أغنياء أمريكا يستعدون لـيوم القيامة بـ11 مليار دولار
تاريخ النشر: 22nd, January 2024 GMT
شقق نيوز/ على الرغم من أن عقيدة "يوم القيامة" عادة ما تكون مرتبطة بالمؤمنين بالأديان السماوية وغير السماوية، وهي أبعد ما تكون عن تفكير غير المؤمنين، إلا أن الدراسات الاستقصائية أثبتت أن نحو ثلث الأمريكيين يستعدون لهذا اليوم ويخزنون ما يحتاجونه من الغذاء وغيره، ويتقدمهم بذلك أثرياء العالم.
ويُنظر إلى "الاستعداد ليوم القيامة" على أنه حدث غريب ينحدر إلى هامش جنون العظمة، لكن الأمريكيين العاديين أنفقوا 11 مليار دولار على أدوات البقاء على قيد الحياة في العام الماضي، بحسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
وتظهر الدراسات الاستقصائية أن حوالي ثلث مواطني الولايات المتحدة يعترفون بالتحضير ليوم القيامة، لكن القليل منهم لديهم الموارد الواجب تخصيصها لملاجئهم الخاصة.
وأنفق أغنى أثرياء العالم مئات الملايين من الدولارات على تأمين مجمعات تحت الأرض، وجزر خاصة، و"شقق سكنية" (للأثرياء فقط).
وفي أواخر العام الماضي، تبين أن مارك زوكربيرغ كان يبني حصنا مخفيا بقيمة 100 مليون دولار مدفونا أسفل مزرعته في جزيرة هاواي، مكتملا بإمدادات الطاقة والغذاء الخاصة به وأبواب مقاومة للانفجار.
واشترى رجل الأعمال الملياردير فرانك فاندرسلوت - أغنى رجل في ولاية أيداهو - مؤخرا مزرعة مساحتها 2000 فدان مقابل 51 مليون دولار.
وأخبر سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، ذات مرة أنه والمؤسس المشارك لشركة PayPal، بيتر ثيل، لديهما "ترتيب خاص" في حالة انتهاء العالم: سيختبئان في إحدى عقارات ثيل في نيوزيلندا.
وفي عام 2022، منع مجلس المجتمع المحلي في الجزيرة الجنوبية بنيوزيلندا خطط ثيل لتصميم مخبأه المحصن المهيب في المناظر الطبيعية بجانب بحيرة واناكا المحمية تاريخيا.
وأفاد المفوضون المستقلون الذين زاروا الموقع المقترح نيابة عن المجلس أن تصميم مخبأ ثيل "سيقلل بشكل كبير من جودة وطبيعة المناظر الطبيعية الرائعة".
وفي العام الماضي، قام التحالف غير الربحي المكون من فيزيائيين وباحثين آخرين وراء نشرة علماء الذرة بضبط ساعة يوم القيامة على 90 ثانية حتى منتصف الليل: الأقرب إلى الهلاك في تاريخ الساعة الذي يبلغ 76 عاما.
وفي الواقع، فإن البالغين من الجيل Z، أولئك الذين ولدوا بعد عام 1997، هم الذين أثبتوا أنهم الأكثر احتمالية للاستعداد لكارثة: زعم 40% أنهم أنفقوا الأموال على إمدادات يوم القيامة في عام 2022، وفقا لاستطلاع أجرته Finder.
وشمل الاستطلاع 2179 بالغا أمريكيا بهامش خطأ اثنين بالمئة. وسأل Finder، الذي يقوم بجمع بيانات الاستعداد منذ عام 2017، الأشخاص عما إذا كانوا قد أنفقوا أموالا للاستعداد لحالات الطوارئ خلال الأشهر الاثني عشر الماضية.
ومن المؤكد أن أغنى الناس في العالم لديهم قدر كبير من البيانات حول الكوارث العالمية المتزايدة مثل الجيل Z.
وقال رود دروري، الرئيس التنفيذي لشركة برمجيات المحاسبة النيوزيلندية Xero المدعومة من ثيل، إن المليارديرات الأمريكيين "يعاملون نيوزيلندا على أنها مجرد حفرة للاختباء".
