أكدت صحيفة "التايمز" (The Times) البريطانية أن العديد من الأرامل الأوكرانيات عانين كثيرا أثناء البحث في أكياس جثث الجنود القتلى للعثور على أزواجهن الذين لقوا حتفهم أثناء المعارك ضد القوات الروسية.

وقالت الصحيفة إن طبيعة الحرب التي تستخدم فيها مختلف الأسلحة المتطورة من صواريخ ومدافع وقصف جوي تعقد مهمة الأرامل في العثور على جثث أو أشلاء أزواجهن لدفنها.

وأضافت أن معظم الأرامل تحدثن عن خذلان النظام لهن أثناء عملية البحث عن أزواجهن، وتحدثن عن طول المدة التي يستغرقها هذا البحث، والتي قد تصل إلى عام كامل.


حالة أوكسانا

وأوردت الصحيفة حالة السيدة "أوكسانا" التي أخبرتها القيادة العسكرية أن زوجها من المفقودين خلال المعارك، وظلت تشاهد صور جثث القتلى على شاشة الحاسوب بالمشارح لعلها تعثر على جثة زوجها.

كما ظلت تتواصل مع المستشفيات ومخافر الشرطة بحثا عن أي خيط يوضح لها مصير زوجها. ونقلت "التايمز" عن أوكسانا قولها إن آمالها خلال البحث كانت كبيرة، مثلما كانت مخاوفها كبيرة أيضا، وزادتها صور الجثث ألما وخوفا.

وانتقدت ما يجري قائلة "لو كان هناك شخص ما قام بعمله بشكل جيد لما استغرق الأمر مني عاما كاملا للبحث عن جثة زوجي. لم نكن لنحتاج إلى إجراء فحص الحمض النووي لنثبت هوية زوجي، بل فقط لنظام متماسك يضمن تحديد هويته".

ووفق التايمز، دفنت أوكسانا زوجها بعد 13 شهرا من وفاته متأثرا بجروحه، وذلك خلال حمله إلى خاركيف للعلاج.


جنود مجهولون

وحالة أوكسانا ليست الوحيدة، إذ مع ارتفاع عدد القتلى تكثر الجثث مجهولة الهوية، ما يتطلب جهودا من طرف العائلات ومؤسسات الدولة لتحديد هويتها.

ونسبت صحيفة التايمز إلى الجنرال مارك ميلي -رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة- قوله إن أوكرانيا تكبدت خسائر بشرية هائلة في صفوف الجنود، وذكرت أن آلاف الجنود لقوا حتفهم منذ تصريحات القائد العسكري الأميركي.

وكشفت أن مقبرة كراسنوبلسكي تعد واحدة من أكبر المقابر التي يدفن فيها الجنود في البلاد، وقد دفن فيها أكثر من ألفي جندي، وما تزل جاهزة لاستقبال المزيد.

ونقل تقرير الصحيفة البريطانية عن القسيس العسكري فاسيلي كولودي قوله إنه في بعض الأحيان يتم دفن 20 جنديا دفعة واحدة في نفس اليوم.


ووفق الصحيفة فإن دراسة استقصائية نشرت قبل أيام من قبل معهد كييف الدولي لعلم الاجتماع قالت إن 63% من الأوكرانيين قتل أحد أقاربهم أو أصدقائهم في الحرب.

ونسبت التايمز إلى محققي الطب الشرعي الأوكرانيين قولهم إن أكثر من 10% من الجنود الذين قتلوا لا يتم التعرف على جثثهم بسبب الدمار الكبير الذي تخلفه الأسلحة المتطورة.

وقالت التايمز إن كثرة الجثث، وظروف الحرب، تجعلان من شبه المستحيل الحفاظ على ما يثبت هوية القتلى، خاصة أن بعض الجثث مشوهة بدرجة لا يمكن التعرف عليها.

وذكر القسيس العسكري كولودي للصحيفة البريطانية أنه لا توجد عادةً جنازة للجنود المجهولين حيث يدفنون مباشرة، لكن في حالة ثبتت هويته بعد فحص الحمض النووي، يعاد تنظيم الجنازة.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

هل حدثت غارات إسرائيلية على موانئ الحديدة؟!.. إعلام الحوثيين تناقضات مذهلة

يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ خاص:

مساء الأحد، وجه الاحتلال الإسرائيلي أمرا مذلا للحوثيين بإخلاء موانئ الحديدة، وبقية المدنيين في الموانئ الثلاثة رأس عيسى النفطي، ميناء الصليف، ميناء الحديدة غربي اليمن “حتى إشعار آخر”. والذي يبدو جزءاً من لعبة نفسية عادة ما يستخدمها جيش الاحتلال.

