم يهرعون إلى شاحنة تجلب الطعام. وقال أحد المسؤولين لصحيفة الجارديان: "لم تصل أى مساعدات تقريبًا على الإطلاق، وهناك الكثير من الأشخاص الذين لا يستطيعون أو لا يريدون مغادرة منازلهم وهم هناك منذ اليوم الأول".

وقالت الأمم المتحدة يوم الأحد إن أقل من ربع قوافل المساعدات وصلت إلى وجهاتها فى الشمال فى يناير لأن السلطات الإسرائيلية منعت معظمها من الوصول.

وقال مسؤولون بالأمم المتحدة إنه على الرغم من أن التحديات اللوجستية التى يواجهها نقل المساعدات عبر غزة تعنى وجود تراكم فى بعض الأحيان، فإن مستودعاتهم كانت فارغة تقريبًا فى عطلة نهاية الأسبوع.

وتوقع خبراء من مبادرة تصنيف مرحلة الأمان الغذائى المتكاملة، التى تقيم مخاطر المجاعة فى جميع أنحاء العالم لصالح الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والحكومات، أنه خلال ثلاثة أسابيع على الأقل، سيواجه واحد من كل أربع أسر فى قطاع غزة "نقصًا شديدًا فى الطعام، والجوع، واستنزاف قدرات التكيف".

وفى تقرير نُشر قبل ثلاثة أسابيع، خلصوا أيضًا إلى أن غزة سيكون بها "أعلى نسبة من الأشخاص الذين يواجهون مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائى الحاد، مشيرين إلى أن هذه النسبة لم يتم تصنيفها على الإطلاق فى أى منطقة أو بلد من قبل الوكالة".

وقالت السلطات الفلسطينية يوم الثلاثاء الماضى إن عدد الشهداء فى غزة منذ بداية العام وصل إلى ٢٤ ألفًا و٢٨٥ شخصا كما تجاوز الـ ٦٠ ألف جريح، فيما أفاد مسؤولون من وزارة الصحة بأن ثلثى الشهداء فى الحرب كانوا من النساء والأطفال. ورغم كل تلك الخسائر، يلقى جيش الاحتلال باللوم فى ارتفاع عدد القتلى المدنيين على حماس، زاعما أنها تعمل عمدا من منشآت مدنية وتستخدم سكان غزة كدرع بشري.
 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: غزة إسرائيل الأمم المتحدة العدید من فى غزة

إقرأ أيضاً:

إسرائيل توافق.."مؤسسة غزة الإنسانية" تبدأ توزيع المساعدات قبل نهاية مايو

أعلنت مؤسسة "المساعدات الإنسانية ل غزة " المدعومة من الولايات المتحدة الأميركية، اليوم الخميس، أنها ستبدأ عملها رسميًا في نهاية شهر مايو الجاري داخل القطاع، وذلك ضمن آلية جديدة لإدخال وتوزيع المساعدات الإنسانية.

ووفق القناة 12 العبرية، فإن المؤسسة أكدت أنها طلبت من الولايات المتحدة البدء في ضخ المساعدات وفق الآلية الحالية مؤقتًا، إلى حين الانتهاء من تجهيز مواقع التوزيع.

من جانبها، وافقت الحكومة الإسرائيلية على دخول هذه المساعدات، التي من المقرر أن تُوزَّع في مناطق شمالي وجنوبي قطاع غزة، كما ذكر موقع "واللا" العبري.

وأكد مسؤول إسرائيلي، الخميس، لقناة "كان" الإخبارية أن بناء مراكز التوزيع الجديدة سيتم الانتهاء منه خلال أسبوعين.

اقرأ أيضا/ ويتكوف يلتقي قيادة حمـاس بالدوحة وسط جهود مكثفة بشأن غـزة

يأتي هذا الإعلان في وقت تشير فيه تقديرات المؤسسة الأمنية الإسرائيلية إلى قرب نفاد المخزون الغذائي في غزة.

وحذر رئيس الأركان، إيال زامير، رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو ، ووزراء الحكومة قائلا: "لن نتسبب في تجويع غزة، يجب أن تصل المساعدات قريبا".

وفي وقت سابق، أعلنت الولايات المتحدة عن بدء عملية إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.

"اتفاق مساعدات قد ينفذ خلال ساعات"

من جهتها، أفادت صحيفة الأخبار اللبنانية، بأنه يجري العمل على بلورة «اتفاق سريع لإدخال مساعدات غذائية وأدوية إلى غزة» في ظلّ تفاقم أزمة الجوع بفعل الحصار الإسرائيلي، شريطة أن تصل بعض هذه المساعدات إلى الأسرى الإسرائيليين لدى « حماس ».

ووفقاً لمسؤول مصري عاد من الدوحة، فإن «اتفاق المساعدات قد يُنفّذ خلال ساعات، وربما يكون مقدّمة لوقف مؤقّت لإطلاق النار في حال تعذّر تمديده لعدة أيام بسبب تحفظات إسرائيلية».

وترافق هذا الحراك مع توجيه 65 أسيراً إسرائيلياً سابقاً في رسالة إلى كل من نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترامب، دعوا فيها إلى عدم مغادرة طاولة المفاوضات حتى توقيع صفقة شاملة تعيد المختطفين من غزة، مؤكدين أن «غالبية المجتمع الإسرائيلي تفضّل عودة المختطفين حتى ولو كان الثمن وقف القتال».

المصدر : وكالة سوا - عرب 48 اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية محدث: مقتل إسرائيلية في عملية إطلاق نار قرب مستوطنة بورخين مئات الجنود يرفضون العودة للقتال في غزة تفاصيل جديدة حول مفاوضات الدوحة بشأن وقف إطلاق النار في غزة الأكثر قراءة المالية تعلن صرف رواتب الموظفين عن شهر 3/2025 اليوم الخميس بهذه النسبة سبب وفاة الأميرة جواهر بنت بندر بن محمد بن عبدالعزيز آل سعود – ويكيبيديا فيلم وثائقي يكشف هوية الجندي الإسرائيلي قاتل "شيرين أبو عاقلة" مع دخول قرار الإغلاق حيز التنفيذ: الاحتلال يقتحم مدارس شعفاط ويأمر بإخلائها عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • الأونروا تحذر من تفشي الجوع في غزة واستخدام إسرائيل المساعدات كسلاح حرب
  • إسرائيل توافق.."مؤسسة غزة الإنسانية" تبدأ توزيع المساعدات قبل نهاية مايو
  • دون منح إسرائيل معلومات.. "غزة الإنسانية" ستبدأ عملها
  • الصحة تبحث مع مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية سبل التعاون المشترك
  • الأمم المتحدة: يجب ضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة
  • دعوة عاجلة للتحرك أمام تدهور الأوضاع الإنسانية.. تحذير أممي من إبادة جماعية في غزة
  • الأمم المتحدة تدعو مجلس الأمن إلى التحرك "لمنع وقوع إبادة" في غزة
  • غزة تتضور جوعا.. قلة الطعام تجعل أطفالها أقزاما نتيجة ضعف النمو
  • الصحة العالمية تحذر من تدهور الأوضاع الإنسانية والصحية في غزة
  • الصليب الأحمر: الأزمة الإنسانية في غزة كارثية ووقف إطلاق النار ضرورة عاجلة