العرض الكبير الذي قدمه المنتخب الفلسطيني أمام الإمارات، وانتهاء المباراة بالتعادل الإيجابي 1/1 في الجولة الثانية من دور المجموعات لحساب منافسات المجموعة الثالثة على ملعب الجنوب لبطولة كأس آسيا قطر 2023، «يؤكد أن كرة القدم دائما ما تكون ظالمة»، فلم يحقق الفريق الفوز رغم الأفضلية المطلقة، على شقيقه الإماراتي الذي لعب منقوصا لاعبا منذ الدقيقة 35 من زمن المباراة، بعد طرد مدافعه خليفة الحمادي.

النتيجة لا تعبر عن سير المباراة فقد تفوق الفدائي على الصعيد الهجومي المستمر على مرمى الأبيض الإماراتي، وتصدى خالد عيسى لضربة جزاء أهدرها اللاعب الفلسطيني تامر صيام.. التعادل يكشف عن الوجه الآخر لكرة القدم، التي كثيرا ما تكون ظالمة لفريق على الآخر، فأداء المنتخب الفلسطيني جاء رائعا، دون الوقوع في أي أخطاء، بعد هدف الإمارات مباشرة، وبلغة الكرة «ركب الفدائي المباراة»، لكن وقف الحظ وعدم التوفيق حائلا دون أن تدخل الكرة مرمى الأبيض، في أكثر من مناسبة خاصة في شوط المباراة الثاني، الذي شهد تفوقا كاسحا للفدائي، وعاندت الكرة لاعبي الفريق حتى أن المدرب مكرم ديوب، وقف على الخط مذهولا تعلو وجهه الدهشة والحسرة في آن واحد، من كمية الفرص التي أهدرها لاعبو المنتخب الفلسطيني.

رضا وارتياح
ما قدمه المنتخب الفلسطيني درس في الروح والعزيمة والإصرار، فالفريق لعب مباراتين حتى الآن ضد إيران والإمارات، ورغم خسارته أمام الأولى وتعادله أمام الثانية، إلا أنه أبدا لم يكن سيئا، وقدم مستوى يُحسد عليه، وسط الظروف بالغة التعقيد التي يشارك فيها، ومع ذلك اتسم لاعبوه بالروح، وهو ما يعكس قوة وبأس الشعب الفلسطيني، الذي يتعرض لأشد الحروب ضراوة، من عدو غاشم لا يعرف للإنسانية قيمة.
الفلسطينيون رغم التعادل وضياع فوز مؤكد خرجوا سعداء نهاية المباراة، بالعرض القوي الذي قدموه، وجاءت ردود أفعال الجماهير الفلسطينية رائعة، برضاهم عما يقدمه منتخب بلادهم، آملين أن يبلغ الدور الثاني، الذي أصبح الفريق قاب قوسين منه، حيث تمثل مباراته المقبلة مع منتخب هونج كونج علامة فاصلة في تاريخ مشاركات الفدائي، فالفوز سيكون الأول له في جميع المشاركات الثلاث، ويصعد به إلى دور الــ 16، إذ لم يكن ثاني المجموعة سيكون من ضمن الفرق الأربع الأفضل ثوالث في المجموعات، وحالة تحقيق ذلك الهدف، الذي أكد عليه مدرب فلسطين مكرم ديوب سيكون إنجازا كبيرا، وسط هذه الظروف، التي يمر بها الفلسطينيون كشعب، إضافة أن التأهل سيكون أفضل هدية لفلسطينيي الداخل، ورسـالة مهمة للعالم الحر، بأن الأوطان لا تموت ما بقى فيها الروح والعزيمة.
بالتأكيد سّيكُرر اللاعبون نفس الأداء في المواجهة الأخيرة أمام منتخب هونغ كونغ من أجل اقتناص فوز سيكون تاريخيا للمنتخب الفلسطيني في البطولة القارية باعتباره سيكون الأول في المشاركة الثالثة، وقد يكون الفوز أيضا كافيا لإعادة كتابة تاريخ المشاركات بالتأهل إلى دور الـ 16 للمرة الأولى، فما قدمه اللاعبون أمام الإمارات سيكون دافعا لتكرار السيناريو نفسه أمام هونج كونج، في ظل دعم جماهيري غير مسبوق للمنتخب من المدرجات. فالمباراة الأولى أمام المنتخب الإيراني كانت درسا استفاد منه اللاعبون بعد الخسارة بأربعة أهداف لهدف، ولهذا جاء التحضير لمباراة الإمارات، مختلفا تماما وكان اللاعبون مركزين بشكل كبير وقدموا أداء مثاليا كان ينقصه فقط النجاح في ترجمة الفرص العديدة التي سنحت لهم أمام المرمى.

الدباغ 
مهاجم فلسطين عدي الدباغ أبرز لاعبي الفدائي من لا يعرفه فهو وطني محب لوطنه فلسطين «فهو من رفض اللعب لمنتخب إسرائيل، بحكم مولده ونشأته بالقدس المحتلة»، فقد كان بإمكان عدي الدباغ اللعب لصالح المنتخب الإسرائيلي، ولكنه فضل الدفاع عن ألوان علم بلده الحقيقي وهو فلسطين لاعتبارات وطنية، وقد برّر هذا الاختيار لحبه الكبير لوطنه الجريح. ففي حوار مع المجلة الفرنسية «SO FOOT»، نُشر يوم الأحد 16 أبريل 2023، قال الدباغ: «في إحدى المرات كنت مُتوجهاً إلى معسكر المنتخب، واضطررت للمرور عبر نقاط تفتيش، وكنت ارتدي بدلة رياضية للمنتخب الفلسطيني، فسألوني، يقصد رجال الأمن الإسرائيليين، لماذا لم ألعب لإسرائيل بحكم أنني من سكان القدس. «فشرحت لهم أنني فلسطيني، وانني أحب فلسطين، وأنّ فلسطين هي التي أردت تمثيلها». فكل التحية للدباغ أحد أبرز مهاجمي البطولة.