بعد وقت قصير بثت مواقع محلية وعربية ودولية ووكالات أخبار أنباء عن غارات جوية للاحتلال الإسرائيلي على الموانئ الثلاثة، وخاصة رأس عيسى. لكن ما حدث كان جزء من عملية تظليل موسعة بدأتها وسائل الإعلام الإسرائيلية ثم وسائل إعلام الحوثيين.

لم ينقل الإعلام الحوثي الرسمي مثل قناة المسيرة وحساب المسيرة عاجل ووكالة سبأ الحوثية، خبر التحذير الإسرائيلي، وواصلوا ترجمة ما يقوله إعلام الاحتلال عن تأثير هجمات الحوثيين وتهديداتهم.

نشرت هيئات تلفزة عربية مثل قناة الجزيرة والتلفزيون العربي وقناة الحدث وسكاي نيوز عربية وقناتي الميادين والمنار، وغيرها أخبارا عن بدء الغارات. ومعظم المواقع والقنوات اليمنية، تبين لاحقا أنه لا توجد أي غارات حتى تحرير المادة هذه منتصف ليل الأحد/الاثنين، مع تصريحات لصحفيين إسرائيليين نقلا عن الناطق باسم جيش الاحتلال أنه لم يشن أي غارات.

لاحقا خرج القادة الحوثيون على وسائل التواصل الاجتماعي ينفون وقوع الغارات، وشنوا هجوما على المنافذ والمواقع والقنوات التي نشرت.

وقال محمد البخيتي القيادي في جماعة الحوثي في تصريحات متلفزة: لا يوجد هجوم على الموانئ (التي تحت سيطرة الجماعة) في الوقت الحالي لكننا لا نستبعد حدوث الهجمات.

وقالت هيئة البث الإسرائيلية: يبدو أن إعلان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي باللغة العربية هو جزء من لعبة نفسية.

وقال مسؤول في جيش الدفاع الإسرائيلي للهيئة: لم نعلن أننا سنهاجم اليمن “في المستقبل القريب”، بل أعلنا إخلاء ثلاثة مواقع “حتى إشعار آخر”.

الإيكونوميست: اتفاق ترامب مع الحوثيين يعزز قبضتهم على اليمن جيش الاحتلال الإسرائيلي يبدأ لعبة الحرب النفسية في اليمن كان هذا ضعف عدد الضربات التي شنها سلفه في أكثر من عام. كيف بدأ نشر خبر الغارات؟

نشر “الإعلام الأمني” التابع لوزارة داخلية الحوثيين، وخدمة الأخبار في “26 سبتمبر موبايل” التابعة لوزارة دفاع الحوثيين الأخبار، وفيما تراجعت خدمة الموبايل أكتفت داخلية الحوثيين بحذف التغريدات.

تتبع يمن مونيتور مواقع وصفحات إعلامية تابعة للحوثيين نشرت خبر الغارات، مثل الدفاع المدني التابع للحوثيين على صفحته بفيسبوك، ولم يحذفها حتى وقت تحرير المادة، يفيد بوقوع غارات على الموانئ.

ونشرت قناة الميادين المقربة من الحوثيين اتصالات أيضا مع مراسلها في صنعاء بوجود الغارات، ونقلت قناة الجزيرة ومراسلها في صنعاء الخبر نقلا عن وسائل إعلام حوثية. اتفق مراسلا قناتي الميادين والجزيرة بالنقل عن وسائل إعلام بوقوع الغارات واتفقا أيضا بعدم معرفة عدد الغارات.

 

اضطراب البيانات الحوثية في قضايا عدة

ليست المرة الأولى التي يحدث فيها ذلك، الأسبوع الماضي قال مدير مطار صنعاء الدولي إن عدد الطائرات المدمرة في الغارات الإسرائيلية على مطار صنعاء ست طائرات، تبين لاحقا أن ثلاث منها قيد الخدمة الفعلية للجوية اليمنية، بينما قال نائب وزير النقل الحوثي يحيى السياني في اليوم التالي للغارات إن الطائرات المدمرة سبع طائرات. تظهر مصادر مفتوحة وصور أقمار صناعية عدد الطائرات المدمرة تصل إلى تسع تقريبا.

