موقع النيلين:
2025-12-13@10:00:49 GMT

محاولة عربية لتلجيم إثيوبيا

تاريخ النشر: 20th, January 2024 GMT


بناءً على طلب دولة الصومال الشقيقة، وتأييد ١٢ دولة عربية، من بينها مصر، عقد مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية، اجتماعًا طارئًا، أمس الأربعاء، عبر «الفيديو كونفرانس»، لبحث تداعيات أزمة «مذكرة التفاهم»، التى وقعها رئيس الوزراء الإثيوبى مع زعيم ولاية «أرض الصومال»، والتى تمنح إثيوبيا ميناءً بحريًا وقاعدة عسكرية على البحر الأحمر، مقابل اعترافها بهذه الولاية الصومالية، كدولة مستقلة، ومنحها حصة فى الخطوط الجوية الإثيوبية، المملوكة للدولة.

رسميًا، رفضت دولة الصومال هذه الصفقة. وبعد توقيعه على قانون يلغى «مذكرة التفاهم غير القانونية»، فى ٦ يناير الجارى، دعا الرئيس الصومالى حسن شيخ محمود، الأحد الماضى، الشعب، إلى «الاستعداد للدفاع عن وطنه»، ونقلت جريدة الجارديان البريطانية عن «مستشار كبير» لرئيس الصومال أن بلاده «مستعدة للذهاب إلى الحرب»، و… و… وهنا، تكون الإشارة مهمة إلى أن مصر حذّرت، مرارًا، من عواقب السياسات الإثيوبية الأحادية، المخالفة لقواعد القانون الدولى، ولمبادئ حسن الجوار، والتى تهدف إلى فرض سياسة الأمر الواقع، دون الاكتراث بمصالح الحكومات والشعوب الإفريقية.
جاءت «مذكرة التفاهم»، إذن، لتثبت صحة وجهة النظر المصرية، بشأن خطورة التحركات والسياسات الإثيوبية على استقرار الإقليم، وزيادة حدة التوتر فى العلاقات بين دوله. وفى مواجهة ذلك، أعلن وزراء الخارجية العرب عن رفضهم تلك المذكرة واعتبروها باطلة، كما وصفها أحمد أبوالغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية بأنها «انقلاب صارخ على الثوابت العربية والإفريقية والدولية المستقرة، ومخالفة واضحة للقانون الدولى والاتفاقيات الدولية النافذة».

دعم مصر الكامل لجمهورية الصومال الشقيقة، أكده سامح شكرى، وزير الخارجية، فى كلمته خلال الاجتماع، داعيًا جميع الأطراف العربية والدولية إلى الاضطلاع بمسئوليتها فى التعبير عن احترامها لسيادة الصومال ووحدة أراضيها، اتساقًا مع المبادئ الرئيسية لميثاق الأمم المتحدة، ورفضًا لأى إجراءات من شأنها الافتئات على تلك السيادة أو على حق الشعب الصومالى، الأصيل والحصرى، فى الانتفاع بموارده ووفقًا لإرادته. كما شدّد شكرى على أن مصر لن تألو جهدًا فى دعم دولة الصومال فى هذا الظرف المهم.

دول ومنظمات دولية عديدة، أدانت، أيضًا، التحرك الإثيوبى، الذى قد يؤدى إلى إشعال منطقة القرن الإفريقى. وفى ٣ يناير الماضى، أكدت مصر، فى بيان أصدرته وزارة الخارجية، «ضرورة الاحترام الكامل لوحدة وسيادة جمهورية الصومال الفيدرالية الشقيقة على كامل أراضيها». ثم نقل وفد مصرى رفيع المستوى، فى ٨ يناير، رسالة من الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى نظيره الصومالى، تؤكد دعم مصر الثابت لسيادة ووحدة الأراضى الصومالية. وخلال اجتماع، أمس، أكدت الدولة المصرية، بلسان وزير خارجيتها «عمق وجدية الاهتمام العربى بالتطورات الأخيرة فى دولة الصومال الشقيقة». وأشارت إلى «دفع بعض الأطراف المتربصة للسعى بسوء نية لإبطاء مسيرة النجاحات التى حققتها القيادة السياسية الصومالية حرصًا منها على استمرار استنزاف الصومال فى دائرة التحديات الأمنية والاقتصادية».

باتت إثيوبيا، بوصف وزير خارجيتنا، مصدرًا لبث الاضطراب فى محيطها الإقليمى. وما يؤكد ذلك هو أن توقيع مذكرة التفاهم، جاء قبل أيام من استئناف المفاوضات بين الصومال وأرض الصومال، أو «صوماليلاند»، الواقعة على خليج عدن، والتى كانت قد أعلنت استقلالها، من جانب واحد، أو مع نفسها، سنة ١٩٩١، ولم تعترف بها، إلى الآن، إلا «تايوان» غير المعترف بها هى الأخرى. أما ما قد يدعو لكثير من الأسف، فهو أن الاتحاد الإفريقى، الذى عجز عن تقديم حلول ناجزة لأزمات إفريقية عديدة، اكتفى بدعوة إثيوبيا والصومال، إلى «الهدوء والاحترام المتبادَل لخفض منسوب التوتر المتصاعد»!