المصدر: العرب القطرية

كلمات دلالية: قطر المنتخب الفلسطيني منتخب الإمارات كأس آسيا المنتخب الفلسطینی

إقرأ أيضاً:

قيس يقود سلة الإمارات لـ «فوز مثير» على الكويت في «العربية»

علي معالي (أبوظبي)

أخبار ذات صلة الكويت تدين مصادقة الكنيست على قرار بفرض سيطرة إسرائيل على الضفة الغربية 3 معسكرات لمنتخبات «أم الألعاب»

نجح قيس عمر في قيادة منتخبنا الوطني لكرة السلة لانتصار مثير في الجولة الأولى بالبطولة العربية في نسختها رقم 26، والمقامة في مملكة البحرين على صالة مدينة خليفة الرياضية.
وتألق قيس برمياته الثلاثية، ليعيد البسمة لمنتخبنا، بالفوز على الكويت 87 مقابل 79، بعد مواجهة مثيرة على مدار الشوطين، وظل التقدم في اللقاء من البداية للنهاية لصالح منتخبنا، وانتهت الأرباع الثلاثة الأولى لمصلحتنا بنتيجة 23-21 و23-19 و22-19، في حين كان الربع الأخير لمصلحة الكويت 20-19.
وقبل النهاية بدقائق معدودة وصل الفارق إلى نقطتين فقط لمصلحة منتخبنا، ولكن الإجادة الكاملة من قيس عمر في رميتين ثلاثيتين، قلبت الموازين تماماً، ليتوج قيس بلقب أفضل لاعب في المباراة، بعد أن سجل أعلى رصيد من النقاط بالمنتخبين برصيد 26 نقطة، تلاه ديماركو لاعب منتخبنا أيضاً، والذي أجاد هو الآخر في الرميات الثلاثية، حيث سجل في 4 محاولات من أصل 7.
ونجح د. منير بن الحبيب، المدير الفني للمنتخب، في قيادة المنتخب بكفاءة، من خلال التحكم المناسب في التغييرات، وكذلك طريقة اللعب المناسبة على مدار أرباع المباراة، وشهد المباراة الشيخ عيسى بن علي آل خليفة، نائب رئيس اللجنة الأولمبية البحرينية، وعيسى هلال، رئيس مجلس الشارقة الرياضي، وعبداللطيف الفردان، رئيس اتحاد السلة الجديد.
وعلق قيس عمر على المباراة، وقال: «نجحنا في الفوز بعد تنفيذ تعليمات الجهاز الفني كاملة، وحالة التركيز الكبيرة في الملعب، وطبيعة كرة السلة الأخطاء، ولكن علينا التعايش معها خلال المباراة، وكانت ردة الفعل من زملائي في الملعب إيجابية للغاية بعد الوقوع في عدة أخطاء في الشوط الأول، تمت معالجتها في الشوط الثاني». 
وقال راشد عبدالله، مدير المنتخبات الوطنية: «جهد مميز للغاية من اللاعبين، ومن مباراة لأخرى سيكون الانسجام والظهور أفضل، وهي خطوة أولى لنا بالبطولة، وهناك 3 لاعبين بالمنتخب يتواجدون للمرة الأولى مع الفريق، وبالتالي فهي خبرات وقيمة جديدة لهم في الفترات المقبلة».
وهنأ ديماركو لاعب منتخبنا زملاءه على ما قدموه في المباراة، وقال: «نجحنا في تحقيق فوز مهم في أول خطوة لنا بهذه النسخة العربية، وبذلنا الجهد الكبير على مدار شوطي المباراة، وعلينا الاستعداد المناسب لبقية مباريات البطولة».
أضاف: «في بطولة وليام جونز الودية التي لعبناها مؤخراً خسرنا الكثير من المباريات، ولكنها كانت بمثابة إعداد مهم للحدث الذي نشارك فيه حالياً».
من جهة أخرى، يلتقي منتخبنا غداً الأحد مع الجزائر في مباراة تحمل الكثير من التحديات، كما يلعب أيضاً منتخب مصر مع الكويت، والبحرين ضد تونس في ثالث أيام البطولة، التي تستمر منافساتها حتى الثاني من أغسطس المقبل.

مقالات مشابهة

  • فرنسا: فلسطين لن تكون حماس.. وتوزيع المساعدات بغزة تحول إلى حمام دم
  • بوقرة: “قائمة كأس العرب لن تكون 100% محلية”
  • دراسة رائدة تكشف عن السبب الذي يجبر الدماغ على النوم
  • إنفانتينو: افتتاح مكتب فيفا في المغرب سيكون له تأثير عالمي على كرة القدم
  • سباليتي: كرة القدم دمرت حياتي ولا أستطيع النوم!
  • المغرب يخسر نهائي كأس أفريقيا للسيدات "بصورة درامية"
  • المنتخب المغربي يفشل في التتويج باللقب القاري للمرة الثانية على التوالي
  • الرئيس الفلسطيني يشكر المملكة على جهودها التي أسهمت في الالتزام الفرنسي التاريخي بالاعتراف بدولة فلسطين
  • أحمر الطائرة يخفق في بلوغ نهائي غرب آسيا بخسارته أمام قطر
  • قيس يقود سلة الإمارات لـ «فوز مثير» على الكويت في «العربية»