ومثل ثيل، يحمل الملياردير المؤسس المشارك لشركة غوغل، لاري بيج، الإقامة في نيوزيلندا بعد منحها العام الماضي. ومن المعروف أن رجل الأعمال ميهاي دينوليسكو ترك وراءه شركة ناشئة للعملات المشفرة عند تفشي جائحة "كوفيد-19" في عام 2020، وهرب إلى نيوزيلندا مع زوجته.
ووصف الكاتب التكنولوجي دوغلاس روشكوف مؤخرا اجتماعا سريا في وسط الصحراء الأمريكية، حيث قام خمسة من "الرجال الأثرياء" باستجوابه حول كيفية إعداد مخابئهم ليوم القيامة بشكل أفضل بأسئلة مثل "كيف يمكنني الحفاظ على السلطة على قوات الأمن الخاصة بي بعد ذلك؟".
وظهرت مجموعة من الشركات على استعداد لتلبية هذا الطلب، بما في ذلك شركة Rising S، التي تقول إنها قامت ببناء 14 ملجأ محصنا في نيوزيلندا، وشركة Survival Condo، التي تحول صوامع الصواريخ الأمريكية المهجورة إلى مباني شاهقة تحت الأرض، وشركة Oppidum ومقرها التشيك، والتي تقدم مخابئ "فاخرة للغاية" للمليارديرات في أي مكان في العالم.
المصدر: شفق نيوز
كلمات دلالية: العراق هاكان فيدان تركيا محمد شياع السوداني انتخابات مجالس المحافظات بغداد ديالى نينوى ذي قار ميسان اقليم كوردستان السليمانية اربيل نيجيرفان بارزاني إقليم كوردستان العراق بغداد اربيل تركيا اسعار الدولار روسيا ايران يفغيني بريغوجين اوكرانيا امريكا كرة اليد كرة القدم المنتخب الاولمبي العراقي المنتخب العراقي بطولة الجمهورية الكورد الفيليون الكورد الفيليون خانقين البطاقة الوطنية مطالبات العراق بغداد ذي قار ديالى حادث سير الكورد الفيليون مجلة فيلي عاشوراء شهر تموز مندلي يوم القيامة العام الماضی
إقرأ أيضاً:
أمريكا.. إمبراطورية الأزمات
عمليا لم تعد أمريكا تلك الإمبراطورية التي نعرفها وترسخت في ذاكرتنا بقدراتها الخارقة، باعتبارها عاصمة العالم الحر، ودوحة الحريات، وبلد الحلم الأمريكي، حيث الليبرالية والديمقراطية والثروة والمجد والشهرة وقبلة كل الحالمين في العالم، في المقابل لم يعد الكيان “الإسرائيلي” الحليف الاستراتيجي الوحيد لأمريكا على خارطة العالم، هو الكيان الديمقراطي، المتقدم والمتحضر الوحيد في المنطقة المطوق ” بغابة من الحاقدين والديكتاتوريين المتخلفين” ، هذا الكيان الذي حاول ويحاول أن يزرع في النفوس أساطيره ويسوقها كحقائق وثوابت لا تقبل الابتسار أو الانتقاص.
حقائق لم تفضحها أحداث 7 أكتوبر 2023م من خلال معركة ” طوفان الأقصى” بل لها خلفيات ومقدمات سابقة، تبدأ حين بدأت أمريكا والكيان يعتمدان على القوة لفرض خياراتهما على دول وأنظمة المنطقة والعالم، وحين توسعت أمريكا بزراعة قواعدها العسكرية بالمنطقة.