.. وتبقى الإشارة إلى أن وزراء الخارجية العرب أكدوا تضامنهم مع الصومال فى كل ما يتخذه من إجراءات لمواجهة هذا التدخل السافر فى شئونه الداخلية، وكلفوا المجموعة العربية فى الأمم المتحدة بالتحرك لمواجهة انتهاك إثيوبيا الصارخ، لسيادة ووحدة أراضى الدولة العربية والإفريقية الشقيقة. ما يعنى أن هناك خطوات لاحقة، فى مختلف المؤسسات الدولية، لتلجيم إثيوبيا، ولعلك تعرف أن «التلجيم»، أو إلباس اللجام للدواب، يهدف إلى السيطرة على حركتها، ومنعها من إلحاق الضرر بغيرها أو بنفسها.

ماجد حبته – جريدة الدستور

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: مذکرة التفاهم دولة الصومال

إقرأ أيضاً:

ترامب ينهي وضع «الحماية المؤقتة» لدولة إثيوبيا

أعلنت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنهاء تصنيف إثيوبيا ضمن وضع الحماية المؤقتة اعتبارًا من اليوم الجمعة، وفقًا لأمر صادر عن وزارة الأمن الداخلي الأمريكية، وسيتم نشره رسميًا يوم الإثنين المقبل.

وأوضحت وزارة الأمن الداخلي الأمريكية أن وزير الأمن الداخلي ألغى تصنيف إثيوبيا ضمن فئة الحماية المؤقتة، وكان من المقرر أن ينتهي التصنيف في 12 ديسمبر 2025، مشيرة إلى أن مراجعة أوضاع إثيوبيا والتشاور مع الجهات الحكومية الأمريكية المختصة أظهرت أن البلاد لم تعد تستوفي شروط الحصول على تصنيف الحماية المؤقتة.

وجاء القرار في إطار سياسة إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منذ بداية ولايته الثانية، والتي شهدت إلغاء وضع الحماية المؤقتة لعدد من الدول، من بينها أفغانستان، وهايتي، وميانمار، ونيكاراغوا، وهندوراس، وسوريا، استنادًا إلى تحسن الأوضاع الأمنية والسياسية في هذه الدول.

وفي نوفمبر 2025، أعلنت الإدارة الأمريكية نيتها إنهاء وضع الحماية المؤقتة لأكثر من 4000 مواطن من ميانمار اعتبارًا من 24 يناير 2026، بعد إشعار رسمي صادر عن وزارة الأمن الداخلي، مؤكدة أن وزيرة الأمن الداخلي كريستي نويم قررت أن بورما لم تعد تستوفي شروط الحماية المؤقتة.

كما أنهت الوزارة في مايو 2025 وضع الحماية المؤقتة لما يقرب من 12 ألف مواطن أفغاني، قبل أن تلغي لاحقًا وضع الحماية المؤقتة لأكثر من 260 ألف هايتي، ونحو 4000 نيكاراغوي، و72000 مواطن من هندوراس، وأكثر من 6000 سوري في سبتمبر 2025، ما يعكس نهج الإدارة الأمريكي في مراجعة الأوضاع الأمنية والسياسية لدول عدة قبل اتخاذ القرارات المتعلقة بوضع الحماية المؤقتة.

ووضع الحماية المؤقتة في الولايات المتحدة الأمريكية (Temporary Protected Status) يُمنح للأجانب القادمين من دول تعاني من كوارث طبيعية أو نزاعات مسلحة، ويتيح لهم الإقامة والعمل المؤقتين في أمريكا.

وتسعى الإدارة الأمريكية من خلال مراجعة هذا الوضع بشكل دوري إلى التوازن بين حماية اللاجئين ومراعاة التحسن الأمني والسياسي في بلدانهم الأصلية، كما يعكس التوسع في إنهاء وضع الحماية المؤقتة توجّه الإدارة الحالي لإعادة تقييم سياسات الهجرة وفق المستجدات الدولية.

مقالات مشابهة

  • سوخوي 57 | أول دولة عربية وإفريقية تحلّق إلى عصر المقاتلات الشبحية من الجيل الخامس: خطوة تاريخية
  • وزير الخارجية يتوجه إلى الإمارات للمشاركة في منتدى صير بني ياس
  • ترامب ينهي وضع «الحماية المؤقتة» لدولة إثيوبيا
  • الرئيس عبد الفتاح السيسي يتلقى اتصالًا هاتفيًا من ملك مملكة البحرين الشقيقة
  • بحضور رئيس قناة السويس.. 12 دولة عربية تناقش مستقبل الملاحة في الإسكندرية
  • وزير الخارجية اللبناني يرفض زيارة إيران
  • وزير الخارجية اللبناني يعتذر عن عدم قبول دعوة عراقجي لزيارة طهران
  • وزير الخارجية اللبناني يعتذر عن زيارة إيران ويقترح اللقاء في دولة محايدة
  • وزير الخارجية اللبناني يرفض دعوة لزيارة إيران
  • وزير الخارجية اللبناني يرفض زيارة نظيره الإيراني لهذا السبب