في قضية التهدئة مع الولايات المتحدة والهدنة بينهم وبينها بوساطة عمانية تباينت التبريرات الحوثية، فبينما قال مهدي المشاط إنهم أبلغوا الولايات المتحدة بأن رحلة ترامب إلى السعودية والخليج ستتأثر باستمرار التصعيد. بالمقابل، قال محمد عبدالسلام إن الولايات المتحدة هي من طلبت عبر سلطنة عمان التهدئة، وأنهم لم يقدموا أي طلب.

أما في قضية الغارات على سجن حوثي بمعسكر القوات الخاصة “الأمن المركزي” بصعدة  بتاريخ 29 أبريل الماضي فقد تباينت التصريحات حتى على مستوى وكالة أنباء سبأ نفسها. ونشر فارس الحميري الصحفي اليمني تغريدات توضح تلك التناقضات. وقال الحميري في تغريدة على حسابه بمنصة إكس ” تغطية وسائل إعلام جماعة الحوثي لجريمة مركز اعتقال المهاجرين الأفارقة كانت مرتبكة على غير العادة، حيث نشرت أرقام متضاربة وتصريحات غير صحيحة”

ونشر الحميري صورا من تلك التناقضات على مستوى وكالة سبأ حيث نشرت خبرا عن مؤتمر صحفي بمركز الإيواء أن عدد القتلى 65 والمصابين 68 كلهم من المهاجرين الأفارقة وأن منظمة الهجرة الدولية تعلم بذلك وتدير مركز الإيواء. نفت منظمة الهجرة إدارتها للمركز. أشارت صور أقمار صناعية نشرها وائل البدري أن المكان المستهدف ليس سوى مقرا داخل معسكر الأمن المركزي بصعدة.

بينما قالت صحة الحوثيين إن عدد القتلى في تلك الغارات الأمريكية 60 والجرحى 47. أما الدفاع المدني الحوثي فقد قال إن القتلى 68 والجرحى 47. أما داخلية الحوثي فقد قالت إن المركز تحت إدارة الهجرة الدولية والصليب الأحمر.

وبشأن قتلى الغارات الأمريكية 17 أبريل على رأس عيسى تباينت وتناقضت الأرقام الحوثية بطريقة مماثلة، قالت النقابة العامة للنفط والمعادن والبتروكيماويات فرع الحديدة بتاريخ18 أبريل إن القتلى 60 شخصا والجرحى 130 شخصا. أما بيان لجنة تنسيق النقابات بوزارة النفط صنعاء فقد قالت بتاريخ 19 أبريل إن القتلى 82 والجرحى 106 أشخاص. أما نقابة العاملين بشركة النفط في القسم الذي يسيطر عليه الحوثيون من تعز فقد تحدثوا عن عشرات القتلى ومئات الجرحى. أما نقابة اتحاد ملاك المحطات النفطية فقد تحدثت عن 80 قتيلا و150 جريحا. أما نقابة موظفي وزارة النفط بصنعاء فقد قالت في تاريخ 19 أبريل إن القتلى 90 شخصا والجرحى 150.

حتى زعيم الحوثيين “عبدالملك الحوثي” تورط بالتناقضات بلغة البيانات والأرقام، رغم أنه لا يذكر أبدا الأرقام المتعلقة بالخسائر والضحايا والقتلى اليمنيين إلا أنه رفع عدد الفعاليات والأنشطة التي نفذتها جماعته منذ طوفان الأقصى إلى مليون وتسعمائة ألف نشاط، ارتفاعا من سبعمائة ألف نشاط في الذكرى الأولى لطوفان الأقصى، رغم أنه تراجع لاحقا عن ذلك الرقم.

 

 

 

 

 

 

مقالات مشابهة

  • 15 قتيلا بينهم أطفال في قصف إسرائيلي لمدرسة بغزة
  • هل حدثت غارات إسرائيلية على موانئ الحديدة؟!.. إعلام الحوثيين تناقضات مذهلة
  • 13 شركة ناشئة ضمن برنامج "مسرعات الأعمال" من "أوكيو للبحث والتطوير"
  • أوكيو للابتكار يطلق 13 شركة ناشئة في قطاع الطاقة
  • استشهاد 23 فلسطينيًا في غارات إسرائيلية على غزة
  • وُلد هو ثم وُلدت الموضة.. هذه حكاية مؤسس الأزياء الراقية
  • بالصور.. حكاية قبر أليعازر في القدس
  • دراسة صادمة: شهداء غزة قد يتجاوزون 100 ألف وفق تقديرات جديدة
  • بوتين يشيد ببسالة الجنود الروس في أوكرانيا في احتفالات ذكرى الانتصار على النازية
  • بين التشكيك والوفاء: الأردن وغزة… حكاية لا يكتبها الزيف