أتذكر أنني كتبت سلسلة مقالات مطولة” في مجلة الموقف التي كان يصدرها المركز اليمني للدراسات والبحوث برئاسة الأستاذ أحمد الشرعبي -حفظه الله -بعد الغزو الأمريكي للعراق أشرت فيها إلي كل ما نعيشه ويعيشه العالم على يد أمريكا، التي تخلت بالمطلق عن قيم الليبرالية، وعن القيم والمفاهيم، التي رفعتها وظللت بها شعوب العالم ردحا من الزمن، وأشرت حينها أن أمريكا تتجه للتخلي عن الليبرالية وتبني القيم الإمبريالية والتحول إلي إمبراطورية استعمارية، و أن ما حدث للاتحاد السوفييتي من انهيار وتفكك المعسكر الاشتراكي، لم يكن هزيمة للمعسكر الاشتراكي، بل وهزيمة أيضا للمعسكر الليبرالي.
وأن مرحلة -الثنائية القطبية -انتهت، وأن الهزيمة الكبرى طالت الليبرالية فكرا وأنظمة وليس النظام الاشتراكي وحده، الذي هزم كنظام اثخنته البيروقراطية المترهلة.. ولم يجانبني الصواب في توصيفي المبكر للحالة الأمريكية، بدليل أن الفكر الاشتراكي نهض بالصين، فيما الليبرالية تحولت بغياب التجديد إلى حالة من إمبريالية استعمارية تستخدم القوة والقمع بدلا عن الفكر والحرية في تحقيق أهدافها.
تزامنا مع انهيار الاتحاد السوفييتي برزت في أوروبا وتحديدا من ” ألمانيا” مجموعة فكرية نخبوية راحت تناقش أزمة الليبرالية فكريا والحاجة إلى تطويرها مع ما يتناسب مع التحولات الحضارية داخل أمريكا والغرب والعالم، فكانت فكرة النيو ليبرالية أو الليبرالية الجديدة محاولة استباقية من قبل النخب الفكرية الغربية، فكرة النيو ليبرالية قدمها كوكبة من مفكرين ألمان المثير إنهم ينحدرون فكريا من المدرسة الماركسية، لكنهم تحولوا بدرجة مريعة من الثقافة الشمولية والفكر الماركسي، إلى الليبرالية الجديدة متجاوزين الفكر الليبرالي التقليدي إلى آخر ليس أكثر تطورا كما أرادوا، بل أكثر تطرفا تجاه العالم، انتقلت الفكرة الي” لندن” ومنها إلى واشنطن التي تلقت نخبها أسس الفكرة، فطورتها وقدمتها تحت مسمى المحافظين الجدد وكان من رموزها طاقم الرئيس جورج بوش -الأبن -أبرزهم “وول ولفوز، وديك تشيني، ورامسفيلد وآخرين من أعضاء إدارة بوش -الأبن الذين اعتبروا سقوط الاتحاد السوفييتي هزيمة للفكر الاشتراكي، وانتصارا للفكر الليبرالي، الأمر الذي آثار ضجة في أوساط المفكرين الليبرالين في أمريكا وفي أوروبا، الذين اعترضوا، بل وأدانوا النخب النيو ليبرالية كما اتبعوا لاحقا سياسة وأفكار المحافظين الجدد.
اعتمد المحافظون الجدد على نظرية القوة هيمنة -السوبر باور – القائمة على تحالف مقدس بين الصهيونية -المسيحية المبنية على إبقاء التفوق الصهيوني واعتبار الكيان اهم ركيزة استراتيجية لهيمنة أمريكا وعدم تراجعها أمام الصين أو أي قوة محورية صاعدة قد توجد.
اعتمدت هذه الاستراتيجية على جعل الكيان الإسرائيلي في حالة تفوق عسكري، وتقني، وعلمي، ومعرفي، واقتصادي، وأن يحافظ على قدرات تفوق قدرات كل دول المنطقة مجتمعة.
غير أن ثمة تداعيات وأحداثاً شهدتها المنطقة والعالم حالت دون تحقيق هذه الاستراتيجية، رغم تحول أمريكا من دولة ليبرالية إلى أخرى إمبريالية ورغم أن أحداث سبتمبر 2001م في نيويورك مثلت بداية هذا التحول الأمريكي..
ومن غزو أفغانستان، إلى غزو العراق، وقبلهما غزو يوغسلافيا وتقسيمها، وتدعيم حرب الشيشان، و”الثورات الملونة” في دول آسيا الوسطى وخاصة في الجمهوريات المستقلة عن الاتحاد السوفيتي، في محاولة أمريكية لإعادة رسم خرائط العالم دفاعا عن مصالحها وديمومة هيمنتها من خلال القوة وإبقاء الكيان الإسرائيلي في حالة تفوق شامل باعتباره القاعدة العسكرية المتقدمة لأمريكا والغرب في الوطن العربي، فارضة حد التحريم على أي قوة المس بهذا الكيان أو زعزعة امنه واستقراره بأي شكل من الأشكال سواء من قبل دول في المنطقة أو من قبل أبناء الشعب الفلسطيني المحتل والمحرم عليه مقاومة الاحتلال، بذريعة الحوار، فيما الحوار لم يجدي مع مخلوقات قتلوا الأنبياء والرسل وعلى ذبح بقرة قعدوا يحاورون الله سبحانه وتعالى 40 عاما”.
فكيف الحال إن تعلق الحوار بفلسطين ومقدساتها؟
المشهد أيضا لا يخرج عن سياق الصراع الجيوسياسي الدائر بين أمريكا والغرب من ناحية، وروسيا الاتحادية والصين، من ناحية أخرى، ومعهما مجموعة من دول الجنوب المنظوية في إطار دول البريكس المطالبة بعالم متعدد الأقطاب، وهو ما لم ترغب به واشنطن ولندن تحديدا.
أحداث وتداعيات شهدتها المنطقة والعالم منذ انهارت أبراج منهاتن كشفت عن إخفاق أمريكا في تحقيق أهدافها الاستراتيجية رغم تحولها إلى دولة إمبريالية استعمارية تعتمد على القوة في فرض خياراتها على العالم.
إن أمريكا التي تتلذذ بإبادة الشعب العربي في غزة وفلسطين، ومن دمرت سوريا، ولبنان، واليمن، وليبيا، والسودان، وتخلت عن واجبها كقوي عظمى معنية بحماية الأمن والسلم الدوليين قانونيا واعتباريا سقطت أخلاقيا وحضاريا كإدارة على مستوى الداخل الأمريكي من خلال الإجراءات التعسفية التي تتخذها بحق المهاجرين وبحق حريات الرأي والتعبير، لدرجة انها أصبحت تهدد ملايين الطلاب بالطرد، فقط لأنهم عبروا عن تضامنهم مع أطفال ونساء غزة، وهو مالم يحدث في كل تاريخها الممتد لثلاثمائة عام، سلوك يعبر عن أزمة وجودية تعيشها هذه الإمبراطورية، التي تعاني حالة رعب وقلق من النفوذ الصيني المتنامي على خارطة العالم، ومن قدرات روسيا الاتحادية، فسعت بكل قوتها العسكرية لاستباق نفوذهما بضرب النطاقات الجيوسياسية التي يمكن أن تكون جزءا من نفوذهما.
في ذات الوقت الذي تحاول فيه فرض هيمنتها المطلقة على الوطن العربي الذي به والسيطرة عليه تستمد أمريكا نفوذها وسيطرتها على الخارطة الكونية..
بيد أن التصدع الذي أصاب المجتمع الصهيوني يمثل بدوره حصيلة طبيعية لما يحدث في المجتمع الأمريكي الراعي الرسمي لهذا الكيان.
رد الفعل الصهيوني على معركة طوفان الأقصى والمبالغ فيه لدرجة الهوس، لا يعكس حالة قوة صهيونية بل يعبر عن ضعف وارتباك، وخوف لدرجة الرعب، لأن ما حدث كان زلزالاً كارثياً وليس مجرد فعل مقاوم مشروع، في كل القوانين والتشريعات الأرضية والسماوية.. لكنه صهيونيا وأمريكيا وغربيا حدث مزلزل وغير مسبوق، وإهانة لكل أساطير الكيان ولأمريكا، التي خرجت من أفغانستان بصورة مذلة ومهينة فحاول ترامب استعادة مجدها من خلال حرب الإبادة في غزة ولبنان والهجوم على إيران، فيما اتخذ من التعرفة الجمركية سلاحا في مواجهة الصين.